|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() انبطحوا والحالة هذه؛ ارتفعت أصوات من داخل الصف، ترتدي ثوباً ظنته لباس الحكمة، وتحمل غصن زيتون بالغ في الانحناء - حتى أصبح كالكوز مُجخّياً -، وتمسك بعصا الشيخ الهرم، تهشّ بها على شباب الصحوة، وتدعوها للانحناء مع غصن الزيتون، وتخفي وراء العصا مآرب أخرى. إنها صورة وصفية لتيارٍ طارئٍ على الدعوة، أجنبيٍّ عنها، يدعو إلى العودة للوراء، والتفلت من النصوص، والتخلّي عن الجهود السابقة، وعدم الالتفات إلى ردة فعل الجماهير. وأبرز ما يتميز به هذا التيار: الانبطاح أمام الآخر؛ كسباً لرضاه، وتقرباً إلى جنته، ورجاء في رحمته. هذا التيار الانبطاحي لم يكتفِ بأن يكون كاتماً للحق، بل استعذب النطق بالباطل، بل برّر له، بل شارك فيه، بل أصبح من المنظّرين لشرعيته... وغير ذلك من (البلبلات) التي لا تتوقف طالما في النفس قدرة على الانبطاح. لست أنكر على هذا التيار دعواه إلى التعقّل وعدم التهور، ولا أحد فينا يستطيع أن يسقط من قاموس الدعوة كلمة (الحكمة)، ولا أظن أن عاقلاً عالماً يجحد أهمية تقدير المصالح والمفاسد المترتبة على أي عمل كان. ولكن.. أن يكون هذا مدّخلاً لأن نخلع عنا أردية الدعوة التي نغطّي بها عوراتنا، ويصبح النقاش محصوراً في أهمية ورقة التوت منها؛ فهذا هو الانبطاح الليلي الأحمر على فراش الخيانة الذي أُغلقت من دونه الأبواب. إنّ آيات من كتاب الله كفيلة لأن تكشف عوار هذا التيار المشتعل شوقاً إلى الهبوط، المتوقد أملاً في مزيد من التنازلات؛ قال تعالى: (ودُّوا لو تدهن فيدهنون)، (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار)، (ولا تجعلني ظهيراً للمجرمين)، (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك). إذا انبطح أرباب هذا التيار، وبالغوا في الانبطاح حتى قاربوا على التلاشي؛ فلا يمنعنهم ذلك من أن يتذكروا قول الله تعالى: (فاصدع بما تؤمر...)؛ لعل الذكرى تنفعهم ! كتبه الشيخ : وائل البتيرى ![]()
__________________
![]() بك أستجير فمن يجير سواكـا
فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكـا إني ضعيف أستعين على قوى ذنبي ومعصيتي ببعض قواكـا أذنبت ياربي وآذتنـي ذنـوب مالهـا مـن غافـر الاكــا |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |