خطبة: المشكلات الأسرية وأثرها على الأولاد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 550 - عددالزوار : 302226 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1519 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331803 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-10-2023, 09:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,384
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: المشكلات الأسرية وأثرها على الأولاد

خطبة: المشكلات الأسرية وأثرها على الأولاد
عدنان بن سلمان الدريويش

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]؛ أما بعد:
فإن المشكلات الأسرية في بيوتنا أمر طبيعي جدًّا، ولا يوجد أسرة في هذا الكون لا تعاني من المشاكل الأسرية، والخلافات الزوجية، فلا يمكن العَيشُ ضمن حياة طبيعية وسعيدة فقط، بل يوجد بعض الاختلافات بين أفراد الأسرة، خاصة بين الزوجين، ويعود السبب في ذلك إلى أن كل فرد في هذا العالم يمتلك شخصيةً وطبعًا معينين، من الممكن ألَّا يتوافق مع الطرف الآخر في أمر ما؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((استوصوا بالنساء خيرًا؛ فهُنَّ خُلِقْنَ من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبتَ تُقيمه كسرتَه، وإن تركتَه لم يزلْ أعوجَ؛ فاستوصوا بالنساء خيرًا))؛ [أخرجه البخاري].

يا عباد الله: والخلافات الزوجية والأسرية تصبح زائدة عن حدِّها، إذا تم رفض الزوج للزوجة، أو العكس، أو القيام بالتعنيف والسلوكيات غير الأخلاقية، والصراخ المستمر، والجو المليء بالتوتر، وخاصة أمام الأولاد، فبعض الأُسَرِ تضع أطفالها في غرفة خاصة، ومن ثَمَّ يبدؤون بالمشاكل ظنًّا منهم أن الأطفال لن يسمعوهم أو يراقبوهم، ولكن يحدث العكس دائمًا، فالطفل يتأثر كونه رقيقًا جدًّا، ولا يدرك حقيقة الخلاف الموجود بين والديه، فيبدأ بالبكاء والتوتر والقلق، ويُصاب ببعض الاضطرابات إذا استمرت هذه المشاكل أمام عينيه، وللأسف فهذه المشاحنات تؤثر تأثيرًا سلبيًّا شديدًا على أكثر الأطفال، وقد يمتد هذا التأثير، ويستمر مع الطفل في حياته المستقبلية، ومن هذه الآثار:
نوبات التوتر والقلق: فعندما ينشأ الأولاد في بيئة جدلية مُحَاطة بالمشاكل بين الأبوين، فإنه من الممكن أن يُصاب بحالة من الاضطراب العاطفي، وتبدأ العديد من الأسئلة بالتلاعب بعقل الطفل حول إذا ما كان والداه يحبَّانِه، أو إن كانا سينفصلان، وماذا سيكون مصيرهم؟

يا عباد الله، ومن الآثار:
تأخر الأداء المدرسي عند الأولاد: التوتر العاطفي الذي يُصاب به الأولاد، نتيجة المشاكل بين أبويهم، يجعلهم مُشَتَّتِي الانتباه؛ نتيجة تفكيرهم في تَبِعات المشاكل الموجودة بالمنزل.

ومن الآثار:
المشاكل النفسية: فعندما تكون النزاعات شائعةً في المنزل، سواء كان ذلك ما بين الزوجين، أو بين الأهل والأولاد، أو مزيجًا من النوعين، فكثيرًا ما يصاب الأطفال بالمشاكل النفسية.

أيها المسلمون: إن الأولاد الذين ينشؤون بين مشاكل الأبوين المتكررة، من المحتمل أن يتأثروا في مرحلة البلوغ، ويكونوا أكثر عُرْضَةً لخطر الاكتئاب، وتعاطي المخدِّرات والكحول، والقيام بالسلوكيات المعادية للمجتمع، مع مخاطر الفشل في العلاقات الشخصية والحياة المهنية، حتى بعد تخطِّي سِنِّ المراهقة.

ومن آثار المشكلات الأسرية على الأولاد:
التعرف على رفقاء السوء: ففي حال استمر النزاع بين الأبوين فترة طويلة، قد يندفع الشاب أو الفتاة لمغادرة المنزل لأوقات طويلة، والتعرف على أصدقاء السوء.

ومن الآثار يا عباد الله:
الفشل العاطفي: حيث يكون الشاب قد كوَّن فكرة خاطئة عن الزواج وعن الحب، وربما يكون رافضًا لفكرة الزواج تمامًا، وهذا سيؤثر على حياته العاطفية، ويُشْعِره بالنقص؛ بسبب العُقَدِ النفسية التي تشكَّلت لديه حول هذا الموضوع.

يا عباد الله، إن من الآثار كذلك:
الفشل الأسري: ففي حال تزوَّج الشاب أو الفتاة، فلن يكون لديه خبرة سابقة عن كيفية تشكيل وإنشاء عائلة سليمة وصحية، وخالية من المشاكل، وقد يمارس نفس التصرفات المغلوطة التي قد تعلمها من أهله في أسرته، ثم يقودها للدمار.

نفعني الله وإياكم بهدْيِ نبيه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي لغفور رحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله، خَلَقَ فسوَّى، وقدَّر فَهَدَى، وصلى الله وسلم على نبيِّ الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلةً أعظمهم عنده فتنةً، يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا، فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئًا، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، قال: فيقرِّبه ويُدنيه ويلتَزِمه، ويقول: نعم أنت))؛ [رواه مسلم]؛ أما بعد:
فاعلموا – يا عباد الله - أن لهذه المشكلات أسبابًا يجب على الوالدين التنبُّهُ لها، والابتعاد عنها، ومحاولة علاجها قبل أن تتفاقم وتزداد؛ ومنها:
أولًا: الصمت الزوجي، فقد يكون هذا الصمت بسبب كثرة أعباء الزوج العملية والمالية، ومتطلبات الحياة، أو من الزوجة لعدم قبولها له.

ثانيًا: تضخيم عيوب شريك الحياة، فلكل شخص عيوبه وإيجابياته مهما كان؛ لذا من الخطأ التركيز على عيوبه ونسيان حسناته.

ثالثًا: تدخُّل طرف ثالث في الحياة الزوجية تدخُّلًا سلبيًّا؛ كالوالدين أو الأقارب أو الأصدقاء، فيكون سببًا في نشوء المشكلات بين الزوجين.

وأخيرًا: التقنية والأجهزة الإلكترونية، فبالرغم من إيجابياتها على الحياة بشكل عام، فإن لها آثارًا سلبية على الحياة الزوجية.

هذا، وصلوا وسلموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأعْلِ بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وفِّقه لِما تحب وترضى، وخُذْ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وإلى ما فيه الخير للإسلام والمسلمين، اللهم ارزقهما البطانة الصالحة، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَّول والإنعام، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واحقِنْ دماءهم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم احفظ على هذه البلاد عقيدتها، وقيادتها، وأمنها، ورخاءها واستقرارها، وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعلها دائمًا حائزة على الخيرات والبركات، سالمة من الشرور والآفات، اللهم اصرف عنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، رُدَّ عنا كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، ومكر الماكرين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، حسبنا الله ونعم الوكيل.

اللهم أبْرِمْ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا، يُعَزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، يا سميع الدعاء.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، وألِّف ذات بينهم، وأصلح قلوبهم وأعمالهم، واجمعهم يا حي يا قيوم على العطاء والسنة، يا ذا العطاء والفضل والمنة.

اللهم انصر جنودنا، ورجال أمننا، المرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهم تقبل شهداءهم، اللهم اشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم، وردَّهم سالمين غانمين.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]، ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128]، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم، والمسلمين والمسلمات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.52 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]