لا خير فيكم إذا لم تقولوها ، ولا خير فينا إذا لم نقبلها

[أبو الشيماء]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
الحمد لله تعالى و الصلاة و السلام على المصطفى وعلى آله وأصحابه الشرفاء الكرماء..
ثم أما بعد..
بعد سقوط بــن علي طاغية تونس،وتبعه فرعون مصروإن شاء الله الكافر القذافي(أنزلوا الناس منازلهم) تكلم الكثيرون مدلياً كلٌّ بدلوه ، وكان ممن تكلم طائفة من الناس ، لا نقاش في أنَّ لهم الحق بأن يُدلوا كما الناسُ أدلوا ، وأن يذكروا مخاوفهم مما يمكن أن يحصل في تونس و في غيرها من تداعيات سقوط الحكومات .

أياً كان شكل غطاء الرأس بحسب الزي الرسمي أوعمامة تـنشر بين الناس الوهم ، وتوزع عليهم المخدرات بثوب شرعي ...
تمارس فقه الاتجاه الواحد، وتضع الإسلام في حرج عندما تُـصرُّ على ممارسة قول نصف الحق ، وبيان جزءٍ من الحقيقة ...
وحديثي عمن نظن أنهم مخلصون، وأنهم يقولون ما يعتقدون، وأنهم لا يُتجارون بفتاواهم ولا يركنوا إلى اللذين ظلموا... وعمن لا أقول بأن كلامهم خطأ مطلق، حاشا وكلا .. بل أقول إن الصواب الذي يذكرونه يضيع في طيات ضيق الأفق ، وسوء التوظيف ، وحدة الطبع ، واعتقاد الصواب الذي لا خطأ فيه ! في حين أنَّ كل ما يقوله الآخرون عوج لا استقامة فيه !

لكن ليس لهم أن يناقضوا الفطرة التي ترفض الظلم ، وتسعى للردِّ عليه، والانقلاب ضده ، ليس لهم أن يُسفهوا أصل فكرة حقِّ الشعوب في نيل العزة و الكرامة ليس لهم أن يمنعوا الناس حتى من قول لا لا ... ثم بعد ذلك كله يُـلصقون هذا الهراء بالشرع ! فكأنهم يضعون الشرع في دور مخدر الشعوب ، ويُظهرون المتحدثين باسم الشرع وكأنهم مثل الذي :" .. آتيناه آياتنا فانسلخ منها ، فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين " (الأعراف:175) . وانسلاخه كان بأنه باع علمه بثمن بخس ، وصار يوظفه في تمرير الظلم على الناس ، فقد كان يقول للناس بعد أن يركبهم طاغية : تحملوا فإنما هي أقدار!!

ذهلت عندما استمعت لأحدهم وهو يخطب في الناس عن ضرورة تحمل الظلم والظالمين ، وأنه لا ينبغي عليهم أن يرفضوا الظلم وأكل أموال الأمة لأنَّ الفوضى هي البديل ، بل لا بد من الصبر ، وقد أيد صاحبُنا فكرتَه بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه صلى الله عليه وسلم فيما يقول : " .... فإن رأيتَ يومئذ خليفةً في الأرض فالزمه ، وإن نَهَكَ جسمك ، وأخذ مالك ... " الحديث .. وهذا الحديث مشهور عند أعوان الظلمة، يستشهدون به كلما سمعوا شاكياً وثقل الحمل ، وبلغت الحلقوم. .

لذلك كان لا بدَّ من مناقشة دليلهم لأنَّ المسألة ليست بسيطة ، إذ فيها نسبةُ قول فظيع إلى الشريعة ! فهل هذا الحديث صحيح سنداً ؟! وهل هو صحيح متــناً ؟ وقبل البدء أنبه على أنني لست بصدد تحليل الأحداث ، أو الكلام على تفاصيل الأمور ، وهل ما يحصل هنا وهناك من دول العالم الإسلامي صحيح أم لا ... فموضوعي فقط هو تبيان حق الإنسان في رفضه للظلم ، ومنعه من أن يأكل أحدٌ ماله ، وينتهك حقوقه .

فاقول : النَّصُّ الذي يستشهد به هؤلاء فيه زيادة ضعيفة منكرة على متن حديث صحيح مشهور متفق على صحته رواه الشيخان عن حذيفة رضي الله عنه ، وهو الحديث الذي أوله : " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني ... " الحديث ...

ثمَّ إنَّ مسلماً رحمه الله رواه بعد سوقه النَّصَّ الصحيح بهذه الزيادة (الإمارة / حديث 52 ) عن أبي سلاَّم قال : قال حــذيفة ... وفيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ... تسمع وتطيع للأمير ، وإن ضُرب ظهرك ، وأُخذ مالك فاسمع وأطع "وهذه الزيادة بهذا السند ضعيفة (بل ومنكرة كما سيأتي) ،لأنَّ أبا سلاَّم هذا لم يسمع حذيفة رضي الله عنه، قال الدارقطني رحمه الله : " وهذا عندي مرسل لأن أبا سلام لم يسمع حذيفة " (الالزامات والتتبع:257 ) .
قال النووي رحمه الله تعليقاً على كلام الدارقطني رحمه الله :" وهو كما قال الدارقطني " لكنه قال بعد ذلك :" لكن المتن صحيح متصل بالطريق الأول ، وإنما أتى به مسلم بهذا متابعة كما ترى ، وقد قمنا في الفصول وغيرها أن الحديث المرسل إذا روي من طريق آخر متصلاً تبينا صحة المرسل ، وجاز الاحتجاج به ، ويصير في المسألة حديثان صحيحان " (النووي على مسلم).

وليس الأمر كما قال رحمه الله فقد فاتته دقيقة من دقائق علم الحديث نبَّه إليها المحققون من علماء الحديث ، وكثيراً ما كان الشيخ الألباني رحمه الله ينبه إليها، وهي أنَّ الطريق الذي فيه ضعف يسير (كالإرسال مثلاً) إذا روي من طريق آخر صحيح تبينا صحة المرسل شرط ألا تكون فيه زيادة تضيف حكماً .. نعم أصل الحديث ثابت لكن هذه الزيادة لا تصح لأنها جاءت بسند منقطع.

قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله محقق الالزامات والتتبع :" هذا وفي حديث حذيفة هذا زيادة ليست في حديث حذيفة المتـفق عليه وهي قوله :" وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " فهذه الزيادة ضعيفة لأنها من هذه الطريق المنقطعة. والله أعلم " (الحاشية:258)

وهذا الطريق اتى به مسلم رحمه الله متابعة كما قال النووي رحمه الله ، لكنه أتى به ليبين علته فقد صرح في أول صحيحه أنه سيذكر بعض الأحاديث ليبين علتها ، وهذا منها ، إذ يبعد أن يغيب عن مسلم رحمه الله أن ابا سلام لم يسمع حذيفة رضي الله عنه .

أما أنَّ هذه الزيادة منكرة فالأنها تخالف الشريعة التي جاءت لرفع الظلم عن الناس ، ولتبعث حياة العزة والرفعة في الخلق ، الشريعة التي تُعلِّق فساد الأمم على وجود الظلم ، وتضع المظلوم الراضي بالظلم في مرتبة الظالم الممارس له ...قال الله تعالى : " وإذ يتحاجون في النار ، فيقول الضعفاء للذين استكبروا : إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار ؟* قال الذين استكبروا : إنا كل فيها ، إن الله قد حكم بين العباد*" (غافر:47،48) . هذه الشريعة سمت المستضعفين الذين لا يتحركون ضد الظلم ظالمين ، ولم تــقبل أعذارهم ، فقال الله تعالى :" إن الذين توفتهم الملائكة ظالمي أنفسهم ، قالوا : فيم كنتم ؟ قالوا : كنا مستضعفين في الأرض .."(النساء:97)

هل يعقل أن تقول الشريعة هذا ، ورسولها يقول :" إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده " . والنصوص في هذا كثيرة ، وما أشرت إليه كافٍ ، فالشريعة في نصوصها ومقاصدها تحث على رفض الظلم ، وتأبى أن يسكت الناس عن الظالمين . فهل يعقل أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلم أن يتسامح في أكل ماله ، وجلد ظهره ؟! هذا من عجائب المسلمين الذين سوغوا السكوت عن الظلم ، وأطروه في صياغة شرعية حتى قال أحد العلماء:

" فيه الصبر على المقدور ، والرضى بالقضاء حلوه ومره والتسليم لمراد الرب العليم الحكيم " لا عجب أن الأمة تسام الخسف منذ قرون !

أين هذا من كلام أبي بكر وعمر رضي الله عنهما للناس عندما بويعا للخلافة ، حيث يأمران الناس بأن يقوموهما بالسيف إذا رأوا منهم اعوجاجا ... هل يعقل يكون منهج الصحابة نزع يد الطاعة على من أجل ذراع قماش ، أعني هذا الذي قال لعمر رضي الله عنه : لا سمع ولا طاعة من أجل ثوب كما في القصة المعروفة ، ولم يقل له أحد من الصحابة : ويحك أمن اجل ثوب ؟! بل عليك أن تسمع وتطيع .. ولم يقل له عمر رضي الله عنه : بل تسمع وتطيع رغمــاً عنك أيها المندس أو العميل، يا صاحب الأجندة الخارجية ، أيها المخالف لرسولك الذي أمرك بأن تسمع وتطيع حتى ولو سرقتكم .. لم يقل له أحد هذا ولا ذاك ، بل قال له الفاروق : لا خير فيكم إن لم تقولوها ، ولا خير فينا إن لم نقبلها.

**********
يتبع...

[أبو الشيماء]

وهذا أبو بكر الصديق خليفة رسول الله، يقول في خطابه الأول للمسلمين بعد أن بايعوه على الخلافة والحكم "أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوّموني.. إلى أن قال.. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".


وهذا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين يقول يوماً على منبره: أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقوّمه. فيجيبه أحدهم لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بحد سيوفنا، فلا يزيد أن يقول الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوّم اعوجاج عمر بسيفه. فأية قداسة لهذا الخليفة وأية سيادة لهذا الأمير، مع أنهما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، والمسلمون والعالم كله يعرف من هو أبو بكر ومن هو عمر..

وقوله في كتاب وجهه إلى عموم ولاته: "أيها الناس إن الله عظيم حقه فوق حق خلقه فقال فيما عظم
من حقه (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ)(الآية) ألا
وأني أبعثكم أمراء لا جبارين ولكن بعثتكم أئمة الهدى، يهتدى بكم فردوا على المسلمين حقوقهم ولا
تضربوهم فتذلوهم، ولا تجمِّروهم(حبسهم) فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفِّروهم، ولا تنزلوهم
الغياض فتضيعوهم" ولا تحمدوهم فتفتنوهم ولا تغلقوا الأبواب دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم ولا
تستأثروا عليهم فتظلموهم"، ولا تجهلوا عليهم، وقاتلوا بهم الكفار قدر طاقتهم فإذا رأيتم بها كلالة
فكفوا عن ذلك فإن ذلك أبلغ في جهاد عدوكم.

وأخيراً أقول : على فرض صحة هذه الزيادة ، فقطعاً ليس المقصود ما يفهمه هؤلاء ، بل المقصود المبالغة في طاعة الحاكم المسلم العادل ، وعدم المبادرة إلى الخروج عليه عند اختلاف وجهات النظر في تحقيق محل الظلم ..



أي أن الحديث لا يتحدث عن أكل المليارات وموالاة الكفار ، ولا عن منهجة التعذيب والظلم والتجبر وتعطيل كتاب الله تعالى وسنة نبيه.


اللهم قد بلغت فاشهد.


في حفظ الله.

[شروق الاجزجي]

ماشاء الله لاقوة الا بالله ..اللهم بارك ..ويكأنك اثلجت قلوبنا معلمنا الفاضل ..سبحان الله اجبت سؤالي ..
جزاك الله خيرا ..طرح اكثر من مفيد ..ويستحق التثبيت ..

[انشودة المطر]

بارك الله فيك اخي فعلا هذه ادلة كافيه ووافيه

وايضا من افتى انه لا يجوز الخروج عن الحاكم <= لانه مفتي حاكم

ولا نرد على فتوه مفتي حاكم لانه مفتي حاكم ولا يفتي الا لمصلحة الحاكم
ولعل اذكر لك الدليل القاطع انه قبل فترة وجيزة اصدروا قرار بأن الفتوى فقط لكبار العلماء <=== هذا دليل على انهم لا يريدون فتاوى ليست من صالحهم بل فتاوى ممن يفتون لهم ولمصلحتهم واقول لهؤلاء اتق الله في دينكم

[أبو الشيماء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شروق الاجزجي

ماشاء الله لاقوة الا بالله ..اللهم بارك ..ويكأنك اثلجت قلوبنا معلمنا الفاضل ..سبحان الله اجبت سؤالي ..
جزاك الله خيرا ..طرح اكثر من مفيد ..ويستحق التثبيت ..

***

أهلا بالأخت الفاضلة والمراقبة الكريمة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على مرورك وتعليقك..
بالنسبة للتثبت ..راجع إلى مشرف القسم..
سبب كتاب هذا الموضوع هو كثرة الفتوى في اتجاه واحد(نظامي)لكن الحق أحق أن يتبع.

في حفظ الله.

[أبو الشيماء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انشودة المطر

بارك الله فيك اخي فعلا هذه ادلة كافيه ووافيه

وايضا من افتى انه لا يجوز الخروج عن الحاكم <= لانه مفتي حاكم

ولا نرد على فتوه مفتي حاكم لانه مفتي حاكم ولا يفتي الا لمصلحة الحاكم

ولعل اذكر لك الدليل القاطع انه قبل فترة وجيزة اصدروا قرار بأن الفتوى فقط لكبار العلماء <=== هذا دليل على انهم لا يريدون فتاوى ليست من صالحهم بل فتاوى ممن يفتون لهم ولمصلحتهم واقول لهؤلاء اتق الله في دينكم

***********
وفيك بارك الله تعالى ونفع بك.

جزاك الله خيرا على المرور والإضافة.

في حفظ الله.

[نبراس الايمان]

بسم الله الرحمن الرحيم .

الحاكم المسلم لابد أن يكون حريصاً على شعبه وأمته ويدافع عنه، برفع مكانتها وإعطائها الهيبة فيسعى للارتقاء بكل الصناعات وتوفير كل الحاجيات ذلك أن هذا الحاكم أمين على مقدرات هذه الأمة والأصل أن يحفظ هذه الأمانة، ويصونها على أتمّ وجه، ومن هنا فإن قام بدوره هذا فإن شعبه ورعيته سيحبه وسيكون قريباً منه ويدعو له بالبقاء والرفعة ويعينونه على ذلك كما فعلت الشعوب الإسلامية مع الخلفاء العادلين.
لكن إذا انحرف الحكام عن دورهم وتخلوا عن مسئولياتهم وخانوا أمانتهم، فظلموا شعوبهم وفرطوا في حقوقهم ومقدراتهم سواء لحسابهم أو لحساب الأعداء، فإنهم يعتبرون في هذه الحالة مفرطين وعلى الشعب ألا يقف ولا يستسلم لهذا التفريط.
مشكور أخي أبو الشيماء على معلوماتك القيمة .

[ماسة الجنة]

الموضوع شيق وممتع بارك الله فيك

[أبو الشيماء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبراس الايمان

بسم الله الرحمن الرحيم .

الحاكم المسلم لابد أن يكون حريصاً على شعبه وأمته ويدافع عنه، برفع مكانتها وإعطائها الهيبة فيسعى للارتقاء بكل الصناعات وتوفير كل الحاجيات ذلك أن هذا الحاكم أمين على مقدرات هذه الأمة والأصل أن يحفظ هذه الأمانة، ويصونها على أتمّ وجه، ومن هنا فإن قام بدوره هذا فإن شعبه ورعيته سيحبه وسيكون قريباً منه ويدعو له بالبقاء والرفعة ويعينونه على ذلك كما فعلت الشعوب الإسلامية مع الخلفاء العادلين.
لكن إذا انحرف الحكام عن دورهم وتخلوا عن مسئولياتهم وخانوا أمانتهم، فظلموا شعوبهم وفرطوا في حقوقهم ومقدراتهم سواء لحسابهم أو لحساب الأعداء، فإنهم يعتبرون في هذه الحالة مفرطين وعلى الشعب ألا يقف ولا يستسلم لهذا التفريط.
مشكور أخي أبو الشيماء على معلوماتك القيمة .

**************
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
أهلا بالأخت الفاضلة.

بارك الله فيك على المرور و الإضافة.
جزاك الله خيرا ونفع بك.

في حفظ الله.

[@أبو الوليد@]

موضوع طيب صراحة
وما يؤسفني صراحة من يدافع عن الحكام الظلمة والفجار وأنهم عندما يُذكر الزعماء الفاسدون ، بقصد ، أو ذكراً عابراً ، تتغشّاهـم خشية أشدّ من خشية الله ، ويتزّل عليهم خشوع أعظم من خشوعهم في الصلاة ! ثم يأخذون في اللهج بالثناء عليهم ، كأنّهم معصومون من كلّ خطيئة ، بينما هـم سبب شقاء وهزيمة أمتنا ، وإذا ذُكرت رزايا وبلايا أولئك الزعماء في الأمّة ، طفقوا يبحثون لهم عن الحيل الشرعيّة ، والترقيعات الإبليسيّة ، حتى إذا نفدت تلك الحيل ، ولم تعد تنفع الترقيعات ، ركبوا دين هذه المرجئة الضالة، الذين ورد فيهم : (صنفان من أمتي لا يردان علي الحوض : القدرية ، والمرجئة ) ابن أبي عاصم واللالكائي في السنة .
بوركت أخي أبو الشيماء