من علامات المتعالم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 550 - عددالزوار : 302212 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1518 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331795 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2015, 02:44 PM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,375
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي من علامات المتعالم

من علامات المتعالم


قرأْنَا كثيرًا لأهل العلم كلامَهم في التحذير من التعالُم، وتجنُّب المتعالمِين، ولزوم الراسخين، ولكنْ قلَّ أنْ تجدَ مَن تكلَّم عن علامات المتعالِم، وكيف يمكن أن يُعرفَ ليُحْذَرَ؟

وهذه العلامات كاسمها علامات؛ قد يصدقُ بعضها ولا يصدقُ بعضها، لكن بقدر ما يجتمع منها يصدقُ الوصف بالتعالم، وبقدر ما يُجتنَبُ منها يبعد الوصف بالتعالم، كما أنَّ المرءَ قد يكون فيه شُعبة من النفاق، إلا أنه ليس منافقًا، وقد يكون فيه شُعبة من الكفر، إلا أنه ليس كافرًا، فكذلك قد يكون فيه صفة من صفات التعالم، إلا أنه طالب علم فيه من الخير ما هو أكثر، فيُرجَى له الصلاح والهُدى والرجوع إلى سواء الصراط بتوفيق الله - تعالى.

وهذه بعض صفات المتعالم ليُحذر :

• أن ينصحَ بكتب وهو لم يقرأها :

لأن هذا من التشبُّع بما لم يعط، ولا أدري كيف يبيح العاقل لنفسه أن ينصحَ بشيءٍ لم يعرفه حقَّ المعرفة، ولم يخبره حقَّ الخبرة؟! اللهم إلا إنْ كان ناقلاً لكلام أهل العلم، لا مُنشئًا من قِبَل نفسِه، فحينئذٍ مَن أحالَ فَقَدْ سَلِمَ، ولكن كيف تعرف أنَّ هذا المتعالِم لم يقرأ هذه الكتب؟ الجواب: معرفة ذلك تظهر من سياق كلامه؛ كأن يصف الكتاب بما هو بعيد كلَّ البعد عن حقيقته، أو أنْ ينصحَ بكتبٍ تحتاج إلى عشرات السنين لقراءتها وهو صغير السنِّ جدًّا، أو نحو ذلك.

• أن يوصي بحفظ متون وهو لم يحفظها :

وهذه آفة قريبة من الآفة السابقة ، ولكنها أعجب ، واسمَعْ واعْجَبْ لأحد الإخوة ينصح طلبة العلم أن يحفظوا إحدى المنظومات ، ثم يتبيَّن فيما بعد أنَّها متنٌ منثورٌ لا منظومٌ !

• أن يتكلم في مسائل كبيرة تحتاج إلى أعمار لاستقرائها :

فتراه أحيانًا يطلق القولَ في بعض المسائل التي تحتاج عشرات السنين من البحث وهو لم يبلغ الثلاثين بعد !

• أن يهجم بالكلام في مسائل يجبنُ عنها فحول العلماء :

الجبن محمود في العلم ، وهذا ما يجهله كثير من الطلبة ، فيحسب لجهله أنَّ الجرأة في الجواب والسرعةَ في الردِّ علامةٌ من علامات العالم ، وما هي عند التحقيق إلا من علامات الجاهل ! اللهم إلا أنْ يكونَ عالمًا مشهودًا له بسَعة الاطلاع جدًّا ، وقد سبق منه النظر في هذه المسألة، فيسرع بالجواب لاستحضاره ، وهذا لا يشتبه أصلاً حتى ينظرَ فيه.

• أن يزعم أنه لم يحرِّرْ أحدٌ قبله قطُّ بعضَ مسائل العلم :

كهذا الذي زعم أنَّ أهل العلم منذ عهد التابعين إلى يومنا هذا لم يفهموا حقيقة السُّنة ، ولم يعرفوا معناها الصحيح ! ثم صنَّف كتابًا في نحو ثمانمائة صفحة عن هذا الموضوع ، تنطق كل صفحة فيه بجهالته وضلالته ، ولكن هذا النوع إلى الضلال أقرب منه إلى التعالُم ، وإن كان قد يقعُ مثلُ هذا لبعضِ المنسوبين لطلب العلم .

• أن يزعمَ أنَّ أصول بعض العلوم فاسدة ، لم يعرفْ فسادَها أحدٌ قبله :

وهذا فوق أنه يحمل في طيَّاته إزراءً بجميع العلماء السابقين ، فهو يحمل اعتدادًا كبيرًا بعقله ، وقد قال ابن المقفَّع: حقٌّ على العاقل أن يجبنَ عن المضي على الرأي الذي لا يجدُ عليه موافقًا ، وإن ظنَّ أنه على اليقين ، وإذا وازنَ العاقلُ بين احتمال أنْ يكونَ الخطأُ في عقل هذا المتأخِّر، وبين أن يكونَ جميعُ العقلاء السابقين قد أخطؤوا ، ظهر له الحقُّ لائحًا جليًّا لا يحتاج لبيانٍ.

وآفة مثل هذا أنه يحسب أن التعارُضَ واقعٌ بين الدليل وبين أقوال أهل العلم ، فيظنُّ أن العِبرة بالدليل ولا عِبرة بأقوال الرجال ، وهذا التصوير للمسألة واضحُ البطلان ، والتصوير الصحيح للمسألة أن التعارضَ واقعٌ بين عقله وفَهْمه هو ، وبين عقل جميع العلماء وفَهْمهم ، فهو لجهله يظنُّ أنَّ فَهْمه للدليل يساوي بالمطابقة ثبوت حُجيَّة هذا الدليل ، وهذا هو سبب الخلل الذي نراه كثيرًا عند طلبة العلم اليوم.

• أن يشهد هو لنفسه دون غيره بالأهلية :

من المعروف أنَّ الإنسان حتى وإنْ رأى نفسه أهلاً للكلام في مسائل العلم ، فإنه لا ينبغي أن يحكمَ على نفسه بذلك ؛ بل يتروَّى حتى يشهد له أهلُ العلم بالتأهُّل ؛ كما قال الإمام مالك : ما أفتيتُ حتى شَهِدَ لي سبعون من أهل المدينة ، وقال شيخ الشافعي له : أفتِ يا أبا عبدالله ؛ فقد آن لك أن تُفتي ، أمَّا أن يشهدَ الإنسان لنفسه بالأهليَّة ، فهذا بعيدٌ كلَّ البُعد عن مَهْيَع الصواب ، كما أنه يفتح البابَ على مصراعيه للجُهَّال ، ثم يا أخي الكريم ، ما أدراك أنَّك أهل ؟ نحن مَن عِلْم أهلِ العلم على يقين ، ومنك على شكٍّ ، فإذا كان أهل العلم يشهدون عليك أنَّك لم تتأهَّل بعد ، فهل نَدَعُ يقينَهم لشكِّك ؟

• أن يزعم أن اتِّفاق أهل الفنِّ على مسائل فنِّهم باطل :

وهذا أمرٌ مشاهد معروف ؛ لأن الجاهل المتعالِم كثيرًا ما يُجابَه بأن كلامَه مخالف لكلام أهل الفنِّ ، فيجد أنَّ المخلص السريع والسهل من هذا الأمر أن يدَّعي أن اتِّفاقهم ليس بحُجَّة أصلاً ، فيريح نفسه من عناء الردِّ ، وقد كتب بعضهم لمَّا ضَاقَ ذرعًا بكثرة مَن يعترض عليه ، كتب في ذلك موضوعًا مضحكًا يزعم فيه أنه لا يشترط أنْ يكونَ له سلف في كلامه.

• أن يطلقَ التعميمات العريضة المتسرعة :

التي تحتاج إلى عشرات المختصين في كلِّ فنٍّ يعملون لعشرات السنين حتى يخرجوا بها ! كمن يزعم أن " الباقِلاَّني " لم يُسبقْ إلى هذا القول في الأصول ، وأن "الدارقطني" لم يُسبقْ إلى إنكار هذا الحديث، وأن " الطبري " لم يُسبقْ إلى هذا القول في التفسير، مع أنَّ هؤلاء العلماء من المتقدِّمين في فنونِهم ، وكثير من الكتب التي سبقتهم فُقِدتْ ، هذا فضلاً عن أنَّ هذه المزاعم لم يقلْها أحدٌ معتبرٌ قطُّ.

• أن يفسرَ الكلام المنسوب إلى أحد فحول العلماء على أنه جهالة عمياء :

كأن يتأوَّل قولاً لأحدِ العلماء بأنه لم يقفْ على حديث ( إنما الأعمال بالنيَّات ) ، أو أنه لم يقفْ على خلاف مشهور جدًّا في المسألة ، أو أنه جَهِلَ مسألة من أوضح مسائل العربية ، وغير ذلك من الخبط الذي نراه كثيرًا من المعاصرين ، ومن المعلوم أن اتهام الإنسان نفسه في فَهْم كلام العالم أَوْلى وأَوْلى من أن يتهمَ هذا العالم بأنه لا يفقه بدهيات المسائل العلمية وأوائلها ، لا سيَّما إذا لم يستنكرِ العلماءُ قولَه قبلك.

• أن يتصدرَ في سنٍّ صغيرة :

قال الشافعي : إذا تصدر الحدثُ، فاته علمٌ كثير، وقال عمر: تفقَّهوا قبل أن تسودوا؛ أي: إن الإنسان يُشغَلُ بعد تولِّي المناصب، فلا يتفرَّغ لتحصيل العلم كما ينبغي، وهذا مشاهد، ولذلك تقع الآفة في أكثر الأحيان ممن تصدَّروا قبل الأهليَّة، ويتطور الأمر بهم إلى أنْ يظنوا في أنفسهم إمامة المسلمين وحياطة الدين، وأن كلَّ مَن يخالفهم فقد خرج من ربقة الإسلام؛ لوقوعه في الأئمة الأعلام!

• أن يصنِّفَ في سنٍّ صغيرة :

لأن التصنيف قبل التأهُّل نظير التصدُّر قبل التأهُّل؛ كما أنه يجعل طالب العلم يقدِّم المفضول على الفاضل، ويحيد عن مراتب الطلب الصحيحة، ويجهلُ كثيرًا من أصول الطلب التي لا يصحُّ أن يجهلَها الطالب، وهذا أكثر ما يوجد في طلبة الماجستير والدكتوراه مع الأسف الشديد؛ لأن هذه الرسائل العلمية عادة تكون مختصة جدًّا، ومعلوم أنَّ مرتبة التخصُّص تسبقها مراتبُ أخرى، وهذا الطالب يعلمُ عِلْمَ اليقين أنه لم يمرَّ بهذه المراتب، ولكن بعد انتهائه من رسالته العلمية يحسب أنه قد استوفى هذه المراتب، أو أنه لا يحتاجها الآن بعد أنْ أنهى ما بعدها، فمثلاً تجده كَتَبَ رسالة علمية عن "اعتراضات فلان على فلان في كتاب كذا"، وهذه مرتبة تسبقُها مرتبةٌ أخرى، وهي معرفة أصول المناظرة، والاعتراض، والجواب، ونحو ذلك، وتسبقُها مرتبة أخرى، وهي الاطلاع على كُتب فلان وفلان، ومعرفة مقاصدها، وتسبقُها مرتبةٌ أخرى، وهي معرفة مذاهب العلماء في مسائل هذا العلم، ومعرفة الراجح والمرجوح منها، وتسبقُها مرتبة أخرى، وهي معرفة أصول هذا العلم على وجه الإحاطة، وتسبقها مرتبة أخرى، وهي معرفة مبادئ هذا العلم التي يَنْبَنِي عليها.

فإذا حصل هذا الطالب على امتياز مع مرتبة الشرف في رسالته العلمية، تراه يظنُّ باستجراء الشيطان له أنه قد حصل هذه المراتب جميعًا، مع أنه لا يكاد يعرفُ منها شيئًا.

• أن يتخذَ تلامذة ومريدين يهديهم السبيل :

كهذا الذي تصدَّرَ مجالس التدريس وهو لم يبلغ العشرين بعد! واجتمع له من الطلبة مَن يحمل له الحِذاء، ومَن يُقبِّل يدَه... إلخ.

والعجب في هذا الذي سوَّلت له نفسه أن يتصدَّرَ في مثل هذا العُمر، وكذلك العجب من هؤلاء الطلبة الذين لو كان لهم مسكة مِن عقلٍ لما وقعوا في هذه الجهالة، وكذلك العجب من أهل العلم الذين تركوا الفرصةَ لمثْل هذا، وكذلك العجب من أُولِي الأمر الذين لم يضربوا على أيدي هؤلاء بقبضة من حديدٍ؛ لمنع هذه التفاهات من الرويبضة.

• أن يتكلَّم في كلِّ فنٍّ :

الكلام في كلِّ فنٍّ لا بأس به من حيث الأصل، ولكن من علامة المتعالِم أنْ تراه يتكلم في كل فنٍّ بكلامِ مَن أتقنَ هذا الفنَّ وصار من أهله، مع أنَّ عمره لا يكفي لإتقان فنٍّ واحدٍ!

وقديمًا كان العالم يقضي في فنٍّ واحدٍ خمسين سنة ولا يكاد يستوفيه، وبما أننا في عصر السرعة، صار طالب العلم يقضي في كلِّ فنٍّ سنة واحدة، فيحيط بكل العلوم في أقل مِن عشر سنوات!

• أن يجادلَ في البدهيات وينكر الواضحات :

كهذا الذي صنف كتابًا في أصول النحو زعم فيه أن (إن) لا تنصب ما بعدها! وأن (المثنَّى) ينبغي أن يُنصبَ بالألف! وهو وإن كان منسوبًا إلى التخصُّص في هذا الفنِّ، إلا أنَّ مثل هذه الأخطاء تدلُّ على تعالُمٍ واضح، وقد رأيت بعض الطلبة الذين لم يبلغوا العشرين بعد وضع رسالة في مسألة نحْوية، ذَكَرَ فيها أنه جمع ثمانية عشر شاهدًا لمسألة لم يجمعها أحدٌ قبله من أهل العلم! فتراه بسبب هذه المسألة الواحدة يظنُّ أنه قد صار محيطًا بمسائل العلم جميعًا.

• أن يشكك في كل شيءٍ، ويبيح الاختلاف في كلِّ شيء :

يزعم ذلك ويقول: لأني لا أستطيع أن أحجر على عقول الناس، وأجبرهم على التقليد، فكل إنسان لا بد أن يقتنعَ بعقله، ويصل إلى الصواب بنفسه! ولا يوجد شيءٌ متفقٌ عليه؛ بل لا يمكن أصلاً معرفةُ الاتفاق على شيء؛ لأن الإحاطةَ بأقوال الناس مستحيلة، وحتى لو اتفقوا، فهذا الاتفاق لا يدلُّ على أن ما سواه باطلٌ؛ بل إنَّ الناس لو اتفقوا، لدلَّ ذلك على جمود الفِكْر، وركود العقول... إلى آخر هذه التُّرَّهَات والبُطَّلات الواضحة.

والحمد لله ربِّ العالمين.

أبو مالك العوضي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-02-2015, 03:42 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: من علامات المتعالم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
كلام جميل جدا...
كنا نعد ذلك من الشروط الأساسية للتعلم والتفقه..
--
وعلى هذا الأساس
إليك أيها المفتي، والقاضي، والعالم، وطالب العلم، يا من ابتلاهم الله بالفتوى، وامتحنهم بالقضاء، واختبرهم بالعلم، إليكم جميعاً هذه النصائح الغالية، والنماذج الفريدة، والخصال الحميدة،(المختصرة جدا) التي ينبغي لكل منا أن يتحلى بها، وأن يكون أهلاً لها، لحاجتنا إليها أكثر من حاجة من سبقنا، وذلك لقلة المعين، ولضعف وازع الدين، لنعرف إذا كان هذا حالهم وتلك خصالهم في التحري، والتدقيق، والتثبت، والتأكيد في الفتوى وهم أهلها وأحق بها، أين أنت من ذلك؟ وأين موقعنا مما هنالك؟ فإن لم نكن مثلهم فنتشبه بهم، فإن التشبه بالرجال(الدين يعرفون بالحق) فلاح ونجاح.

قال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله
جنة العالم : لا أدري , ويهتك حجابها الاستنكافُ منها .

* قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
ومن أعظم ما يجب على المعلمين أن يقولوا لما لا يعلمونه : الله أعلم , وليس هذا بناقص لأقدارهم , بل هذا مما يزيد قدرهم , ويستدل به على كمال دينهم , وتحريهم للصواب.

* قال عبد الرحمن بن مهدي -رحمه الله-:
كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال له: يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر حمّلني أهل بلدي مسألة أسألك عنها.
قال: فسل.
فسأله الرجل عن المسألة، فقال: لا أحسنها. قال: فبهت الرجل كأنه قد جاء إلى مَن يعلم كل شيء.
فقال: أي شيء أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم؟!
قال: تقول لهم: قال مالك: لا أحسن
جامع بيان العلم وفضله (2/117)


تعلم: لا أدري، ولا تتعلم: أدري؟ فإنك إن قلت: لا أدري، علموك حتى تدري، وإن قلت: أدري، سألوك حتى لا تدري.

«الفقيه يدخل بين الله وبين عباده، فلينظر كيف يدخل»

* قال وهب بن منبه -رحمه الله- لرجل من جلسائه:

ألا أعلمك طبا لا يتعايا فيه الأطباء، وفقها لا يتعايا فيه الفقهاء، وحلما لا يتعايا فيه الحلماء؟

قال: بلى يا أبا عبد الله.

قال: " أما الطب الذي لا يتعايا فيه الأطباء، فلا تأكل طعاما إلا ما سميت الله على أوله، وحمدته على آخره، وأما الفقه الذي لا يتعايا فيه الفقهاء، فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم فأخبر بعلمك، وإلا فقل: لا أدري، وأما الحلم الذي لا يتعايا فيه الحلماء، فأكثر الصمت، إلا أن تسأل عن شيء "

وذكر أبو عمر بن عبد البر عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه جاءه رجل فسأله عن شيء، فقال القاسم: لا أحسنه، فجعل الرجل يقول: إني دفعت إليك، لا أعرف غيرك؛ فقال القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي، وكثرة الناس حولي، والله لا أحسنه؛ فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يا ابن أخي الزمها، فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم؛ فقال القاسم: والله لئن يقطع لساني أحب إليَّ من أن أتكلم بما لا أعلم.

وسئل الشعبي عن مسألة فقال: "هي زباء هلباء وبر لا أحسنها، ولو ألقيت على بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعضلت به، وإنما نحن في الغوق ولسنا في النوق"، فقال له أصحابه: لقد استحيينا منك مما رأينا منك، فقال: لكن الملائكة المقربين لم تستح حين قالت: "لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا"الآية.

وسئل مالك عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل له: إنها مسألة خفيفة سهلة، فغضب، وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قوله جل ثناؤه: "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا".الآية.

وقال مالك: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تصعب عليهم المسائل ولا يجيب أحدهم في مسألة حتى يأخذ رأي صاحبه، مع ما رزقوا من السداد والتوفيق مع الطهارة، فكيف بنا نحن الذين غطت الخطايا والذنوب قلوبنا؟!"، بل كيف بنا نحن؟!


وقد صدق من قال..

فَكَمْ مِنْ مُرْشِدٍ ضَلّْْ وَمِنْ ذِيْ عِــزَّةٍ ذَلّْْ *** وَكَمْ مِنْ عَـالِمٍ زَلّْ وَقَالَ : الخَطْبُ قَدْ طَمّْ
وَجَانِبْ صَعَرَ الخَدّْ إِذَا سَاعَدَكَ الجَدّْ *** وَزُمَّ اللَّفْظَ إِنْ نَدّْ فَمَا أَسْعَدَ مَـــــــنْ زَم
.
__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام.
والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-02-2015, 04:03 PM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,375
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: من علامات المتعالم

لم اعرف لك وجه فأراك تؤيد هنا

وتقدح هنا :

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23-02-2015, 12:38 AM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: من علامات المتعالم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نااس مشاهدة المشاركة
لم اعرف لك وجه فأراك تؤيد هنا

وتقدح هنا :

سبحان الله...
شتان بين الموضوعين
حتى أسلوبك في الحوار فيه قدح..وهمز ولمز.
.مند زمان
ﻗﺪ ﺗُﻨﻜﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦُ ﺿﻮﺀَ ﺍﻟﺸﻤﺲِ ﻣﻦ ﺭﻣﺪٍ *** ﻭﻳﻨﻜﺮُ ﺍﻟﻔﻢُ ﻃﻌﻢَ ﺍﻟﻤﺎﺀِ ﻣﻦ ﺳَﻘَﻢِ.
انتهى الحوار معك
__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام.
والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23-02-2015, 02:27 PM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,375
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: من علامات المتعالم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27-02-2015, 03:12 AM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,375
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: من علامات المتعالم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27-02-2015, 02:20 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,416
الدولة : Morocco
افتراضي رد: من علامات المتعالم


من قال أنا عالم فقد أعلن جهله..

لا يمكن أن تتعلم وفي نفسك ذرة كبرياء لأي سبب كان.
ولا يمكن أن تتعلم وأنت لا تحترم من يعلمك.
ولا يمكن أن ترتقي بما تعلمته إذا اعتقدت لحظة أنك اكتفيت من العلم..
ومن قال أنا عالم فقد أعلن عن جهالته. .
إذن تواضع لتتعلم، وكلما تواضعت تعلمت أكثر فأكثر.
نبي الله موسى عليه السلام خطب في حشد كبير من بني إسرائيل يوماً، فسأله سائل: هل هناك من هو أعلم منك يا موسى؟ فأجاب على الفور دون تردد: لا! قال ذلك لأنه لم يكن يعتقد أن هناك أحداً في تلك الفترة غيره له صلة بالسماء يأتيه الوحي ليعرف ما لا يعرفه بقية البشر...
لكن الله أوحى إليه فوراً أن هناك يا موسى من هو أعلم منك، فتعجب نبي الله موسى من ذلك، وسأل الله أن يدله على ذاك الذي هو أعلم منه، فأدرك أن هناك إنساناً يعيش على هذه الأرض وهو يعرف ويعلم أكثر منه، وكان ذلك هو الخضر عليه السلام الذي اتفق المفسرون على أنه كان نبياً أيضاً. وحدثت وقائع وأحداث مع النبي موسى والمذكورة في سورة الكهف، يمكن الرجوع إليها وتفسيراتها لمن أراد الاستزادة..
الشاهد من القصة هو بيان عظمة النبي الكريم موسى عليه السلام وهو من هو يومئذ. كان الإنسان الوحيد الذي كلمه الله تكليماً مباشراً، يعلم ما لا يعمله أحد من البشر، ومع ذلك حين عرف بموضوع الخضر عليه السلام، أصر على السفر إليه حتى يبلغ مجمع البحرين أو يمضي حُقباً في البحث عنه. .
حتى إذا جاء الوقت المعلوم وجده، لكنه لم يقل له من أنت ولم يسأله عن علمه وكيف حصل عليه، ولم يقل له إنه كليم الله، بل بكل تواضع طلب منه أن يتبعه على أن يعلمه مما عنده من علم، ووافق الخضر على طلبه، ولكن بشرط عدم الاستفسار أو توجيه الأسئلة إليه إن رأى ما لا يعجبه أو يثيره ويغيظه، مهما يكون نوع العمل أو الفعل وشكله، وهو أمر يصعب على أي إنسان أن يقبله. كيف تقبل وتوافق على أمر غامض دون استفسار أو توضيح، لكن موسى (عليه السلام) ولأنه سافر لأجل العلم، وافق فوراً.على شروط معلمه. . وفي هذا قمة الأدب والتواضع مع العلماء.
بسبب موافقته وتواضعه في البداية تعلم أشياء كثيرة، ولولا غلبة الطبع البشري عليه لاستفاد كثيراً من الخضر عليهما السلام، وقد ذكر ذلك حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :” يرحم الله موسى لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما “.وإن كان هذا الأمر ليس بموضوعنا اليوم ولا يهمنا تفاصيل التفاصيل في القصة، بقدر ما يهمنا أن ندرك قيمة التواضع في طلب العلم، واحترام من يقدم لك العلم، بغض النظر عمن يكون هذا المعلم، صغيراً كان أم كبيراً، رجلاً أم امرأة، مسلماً أم غير مسلم..

خلاصة الحديث أنه كلما تواضعت في طلب العلم، ازددت تحصيلاً ورفعة في الدنيا قبل الآخرة.. فهل يفعل طلاب العلم ذلك؟
-----
وكذلك أنا أنت وغيرنا وكل العلماء عليهم أن يتواضعوا لله وللبشر....
فالعلماء ليسوا معصومين وما يقولونه يوضع في ميزان الشرع..
وكل عالم يؤخد منه ويرد إلا الرسول الكريم

__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام.
والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-04-2016, 10:30 AM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,375
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: من علامات المتعالم

اشكر أدبك وتهذيبك في حديثك ناهيك بأنك احد الكادر الأشرافي في هذا المنتدى وللمتلقي حق الفهم لأعتقادي بأن القارئ فيهم الاديب والمحاضر ولمثقف وكل منهم لديه من العلم والتهذيب ويفرق بين الحق والباطل والحقو الباطل خصوصا بأن الجدل مستشعب في بعض الخلق هدانا الله واياك لما فيه كل خير علما بأني لست طالب دعوى شخصية او ثأر لنفسي ولكن نصيحة محب اتق الله فيما تضمر قبل ماتكتب والله الهادي الى السبيل
__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.42 كيلو بايت... تم توفير 4.89 كيلو بايت...بمعدل (5.07%)]