العدل ضمان والخير أمان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138245 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42220 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5466 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-07-2025, 06:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي العدل ضمان والخير أمان

العدل ضمان والخير أمان

يحيى سليمان العقيلي

معاشر المؤمنين، داود عليه السلام نبيٌّ كريمٌ من أنبياء الله ورسله، صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين، أرسله الله تعالى لبني إسرائيل، وقد آتاه الله الملك والحكمة بعد قتله جالوت حين كان مجاهدًا في جيش طالوت، قال تعالى: ﴿ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 251].

ومع هذا التمكين فقد كان مقرًّا بفضل الله عليه وعلى ابنه سليمان عليهما السلام، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النمل: 15].

لقد كان عليه السلام يأكل من عمل يديه، وقد عَلَّمه الله تعالى صناعة الدروع، وألانَ له الحديد، وأما عن عبادته فقد ثبت في "الصحيحين" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أحبُّ الصلاة إلى الله صلاةُ داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يومًا، ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى».

ومع هذا الفضل والتكريم والمنزلة الرفيعة، إلا أنه عليه السلام تعرَّض لابتلاءٍ واختبار، حكاه لنا القرآن الكريم، فقال جلَّ وعلا: ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَاب ﴾ [ص: 21 - 24].

أيقن داود عليه السلام أن هذا كان ابتلاءً واختبارًا، فاستغفر ربَّه وخرَّ ساجدًا وأناب من خطيئته؛ لأنه قال للمدعي: "لقد ظلمك" من غير تثبتٍ ببينة، ولا إقرارٍ من المدعى عليه أو استماعٍ له، وبعد أن غفر الله له، جاء التعقيب الربَّاني على هذا الابتلاء له، ولكل حاكمٍ يتولَّى أمر المسلمين، بقوله سبحانه: ﴿ يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 26].

نعم عباد الله، فإنما هما سبيلان وطريقان لا ثالث لهما: إما اتباعُ الحق والعدل والقسط أو اتباعُ الهوى والظلم والبغي.

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "بعثَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى اليَمَنِ قاضيًا، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ترسِلُني وأَنا حديثُ السِّنِّ، ولا عِلمَ لي بالقضاءِ، فقالَ: إنَّ اللَّهَ سيَهْدي قلبَكَ، ويثبِّتُ لسانَكَ، فإذا جلَسَ بينَ يديكَ الخَصْمانِ، فلا تَقضينَّ حتَّى تسمَعَ منَ الآخَرِ، كما سمِعتَ منَ الأوَّلِ؛ فإنَّهُ أحرى أن يتبيَّنَ لَكَ القضاءُ، قالَ: فما زِلتُ قاضيًا، أو ما شَكَكْتُ في قضاءٍ بعدُ"؛ (الراوي: علي بن أبي طالب|المحدث: الألباني|المصدر: صحيح أبي داود).

قال ابن كثير رحمه الله: "هذه وصية من الله- عز وجل- لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالى، ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله، وقد توعَّد الله تعالى من ضلَّ عن سبيله، وتناسى يوم الحساب، بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد".

عن أبي سعيد الخُدْري قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إن أحبَّ الناس إلى الله يوم القيامة وأقربَهم منه مجلسًا: إمام عادل، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابًا إمام جائر»؛ رواه الترمذي.

نعم عباد الله، فإنَّ ميزانَ العدل ومعيارَه هو موافقتُه للشرع الحنيف، كتاب الله تعالى وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، لا بالهوى ولا بالانطباع أو الظن، ولا حتى بالعلم السماعي لطرف من الأطراف؛ بل بالحقيقة المستنطقة بالدلائل والبيِّنات، والشهود والقرائن، والاستماع لأطراف القضية جميعًا.

"جاءت امرأةٌ إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت له: احكم لي على فلان بكذا، فإنك تعلم ما لي عنده. فقال لها: إن أردت أن أشهد لك فنعم، وأما الحكم فلا".

فحريٌّ بمن ولي أمور المسلمين أن يتحرَّى الحق والعدل والإنصاف في أحكامه وقراراته لا سيما ما يتعلق منها بالشأن العام ومصالح المسلمين، ويتضاعف الأمر خطورةً وإثمًا إذا تعَلَّق بحقوق الأيتام والأرامل، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ: اليتيم، والمرأة»؛ (صحيح الجامع- حسن).

وكذلك حقوق الفقراء والمنكوبين، أو بحقوق المتبرعين للمشروعات الخيرية الذين تعهَّدت لهم الجمعيات بإتمامها ثم حرموا جميعًا من ذلك، فهذه عقودٌ يجب أن تنجز، وحقوق ينبغي أن تُوفَّى، ولا يجوز بأي حالٍ أن تُعطَّل، وهذا هو العدل وتلك هي الأمانة اللذان أمر الله تعالى بهما، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58].

وهذا هو القسط الذي بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم فاعِلِيه فقال: «إن المقسطين عند اللهِ تعالى على منابرَ من نورٍ، على يمينِ الرحمنِ، الذين يعدلون في حكمِهم وأهلِيهم وما وُلُّوا»؛ (الراوي: عبدالله بن عمرو|المحدث: الألباني، صحيح النسائي).

وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أحبَّ الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسًا إمام عادل، وإن أبغضَ الناس إلى الله وأشدَّهم عذابًا إمام جائر».

وفي الحديث: «إن الله مع الحاكم ما لم يَجُرْ، فإذا جار وكله إلى نفسه».

وفقنا الله لما يحب ويرضى، وأعاننا على البرِّ والتقوى، قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين، فعل الخير أمان لفاعله ولمجتمعه؛ لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «صَنائعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، والصَّدَقةُ خَفِيًّا تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ زيادةٌ في العُمُرِ، وكلُّ معروفٍ صدَقةٌ، وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخِرةِ، وأهلُ المُنكَرِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المُنكَرِ في الآخِرةِ»؛ ((الراوي: أم سلمة أم المؤمنين|المحدث: الألباني، صحيح الجامع)).

فمن دعم العمل الخيري وسانده فقد أرسى قاعدةً من قواعد الأمن الاجتماعي، وسببًا من أسباب الرضا الرباني، وتنزل البركات والرحمات على بلادنا، ودفع عنها البلايا والنكبات، والله خيرٌ حافظًا، وهو أرحم الراحمين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.30 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]