سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 188 - عددالزوار : 17247 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-04-2025, 01:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية

سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية- الـتســــــلــــط


الإسلام هو الذي يبني أسرة عميقة الجذور مباركة الثمار، قوية الأركان، والأسرة هي المحضن الطبيعي لتنشئة الإنسان الحضاري الفعّال في مجتمعه وفق المنهج الرباني في التربية والسلوك، ولكي تستقر الأسرة لابد من تنظيمها ووضع قانون يحكمها، ويقاوم ويعدّل السيئ فيها بِعدِّها مؤسسة اجتماعية؛ لذا كان لابد من التعرض لبعض السلوكيات التي سادت حياتنا الأسرية، وأحدثت تمزقا نفسيا وعلى أساسها اهتزت العلاقات السوية، وفقدت الاستقرار والأمان. ونتناول ذلك في سلسلة أسبوعية، نحاول من خلالها تسليط الضوء باختصار على كل سلوك وأثره على استقرار الأسرة، ونتناول اليوم أول هذه السلوكيات وهو (التسلط).
التسلط هو السطوة والاستبداد والقوة والاستعباد، وكثير من الرجال في مجتمعاتنا تربى على أنه يحق له عمل كل شيء تحت مسمى القوامة.. يزجر، يتوعد، يأمر، ينهى وعند النقاش لسان حاله يُسرع بآية القوامة، وكثيرا ًمن الآباء نجدهم متعلقين بأبنائهم إلى درجة الجنون، وهذا ليس بالشيء الخطأ من وجهه نظر الآباء، ولكنهم لا يشعرون أنهم بهذه الطريقة قد يدمرون أطفالهم؛ لذا فنحن نعيش التسلط في أدق تفاصيل الحياة تسلط القوي على الضعيف سواء بحكم الشخصية أو بحكم التسلسل كالآباء على الأبناء، لكن الأغلب في مجتمعاتنا فوز الرجل في هذا الصراع باعتبار القوة والجنس وبسند شرعي، مع أننا لا نعدم حالات تسلط المرأة فالمرأة المتسلطة تصبح في غاية التعاسة؛ لأنها تكتشف أن زوجها فقد رجولته أمامها؛ وبالتالي تفقد هي أنوثتها، فحالة تسلط المرأة أقبح من حالة الرجل؛ لأنها تخرجها عن فطرتها.
المفهوم الخطأ للقوامة
قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء: 34) كرّم الإسلام المرأة بأن هيأ لها أسباب الاستقرار والراحة والأمان، فأوجب على زوجها النفقة والكسوة والسكن، كما أمره برعايتها والتلطف معها وجعلها تحت قيّم يقوم على شؤونها، وينظر إلى مصالحها، فإن وظيفة القوامة هي مسؤولية الزوج عن إدارة دفة سفينة الأسرة وليست حقه في الإساءة للزوجـة والتقليـل مـن شأنها أو تكليفهـا مـا لا تطيـق، فالقوامة ليست أمراً ونهياً وزجراً وتأديباً وقهراً وتعنتاً على المرأة ومصادرة رأيها والازدراء بشخصيتها كما يدّعي بعض الجاهلين الغافلين الذين يعتقدون أن القوامة هي إذلال المرأة وضربها وطمس شخصيتها تماماً، فلا يجب الأخذ برأيها حتى في القرارات المصيرية التي تخص حياتها هي وزوجها وأولادها، وحتى يصل الأمر ببعض الأزواج إلى منعها عن زيارة أهلها من باب القوامة فضلاً عن السيطرة على أموالها من قبل الأب أو الأخ أو الزوج مع أن الإسلام كفل لها حريتها الخاصة في التصرف في أموالها، فالرجولة تعني الالتزام والإنفاق والمسؤولية، ولا تعني الخسة والسيطرة وأكل مال الزوجة بالباطل.
لكن الزوج المؤمن الصادق الإيمان الذي يفهم مغزى أحكام الإسلام في تكامل الأسرة يعرف أن قوامته هي وظيفة شرعية جعلها الشارع للرجل، ومن ثم فإن عليه مراعاة النصوص الشرعية عند مباشرة تلك الوظيفة بأن يكون عادلاً في تعامله منصفاً في معاملته لزوجته مراعياً حقوقها وواجباتها، ومما يؤسف له أن الكثير من الرجال يستخدمون القوامة على أنها سيف مسلط على رقبة المرأة، وكأنه لا يحفظ من القرآن الكريم سوى آية القوامة، ولا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم سوى الأحاديث التي تبين عِظم حق الزوج على زوجته، وينسى أو يتناسى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر الأزواج من ظلم أزواجهم، وتُبين لهم حرمة الاعتداء على النساء سواءٌ أكان ذلك الاعتداء مادياً أم معنوياً، وهذا ما يجعل المرأة تشعر بأن حقوقها قد هُضمت وهذا مما يحاول كثير من أعداء الإسلام تأكيده وجعله نافذة يلِجُون من خلالها إلى أحكام الشريعة الإسلامية، ويعملون على تشويهها.
أثر التسلط الأسري على الأبناء
التسلط وسيلة نعتمدها من أجل توجيه الأطفال وتربيتهم على اعتقاد بأنه الأسلوب الأسهل في ضبط النظام والمحافظة على الهدوء، ولا يكلف الكثير من العناء والجهد وذلك وفقا لفكر خطأ ونفسية مريضة وخلفيات تربوية واجتماعية أثرت على الأب والأم في طفولتهم «أي انعكاس لتربية التسلط التي عاشوها بأنفسهم عندما كانوا صغارا»، وتورث هذه الآثار السلبية على حياة طفلهم وعلى نموه الاجتماعي والنفسي:
1- إضعاف شخصية الطفل واعتماده على الآخرين وعدم تحمل المسؤولية حتى في مرحلة المراهقة والنضوج.
2- تمرده على سلطة والديه وعدم احترامه لوالديه أو تطبيقه لقوانينهما.
3- تحوله إلى شخص غير قادر على التكيف الاجتماعي والعجز على حل المشكلات في حياته؛ لأنه لم يخض التجارب الحياتية التي تؤهله لذلك.
4- خوف مرضي من والديه وانعدام العلاقة بينهم، ويتأثر سلوكه معهم فيبتعد عنهم، وإذا رآهم ارتعد وهرب إلى غرفته، وإذا مرّ بالقرب منهم ارتجف وتنحى.
5- التردد؛ حيث يفقد الطفل الثقة في نفسه، ويكون دائم التردد، ولا تكون لديه قدرة على اتخاذ القرار، خوفاً من ارتكاب الخطأ وخوفاً من السخرية المحتملة والتأنيب، ويظهر ذلك جلياً عند الكبر.
6- انطواؤه وعدم قدرته على تكوين علاقات مع الآخرين، فيصبح شخصاً وحيداً.
الزوجة وتسلط الزوج
عندما تفتقد الأسرة التفاهم والمرونة في التعامل، ولا يرى طرف فيهم رأي آخر غير رأيه فيصبح التسلط هو لغة البيت، وننسى أننا لا نعيش بمفردنا، ونفتقد الكثير من المقومات العائلية والاجتماعية، ولكن ليس كل الرجال متسلطين؛ فالتسلط ليس صفة تخص الرجل وحده فكثير من النساء أيضاً يتصفن بهذه الصفة وينلن من آثارها المدمرة للشخصية وللأسرة بأكملها، ولكن التسلط في المجتمعات العربية الإسلامية صفة تسُود عند الرجال، فإن ابتليت الزوجة بتسلط رجل عليها فلا تلجأ إلى وسائل سلبية للتخلص من هذا التسلط وعنفه كالكذب أو الشكوى وتضخيم العيوب وحتى الرضوخ التام ليس سوى وسيلة مؤقتة ويصبح عبئاً نفسيا مضاعفاً عليكِ مع الوقت. يقول خبراء النفس في نصحهم للمرأة التي تعاني تسلط الرجل: لكي تقومي بإبطال مفعول القنابل الكلامية لهذا الرجل اجتهدي أن تحتفظي بهدوئك، ولا داعي لذرف الدموع أو الرد بقنابل كلامية مضادة، فهذا لن يكون له من أثر إلا زيادة حدة شراسة الرجل، وسرعة انفعاله، فقط واجهيه بهدوء، واجعليه يفرغ كل ما بداخله من انتقاد، وتلك هي أفضل طريقة لكي تمنحيه الفرصة ليتمالك نفسه ويهدأ. فإذا وصل هدوؤه إلى حد السكون، ابدئي عتابك بليونة، فمن المهم أن تتصافى النفوس أولاً بأول؛ لأن تراكم المشكلات يؤدي إلى صعوبة حلها، وقد تتحول إلى نوع من النفور والكراهية بداخلنا، وعلى المخطئ أن يبادر بالاعتراف بخطئه سريعاً؛ لأن العناد يؤدي إلى الانهيار، فلا داعي لأن تتكيفي مع زوجك المتسلط بل عليكِ تغييره بالذكاء والصبر والحكمة؛ لذا فهدوؤك هو أفضل أسلحتك في مواجهة مثل هذا الرجل المتسلط.
فالأسرة التي يُمارس فيه التسلط وتتخذ من الضغط واستعمال القوة منهجاً يشعر أفرادها بأن حاجتهم مهددة وغير مقبولة، وأن كيانهم مهدد على الدوام تزيد فيها مشاعر الخوف والخجل، وتقل فيها الثقة بالنفس؛ لأنها فقدت العفوية والتلقائية واخترقتها المشكلات العصبية وانعدام الاستقرار.



اعداد: إيمان الوكيل





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-05-2025, 04:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية

سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية – الـتـعــصــب


الأسرة في الإسلام كيان مقدَّس، وهي اللَّبِنَة الأساسية في بناء المجتمع الإنساني السليم، ولهذا أَوْلَى الإسلام بناءها عناية فائقة، وأحاط إنشاءها بأحكام وآداب تكفل أن يكون البناء متماسكاً قويّاً، يحقِّق الغاية الكبرى من وجوده، وعند غياب هذه الآداب ووجود ما يخالفها فإن كثيراً من المشكلات والأزمات تحدث بين الزوجين، فتتعرض الأسرة إلى هزَّات عنيفة، قد تؤدِّي إلى زعزعة أركانها وانفصام عراها، وأحاول في هذه السلسلة استعراض بعض السلوكيات السلبية التي سادت في بعض الأسر وأحدثت تمزقًا نفسيًا وعلى إثرها اهتزت العلاقات داخل الأسرة، وفقدت الاستقرار والأمان، واليوم نتناول إحدى هذه السلوكيات وهي التعصب.
التعصب هو اتجاه سلبي يتكون لدى الفرد من محصلة تجارب وخبرات وتفاعلات اجتماعية، وهو من أشد الآفات الاجتماعية والنفسية وأكبرها؛ حيث تفتك بالأسرة وتؤدي إلى انهيارها.
والتعصب هو التشبث بالرأي والاعتقاد بأنك دائماً على صواب، والمغالاة في فرض الأوامر وهذا المشهد تراه داخل الأسرة مع الأم والأب للأبناء، والزوج للزوجة، ويتضمن أيضاً إلقاء المحاضرات المطولة أو امتلاكك للرأي والكلمة الأخيرة دائماً حتى لو أجمع غيرك على خطئك، فالإقناع شيء وفرض الرأي بالقوة شيء آخر، ولا يلجأ إلى هذا الأخير إلا من قصر رأيه، وضعفت حجته، وزل منطقه. وما أجمل هذه الحكاية التي يروى فيها أن زوجا قبض على طائر صغير، وأخذ يتأمله مع زوجته، ثم قال: ما أجمل هذا العصفور! فأجابت الزوجة: عفواً إنها عصفورة.
فقال الزوج: عصفور.
فقالت الزوجة: عصفورة.
وتشبث كل منهما برأيه، واحتدم الجدال، وتحول إلى مناقشة، فمشاجرة لم تهدأ نارها إلا بعد وقت طويل، وبعد مضي سنة، تذكر الزوج هذه الحادثة فقال لزوجته ضاحكاً: أتذكرين تلك المشاجرة البلهاء بخصوص العصفور؟
قالت: نعم أذكر، وقد فكرت بالطلاق يوم ذاك، ولكنني أشكر الله على النهاية السعيدة، وأعترف لكَ يا عزيزي أنك كنت على خطأ في إحداث كل هذه الأزمة بسبب عصفورة.. فقال الزوج: عصفورة! ولكنه عصفور، قالت: كلا! بل عصفورة.. واحتدم القتال من جديد!! فكم هناك من عصفور وعصفورة وراء المشاجرات!
أسباب تعصب الزوج على زوجته
1- الأمية الدينية وهي تدني الثقافة الإسلامية ولاسيما فيما يتعلق بحقوق المرأة وكونها تاج أسرتها وحقها في إبداء رأيها وفي تكافؤ الحياة الزوجية.
2- العادات والتقاليد التي تحدد دور المرأة ولاسيما بكونها فقط مطيعة وليس لها حق التعبير واعتقاد الرجل أن له الحق بامتلاكه لزوجة صالحة وأطفال اتخاذ كل قرارات العائلة لمجرد أنه رجل.
3- النظرة السلبية للمرأة بسبب التعصب النوعي ضد المرأة، وبالتالي تصبح المرأة مهمشة داخل المجتمع.
4- المرأة القوية فقد يخشى الرجل فقدانها أو أنها لا تحتاج له؛ لذلك يتخذ التعصب والإلزام أساس المعاملة بينهم لجعلها أكثر اعتماداً عليه.
5- التربية وآثارها فإذا كان الرجل تربي مع أب متعصب فلعله لم يتعلم أسلوباً آخر يتصرف به مع الآخرين.
6- اعتقاد الرجل أن القوامة بالديكتاتورية والتمسك والتعصب في الرأي وحرمان الزوجة من المشاركة في الرأي وإهمال رأيها والابتعاد عن منهج الشورى والمرونة في الحياة الزوجية.
أثر تعصب الزوج وفرض رأيه على زوجته
التعصب صور وألوان كثيرة منها: أن الرجل يحب أن يثبت نفسه بما يقرر ويصمم عليه ولا يسمح بأي نقاش في قراره؛ فالزوج المتعصب يميل إلى صلابة الرأي والمحافظة عليه، ويتصف بجمود الفكر، ويميل إلى العدوانية عند معارضته..
والمرأة أيضا تحب أن تثبت نفسها بالدخول في نقاش للقرارات التي لا تناسبها؛ مما يؤدي إلى العديد من المشكلات الأسرية المترتبة على تعصب الزوج الذي لا يسمح بمجرد النقاش، ويترتب عليها معارضته واتهامه لها بالجدال ولا يستوعب كونها فقط تناقش ولا تعطي قرارات ولا رأياً معتمداً، ويأخذ نقاشها على محمل الجد وهنا ما في شك من حدوث مشكلة، فعندما يكون هدف الرجل بحياته أن يؤمن مستقبل زوجته وأبنائه وبداخله يحدث ذلك فقط بالطاعة له بلا نقاش أو حوار وما يحدث عكس ذلك هو خروج عنه ويصل به الحال إلى أنه يدعي معرفته بكل الأمور فنادراً ما يكون محبوبا من قبل أسرته..
فعليك أن تفهم أن المرأة تثبت نفسها باعتمادها عليك، وأن الاختلافات والمناوشات بينكما تجدد حيوية الحياة الزوجية؛ فاعترف عند قيامك بارتكاب خطأ ما، أو عجزك عن تقديم إجابة لسؤال ما، و لا تسهب في الإجابة عن سؤال يسير؛ لأن ذلك من شأنه أن يزعج زوجتك وحاول ألا تفرض رأيك، وإذا رأيت عدم استعداد الطرف الآخر لقبوله فاسكت لتوفر على نفسك متاعب لا حاجة لك بها.
تعصب الآباء وأثره على الأبناء
التعصب هو وظيفة نفسية خاصة؛ تتلخص في التنفيس عما يعالج في النفس من كراهية وعدوان مكبوت نشأ عليه الفرد ويورثه، فهو مرض اجتماعي يولد الكراهية والعداوة في العلاقات الأسرية فهو حاجز للتفاهم بين الأب والأبناء يعوق النمو النفسي لهم، ويدفعهم إلى الاضطراب، فمن البديهي أن الأطفال لا يولدون ولديهم كراهية وتمرد على الواقع الأسري لكنه شعور مكتسب من تعصب الآباء خلال عملية التربية، فالبعض لا يحب أن يأخذ برأي الابن وإن كان على يقين بأن رأيه صواب حتى لا يقال إن رأي الابن هو الأصح.
والأصل أن نربي الأطفال منذ الصغر على الحوار والاستماع للآخرين، وأن نمارس ذلك عمليا في الأسرة، وأن نبتعد عن التمسك بالرأي الآخر، ولاسيما إذا ثبت أنه خطأ ويؤكد أنه من أساليب التربية تعويد الصغار على الأخذ برأيهم إن كان صوابا، فهذا يعد تحفيزا لهم.
كيفية التعامل مع الشخص المتعصب
إن أكثر ما يحتاجه الرجل من المرأة هو الاحترام وبالمقابل يعطيكِ هو الحب والتقدير، والطريقة المثلي للتعامل مع الشخص المتعصب التي تجبره على الإنصات والاستماع لأي حديث غير حديثه هي الصدق والوضوح:
1- اعرض رأيك بأسلوب مرن مقترناً بجملة «هذا رأي ولك كامل الحرية في اتخاذ القرار» هذا يجعله مؤهلاً للتفكير، ويعطيه انطباعاً أن القرار لا زال بيده.
2- الحديث بأسلوب مباشر وبه كثير من الشجاعة، واعرض رأيك وإيجابياته ولا تسفه رأيه، واذكر بهدوء سلبياته، واحذر أن يكون علاجك للتعصب ناتجاً عن تعصب منك، ولا تبد تعصباً في الدفاع عن رأيك مهما كانت نسبة صحته؛ فتندرج تحت النوع الذي يعشق التحكم في كافة مجريات الأمور كالزوج والأولاد ويحب فرض الأوامر ومشاهدة الآخرين ينصاعون لها وينفذونها.
3- الهدوء واللامبالاة والإصرار عند اتخاذ موقف مضاد لرأيه وهذا كفيل بجعله يشعر بقمة الرفض في البداية، ولكن بعد فترة قد يشعر بالانهزام ولا يصل إلى هذه المرحلة بسهولة، إنما يقوم ببعض الحيل الدفاعية دفاعاً عن آرائه، وبإصرارك وصدك لهذه الحيل الدفاعية يخضع هو أخيراً لموقفك.
4- التعبير عن رأيك بصورة لطيفة وخالية من الخوف ليأخذ فكرة إيجابية عن رأيك ويجد في نفسه رغبة للإنصات إليكِ.
فالأسرة عبارة عن وحدة اجتماعية تقوم على زواج شخصين، يترتب عليه نتاج في الأطفال فلا بد من قيامها على التحاور والود والتفاهم.



اعداد: إيمان الوكيل





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-05-2025, 05:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية

سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية




(3) عدم الاحترام


كثيرا ما تتعدد شكاوى النساء من معاملة أزواجهن الخالية من الاحترام، محذرين من أن هذه المعاملة قد تقتل الحب

الأسرة في الإسلام كيان مقدَّس ، وهي اللَّبِنَة الأساسية في بناء المجتمع الإنساني السليم، ولهذا أَوْلَى الإسلام بناءها عناية فائقة ، وأحاط إنشاءها بأحكام وآداب تكفل أن يكون البناء متماسكاً قويّاً، يحقِّق الغاية الكبرى من وجوده، وعند غياب هذه الآداب ووجود ما يخالفها فإن كثيراً من المشكلات والأزمات تحدث بين الزوجين، فتتعرض الأسرة إلى هزَّات عنيفة، قد تؤدِّي إلى زعزعة أركانها وانفصام عراها، وأحاول في هذه السلسلة استعراض بعض السلوكيات السلبية التي سادت في بعض الأسر وأحدثت تمزقًا نفسيًا وعلى إثرها اهتزت العلاقات داخل الأسرة، وفقد الاستقرار والأمان، واليوم نتناول أحد هذه السلوكيات وهو (عدم الاحترام) .
الاحترام حاجة نفسية للإنسان ، فكما يحتاج الإنسان إلى الحب والطعام والشراب؛ فكذلك هو يحتاج إلى احترام الذات وعدم الإهانه والتحقير، فالاحترام يشكل مناخاً صحياً ولاسيما في الحياة الزوجية يولد الحب والمودة بين الزوجين، فهو البنية الأساسية التي يجب أن تبدأ من أول يوم من أيام الزواج، وقيمة عالية جداً يحتاج إليها أي مجتمع، فالاحترام سبب لاستمرار المحبة بين الناس، والاحترام يجعل الروابط تقوى بين الأسر والأصدقاء، فلا بد من الحفاظ عليه ومراعاته وبالأخص بين الزوجين، فالحياة التي يُهين فيها أحد الزوجين الآخر بالألفاظ والتصرفات ولا يراعي مشاعره وأحاسيسه لا تعد حياة سوية، ولا يمكن أن تستمر، وإن استمرت فستكون سجن وليس زواج .
أسباب ظهور عدم الاحترام
عدم الاحترام هو سلوك يعكس البيئة التي تربى بها الفرد، فهو يبدأ بالطفل حينما يكون صغيراً يشاهد والده يهين أمه بالألفاظ أو التصرفات ، فيتأثر تربويا وعند معاملته مع غيره يبدأ بممارسة الدور نفسه الذي شاهده في بيته من عدم احترام الطرف الثاني، وكثير من أفراد الأسرة يدفعون الطفل إلى قلة الاحترام من دون أن يدركوا أن ذلك السلوك قد يتطور إلى تعامل سلبي مع الآخرين، فحينما يتحدث الطفل بصوت مرتفع مع من أكبر منه أو أن يفرض رأيه عليه أو يسبه على سبيل المزح من دون أن يكون هناك ردع لذلك السلوك وتوجيه فإنه يكبر وهو لا يدرك قيمة احترام الآخرين، وأيضاً حينما يتعامل الآباء مع الطفل بطريقة غير محترمة كرفع الصوت أو ندائه بألفاظ غير محببة إليه أو إهانته فيتوارث هذا السلوك ولا تنتظر منه الاحترام في الوقت الذي أصريت أنت على أن تعلمه قلة الاحترام، فعدم الاحترام حينها رد فعل من الفرد لكونه لا يحترم، ويكبر الطفل على عدم الاحترام ليصبح زوج غير محترم لزوجته جاهلاً بآداب الحياة الزوجية وبتكوين أسرة في ظل الاحترام معتقداً بمفاهيم خطأ مثل أن المرأة لتكون مطيعة له يجب ضربها وإهانتها، وأيضاً عدم اهتمام الزوجة بمظهرها وبيتها وأبنائها يجعلها لا تُحترم من قِبل زوجها وكذلك انشغال الزوج مع أهله أو أصدقائه بمبالغة وإهماله لواجباته المنزلية، ومعاملة الزوج «ند .. بند» تفقد الاحترام بينهما وفقدان الاحترام بين الزوجين يؤدي إلى فقدان الحب ، وبالتالي يكره الواحد منهما الآخر .
الآثار المترتبة على عدم الاحترام بين الزوجين
كثيرا ما تتعدد شكاوى النساء من معاملة أزواجهن الخالية من الاحترام، محذرين من أن هذه المعاملة الخالية من الاحترام قد تقتل الحب وتؤثر على كيان الأسرة التي ينشأ فيها أطفال في مجتمع خالٍ من الحب ، ينتهك أحد أطرافها حقوق الآخر، وهو ما يشوش الصورة لديهم منذ الصغر، فعندما تسوء المعاملة ينشأ عدم الاحترام بين الزوجين فيستهين أحدهما بالآخر فلا يقدره ولا يحترمه، وعندما تظهر مشكلة عدم الاحترام بين الزوجين تؤثر على الحياة بينهما، ويمكن أن تدمرها أيضاً؛ لأنها تنعكس على استقرار الأسرة وتربية الأبناء، فالاحترام حاجة أساسية لدوام استمرار الحياة الزوجية وزيادة المحبة فيها فكان صلى الله عليه وسلم قدوة ومثل أعلى للاحترام، عندما جاءته زوجته السيدة صفية تزوره في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة ثم قامت لتذهب، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها ليودعها إلى الباب، وفي رواية أخرى أنه قال لها : لا تعجلي حتى أنصرف معك ، وكان بيتها في دار أسامة فخرج معها .. الحديث (رواه البخاري)؛ إذا فالاحترام سر دوام المحبة الزوجية واستمرار الاستقرار العائلي .
همسات تبرز الاحترام بين الزوجين
المرأة عادة تحتاج لتقدير الذات خاصة من أقرب شخص لها والاحترام ليس قاصرا على الأزواج تجاه زوجاتهن بل هو فرض أيضا على الزوجات، ومن مظاهر احترام المرأة لزوجها طاعتها له ، وتزينها له وتبسمها في وجهه وحفظها له ، وعليها أن تبدي له الاحترام بشكل يليق به وتحث أولادها على احترامه وطاعته واستقباله الاستقبال اللائق عند مجيئه بالهدوء وسماع الكلام اللطيف الذي يؤنسه ويذهب عنه التعب أو معاناته مع الناس، وكذلك عدم إظهار عيوبه أمام الآخرين؛ حيث لا يوجد إنسان خال من العيوب فلابد أن يكون في كل إنسان ثغرة أو نقص معين، وعليها أن تلبي طلباته بأدب ، وكذلك تمدحه أمام الأقارب والأصدقاء ولا تتحدث عندما يكون محدثاً بل تشعر الجميع باحترامها وحبها وتقديرها لشخصيته لتجعل له مكانة في أعين ونفوس الآخرين وتحيطه بهالة من الاحترام ولتعلم الزوجة أن احترام الزوج سوف يجعلها محترمة من قبل زوجها ومن قبل الآخرين وإليكم أحبائي بعض الهمسات التي تبرز الاحترام بين الزوجين :
1-النظر بمعنى أن ينظر أحدهما للآخر أثناء حديثه إليه وذلك من آداب الحوار وأصوله والاتفاق على هذه الآداب مثل الانتباه والاهتمام والاستماع وعدم المقاطعة أو السخرية .
2-الاحتفاظ بالأسرار الخاصة فيما بينكما لأن تعريتها أمام الآخرين تقلل من احترام الطرف الآخر لك .
3-عدم إشراك الأهل والأقارب في المسائل الشخصية وحياتكما الخاصة .
4-الصبر على أخطاء الطرف الآخر وتصحيحها بالمودة والرحمة ، والاعتراف بالخطأ لأن تمسّك الفرد برأيه الخاطئ يقلل من احترام الآخرين له .
5-عدم تقليل أحدهما من إنجازات الآخر بتقدير المرأة لرجولة زوجها بأن تعطيه حقه ومكانته ، وعلى الزوج أيضاً أن يقدر أنوثتها ومشاعرها وجهودها وإشباعها بكلمات الحب والمجاملة .
6- دفاع أحد الزوجين عن الآخر أمام أهله أو أصحابه إذا تحدثوا عنه بسوء، فان هذا التصرف الدفاعي يعطي له شعورا باحترام العلاقة الزوجية القائمة بينهما ، ومراعاة الزوج عند الحديث عن زوجته في غيابها مع الأبناء أو الأقارب وأن يذكرها بكل الثناء والتقدير، وكذلك الزوجة عند حديثها عن زوجها .
7- تربية الأبناء وتوجيههم نحو احترام الوالدين، فمثلا إذا دخل الابن، يقول له والده: هل قبلت رأس أمك؟ فإن مثل هذا التصرف يعطي للأم الشعور بالاحترام، وكذلك تفعل الأم مع أبنائها تجاه والدهم .
8- حفظ أدب اللسان واليد في التعامل مع الطرف الآخر وعدم الاستهزاء بشكله أو تصرفاته، وعدم ضربه أو تحقيره أو شتمه، فان هذه التصرفات تؤثر في العلاقة الزوجية سلبا وتهدم بنيان الأسرة، وتزيد من الكراهية بين الزوجين، ولذلك أجازت الشريعة الإسلامية للزوجة طلب الطلاق للضرر إذا أهانـها زوجها وتضررت منه فعلا أو قولا .
9- الاستئذان من أهم آداب الإسلام والزوجان أولى باتباع هذا الأدب الإسلامي الراقي الذي يتيح لكل منهما رؤية صاحبه في أحلى صورة.
10-مشاركة كل طرف الآخر مشاعره في أحزانه وأفراحه، فان هذا من علامات الاحترام ، أما لو تركه لوحده في مشاعره، فان الطرف الآخر يستنتج من ذلك عدم اهتمام الآخر به أو بمشاعره وعدم تقديرها أو احترامها.
ولهذا فإننا نرجو أن يسود الاحترام المتبادل بين الزوجين، والبساطة في التعامل ووضع خط أحمر وحدود عند المعاملة والحفاظ على الاستئذان من بعضهما والاتفاق على وضع حدود لخلافاتهما حتى لا يتم التجاوز عند الغضب لاستقرار واستمرارية الحياة الزوجية.



اعداد: إيمان الوكيل






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.65 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]