عبودية الصبر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 39 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1192 )           »          عين جالوت - معركة رمضانية ظافرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الوزير نظام الملك أبو علي الطوسي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          طريقة عمل البطاطس المحشية باللحمة المفرومة.. سهلة وبتشبع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          4 خطوات لتنفيذ المكياج التركى موضة 2025.. هتبقى شبه "توركان سوراى" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طريقة عمل كيك الحرنكش.. مشبعة وطعمها حلو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          نباتات وزهور يمكن وضعها في مطبخك للتخلص من الروائح المزعجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          لو خلص ومش عارفة تعملى إيه.. 6 خطوات لعمل الفاونديشن في البيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          6 نصائح لحماية الطفل من الاعتداء البدنى والتحرش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-02-2021, 04:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,188
الدولة : Egypt
افتراضي عبودية الصبر

عبودية الصبر


الشيخ : حسام بن عبد العزيز الجبرين




عناصر الخطبة

1/ حاجتنا لخلق الصبر 2/ وقفات مع آيات قرآنية عن الصبر والصابرين 3/ أنواع الصبر 4/ أمور تعين على التخلّق بالصبر


اقتباس

خُلُق كريم تحتاجه البشرية جمعاء، ذُكورًا وإناثًا، قديمًا وحديثًا، يُحتاج إليه في أمور الدِّين والدنيا، يُحتاج إليه في التعبُّد والطاعات، وفي التعلُّم والشهادات، وفي الصناعة والتجارات، عاقبتُه جميلة طيِّبة في الدنيا، ويكون عبادةً، وأجرًا في الآخرة.








الخطبة الأولى:


أمَّا بعد: فقد قال الحقُّ -سبحانه- في آخِر آية نزلَتْ مِن القرآن: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة:281].

مَعاشِرَ الكِرام: خُلُق كريم تحتاجه البشرية جمعاء، ذُكورًا وإناثًا، قديمًا وحديثًا، يُحتاج إليه في أمور الدِّين والدنيا، يُحتاج إليه في التعبُّد والطاعات، وفي التعلُّم والشهادات، وفي الصناعة والتجارات، عاقبتُه جميلة طيِّبة في الدنيا، ويكون عبادةً، وأجرًا في الآخرة.

هو عندَ القتال شجاعَة، وعندَ الإنفاق كرَم، وعند الغَضَب حِلْم، وقد قال الأوَّل:
الصَّبْرُ مِثْلُ اسْمِهِ مُرٌّ مَذَاقَتَهُ *** لَكِنْ عَوَاقِبُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ

نعم إخوة الإيمان، إنَّه الصبر، الذي جاءَ ذِكْرُه في القرآن الكريم في أكثرَ مِن تِسعين موضعًا، تارةً بالأمر به، وتارةً بمَدْح أهله، وأُخرى بذكْر فضله، وتارةً بالنهي عن ضدِّه.

وهكذا، نحتاج الصَّبر عندَ فعل الطاعات، وعلى رأسها إقامةُ الصلوات، ونحتاج الصبرَ عندَ مجانبة ما تهوَى النَّفْس مِن المحرَّمات، سواء كان قولاً أو نظرًا أو سماعًا أو غير ذلك، نحتاجُه عندَ نزول البلاء؛ مِن مرَض أو خَسَارة، أو فقْد عزيز، أو غير ذلك.

أيها الفضلاء: تعالَوْا نتأمَّلْ بعضَ كلام ربِّنا عن الصبر وفضائله، لقد أمرَنا به المولَى -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة:153]، لقد أَثنى الله على أهله: (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة:177]، وأخبرَنا الحقُّ -سبحانه- أنَّ الصبر جزاؤه وأجْرُه بلا حساب: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10].

الصبر جاءتِ البشرى لأهله: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 155-157].

وأهل الصبر أخْبر الله أنَّه معهم: (إِنَّ اللَّهِ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة:153]، قال ابن القيِّم: "وهي معيَّة خاصَّة، تتضمَّن حِفظَهم ونصْرَهم وتأييدهم".

الصبر خيرٌ لأصحابه: (وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [النساء:25]، الصَّبر شرَّف الله أهلَه بمحبَّته لهم: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران:146]، أهل الصَّبْر أهل عزائم: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى:43].

أهل الصبر ينتفعون بالآيات والعِبر: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [إبراهيم:5]،

واللهُ -سبحانه وتعالى- يَجزي بالصبر أحسنَ الجزاء؛ إذ يقول: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:96]، وبالصبر والتقوى يأتي النصر والمدد: (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ) [آل عمران:125]، بل إنَّ الفوز بأعْلى المطالِب بسبب الصبر: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار) [الرعد: 23-24].

إخوة الإسلام: إنَّ تغيير ما ألِفه الإنسانُ واعْتادَه مِن المعاصي، وربَّما سنين طوالاً، لَأمرٌ فيه مشقَّة وتعب، وخصوصًا عند البداية، لكنْ؛ يا تُرى، ما هو الحل؟.

فمثلاً، مِن الناس مَن اعتاد على صلاةِ الفجر في بيْته، أو ربَّما يُصلِّي بعض الصلوات في بيته تاركًا الجماعة، ومِن الناس مَن اعتاد على الكَذِب أو الغِيبة، أو شُرْب الدُّخَان، أو قطيعة الرَّحم، أو العقوق، أو غير ذلك. يا ترى؛ ما هو الحل؟.

إنَّه بالاستعانة بالله والصَّبر، وتذكُّر أنَّ المرارة بادئ الأمر، ومرارة الدنيا أخفُّ بكثيرٍ من مرارة الآخرة، بل لا تُقارَن بها، وفي البخاري مرفوعًا: "ومَن يتصبَّرْ يُصبِّرْه الله، وما أُعطِي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصَّبْر"، وأبشر بربٍّ كريم، توَّاب رحيم! (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) [العنكبوت:69].

عندَ التذكير نشتاقُ إلى رِضا الله وجنَّته، ونخاف سخطَه وعِقابَه، والتمنِّي لا ينفع إلا إذا كان متبوعًا بالعمل الصالِح، فحَرِيٌّ بالمسلِم التقرُّبُ إلى مولاه بفِعْل الطاعات، وترْك المحرَّمات، والتوبة عندَ الزَّلَل، مستعينًا بربه، صابرًا محتسبًا، واستحضِرْ: (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) [المدثر:7].

يقول الأول:
إِنِّي رَأَيْتُ وَفِي الْأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ *** لِلصَّبْرِ عَاقِبةً مَحْمُودَةَ الْأَثَرِ
وَقَلَّ مَنْ جَدَّ فِي أَمْرٍ يُطَالِبُهُ *** فَاسْتَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلاَّ فَازَ بِالظَّفَرِ

اللهمَّ اجعلنا مِنَ الصابرين على طاعتك، وعن ما يُسخِطك ويُغْضبك، واغفرْ لنا ولجميع المسلمين.


الخطبة الثانية:


الحمد لله القائل: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) [محمد:31]، وأشهد ألاَّ إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا،

أما بعد: فقد بيَّن أهلُ العلم أنَّ الصبر أنواع، قال ابنُ القيِّم: وهو ثلاثة أنواع: صبرٌ على طاعة الله، وصَبْر عن معصية الله، وصَبْر على أقدار الله المؤلِمة. اهـ.

وممَّا يُعِين المسلِمَ على الصبر في الطاعات: تقويةُ الإيمان، والرغبةُ فيما عندَ الحق -سبحانه- مِن أنواع الفضْل والنعيم، فيسهل على المسلِم التزوُّد من نوافل الطاعات.

وممَّا يعين المسلِم على التحلي بالصَّبْر عن المحرَّمات: تقوية الإيمان بالخوف مِن الله ووعيدِه؛ إذ إنَّ الخوف إذا قَوِيَ قلَّتِ المعاصي، وأكثَر العبدُ من التوبة.

وممَّا يُعين المسلِمَ على الصبر على البلاء: احتسابُ الأجْر، وتكفير السيئات، يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "ما يُصيبُ المسلِمَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَب، ولا هَمٍّ ولا حَزَن، ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفَّر الله بها مِن خطاياه" أخرجه الشيخان.

وعن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله قال: "يقول الله -تعالى-: ما لعبدي المؤمِن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صَفيَّه من أهل الدنيا، ثم احتسبه، إلا الجنة".

وممَّا يُعين على الصبر: تهوين البلية؛ إذ لم تكن أعظمَ منها، وأيضًا تذَكُّر نِعَم الله الكثيرة التي أُعطيَها، مع استحضار ما مضَى ذِكْرُه من الفضائل في الخُطبة الأولى.

وَإِنْ كَانَ أَمْرٌ لاَ تُطِيقَانِ دَفْعَهُ *** فَلاَ تَجْزَعَا مِمَّا قَضَى اللَّهُ وَاصْبِرَا
أَلَمْ تَرِيَا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفْعُهَا *** قَلِيلٌ إِذَا مَا الشَّيْءُ وَلَّى وَأَدْبَرَا

ثم صلُّوا وسلِّموا…

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]