عندما يغيب المنهج (غياب المقاييس في الأدب) أ. صالح بن أحمد الشامي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4947 - عددالزوار : 2048597 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4523 - عددالزوار : 1317005 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3117 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2022, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي عندما يغيب المنهج (غياب المقاييس في الأدب) أ. صالح بن أحمد الشامي

عندما يغيب المنهج (غياب المقاييس في الأدب)
أ. صالح بن أحمد الشامي




إن المنهج الإسلامي - كما رأينا - يحرص على التوازن في تربية الحس الجمالي، لأنه يريده نماء للأصل.

وقد رأينا عنايته بالإنسان من حيث مظهره وسلوكه وأخلاقه وإنتاجه، وكيف اتجه - بعد ذلك - إلى كل جانب من هذه الجوانب فحقق التوازن فيه.. فمن حيث المظهر - مثلاً - طلب العناية بالجسم والثياب والمكان وفق نظام دقيق يقوم على الطهارة أولاً، ثم العمل على تحصيل الجماليات..

وهكذا ذهب في كل الجوانب الأخرى..

وبهذا كان الحس الجمالي لدى المسلم حساً عاماً مرهفاً، تجاه كل ما يصادفه.

إنه لن يكون مرهف الحس إزاء الصوت العذب، ثم يكون بليداً أو جاهلاً إزاء اللوحة الفنية الجميلة، أو إزاء اللوحة الشعرية الصادقة..

إنه لن يكون مرهف الحس أمام الفن الجميل.. ثم يكون متبلد الحس أمام اللوحات الواقعية التي تتطلب منه تحويل هذا الحس إلى سلوك وعمل..

إنه لن يكون مرهف الحس وهو يقف أمام لوحات «موريللو» التي تصور الأطفال الفقراء.. ثم يكون متبلد الحس وهو يرى هذه اللوحات نفسها في واقع الحياة.. إنه تفاعل في كل الاتجاهات.

قد لا يكون سموه فيها متماثلاً أو متساوياً، ولكنه لن يهبط في واحد منها عن «الحد الأدنى» في حال من الأحوال. وبتعبير آخر، إنه قد لا ينتج الجمال في بعضها، ولكنه لن ينتج القبح في واحد منها أبداً، وهذا هو المهم.

ويعود الفضل في هذا التوازن إلى المنهج نفسه، أما عندما يغيب المنهج فإن الخلل يعم، وتسيطر الفوضى.

ونحاول الحديث عن بعض هذا الخلل.

غياب المقاييس:
أغرق الروائي الفرنسي المشهور «أميل زولا» [1840 - 1902] في أسلوبه في الأدب المكشوف، فأخذ يصف حياة شخصياته معبراً عن نزعاته الداعرة وعن النزوات الجنسية لشخصياته..

ووجد رواجاً لأدبه.. ووجد معارضة أيضاً.

وكتب الشاعر الفرنسي «شارل بودلير» [1812 - 1867] ديوانه «أزهار الشر»، ذلك الديوان الذي فاق فيه كل من كتبوا في الأدب المكشوف بما ساقه من وصف جنسي لنزوات المرأة وحياتها الشهوانية، وأجزاء جسمها، وغير ذلك من مسائل، قد يمنع الحياء من التحدث عنها، كما يقول الدكتور محمد علي أبو ريان[1].

واستنكر الناس فعله.. وحكم القضاة بمصادرة ديوانه.

ووقف كل من «أميل زولا» و«فيتكور هيجو» يدافعان عنه، بل إن «فيكتور هيجو» رمى القضاة بالجهل والتعصب وعدم تذوق الأدب، وبأنهم خانوا حرية الفن.

ونحن لا نشك في الذوق الأدبي لهيجو أديب فرنسا الكبير، ولا نشك بأنه أكثر تذوقاً للأدب من القضاة الذين هم رجال قانون... ولكن السؤال المطروح: ما هو المقياس الذي اعتمده كل من الفريقين؟.

قد يقال: إن هيجو أعطى حكمه بمقياس أدبي، وأعطى القضاة حكمهم بمقياس أخلاقي.

ولكنا نقول: فأين التنسيق بين المقاييس، حتى لا يقع هذا التناقض العجيب..

وأما النحات الفرنسي المشهور «رودان» فإن معظم تماثيله، هي أجساد نساء عاريات، قد أبرز فيها ملامح الأنوثة الصارخة..

وقد وجد من استحسن ذلك ورآه غاية في الفن والجمال، ووجد أيضاً من استهجن فعله واستقبحه.. ونتساءل: ما هو المقياس؟.

ورسم «أدوار مانيه» لوحته المشهورة «أوليمبيا»، فثار النقاد في وجهها قائلين عن تلك المرأة التي صورها، إنها نوع من أنثى الغوريلا، إنها مسخ دميم من المطاط محاط بالسواد، إنها نموذج التقط من أحط أوساط الصعاليك، ذات بطن صفراء مقززة، ترقد على الفراش عارية، وتتحدى كل قيم الذوق الجميل والأخلاق الفاضلة، وعلق النقاد أيضاً على هذه اللوحة بأنها شيء مضحك..

ولكنها لوحة مشهورة.. فما هو المقياس؟.


تلك أمثلة يسيرة من عالم يضج بالمتناقضات، تعطلت فيه المقاييس وما ذاك إلا لفقدان المنهج الذي ينسق ويوازن بين الأنظمة وبين القيم فلا يتعارض الحق مع الخير ولا يتعارضان مع الجمال.. وتلك هي خاصية المنهج الإسلامي التي تفرد بها.. فلم يشاركه غيره فيها.


[1] انظر فلسفة الجمال. محمد علي أبو ريان ص 117.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]