المجيب جل جلاله وتقدست أسماؤه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 32612 )           »          من أحكام سجود السهو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فضل الدعاء وأوقات الإجابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1983 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1269 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى حاجته، ثم استنجى من تور، ثم دلك يده بالأر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مفهوم القرآن في الاصطلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير سورة الكافرون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مسائل في فقه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2024, 07:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,857
الدولة : Egypt
افتراضي المجيب جل جلاله وتقدست أسماؤه

المُجِيبُ

الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

عَنَاصِرُ الموْضُوعِ:
أولًا: الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ المُجِيبَ مِنْ أَسْمَاءِ الله تَعَالَى.
ثانيًا: الدِّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (المُجِيبِ).
ثالثًا: المَعَانِي الإِيمَانِيَّةُ لاسْمِ المُجِيبِ.

النِّيَّاتُ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَحْضِرَهَا الُمحَاضِرُ قَبْلَ إِلْقَاءِ هَذِهِ الُمحَاضَرَةِ:
أولًا: النِّيَّاتُ العَامَّةُ:
1- يَنْوي القيامَ بتبليغِ الناسِ شَيْئًا مِنْ دِينِ الله امْتِثَالًا لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «بلِّغُوا عَني ولَوْ آيةً» رواه البخاري.

2- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ مَجْلِسِ العِلْمِ[1].

3- رَجَاءَ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ مَجْلِسِه ذلك مَغْفُورًا لَهُ[2].

4- يَنْوِي تَكْثِيرَ سَوَادِ المسْلِمِينَ والالتقاءَ بِعِبادِ الله المؤْمِنينَ.

5- يَنْوِي الاعْتِكَافَ فِي المسْجِدِ مُدةَ المحاضرة - عِنْدَ مَنْ يَرَى جَوَازَ ذَلِكَ مِنَ الفُقَهَاءِ - لَأَنَّ الاعْتِكَافَ هو الانْقِطَاعُ مُدَّةً للهِ في بيتِ الله.

6- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى أَجْرِ الخُطُوَاتِ إلى المسْجِدِ الذي سَيُلْقِي فيه المحَاضَرَةَ[3].

7- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ انْتِظَارِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، إذا كانَ سَيُلْقِي مُحَاضَرَتَه مثلًا مِنَ المغْرِبِ إلى العِشَاءِ، أَوْ مِنَ العَصْرِ إِلَى الَمغْرِبِ[4].

8- رَجَاءَ أَنْ يَهْدِي اللهُ بسببِ مُحَاضَرَتِه رَجُلًا، فَيَأْخُذَ مِثْلَ أَجْرِهِ[5].
9- يَنْوِي إرْشَادَ السَّائِليِنَ، وتَعْلِيمَ المحْتَاجِينَ، مِنْ خِلَالِ الرَّدِّ عَلَى أَسْئِلَةِ المسْتَفْتِينَ[6].

10- يَنْوِي القِيَامَ بِوَاجِبِ الأمرِ بالمعروفِ، وَالنهيِ عَنِ الُمنْكَرِ - بالحِكْمَةِ والموعظةِ الحسنةِ - إِنْ وُجِدَ مَا يَقْتَضِي ذلك(4).

11- يَنْوِي طَلَبَ النَّضْرَةِ الَمذْكُورَةِ فِي قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْها»، رواه أحمدُ والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (6766).

ثُمَّ قَدْ يَفْتَحُ اللهُ عَلَى الُمحَاضِرِ بِنِيَّات صَالِحَةٍ أُخْرَى فَيَتَضَاعَفُ أَجْرُه لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إنما لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»، مُتَّفَقٌ عَلَيه.

ثانيًا: النِّيَّاتُ الخَاصَّةُ:
1- تَنْوِي تَعْرِيفَ المسْلِمِينَ باسْمِ الله (الُمجِيبِ).
2- تَنْوِي رَبْطَ القُلُوبِ بِالله -.
3- تَنْوِي تَعْرِيفَ المسْلِمِينَ بِأَحْكَامِ الدُّعَاءِ وَآدَابِهِ وَأَوْقَاتِ الإِجَابَةِ.

أولًا: الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ (المُجِيبَ) مِنْ أَسْمَاءِ الله تَعَالَى:
سَمَّى اللهُ نَفْسَهُ المُجِيبَ عَلَى سَبِيلِ الإِطْلَاقِ وَالتَّعْظِيمِ.

وَقَدْ وَرَدَ الاسْمُ مُعَرَّفًا وَمُنَوَّنًا مُرَادًا بِهِ العَلَمِيَّةَ وَدَالًّا عَلَى كَمَالِ الوَصْفِيَّةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴾ [الصافات: 75].

وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61].

وَلَمْ يَرِدْ الِاسْمُ في السُّنَّةِ إِلَّا في حَدِيثِ سَرْدِ الأَسْمَاءِ عِنْدَ الترمذي وابنِ مَاجَه.

ثانيًا: وُرُودُه في القُرْآنِ الكَرِيمِ:
الُمجِيبُ في اللُّغَةِ اسْمُ فَاعِلٍ، فِعْلُهُ أَجَابَ يُجِيبُ جَوَابًا وَإِجَابَةً وَاسْتِجَابَةً.

والإِجَابَةُ صَدَى الكَلامِ أو تَرْدِيدُه، أو المُحَاوَرَةُ في الكَلَامِ وَرَدُّ السُّؤَالِ[7].

وعِنْدَ البُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ل أَنَّهَا قَالَتْ: «وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الجَيْشُ فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ»[8].

وَالإِجَابَةُ كَذَلِكَ إِجَابَةُ الُمحْتَاجِ بالعَطِيَّةِ وَالنَّوَالِ، وَإِعْطَاءُ الفَقِيرِ عِنْدَ السُّؤَالِ، فَلِلمُجِيبِ مَعْنَيَانِ: إِجَابَةُ السَّائِلِ بالعِلْمِ، وَإِجَابَةُ النَّائِلِ بِالمَالِ[9].

والمُجِيبُ سُبْحَانَهُ هُوَ الذِي يُقَابِلُ السُّؤَالَ والدُّعَاءَ بِالقَبُولِ وَالعَطَاءِ، وهو الُمجِيبُ الذي يُجِيبُ الُمضْطَّرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيُغِيثُ الملْهُوفَ إذا نَادَاهُ، وَيَكْشِفُ السُّوءَ عَنْ عِبَادِهِ ويَرْفَعُ البَلاءَ عَنْ أَحِبَّائِهِ، وَكُلُّ الخَلَائِقِ مُفْتَقِرَةٌ إِلَيْهِ، وَلَا قِوَامَ لِحَياتِهَا إِلَّا عَلَيْهِ، لَا مَلْجَأَ لَهَا مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29]، فَجَمِيعُ الخَلَائِقِ تَصْمُدُ إِلَيْهِ وَتَعْتَمِدُ عَلَيْهِ[10].

وَشَرْطُ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ صِدْقُ الإِيمَانِ والوَلَاءِ، فَاللهُ حَكِيمٌ في إِجَابَتِهِ، قَدْ يُعَجِّلُ أَوْ يُؤَجِّلُ عَلَى حَسَبِ السَّائِلِ وَالسُّؤَالِ، أَوْ يَلْطُفُ بِعَبْدِهِ بِاخْتِيَارِهِ الأَفْضَلِ لِوَاقِعِ الحَالِ، أَوْ يَدَّخِرُ لَهُ مَا يَنْفَعُهُ عِنْدَ الَمصِيرِ والمآلِ، لَكِنَّ اللهَ تَعَالَى يُجِيبُ عَبْدَهُ حَتْمًا وَلَا يُخَيِّبُ ظَنَّهُ أَبَدًا كَمَا وَعَدَ وَقَالَ وَهُوَ أَصْدَقُ القَائِلِينَ: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

وَقَالَ: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].

وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو اللهَ بِدُعَاءٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَ لَهُ في الآَخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يُكَفِّرَ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بِقَدْرِ مَا دَعَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ بِقَطِيعَةِ رَحَمٍ أَوْ يَسْتَعْجِلْ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وَكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟ قَالَ: «يَقُولُ دَعَوْتُ رَبِّي فَمَا اسْتَجَابَ لي»[11].

ثالثًا: المَعَانِي الإِيمَانِيَّةُ لاسْمِ (المُجِيبِ)[12]:
خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ بِقُدْرَتِهِ، وَسَيَّرَهم وِفْقَ مَشِيئَتِهِ، وَدَبَّرَ شُئُونَهم بِحِكْمَتِهِ، واسْتَغْنَى عَنْهُمْ بِذَاتِهِ، فَكَانُوا الفُقَرَاءَ إِلَيْهِ فَقْرًا تَامًّا مِنْ أَوَّلِ أَمْرِهِمْ إِلَى آخِرِهِ، فَمِنْهُ وُجُودُهُمْ، وَإِلَيْهِ مَرَدُّهم، وَعَلَيْهِ اعْتِمَادُهُمْ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهم وَتَصَرُّفَاتِهِم، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [فاطر: 15 - 17].

لِهَذَا كَانَ الدُّعَاءُ مِنْ أَفْضَلِ الوَسَائِلِ التي يَضْرَعُ بِهَا العَبْدُ إِلَى ربِّهِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ وتَحْقِيقِ مَطَالِبِهِ الدِّينِيَّةِ والدُّنْيَوِيَّةِ.

وَذَلِكَ لأَنَّهُ تَعْبِيرٌ صَادِقٌ عَنِ العُبُودِيَّةِ الخَالِصَةِ، وَوَفَاءٌ بِحَقِّ الرُّبُوبِيَّةِ بِقَدْرِ طَاقَةِ العَبْدِ وَوُسْعِهِ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ - قَطْعًا - أَنْ يَؤُدِّي للرُّبُوبِيَّةِ حَقَّها مَهْمَا بَذَلَ فِي ذَلِكَ مِنْ جُهْدٍ.

قَالَ تَعَالَى: ﴿ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 74]؛ أَيْ: مَا عَرَفُوه حَقَّ مَعْرِفَتِهِ، وَمَا عَبَدُوهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ، وَمَا شَكَرُوهُ حَقَّ شُكْرِهِ، لَكِنَّهُمْ عَرَفُوهُ وَعَبَدُوهُ وَشَكَرُوهُ بِقَدْرِ طَاقَتِهِم، فَقَبِلَ اللهُ مِنْهُم مَا بَذَلُوهُ وَعَذَرَهم فِيمَا قَصَّرُوا فِيهِ.

وبالدُّعَاءِ يَسْتَدِرُّ العَبْدُ رَحْمَةَ الله تعالى وَيَسْتَجْلِبُ رِضَاهُ، فَإِذَا قَالَ العَبْدُ: يَا رَب، قَالَ لَهُ الرَّبُّ جَلَّ شَأْنُهُ: لَبَّيْكَ يَا عَبْدِي، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ العَبْدُ مُؤْمِنًا بِهِ مُخْلِصًا لَهُ صَادِقًا مَعَهُ فِي تَوَكُّلِهِ عَلَيْهِ وَثِقَتِهِ بِفَضْلِهِ.

والعَبْدُ إِذَا انْقَطَعَ عَنِ الدُّعَاءِ يَشْعُرُ بالكَرْبِ قَدْ أَلَمَّ بِهِ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ وَحَدَبٍ، وَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ يَعِيشُ وَحْدَهُ فِي غُرْبَةٍ مُوحِشَةٍ، وَيَجِدُ نَفْسَهُ في دَوَّامَةٍ مِنْ الُهمُومِ وَالأَحْزَانِ، فَيَضِيقُ صَدْرُه وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانُهُ بِخَيْرٍ، فَإِذَا دَعَا الله تعالىبِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ، وَاجْتَهَدَ في الدُّعَاءِ وَالضَّرَاعَةِ، وَجَدَ نَفْسَهُ قَدْ أُلْهِمَتْ رُشْدَها، وأُوتِيَتْ تَقْوَاها، واسْتَرَدَّتْ رَوْحَهَا وَرَيْحَانَهَا، وَاسْتَعَادَتْ ثِقَتَهَا بِخَالِقَهَا، وَعَادَ إِلَيْهَا مَا فَقَدَتْهُ - بِسَبَبِ الغَفْلَةِ - مِنْ نُورٍ كَانَتْ تَمْشِي بِهِ في النَّاسِ.

إِنَّ الدُّعَاءَ الخَالِصَ هو الطرِيقُ إِلَى اللِه تعالى؛ لِمَا فِيهِ مِنْ إِظْهَارِ الخُضُوعِ والذُّلِّ، والتَّمَسْكُنِ والتَّوَاضُعِ، وكَمَالِ الافْتِقَارِ إِلَى الله الوَاحدِ القَهَّارِ، فيه يَكُونُ القُرْبُ، ولَهُ يَكُونُ الحُبُّ، وبه يَكُونُ الفَلَاحُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

اقرأْ بِإِمْعَانٍ قَوْلَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

وَقَدْ وَحَّدَ اللهُ الضَّمَائِرَ في هذه الآيةِ لإِشْعَارِ عِبَادِهِ بِالإِيناسِ والقُرْبِ والحُبِّ والرَّحْمَةِ، فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْهُمْ قُرْبَ إِجَابَةٍ، وَهُمْ قَرِيبُونَ مِنْهُ قُرْبَ عِبَادَةٍ.

وهذه الضَّمَائِرُ تُفِيدُ الاخْتِصَاصَ بالدُّعَاءِ وَالضَّرَاعَةِ، فهو سُبْحَانَهُ جَدِيرٌ بِأَنْ يَتَوَجَّهَ العِبَادُ بِقُلُوبِهم إليه.

وَكَأَنَّهُ يَقُولُ: إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي أَنَا، عَنِّي أَنَا، فَإِنِّي أَنَا، أُجِيبُ أَنَا، دَعْوَةَ الدِّاعِي إذا دَعَانِي أَنَا، فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي أَنَا، وَلْيُؤْمِنُوا بِي أَنَا، لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ، أَيْ: لَعَلَّهُمْ يَبْلُغُونَ الرُّشْدَ، وهو الفَلاَحُ في الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ، إِذَا مَا خَصُّونِي أَنَا باِلدُّعَاءِ.

وَفِي التعبير (بإذا) مَا يُشْعِرُنا بِتَمَامِ الافْتِقَارِ إليه، فنحن لا مَحَالَةَ دَاعُونَ وَضَارِعُونَ ؛ لأَنَّ (إذا) أَدَاةُ شَرْطٍ لِمَا يَتَحَقَّقُ وُقُوعُهُ أَوْ يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ تَحْقِيقُه، بِخِلَافِ (إِنْ) الشَّرْطِيَّةِ ؛ فإنها يُؤْتَى بِهَا لِمَا يُشَكُّ في وقُوعِهِ.

ولمَّا كَانَ الدُّعَاءُ بِهَذِهِ الَمنْزِلَةِ تَكَرَّرَ الأَمْرُ بِهِ وَالتَّرْغِيبُ فيه بِأَسَالِيبِ الوَعْدِ ِبالإجَابَةِ وَالإثَابَةِ، من ذلك:
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].

﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].

﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80].

﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 110].

﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180].

﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55].

﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 199، 200].

﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205].

﴿ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [غافر: 65].

وَمِنْ فَوَائِدِ الدُّعَاءِ أَنَّهُ يُرَبِّي في النُّفُوسِ مَلَكَةَ الحَيَاءِ مِنَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ فَإِنَّ العَبْدَ إِذَا دَعَا رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهُوَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ اسْتَحْيَا مِنْهُ، فَإِذَا اسْتَجَابَ لَهُ اشْتَدَّ حَيَاؤُه، والحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ، وهو خَيْرٌ كُلُّه، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الصحيحِ.

كَمَا أَنَّهُ يَغْرِسُ في نُفُوسِ العِبَادِ العِزَّةَ؛ إِذْ يَلْجَأُ العَبْدُ في أَوْقَاتِ الشِّدَّةِ إلى الله وَحْدَهَ، ولا يَلْجَأُ إلى أَحَدٍ سِوَاهُ.

وهذه هي العِزَّةُ في أَسْمَى مَظَاهِرِهَا وأَرْقَى مَعَانِيهَا، فَهُمْ بِهَذِهِ العِزَّةِ مُلُوكٌ يُغْبَطُونَ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ مِنْ نِعْمَةٍ..

فَهَلْ هُنَاكَ أَعَزُّ وَأَكْرَمُ، وَأَقْوَى وَأَمْنَعُ، وأَغْنَى وأَعْظَمُ مِنْ عَبْدٍ اسْتَغْنَى بِخَالِقِهِ فَلَاذَ بِهِ وَلَمْ يَلُذْ بِسِوَاهُ، قَالَ قَائِلُهُم وهو في نَشْوَةِ العِزَّةِ التي مَنَّ اللهُ بِهَا عَلَيْهِ:
اللهَ قُلْ وذَرِ الوُجودَ وَمَا حَوَى
إِنْ كُنْتَ مُرْتَادًا بُلُوغَ كَمَالِ
فَالكُلُّ دُونَ اللِه إِنْ حَقَّقْتَهُ
عَدَمٌ على التَّفْصِيلِ والإِجْمَالِ


وَمِنْ فَوَائِدِ الدُّعَاءِ أَيْضًا أَنَّهُ يَنْقِلُ الدَّاِعي مِنْ صَخَبِ الحَيَاةِ وَضَوْضَائِها إلى رِحَابِ الُمنَاجَاةِ وصَفَائِها، ويَقْطَعُه ولَوْ لِفَتْرَةٍ مَحْدُودَةٍ عَنْ شَهَواتِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا ومَتَاعِها الزائِلِ لِيَصِلَه بِالمَلأِ الأَعْلَى، وَيَجْعَلُهُ يَشْعُرُ بِاللذةِ الرُّوحِيَّةِ، والطُّمَأْنِينَةِ القَلْبِيَّةِ، وَالسَّعَادَةِ النَّفْسِيَّةِ، وفي ذلك مَا فِيهِ مِنَ الاسْتِعْدَادِ القَوِيِّ، والتَّهَيُّؤ الفَعَّالِ، لِحُسْنِ التَّحَوِّلِ إلى الُمدَاوَمَةِ على ما يُرْضِي اللهَ، والعَزْمِ الأكيدِ على مُخالَفَةِ الهَوَى والشَّيْطَانِ.

وَبَعْدُ: فَإِنَّ هَذَا الاسْمَ الُمقَدَّسَ مِنَ الأسماءِ الحُسْنَى التي تَنْزِعُ مِنْ نُفُوسِ المؤْمِنِينَ مَا قَدْ يُصِيبُها مِنْ يَأْسٍ وجَزَعٍ وَخَوْفٍ وهَلَعٍ وَضَعْفٍ وَوَهَنٍ، وَيُشْعِرُهم بأَنَّ اللَه قَرِيبٌ مِنْ عِبَادِهِ، يُجِيبُ الُمضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وهو مُوقِنٌ بالإجَابَةِ، ويَكْشِفُ عنه السُّوءَ بما شَاءَ وَكَيْفَ شَاءَ؛ فَهُوَ نِعْمَ الَموْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ وَنِعْمَ الُمجِيبُ.

وَعَلَى العَبْدِ حين يَدْعُو رَبَّهُ ﻷ أَنْ يَسْتَحْضِرَ في قَلْبِهِ الشُّعُورَ بِأَنَّهُ مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ افْتِقَارًا تَامًّا، فَإِنَّ هَذَا الشُّعُورَ يُوَلِّدُ شُعورًا آخَرَ، وَهُوَ تَعْظِيمُ نِعَمِ الله عَلَيْهِ، فَيَدْعُو وَهُوَ شَاكِرٌ، ودُعَاءُ الشَّاكِرِينَ لا يُرَدُّ.

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 145].

وَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

وَبِهَذَا الشُّعُورِ المُزْدَوَجِ يَدْعُو العَبْدُ رَبَّه مِنْ غَيْرِ إِحْسَاسٍ بالجَزَعِ، الذي قَدْ يَعُوقُه عَنِ الإِخْلَاصِ فِيهِ.

فَإِذَا قَالَ العَبْدُ: يَا رَب، شَعَرَ بَادِئَ ذِي بِدْءٍ بِأَنَّهُ عَبْدٌ فَقِيرٌ يَدْعُو رَبًّا بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ، وهو يُقَدِّمُ بينَ يَدَي دُعَائِهِ أَنَّهُ مَغْمُورٌ بِالنِّعَمِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، وَإِنَّمَا يَدْعُوهُ إلى مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ طَمَعًا في الَمزِيدِ مِنْ وَاسِعِ رَحْمَتِهِ لَيْسَ إِلَّا، وَهَذَا الَمعْنَى قَدْ يَخْفَى على الكثيرِ مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ والَمعْرِفَةِ.

فَأَنَا حِينَ أُقْبِلُ على رَبِّي أُقْبِلُ عليه وأنا رَاضٍ بِمَا قَسَمَ، غَيْرَ جَازِعٍ مِمَّا وَقَعَ، فَيَرْفَعُ اللهُ دُعَائِي مَعَ هذين الشُّعُورَين: الشُّعُورِ بالافْتِقَارِ، والشُّعُورِ بِمَا قَضَى وَقَدَّرَ.

وَلَكِنْ لَا يَقْوَى العَبْدُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا إِذَا غَذَّى قَلْبَه وعَقْلَهُ وَرُوْحَه بِذِكْرِ الله تعالى؛ فَبِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ، وتَسْلَمُ مِنْ هَوَاجِسِ النَّفْسِ وَوَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ.

يقولُ اللهُ تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَمَرَنَا - جَلَّ شَأْنُهُ - بالإِكْثَارِ مِنْ ذِكْرِهِ؛ حَتَّى يَشْمَلَنا بِرَحْمَتِهِ وَيَعُمَّنَا بِفَضْلِهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَقَالَ جَلَّ شَأْنُه في سُورَةِ الأَحْزَابِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 41 - 43].

أَيْ: هُوَ الَّذِي يَرْحَمُكُمْ وَيَعْفُو عَنْكُمْ وَيَغْفِرُ لَكُمْ، ويُسَخِّرُ المَلَائِكَةَ بِالدُّعَاءِ لَكُمْ زِيَادَةً في صَحَائِفِ أَعْمَالِكم كُلَّمَا أَكْثَرْتُم مِنْ ذِكْرِهِ وَتَسْبِيحِه، فَإِذَا أَكْثَرَ العَبْدُ مِنْ ذِكْرِ رَبِّهِ رَبَا الإِيمَانُ في قَلْبِهِ، فَصَدَرَ مِنْهُ الدُّعَاءُ نُورًا يَتَلَالَأُ في سَمَاءِ الإِجَابَةِ وَالقُرْبِ.

﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].
==================================
[1] رَوَى مسلمٌ عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بِيوتِ الله، يَتْلُونَ كِتابَ الله ويَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نزلتْ عَليهم السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُم الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُم الملائكةُ، وَذَكَرَهُم اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

[2] َروَى الإمامُ أَحمدُ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (5507) عن أنسِ بنِ مالكٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَومٌ عَلَى ذِكْرٍ، فَتَفَرَّقُوا عنه إلا قِيلَ لَهُمْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُم»، ومَجَالِسُ الذِّكْرِ هِيَ المجالسُ التي تُذَكِّرُ بِالله وبآياتهِ وأحكامِ شرعهِ ونحو ذلك.

[3] في الصحيحين عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ غَدَا إلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ له في الجنةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أو رَاحَ».
وفي صحيح مُسْلِمٍ عَنْه أيضًا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَطَهَّرَ في بيتهِ ثُمَّ مَضَى إلى بيتٍ مِنْ بيوتِ الله لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله كانتْ خُطُواتُه: إِحدَاها تَحطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرَى تَرْفَعُ دَرجةً».

[4] رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ت أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُه، لا يَمْنَعُه أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أهلهِ إلا الصلاةُ».
ورَوَى البُخَاريُّ عَنه أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الملائكةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكم مَا دامَ في مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْه».

[5]، (4) رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لعلي بنِ أبي طالبٍ: «فوالله لأنْ يَهْدِي اللهُ بك رَجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النِّعَمِ».
رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إلى هُدَىً كَانَ لَه مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَه، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهم شيئًا».

[6] رَوَى التِّرْمِذِيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ عن أبي أمامةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللهَ وملائكتَه، حتى النملةَ فِي جُحْرِها، وحتى الحوتَ في البحرِ لَيُصَلُّون عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخيرَ»، وَصلاةُ الملائكةِ الاسْتِغْفَارُ.

[7] لسان العرب (1/ 283).

[8] البخاري في المغازي، باب حديث الإفك (4/ 1518) (3910).

[9] شرح أسماء الله الحسنى للرازي (ص: 281)، وتفسير أسماء الله للزجاج (ص: 51).

[10] الاعتقاد للبيهقي (ص: 60)، والأسماء والصفات (ص: 88).

[11] صحيح ما عدا قوله: «وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا» انظر: صحيح الجامع (5714)، وما بين القوسين ضعيف، انظر: ضعيف الجامع (5177).

[12] أسماء الله الحسنى (175 - 179) د. محمد بكر إسماعيل.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 14-08-2024 الساعة 07:09 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.11 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (2.54%)]