التناص عربيا وغربيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أَوْقِفُوا الشَّمْسَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311645 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2042168 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132949 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-12-2022, 03:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,858
الدولة : Egypt
افتراضي التناص عربيا وغربيا

التناص عربيا وغربيا


بوطاهر بوسدر



أولاً: التناصُّ عند العرب:
التناص لغة مصدر للفعل تناصّ (تناصص بفك الإدغام)، وهو على وزن تفاعل الدال على المشاركة. وعندما نبحث في المعجم عن الكلمة نجد أنها بمعنى الازدحام، فقد جاء في تاج العروس "تَنَاصَّ القَوْمُ: ازْدَحَموا"[1]. وهذا المعنى قريب من المشاركة، وهذا يعني أن هناك توافقا بين الدلالة المعجمية والدلالة الصرفية التي يوحي بها وزن الكلمة. وفي معجم اللغة العربية المعاصرة نقرأ " تناصى يتناصى، تَنَاصَ، تناصيًا، فهو مُتناصٍ تناصى القومُ: أخذ بعضُهم بنواصي بعض في الخصومة ..هبّتِ الريحُ وتناصتِ الأغصانُ: علَقت رءوس بعضها ببعض"[2]. وفي هذا دلالة الاشتباك والازدحام والتداخل، رغم أن الفعل تناصى من الناصية، ولعلها قريبة من النص لأنها ظاهرة ومرفوعة و"الفلاة تُناصي الفلاة: أي تتصل بها."[3] من المناصاة وهي قريبة من مفهوم التناص لأنه اتصال بين النصوص.
لقد أدرك العرب القدامى تداخل النصوص، وأخذ بعضها من بعض، سواء في الشعر أو النثر، يقول زهير ابن أبي سلمى:
ما أرانا نقول إلا معاراً *** أو معاداً من لفظنا مكرورا[4]


إذا كان الشطر الثاني من البيت يدل على أن الشعراء أصبحوا لا يأتون بالجديد في شعرهم فهو يكررون المواضيع فإن كلمة "معاراً" في الشطر الأول تحيل على مفهوم التناص، فهي تدل على أخذ الشاعر من شعر غيره. وهذا ما أحس به زهير بن أبي سلمى" فهو يشعر أنهم يبدؤون ويعيدون في ألفاظ ومعان واحدة، ويجرون على طراز واحد، طراز تداولته مئات الألسنة بالصقل والتهذيب، فكل شاعر ينقح فيه ويهذب ويصفي جهده حتى يثبت براعته"[5]. وهذا التداخل أو التفاعل النصي، أكده النقاد العرب قديماً، فأبو هلال العسكري يقول "ليس لأحد من أصناف القائلين غنى عن تناول المعاني ممن تقدمهم، والصب على قوالب من سبقهم"[6]. وأحمد بن أبي طاهر(ت385) يؤكد أن كلام العرب" ملتبس بعضه ببعض، وآخذ أواخره من أوائله، والمبتدع منه والمخترع قليل إذا تصفحته وامتحنته.... ومن ظن أن كلامه لا يلتبس بكلام غيره فقد كذب ظنه وفضحه امتحانه"[7].
ومما يدل كذلك على وعي العرب بمفهوم التناص، وحضور النصوص القديمة في النصوص الجديدة، تلك الطريقة المشهورة لتعلم نظم الشعر، والمتمثلة في قراءة أشعار العرب وحفظها ثم نسيانها، وقد ذكر ابن خلدون هذه الطريقة في مقدمته، وعلق الناقد الجزائري عبد المالك مرتاض على ذلك قائلا: "أو ليس هذا هو التناص؟ أو ليس هذا هو حوار النصوص السابقة مجسدة في النص الحاضر المكتوب، فيما يزعم الحداثيون الغربيون على الأقل؟"[8].
لكن العرب وإن كان لهم وعي بمفهوم التناص فهم لم يستعملوا المصطلح بل استعملوا مصطلحات أخرى "في الحقل البلاغي (كالتضمين، والتلميح، والإشارة، والاقتباس... إلخ)، وفي الميدان النقدي (كالمناقضات، والسرقات، والمعارضات... الخ). وكلها تقترب قليلاً أو كثيراً من مفهوم (التّناصّ)"[9] وسأحاول أن أضيء بعض هذه المصطلحات:
♦ الاقتباس: هو عند البعض "أن يُضَمِّنَ المتكلّم كلامه من شعر أو نثر كلاماً لغيره بلفظه أو بمعناه، ... دون أن يعزو المقتبس القول إلى قائله"[10]. وهناك من يرى أن الاقتباس هو "أن يضمن المتكلم كلامه كلمة من آية، أو آية من آيات كتاب الله خاصة."[11] ومن أمثلة الاقتباس: "قول ابن نباتة السعدي في بعض خطبه: فيا أيها الغفلة المطرقون! أما أنتم بهذا الحديث مصدقون؟ ما لكم لا تسمعون! ﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾[الذاريات: 23]"[12].
الاستشهاد: غالبا ما يكون بالقرآن والحديث، ويتميز عن الاقتباس بالتنبيه على الكلام المستشهد به. ويقول القلقشندي إنه قليل الوقوع في الكلام والدوران في الاستعمال، ويعرفه بأن "يُضمَّن الكلام شيئا من القرآن الكريم، ويُنبَّه عليه مثل قول الحريري في مقاماته: فقلت وأنت أصدق القائلين ﴿ وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ﴾"[13].
التضمين: "هو أن يضمّن المتكلّم كلامه كلمة من آية أو حديث أو مثل سائر أو بيت شعر"[14] وهناك من يرى أن التضمين هو "أن يضمّن الشاعر شعره بيتا من شعر الغير، مع التصريح بذلك إن لم يكن البيت المقتبس معروفا للبلغاء»[15] ومثاله "قول عنترة العبسي:
إذ يتقون بي الأسنةَ لم أخمْ *** عنها ولكني تضايقَ مقدمي
ضمنه مسلم بن الوليد، فقال:
ولقد سما للخرميّ، فلم يقلْ *** يومَ الوغى: إني تضايقَ مقدمي"[16]
إلا أن مسلما لم يصرح لشهرة عنترة وشهرة معلقته.
التلميح: هو كالتضمين ومعناه " أن يشار إلى قصة أو شعر من غير ذكره، كقول أبى تمام:
فو الله ما أدرى أأحلام نائم *** ألمّت بنا أم كان في الرّكب يوشع؟
أشار إلى قصة يوشع - عليه السّلام - واستيقافه الشمس"[17] حيث طلب من الله أن يوقف الشمس في القصة المعروفة "ومن التلميح ضرب يشبه اللُّغْز، كما روي أن تميميا قال لشريك النميري: "ما في الجوارح أحب إلي من البازي" فقال: "إذا كان يصيد القطا". أشار التميمي إلى قول جرير:
أنا البازي المطل على نمير *** أتيح من السماء لها انصبابا
وأشار شريك إلى قول الطرماح:
تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا *** ولو سلكت طرق المكارم ضلت"[18].
- التوارد: وهو أن يتفق الشاعران في شعرهما دون أي يسمعا بعضهما، والتوارد كثير في أشعار العرب: قال امرؤ القيس:
وقوفاً بها صحبي عليَّ مطيهم *** يقولون: لا تهلك أسىً وتجمل
وقال طرفة بن العبد:
وقوفاً بها صحبي عليَّ مطيهم *** يقولون: لا تهلكْ أسىً وتجلدِ"[19]
ودون أن نخوض في بقية المصطلحات القريبة من مفهوم التناص، يمكن التأكيد على أن العرب قديما عرفوا المفهوم، وأدركوا ما للنصوص من علاقات، ومدى تأثيرها في بعضها.
أما عند العرب في العصر الحديث، فالدارسون لم يتفقوا من حيث المصطلح حيث نجد كثرة الترجمات منها: التناص، التناصية، التداخل النصي، النصوصية، تداخل النصوصية، النص الغائب، العبر نصية. إلا أن مصطلح التناص كان الأكثر استعمالا.
يعتبر الناقد المغربي محمد بنيس أول من حاول الاستفادة من فكرة التناص الغربية وتطبيقاتها، وقد تناول المفهوم بمصطلح التناص، ثم التداخل النصي، ثم هجرة النصوص، في كتابه "ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب، مقاربة بنيوية تكوينية". وهو يرى أن التناص يقوم على ثلاث آليات، هي الاجترار والامتصاص والحوار[20].
وقد استعمل محمد مفتاح مصطلح التناص، ثم حوار النص، ثم استعمل مصطلح التخاطب الذي يعرفه بأنه " وجود علاقي خارجي بين أنواع من الخطاب، وداخلي بين مستويات اللغة"[21]، ويقسم مفتاح التناص إلى داخلي وخارجي، فالأول يكون بين أعمال الكاتب والثاني يكون بين أعماله وأعمال غيره[22].
أما الناقد سعيد يقطين فقد استعمل مصطلح التفاعل النصي، فهو يقول: "إننا نستعمل التفاعل النصي مرادفا لما شاع تحت مفهوم التناص أو المتعاليات النصية كما استعملها جنيت بالأخص"[23] ويرى أن التفاعل النصي له ثلاث أنواع: (Intertextualité) التناص،(Métatextualité) الميتانصية، (Paratextualité) المناصة. ويرى أن للتفاعل النصي ثلاثة أشكال: ذاتي يكون بين نصوص الكاتب، وداخلي يكون بين نصوص الكاتب ونصوص معاصريه، وخارجي يكون بين نصوص الكاتب ونصوص سابقيه[24].
وقد ناقش صلاح فضل مفهوم التناص في عدد من كتبه منها "شفرات النص"، وهو يرى أن التناص ليس مجرد نصوص سابقة أو متزامنة، بل هو إنتاج جديد فهو "عمل تحويل وتمثيل عدة نصوص يقوم به نص مركزي يحتفظ بزيادة في المعنى"[25]. ويعرف الناقد الجزائري عبد المالك مرتاض التناص بقوله إنه " حدوث علاقة تفاعلية بين نص سابق ونص حاضر لإنتاج نص لاحق"[26] وهذا يعني أن التناص تبادل للتأثير بين عدة نصوص.
وخلاصة القول إن العرب عرفوا قديما أشكالا عديدة من التناص وتدارسوها نقديا، ولكن المصطلح غريب عنهم. أما العرب في العصر الحديث فقد عرفوا المصطلح عن طريق الترجمة، وكان للمغاربة السبق في تناول المفهوم ودراسته كما نجد عند محمد بنيس، ومحمد مفتاح، وسعيد يقطين، وثلة أخرى من النقاد المغاربة. كما اهتم به بعض المشارقة كصلاح فضل وصبري حافظ وسامية محرز.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 101.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 99.39 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.70%)]