|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() جوانب من حماية الشريعة لجناب التوحيد الشيخ عادل يوسف العزازي اعتنت الشريعة بسد الذرائع، ودفع وإبطال كل ما يوصل إلى الشرك؛ وذلك بمنع وتحريم الأمور الآتية: • فمن ذلك: تحريم إقامة المساجد على القبور، أو الصلاة عليها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبورَ أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ))[1]. وفي صحيح البخاري عن عائشة قالت: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسةً بأرض الحبشة، فذكرت من حسنها وتصاويرها، قالت: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنَوْا على قبره مسجدًا، أو صوروا تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة))[2]. • ومن ذلك النهي عن الذبح لله في مكان يشرك فيه بالله: عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل أن ينحر إبلًا ببوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبَد؟))، قالوا: لا، قال: ((هل كان فيها عيد من أعيادهم؟)) قالوا: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَوْفِ بنذرك))[3]، و"بوانة": مكان أراد الناذر أن يذبح عنده، فانظر - رحمك الله - كيف اطمأن النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا المكان لم يكن فيه مظهر من مظاهر الشرك، مع أن الرجل نذر أن يذبح لله. قال في "فتح المجيد": وفيه سد الذريعة، وترك مشابهة المشركين، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أَوْفِ بنذرك)) بعد أن استفصل عن عدم وجود وثن في الماضي، أو عيد من أعياد الجاهلية: يدلُّ على أن نذر الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله، أو كان فيه اجتماع من اجتماعات الجاهلية - نذرُ معصية لا يجوز الوفاء به بإجماع العلماء. • ومن ذلك: النهي عن إطراء الصالحين والغلو فيهم: قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله))[4]؛ رواه البخاري. ومعنى " الإطراء": مجاوزة الحد في المدح. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴾ [نوح: 23]، قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا، وسموها بأسمائهم، حتى إذا هلك أولئك ونُسِي العلم، عُبِدت. قال ابن القيم رحمه الله: (ومن أسباب عبادة الأصنام: الغلو في المخلوق، وإعطاؤه فوق منزلته، حتى جعلوا فيه حظًّا من الإلهية، وشبهوه بالله تعالى، وهذا هو التشبيه الواقع في الأمم، الذي أبطله الله سبحانه، وبعث رسله وأنزل كتبه بإنكاره والرد على أهله). وقال أيضًا رحمه الله: (وما زال الشيطان يوحي إلى عباد القبور، ويلقي إليهم أن البناء والعكوف عليها من محبة أهل القبور من الأنبياء والصالحين، وأن الدعاء عندها مستجاب، ثم ينقلهم من هذه المرتبة إلى الدعاء بها، والإقسام على الله بها؛ فإن شأن الله أعظم من أن يقسم عليه أو يسأل بأحد من خلقه. فإذا تقرر ذلك عندهم، نقلهم منه إلى دعائه وسؤاله الشفاعة من دون الله، واتخاذ قبره وثنًا تعلق عليه القناديل والستور، ويطاف به، ويستلم، ويقبَّل، ويُحَجُّ إليه، ويذبح عنده. فإذا تقرر ذلك عندهم، نقلهم منه إلى دعاء الناس إلى عبادته، واتخاذه عيدًا ونسكًا، ورأوا أن ذلك أنفع لهم في دنياهم وآخرتهم، وكل هذا مما قد علم بالاضطرار من دين الإسلام أنه مضاد لما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، من تجريد التوحيد، وألا يُعبَدَ إلا الله. فإذا تقرر ذلك عندهم، نقلهم منه إلى أن من نهى عن ذلك فقد تنقص أهل هذه الرتب العالية، وحطهم عن منزلتهم، وزعم أنه لا رحمة لهم ولا قدر، فيغضب المشركون، وتشمئز قلوبهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الزمر: 45]. سرى ذلك في نفوس كثير من الجهال والطغام، وكثير ممن ينتسب إلى العلم والدين، حتى عادَوْا أهل التوحيد، ورمَوْهم بالعظائم، ونفَّروا الناس عنهم، ووالَوْا أهل الشرك وعظَّموهم، وزعموا أنهم أولياء الله ودينه ورسوله، ويأبى الله ذلك، ﴿ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ ﴾ [الأنفال: 34]. [1] البخاري (1330) (1390) (4441)، ومسلم (529). [2] البخاري (427)، ومسلم (528). [3] صحيح: رواه أبو داود (3313)، والطبراني في الكبير (2/ 75)، وابن ماجه (2130) من حديث ابن عباس. [4] البخاري (3445)، وأحمد (1/ 23).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |