|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التحذير من الإسراف د. باسم عامر إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار. قال الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِى غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ). وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلْ مَا شِئْتَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ. عباد الله: إن دين الإسلام هو دين التوسط والاعتدال والتوازن، في جميع أحكامه وتعاليمه، في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، وقد وصف الله تعالى هذه الأمة بالأمة الوسط، فقال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). ومن الأمور التي تتعارض مع مبدأ الوسطية والاعتدال، الإسراف ومجاوزة الحد، فالإسراف خَصلةٌ ذميمة، ذمها الله تعالى في نصوص كثيرة، وحذر من فعلها، وبين أنها من أسباب العقوبات التي تنزل بالأمم. ويكفي في ذمها أن الله تعالى جعل هذه الفئة من إخوان الشياطين، قال تعالى: (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً). وأخبر جل وعلا بأنَّ المسرفين هم أهل النار، فقال تعالى: (وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ)، وأخبر سبحانه وتعالى أنَّ الإسراف موجبٌ للحرمان من الهداية والتوفيق من الله جل وعلا، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)، وقال تعالى: (كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ). عباد الله: الإسرافُ هو مجاوزة الحدِّ والاعتدال، فأي أمر تجاوز فيه الإنسان الحد والاعتدال، فإنه يعد مسرفاً، والإسراف له صور وأشكال كثيرة، من أبرزها الإسراف في إنفاق المال على المأكل والمشرب والملبس، فكثير من المسلمين يقعون في الإسراف في هذه الأمور يومياً. لذا جاء تخصيص هذه الأمور في قوله تعالى: (وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرٌّا مِن بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ). ولعل من أبرز مظاهر الإسراف ما يحصل في المناسبات والاحتفالات، لا سيما في الأعراس وحفلات الزواج، وما يحصل فيها من بذخ وترف وتضييع الأموال، من أجل المباهاة والتفاخر بين الناس، وهذا ما لا يرتضيه الإسلام، بل يتعارض مع مقاصده وأهدافه. عباد الله، إن الاقتصاد في إنفاق الأموال، والتوسط في ذلك، من صفات عباد الرحمن، الذين أثنى الله عليهم، بقوله جل وعلا: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)، لذا فمن كمال عقل الإنسان، وتمام دينه أن يحافظ على أمواله من الضياع، لأنه مسؤول عنها يوم القيامة. أقول قولي هذا... الخطبة الثانية: الحمد لله ... وبعد: لقد أنعم الله عز وجل علينا نعماً كثيرة لا تحصى، كما قال تعالى: (وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)، ومن هذه النعم التي نتقلب فيها نعمةُ الماء والكهرباء، فلا يوجد بيت من البيوت إلا أصبح الماء والكهرباء من ضرورياته اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها. ولكي نحافظ على هذه النعمة، ينبغي علينا أن نلتزم المنهج الإسلامي في القصد والاعتدال في استهلاك الماء والكهرباء، وعدمُ الإسراف واللامبالاة عند اسنخدامها، فإن كثيراً من الناس يتهاون في هذا الأمر، ويستهلكون الماء والكهرباء بلا حاجة ولا ضرورة، مما ينطبق وصف الإسراف وإضاعة المال. عباد الله: الاقتصاد في استهلاك الماء سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان عليه الصلاة السلام (يتوضأ بالمُد، ويغتسل بالصاع)، والمد يقدر بملء الكفين، والصاع بأربعة أمداد، هكذا يعلمنا نبينا صلى الله عليه وسلم كيفيةَ الاستهلاك، والمحافظةَ على النعم من الزوال. هذا وصلوا على الحبيب المصطفى...
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |