الوقت والإجازة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 550 - عددالزوار : 302326 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1533 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 36 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331897 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2020, 09:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,384
الدولة : Egypt
افتراضي الوقت والإجازة

الوقت والإجازة
يحيى بن إبراهيم الشيخي




الخطبة الأولى
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أحمد على نعمه التي لاتعد ولا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده، فجزاه الله خير ما جزى نبي عن أمته وتبليغ رسالته، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
عباد الله وصيتي لي ولكم، هي خير وصية يوصى بها، وهي وصية الله لعباده، ألا وهي تقوى الله في السر والعلن: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].


أما بعد عباد الله: مر عام دراسي كامل والوالدان يعيشان في قلق مستمر مع أبنائهم من أجل هم الدراسة والمحافظة على الدوام، وحصول أفضل النتائج، وانتهى العام بما فيه من خير وشر وبعد قضاء شهر الخير شهر العبادة شهر رمضان، بدأت الإجازة الفعلية للطلاب والطالبات والتي كان من المفروض فيها أن تكون فترة راحة للوالدين بعد عناء هم الدراسة أن يناما بالليل مبكرين وكذلك في الصباح الباكر ولكن تحولت الراحة إلى هم وقلق ومشاكل أشد وأكبر من هم الدراسة، سهر الأبناء بالليل إلى منتصف النهار ونوم بعده إلى الليل، وضياع للصلوات وإن صلى صلى أربعة فروض في وقت واحد وكثرة حوادث في الصباح الباكر بسبب التفحيط والتسيب بدون رقيب والأهل في نوم عميق سلّمت للأبناء مفاتيح السيارات وبذلت لهم الاموال ليملؤوها بالوقود ويحرقوها في المطاردات والسباقات، ولا يسمع الوالدان إلا خبرا مزعجا بعد نوم عميق إما حادث أو مشاكل سلوكية مع غيرهم و استدعاء الشرطة لهم، فياله من قلق وهمّ نحن في غنى عنه، وقد كان الأولى أن تكون هذه الإجازة فترة راحة واستجمام واجتماع للأسرة ونوم مبكر لهم ومحافظة على الصلوات ومراجعة للقرآن أو إنجاز أهم الأعمال فيها أو الانخراط في اعمال تجارية أو مهنية تعود بالنفع عليهم.


عباد الله، إذا كنا سنتحدث عن الإجازة فإننا نتحدث عن جزء من أعمارنا، ورصيد من أوقاتنا.
إن الوقت هو الحياة.. من عمره فإنما يعمر حياته، ومن قتلته فإنما يقتل نفسه.
ولأهمية الوقت، فإن الله سبحانه وتعالى أقسم به في أوائل سور كثيرة.
﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ [العصر: 1]، ﴿ وَالْفَجْرِ ﴾ [الفجر: 1]، ﴿ وَالضُّحَى ﴾ [الضحى: 1]، ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴾ [الشمس: 1]، ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾ [الليل: 1]، وغيرها من الآيات.
وقال سبحانه: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8].


قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها، وقطعت علائقها، فانصب إلى العبادة، وقم إليها نشيطا فارغ البال، وأخلص لربك النية والرغبة.
ولعلنا نتساءل: متى يعرف المفرط قدر الوقت وقيمة العمل؟
ذكر الله تعالى في القرآن العظيم موقفين يندم فيهما الإنسان على ضياع الوقت والحياة، ويعلم أنه كان مغبوناً خاسراً في حياته.

الموقف الأول: ساعة الاحتضار.. حينما ينزل الموت بالعبد المفرط ﴿ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 10].. إنه يريد تأخير الأجل ولو قليلاً من الوقت ﴿ إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ﴾ [المنافقون: 10].. إنه يريد فرصة من الوقت ليتدارك حياته بالعمل الصالح لأنه نادم على الصلوات التي ضيعها ولم يحافظ عليها في أوقاتها، استشعر الآن قيمة الساعات والأيام التي كان يضيعها تذكر تلك الصلوات التي كان المنادي ينادي بها حي على الصلاة وهو مع أصحابه في المقاهي والملاهي أو تمر أربعة فروض وهو في نوم عميق يوقظه أهله إلى الصلاة وهو لا يتحرك كأنه خشبة يابسة، الآن يقول ﴿ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: 99، 100] تذكر الآن قلق الوالدين وكثرة اتصالهما ونصائحهما له ليعود إلى البيت لينام مبكرا ويصلي مع المسلمين، ﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى ﴾ [النازعات: 35] الآن تتذكر بعد فوات الأوان.


الموقف الثاني: في يوم القيامة.. حين يقول المفرط في جنب الله حين يرى العذاب ﴿ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 58].. ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنعام: 27] تلك هي ساعة الندم التي لا ينفع فيها الندم، أما الأن فينبغي أن تندم على ضياع ما فات وهنا ينفع الندم لأنه الآن الفرصة متاحة وتستطيع أن تعوض ما فات بالتوبة النصوح واصلاح ما بقي من عمرك وإذا أردنا أيها الأحبة أن ندرك أهمية الوقت وخطورته فالوقت:
إذا ما مضى منه شيء لا يعود ولا يمكن تعويضه. كما قيل: الوقت كالسيف، إن لم تقطعه والوقت يمر مر السحاب ولاسيما عند الصحيح المعافى من الأمراض والهموم، كما قيل: فقصارهن مع الهموم طويلةٌ وطوالهن مع السرور قصار.


ومن العجيب، ما جاء في السنة من أن الوقت يتقارب ويمضي سريعاً في آخر الزمان. فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار" رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع.وأنت لا تدري متى تنقطع أنفاسك ويحل أجلك، ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34].


والوقتهو أنفس ما يملكه الإنسان، وليس كما قيل: الوقت من ذهب، بل هو أغلى من الذهب لأنه لا يمكن تعويضه. وعلى الرغم من نفاسته وأهميته فإن أكثر الناس مغبونون فيه، يقول الناطق بالوحي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) "رواه البخاري عن ابن عباس".
قال ابن بطال: (كثير من الناس) أي أن الذي يوفق لذلك قليل. اهـ
وإنما يعرف قدر هاتين النعمتين من حُرِمها.


هل تأملت أخي الشاب ذلك الشاب الذي تعرض لحادث سيارة فأصبح مشلولاً مقعداً طوال حياته لتعلم كم أنت مغبون في صحتك.. وهل تأملت آخرين ممن يعيشون خلف القضبان وبين الجدران في السجون لتعلم كم أنت مغبون في فراغك.
ومن العجيب أنك قد ترى بعض المرضى والمشلولين والمسجونين يستثمرون أوقاتهم بصورة صحيحة وجيدة، أما الذين أصح الله أجسادهم، وعافاهم من الأمراض والمشغلات المقلقة، فإنهم يتسابقون في تضييع الأوقات وقتلها.


وسوف تحاسب على أوقات عمرك كلها وقد روى الترمذي وغيره بسند صحيح عن أبي برزة الأسلمي عن النبي قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه). وفي رواية (وعن شبابه فيما أبلاه) كما في حديث ابن مسعود عند الترمذي ومعاذ عند البيهقي وغيره.


أيها الإخوة.. إنه لمن المؤسف أن نرى هذا الضياع الذي يعيشه الكثير من الناس في الإجازة. بل إن كثيراً من المشاكل والسلوكيات السيئة بل والجرائم تزداد في أوقات الإجازة فلا حول ولا قوة الا بالله.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم



الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..


عباد الله.. الإجازة ليست كما يظن بعض الناس مضيعةً للأوقات، وليست فرصةً للمعاصي والمنكرات،تذكر يا عبد الله كم من النعم التي حلت عليك وألبسك الله بها ومع ذلك تتمادى في معصيته بل بعض الشباب وللأسف الشديد يحدث له حادث في سيارة فيموت كل من معه ويبقى هو حيا معافى وقد أمهله الله ليتوب فاذا شعر بالعافية نسي سلامته من الحادث ورجع يعصي الله.


ذكر ابن قدامة في كتاب التوابين عن يوسف بن الحسين قال: كنت مع " ذي النون المصري " على شاطئ غدير، فنظرت إلى عقرب عظيمة على شط الغدير واقفة، فإذا بضفدع قد خرجت من الغدير، فركبتها العقرب فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت الغدير.
قال ذو النون: إن لهذه العقرب لشأناً، فامض بنا نتبعُها.


فجعلنا نتبع أثرها، فإذا رجل نائم سكران..!! وإذا حية سامة قد جاءت فصعدت من ناحية سرته إلى صدره وهي تطلب أذنه، فتمكنت العقرب من الحية السامة فضربتها، فانقلبت الحية وهربت!! ورجعت العقرب إلى الغدير، فجاءت الضفدع فركبتها فعبرت.


فحرّك ذو النون الرجل النائم ففتح عينيه، فقال: يا فتى، انظر مما نجّـاك الله!! هذه العقرب أرسلها الله إليك، فقتلت هذه الحية التي أرادتك بسوء!! ثم أنشد ذو النون يقول:
يا غافلا ً والجليل يحرسهُ
من كل سوء يدب في الظلمِ

كيف تنام العيون عن ملكٍ
تأتيه منه فوائد النعمِ



فنهض الشاب وقال: " إلهي ومولاي: هذا فعلك بمن عصاك!! فكيف رفقك ورحمتك بمن يطيعك..؟!! "
ثم ولى ذاهبا ً، فقلت: إلى أين؟؟ فقال: إلى بيوت الله وإلى طاعة الله. نعم من شكر الله أن تتوب إلى الله وتطيعه ولا تعصيه، فالله الله أيها الأحبة في أن نشكر الله تعالى على نعمه العظيمة التي لا تحصى.. وأن نسخرها في ما يحبه ويرضاه.


ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النعمة المهداة، والرحمة المسداة، محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بذلك فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].


اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]