|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() توكلنا بسم الله اليوم هو غد الأمس , وامس الغد ,, فتدبر امر يومك , لان لكل يوم حلاوته و مره , وكل أمر يعالج في حينه . في ربيع 1871 قرأ احد طلاب كلية الطب في جامعة مونريال في كندا كلمات كانت السبب في نجاحه و انهت رحلة القلق في حياته . هذه الكلمات كانت لتوماس كاريل و هي تقول : " لا تنظر الى ما يوجد بعيدا في الكلام , بل وجه اهتمامك الى ما خو قريب ووضاح " هذه الكلمة ساعدت الطالب وليم اوسلر ليصبح مديرت لمعهد " جون هوبكنز " للطب واستاذا ملكيا في كلية الطب في جامعة اوكسفورد البريطانية و ليحصل على لقب " السير " من ملك بريطانيا . وبعد وفاته كتبت سيرته في مجلدين ضخمين . بعد اعوام طويله من قراءته لهذه الكلمات و عمله بمضمونها , وقف وليم اوسلر ليخاطب طلابه في جامعة " ييل " الامريكية قائلا : قد تتصورون ان انسانا مثلي , يعمل استاذا للطب في اربع جامعات هامة , و قد الف كتبا طبية لابد ان يكون فذا و خارق الذكاء , لكن ذلك غير صحيح , فأنا شخص متوسط الذكاء . منذ اشهر قليلة عبرت المحيط الأطلسي على ظهر باخرة ضخمة وكان قائدها يقف على جسر يراقب كل حركة صغيرة وكبيرة فيها . ان كل واحد منا هو اعظم من تلك الباخرة الضخمة , ورحلتنا في الحياة اطول من رحلتها عبر المحيط , وكما كان القائد يتحكم بدقائق وتفاصيل باخرته , علينا ان نسيطر على دقائق وتفاصيل حياتنا اليومية . """ الماضي قد انقضى وذهب الى غير رجعة و مهما اضنينا انفسنا بالتفكير فيه والقلق بشأنه فإنه لن يرجع , ولن نستطيع تغيير لحظة واحدة فيه """ """ والمستقبل لم يات بعد , وقلقنا بشأنه لن يجعله أفضل او أسوأ , و إذا كنا نريد الإعداد له , فعلينا اليوم ان نقوم بذلك """ ان تحمل هموم الماضي , الحاضر , المستقبل , الامس , اليوم و الغد معا سيضيع طاقاتنا ويهددها فيها لا طائل تحته , ويقود خطانا الى الانهيار العصبي , والقلق المزمن والآلام التي لن تنتهي , فكل يوم غد آتٍ , واليوم هو غد الأمس . إذن "" فلنبدأ اليوم "" , ولنهتم لليوم و لنعش دقائق و تفاصيل حياتنا في هذا اليوم , عندما أتي يوم آخر يصبح هو اليوم و أصبح يومنا هذا يدعى الامس و لا سبيل لاسترجاعه , فلماذا نخسر كل أيامنا في سبيل غد لن يأتي أبدا ,, المستقبل هو اليوم ,, و هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان المستقبل . ثم علم الأستاذ اوسلر طلابه تلاوة صلاة معينة يقولونها كل يوم و نحن نقول كما علمنا نبينا الكريم عليه الصلاة و السلام , ندعو الله كل صباح قائلين " اللهم افتح لنا ابواب رحمتك و رزقك " و نتذكر حديثه الشريف : " من كان آمنا في سربه , عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " . تذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم " قوت يومه " فهو لم يقول قوت غده , ولا قوت الشهر القادم ,, ولا العام التالي . انك ان قعدت تفكر بأمر غد , و ما قد يتعرض له من ترك العمل مثلا و ارتفاع الاسعار , و اعلان الحرب .. الخ .. فستشل حركتك , و تعجز عن القيام بأي عمل . "" إن الغد نعمة آتيه , والذي سيهبنا الحياة ,, سبحانه ,, في الغد سيعطينا القدرة على معالجة هموم ومشاكل الغد "" فكر بالغد ,, خطط للغد ,, نعم ,, ولكن بخطوات تبدأ اليوم , وكل يوم تنجز فيه ما يجب ان ينجز فيه , انك ان حاولت ان نتجز اليوم ما سيكون عليك انجازه غدا او بعد غد فلن تنجز شيئا و تخسر يومك هباءُ . في شهر نيسان عام 1945 , اي خلال الحرب العاملية الثانية, دخل تيد بنغرينو الى المستوصف العسكري و هو يعاني من آلام مبرحه في الأمعاء الغليظة , سببها تشنجات عصبية خطرة . كان على حافة الانهيارالعصبي الشامل . تيد كان يعمل في مركز لتسجيل الوفيات لأحدى المجموعات العسكرية الامريكية , وكان عليه الاهتمام باعداد سجلات العسكريين الذين يموتو خلال المعارك , و المفقودين والأسرى والمصابين , ودفن جثث القتلى من الفريقين المتقاتلين الذين يسقطون في مناطق القوة التي هو جزء منها , و ان يجمع ما تبقى من حاجياتهم ليرسلها الى ذويهم , لذا كان يعيش الخوف من ارتكاب اي خطأ , كأن يرسل حاجات جندي الى اقرباء جندي حي و ما يتلو ذلك من مشاكل او ان يدفن جثة شخص باسم شخص اخر ,, الخ .. و كان يخشى ان يموت قبل ان تنقضي الحرب فلا يرى طفله الذي تركه خلفه وهو في الشهر السادس من عمره . قال تيد : التقيت في المستوصف باحد الأطباء , وبعد ان اطلع على حالتي , عرف ان منشأها القلق , و ان مرض امعائي نفسي و ليس جسديا , فأحضر ساعة رملية وضعها أمامي , وقال لي : انظر هناك آلاف الذرات الرملية في القسم الأعلى و يجب ان تنزل جميعها الى القسم الأسفل لكن العنف الضيق في وسط الساعة لا يسمح الا لذرة واحد بالعبور , واذا اردنا انزال كل الرمل الموجود في الأعلى الى الأسفل دفعة واحدة كان علينا كسر الساعه فتصبح بالتالي بلا فائدة , اما اذا اردنا المحافظة على الساعة فعلينا الانتظار حتى تمر الذرات ذرة ذرة وكل واحده في وقتها المناسب لها , وحياتنا هكذا , فإذا اردنا حل كل المشاكل دفعة واحدة فسندمرانفسنا ولا ننجز شيئا أما ان اعتبرنا مئات المهمات التي علينا اتمامها كذرات الرمل في هذه الساعه , و انجازها واحدة بعد الأخرى , دون قلق او عصبيه فسننجزها جميعا كما يجب و نحافظ على انفسنا في الوقت عينه . بعد ايام عاد تيد الى عمله , وبعد الحرب صارمدير العلاقات العامه والاعلان في شركة ادكر افترز للطابعة , و عندما يجد المشكلة بدأت تتفاقم يتذكر فلسفة الساعة و حبات الرمال , وبدل ان يغرق في القلق الذي يسبب الأمراض ينجز مهام عمله , واحدة بعد الأخرى . السيدة أي . ك . شيلدز من ساغينو- ميشيغان , فقدت زوجها وعاشت بعد فترة حزن و قلق كادت تودي بها الى الانتحار , خصوصا بعد ان انفقت ما كان قد بقي معها من مال قليل وصارت مفلسة تماما . أخيرا قررت العودة الى العمل , كانت قد باعت سيارتها اثناء مرض زوجها , فعملت لدى شركة روتش لبيع الأزهار , و عندما ادخرت بعض المال , اشترت سيارة قديمة مستعملة و قررت العودة لعملها القديم قبل الزواج ألا و هو بيع الكتب للمدارس الريفية . ظنت ان تنقلها بين المناطق وسفرها اليومي سيريحها ويهدئ من أعصابها المتعبة , لكن وجودها بمفرها بشكل دائم زاد من حال التوتر والقلق عندها , إضافة الى فشلها في تسويق الكتب في بعض المناطق , ورسوم السيارة المستحقة و أقساطها الواجبة الأداء . كانت تخاف من كل صباح جديد يطلع عليها لأنه سيحملها اعباء جديدة لا تقدر على أدائها , قسط السيارة , اجرة الغرفة , ثمت الطعام .. الخ . لكنها قرأت مقالة ذات صباح , كان فيها جملة تحمل الدواء الشافي لقلقها و همومها ,, هذه الجملة كانت : "" كل يوم جديد هو حياة جديدة للانسان العاقل "" كتبت هذه الجملة على ورقة والصقتها على زجاج سيارتها لتكون قبالتها كل يوم وكل اليوم و صارت تقول لنفسها : " اليوم تبدأ حياة جديدة " بعد ان تغلبت على القلق استطاعت ان تنجح في عملها و تزيد دخلها و هي الأن سعيدة ناجحة ولا تخشى من المستقبل . قالت السيدة شيلدز : " نجحت بواسطة هذه الجملة في التغلب على خوف الوحدة والحاجة , و انا أحيا بسعادة و عملي ناجح و أحس أني مليئة بالحماس وحب الحياة " . ما أغرب استهلاك الانسان للحياة فهو دائما يقول : " حين اكبر سأفعل الأمر او ذاك , منذ طفولته و إلى ان يبلغ سن الشيخوخة فيقول عندها : اللهم حسن الختام كتب ستيفن ليكوك يقول : الطفل يقول حين أصبح صبيا , والصبي ينتظر ان يصبح فتى , والفتى يحلم ان يكون شابا ليحقق احلامه , والشاب يقول : حين انهي تعليمي , وبعد ان ينهي تعليمه او يتركه يقول : حين اتزوج , وعندما يتزوج : متى انجبت اطفالا , ثم حين يكبر الأولاد اخيرا يقول : حين اتقاعد , و عندما يتقاعد يبدأ بالتأسف على العمر الذي مضى دون ان يعيشه كما كان يحلم ويرغب . امامك اليوم , عشه بكل تفاصيله و نحن كمسلمين لدينا كلمة خالدة تحوي كل هذا المعنى, و أتم منه : " إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا , و اعمل آخرتك كأنك تموت غدا " . كان ادوارد ايفنز يموت همّاً كل يوم بسبب فقره المدقع , لكنه تعلم أن الحياة هي كل دقيقة من دقائق اليوم فانطلق من بائع صحف حتى صار صاحب مؤسسة ذات دخل مرموق , و عندما انهكته الديون لأسباب خاصة و مرض , تذكر هذه الحكمة فعاود الانطلاق من جديد خلال سنوات قليلة صار رئيسا لشركة : " ايفنز للمنتجات الصناعية " , وفي غرينلند مطار يحمل اسمه . قال الشاعر الكبير دانتي : " اعلم ان هذا اليوم لن يأتي مرة ثانية أبدا " و هذه هي فلسفة لويل توماس و قد زرته في مزرعته فوجدته قد كتب العبارة الآتية في غطار وجعلها امامه في الاستوديو حين يراها دائما : "ان الله قد وهبنا هذا اليوم البديع و علينا ان نفرح و نبتهج بهبة الله " جون راسكين وضع على مكتبه قطعة حجرية نقش عليه كلمة واحدة "" اليوم "" . وليم اوسلر يحتفظ بقصيدة للممثل الهندي " كاليداسا " معناها يمكن اختصاره بهذه الكلمات : الأمس حلم مضى ولن يعود , و الغد أمل و رؤى لم تأت بعد , اما اليوم فهو الحياة و علينا ان نحياها وننعم بها . ,, ,, ,, ,, خلاصة الفصل الاول : ** اغلق ابواب الماضي وشبابيك المستقبل و عش يومك بتفاصيله الدقيقة **. ,, ,, ,, ,, هل انت قادر على ذلك ؟ إسأل نفسك هذه الأسئلة و أجب عنها , و انظر هل تتوافق إجاباتك مع خلاصة درس هذا الفصل . 1 - هل أؤجل حياتي اليوم بسبب القلق على الغد او بسبب حلم وردي أراه خلف الأفق ؟ 2 - هل افسد حياتي اليوم و أملأها بالمرارة بسبب الأمس الذي مضى ؟ 3 - هل استيقظ صباح اليوم و كلي تصميم على الاستفادة من اليوم الطالع وبكل دقيقة فيه ؟ 4 - هل ستتحسن حالي و أستفيد إذا عشت كل دقائق هذا اليوم ؟ 5 - متى سأبدا بذلك ؟ الشهر القادم ؟ × الاسبوع القادم ؟ × في الغد ؟ × ام اني سأبدأ اليوم بذلك ؟ /، <- علامة صح نأمل أن تكون إجاباتك على السؤال الأخير كما وضعناها , لأنك ان لم تبدأ اليوم فمعنى ذلك أنك تفضل الألم و الحلم على الحياة الحقيقية . انتهى ما حبيت اطول الموضوع تري بعض الشباب اول يشوفون ان موضوع كبير بيخلون! مهم تكملة موضوع في ها موقع http://miss1980.com/vb/printthread.php?t=14463&pp=40 التعديل الأخير تم بواسطة hm112233 ; 08-04-2006 الساعة 05:44 AM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العالم الفلسطيني د. عدنان مجلي يكتشف علاجا جديدا لمرض الزهايمر ويبيعه ب 155 مليون دول | ابو القاسم فلسطين | الملتقى الطبي | 0 | 03-11-2006 06:07 PM |
ابدأ يومك بتغذية صحية | sana-ben | ملتقى الحمية والتغذية | 5 | 25-05-2006 06:49 PM |
القلق وعلاجه | saidabd | الملتقى الاسلامي العام | 9 | 08-04-2006 07:30 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |