خطر الظلمات الثلاث - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          النقد العلمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          لماذا يشعر بعض المسلمين أحيانا بثقل بعض الأحكام الشرعية وعدم صلاحيتها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          وحدة الأمة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التراجم: نماذج من المستشرقين المنصِّرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 8487 )           »          أبرز المعالم التاريخية الأثرية والدينية في قطاع غزة كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 581 - عددالزوار : 304809 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 45 - عددالزوار : 37728 )           »          هل الخلافة وسيلة أم غاية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 12:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,121
الدولة : Egypt
افتراضي خطر الظلمات الثلاث

خطر الظلمات الثلاث

السيد مراد سلامة

الحمد لله الذي لا يُسأل عما يفعل، فلا تيئَس من رحمته ولا تعجَل، فسبحانه مَن أقبَل بجوده وبرِّه على مَن رجع إليه وأقبَل، ورأى زلةَ المسيء وجنحُ الظلام مُسبَل، فعامَله برأفته وتجاوَز عنه برحمته وأمهَل، وجعل للقبول والفضل أوقاتًا ليتدارك المقصر ما ضيَّع وأهمَل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير، شهادة عبدٍ خضَع لِهيبته وتذلَّل.
يا مَن عليه مَدى الأيامِ مُعتمدي
إليك وجَّهتُ وجهي لا إلى أحدِ
أنت المجيبُ لِمَن يَدعوك يا أملي
يا عُدَّتي يا شفائي ويا سَنَدي
يا مَالكَ الْمُلك يا معطي الجزيل
لِمَن يرجو نداه بلا حصرٍ ولا عَدَدِ
ما لي سواك وما لي غيرُ بابكَ
يا مولاي فامْحُ بعفوكَ ما جنَته يَدي



وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، وعلى آله وأصحابه ومَن سار على نهجه، وتمسَّك بسُنته واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين.

خطر الظلمات الثلاث: حين خُلق في ظلمات ثلاث، فنُودِي الملك بالشقاء والسعـادة، ولا يدري أمن الأشقياء هو أم من السعداء؟! فمن غفل قلبُه عن ذلك فلا يأمَن الشقاء، ورد في الأحاديث أن الله يرسل ملكًا للجنين في رحم أمه، فيَكتُب رزقه وأجله وشقاءه وسعـادته، ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعـود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: "إن أحدكم يُجمع في بطن أمه أربعين يومًا، فيكون عقله مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فيَنفُخ فيه الروح، ويؤمَر بأربع كلمات بكَتْب رزقـه وأجله وعمله، وشقي أو سعيد، فو الذي لا إله غيره، إن أحدكم يعمل بعمل أهـل الجنة حتى يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيَسبِق عليـه الكتاب، فيعمَل بعمل أهل الجنة، فيدخلها"[1].

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكَّل الله بالرحم ملكًا، فيقول: أي ربِّ نطفةٌ، أي ربِّ عَلَقةٌ، أي ربِّ مُضغةٌ، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها، قال: أي ربِّ ذكرٌ أم أنثى، أشقي أم سعيد، فما الرزق، فما الأجل، فيُكتب كلُّ ذلك في بطن أمه[2].

ورَوى الترمذي في سننه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمـله، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفِّقه لعمل صالح قبل أن يموت[3].

روي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يُختم له عملُه بعمل أهل النار، وإن الرجـل ليعمل الزمن الطـويل بعمل أهل النار، ثم يُختم له بعمل أهل الجنة [4].

وتأمَّل - ثبَّتني الله وإياك على طريق الهدى والرشاد - حالَ ذلك الرجل الذي يجاهد في ميدان المعـركة، ويُقتل شهيدًا، ولكنه سبَق عليه الكتاب، فعمِل بعمل أهل النار والعياذ بالله، فعن أبي حـازم عن سهل بن سعد أن رجلًا من أعظم المسلمين غناءً في غزوة غزاهـا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: مَن أحبَّ أن ينظُر إلى رجل من أهل النار، فلينظر إلى هذا، فاتَّبعه رجل من القوم وهو على تلك الحال، من أشد الناس على المشركين، حتى جُرِحَ فاستعجَل الموت، فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه، حتى خرج من بين كتفيه، فأقبَل الرجل إلى رسول الله مسرعًا، فقال: أشهد أنك رسول الله! فقال: وما ذاك، قال: قلت لفلان: مَن أحب أن ينظُر إلى رجلٍ من أهـل النار، فلينظُر إليـه، وكان من أعظمها غناءً عن المسلمين، فعرَفت أنه لا يموت على ذلك، فلما جُرح استعجَل الموت فقتَل نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: "إن العبد ليعمَل عملَ أهل النار، وإنه من أهل الجنة، ويعمَل عمل أهل الجنة وإنه من أهل، النار، وإنما الأعمال بالخواتيم"[5].

وأخرج أحمد وابن حبان وصحَّحه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عليكم ألا تُعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بِمَ يُختم له، فإن العامل يعمل زمانًا مِن عمره بعمـل صالح، لو مات عليه دخل الجنة، ثم يتحوَّل فيعمل عملًا سيئًا)[6].

وعند أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل يعمَل بعمل أهل الجنة وهو مكتوبٌ في الكتاب الأول من أهـل النار، فإذا كان قبل موته تحوَّل فعمِل عمل أهل النار، فمات فدخلها[7].

قال الحافظ ابن حجر: قال عن ابن أبي جمرة نفع الله به: هذه التي قطَعت أعناق الرجال مع ما هم فيه من حُسن الحال؛ لأنهم لا يدرون بِمَ يُختَم لهم، وفيه أن عموم مثل قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، مخصوص بمن مات على ذلك، وأن مَن عمِل السعادة وخُتم له بالشقاء، فهو في طول عمره عند الله شقي، وبالعكس، وما ورد مما يُخالفه يؤول إلى أن يؤول إلى هذا... وفيه أن تقـدير الأعمال ما هو سابق ولاحق، فالسابق ما في علم الله تعالى، واللاحق ما يُقدَّر على الجنين في بطن أمه كما وقَع في الحديث، وهذا هو الذي يقبـل النسخ، وأما ما وقع في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يَخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة"، فهو محمـول على كتْبه ذلك في اللوح المحفوظ على وَفق ما في علم الله سبحانه وتعـالى.... وفيه الحث على الاستعاذة بالله تعالى من سوء الخاتمة، وقد عـمِل به جمعٌ جمٌّ من السلف وأئمة الخلف، وأما ما قال عبد الحق في "كتاب العاقبة" أن سوء الخاتمة لا يقع لِمَن استقام باطنه، وصلَح ظاهره، وإنما يقع لمن في طَويَّته فـسادٌ أو ارتياب، ويَكثُر وقوعُه للمُصِر على الكـبائر والمجترئ على العظائم، فيَهجُم عليه الموت بغتةً، فيَصْطَلِمه الشيطان عند تلك الصدمة، فقد يكون ذلك سببًا من الأسباب لسوء الخاتمة، نسأل الله السلامة، فهو محمول على الأكثر والأغلب.... وفيه "أن الأقدار غالبة والعاقبة غائبة، فلا ينبغي لأحدٍ أن يغترَّ بظاهر الحال، ومِن ثَم شُرع الدعاء بالثبات على الدين وبِحُسن الخاتمة"؛ ا.هـ.

فكيف يليق بعاقل أن يسهوَ ويغفل عن ذلك الخطر الخطير، وعن ذلك الأمر العظيم، فالعاقل هو الذي يستحضر ذلك الخطرَ في باله.

[1] رواه البخاري؛ انظر لفتح 11/ 477، ومسلم رقم 4326.

[2] رواه البخاري، وفتح الباري 11/ 477، ومسلم رقم 2646، واللفظ البخاري.

[3] رواه الترمذي في سننه رقم 2142 وقال: حسن صحيح.

[4] رواة مسلم رقم 2651.

[5] رواه البخاري رقم 6607.

[6] أخرجه أحمد وابن حيان وصححه والحافظ في الفتح جـ 11ص 496.

[7] أخرجه أحمد وذكر الحافظ في الفتح 11- 496.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.16 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]