|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() عِندَما تَنتَهي بِنا الجُملَة -أثناءَ الكِتابَةِ- في نِهايَة السَّطرِ نَضَعُ نُقطَة ثُمَّ نَنتقِلُ إلى سَطرٍ جَديدٍ.. نقومُ بهذه العَمليَّة بشكلٍ تلقائي، ودونَ تَعنُّت مِنَّا في رَصِّ الحُروفِ على السَّطرِ الأوَّلِ، وذلكَ لأننا أدرَكنا -تمام الإدراكِ- أنَّ السَّطر لَم يَعدْ يَتَّسع لحَرفٍ جَديدٍ، وما عادَ يَحتمِل مِن الكلماتِ ما يُشكِّل جُملة مُفيدَة ذاتَ مَعنى جَميل، فيأتي السَّطرُ الثاني بمَثابةِ فرصَةٍ ثَمينةٍ تَهَبُ حُروفنا الحَياة مِن جَديدٍ! لكن؛ ماذا لَو أصَرَّت الحُروفُ عَلى أنْ تُكتَبَ كلّها عَلى السَّطرِ الأوَّلِ وانْصاعَ القلمُ لرغبتِها؟ فراحَ سِنُّ القلمِ يَقطعُ المسافة بين أوَّل السَّطرِ وآخره جَيئَة وذَهابًا بَحثًا عَن فُُرْجَةٍ يَدسُّ فيها حروفَهُ، تُرى هَلْ سَيتَحقَّق له ما يُريد؟ النُّقطة والسَّطرُ الجديدُ وإصرار الحُروفِ على ألاَّ تَبرحَ السَّطرَ الأوَّل تُذكِّرني بتَجاربِ المَاضي الفاشِلة التي تُخيِّم بقُتمتِها على قلوبِ البَعضِ، فيَنغَمِسونَ فيها حَدَّ الغَرقِ! أسرَى هُم لأحزانِهم وإحباطاتِهم، وإذا ناداهُم مُنادي الأمَلِ أشاحوا بوجوهِهم عَنه، وأصَمُّوا آذانَهم، ثمَّ مَضوا مُهروِلين إلى حَيثُ يَقبَعونَ دائِمًا في تِلك الزَّاويةِ الكئيبَةِ في غُرَفِهم المُنزَويَةِ، لا يَقوونَ عَلى فعلِ شَيء سِوى البُكاءِ والنَّحيبِ عَلى ما فاتَ، والأسى عَلى ما هو آتٍ، مُكبَّلينَ بالعجزِِ وقلَّةِ الحيلَةِ وسُوءِ التَّدبيرِ! نَظرهم قَصيرُ المَدى وفي اتجاهٍ واحِدٍ -كأنَّ داءَ التَّصلُّبِ أصابَ رَقبَتَهم-، وإذا سَألتَهم: ماذا ترون؟ أجَابوكَ: السَّواد يَبسط رِداءَه عَلى كلِّ شَيء، فلا نَرى شَيئاً! حَرَموا أنفُسَهم بأنفِسِهم مُتعةَ المُحاولةِ الجادَّة للبدءِ مِن جَديد، حِينَما أساءوا الظَّنَّ بالله -جلَّ جَلاله- ولم يَفقهوا قوله تَعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ...} [سورة الرعد: 11]. لا أعْلمُ كيفَ يُقاسُ النَّجاح عندَ بَني الدُّنيا، وبمَ يُقاسُ الفَشل؟ لكنِّني عَلى يَقينٍ أنَّه لا يوجدُ نَجاحٌ مُطلقٌ أو فشَلٌ مُطلقٌ في هِذِه الحَياةِ، بَلْ تَجارب وخِبرات.. فكم مِن تَجربةٍ فاشلةٍ جَعَلَتنا نَقِفُ مَعَ أنفُسِنا وَقفَة تَفكرٍ وتدبُّرٍ، وكَمْ مِن تَجربِةٍ قاسِيةٍ كانَت السَّببَ في أن نتعلَّمَ سِرًّا جَديدًا مِن أسرارِ النَّجاح..! نعم؛ فما كانَ سرًّا بالأمسِ أصبحَ اليومَ مِن أبجديَّاتنا، ولليومِ سرُّه الذي لم يُكتشَف بَعد، حَتَّى إِذَا ما تَمَّ اكتشافُه -بتوفيقٍ مِن الله- تقدَّمنا خَطوةً في دَربِ الفَلاحِ، وهَكذا... فالتَّجارب الفاشلَة لا تنتهي إلا بانتهاءِ الأجَل، لكنَّها تَقل بزيادةِ الوَعي والخِبرة، ولا تُكتَسَب الخبرة إلا بِسبْرِ أغوارِ الحِياةِ، وخَوض التَّجارب والتَّعلّم مِنها، ومِِن ثَمَّ تَجاوزها لِمَا بَعدَها بتحدٍّ وإيمانٍ كَبيرَيْن وقلبٍ لا يَعرفُ الحِقدَ! ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() ضعف الإنســــــان :
قال الحسن البصري:مسكين ابن آدم . محتوم الأجل ، مكتوم الأمل ، مستور العلل يتكلم بلحم ، وينظر بشحم ، ويسمع بعظم ، أسير جوعه ، مطيع شبعه ، تؤذيه البقة ، وتنتنه العرقة ، وتقتله الشرقة ، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوزاً . |
#3
|
||||
|
||||
![]() هل تمر بك لحظــات ضعــــف قالَ تَعالى إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإنَّهُمْ عِبَادُكَ وَ إنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإنَّكَ أنْتَ العَزيزُ الحَكيمُ سورة المائدة الآية 18 ~.~.~ هل تمر بك لحظــات ضعــــف وتشعر انك وحيد والعالم كله حولك!!!! فيخيل إليك أن قواك قد خارت ! وأنه لم يَعُدْ بك قدرة على المجاهدة .. والصبر ومواصلة العمل .. فلا تستسلم لهذا الخاطر .. فإن للنفوس إقبالاً وإدباراً .. فلعل ذلك الإدبار يعقب إقبالاً ! وقد تشعر أحياناً بإحباط .. وقلة ثقة، وشعور بالنقص .. وأنك لا تصلح لشيء من الأعمال .. فلا تستسلم لهذا الشعور .. واستحضر بأن الإخفاق ليس عاراً إذا بذلت جهدك بإخلاص .. وتذكر بأن المرء لا يعد مخفقاً حتى يتقبل الهزيمة .. ويتخلى عن المحاولة .. فحاول مرة بعد مرة .. وأعد الكرة بعد الكرة .. وستصل إلى مبتغاك -بإذن الله-. وقد يعتريك شعور بالزهو والإعجاب .. فتشعر بأنك نسيج وحدك .. وقريع دهرك؛ فلا تحتاج إلى ناصحٍ أو مشير ! فإذا مر بك ذلك الخاطر فلا تستسلم له .. ولا تركن إلى ما أوتيت من ذكاء، وعلم .. وانظر إلى ما فيك من نقص .. وضعف حتى تتعادل كفتا الميزان لديك ! وقد تهجم عليك الهموم .. وتتوالى عليك الغموم .. فيخيل إليك أنها ستلازمك طول عمرك .. فتظن أن أيامك المقبلة سود لا بياض فيها .. فلا تستسلم لهذا الخاطر .. ولا تحسبن الشر لا خير بعده .. أو أنه ضربه لازب لا تزول .. فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً. وقد تتحرى الصواب .. وتحرص كل الحرص على ألا تخطئ في حق أحد .. ثم لا تلبث أن تقع في الهفوة والهفوة .. فلا تظنن أن ذلك يبعدك عن الكمال، والسعي إليه .. فمن الذي؟ وأي الرجال؟ وقد تقع في الذنب إثر الذنب .. فيلقي لشيطان في رُوعك أن الخير منك بعيد .. وأنك ممن كتبت عليه الشقاوة .. فلا تستسلم لهذا الإلقاء الشيطاني .. واستحضر بأن كل ابن آدم خطاء .. وخير الخطائين التوابون .. وإِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ .. وبذلك تنقشع عنك غياهب اليأس |
#4
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك أختي الغالية موضوع رائع جعله الله في ميزان حسناتك ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() مشكورة اختي الكريمة على الطرح الطيب
جعله الله في ميزان حسناتك بالتوفيق |
#6
|
||||
|
||||
![]() [quote=غفساوية;872074]
وبارك فيك أيضا غاليتي وفقك الله لما يحبه ويرضاه |
#7
|
||||
|
||||
![]() [quote=سامي;872344]
لا شكر على واجب أخي الكريم شكرا لمروركم الطيب في امان الله |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |