مزيدا من الحب والحنان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1309 - عددالزوار : 137578 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42183 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5436 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-11-2010, 12:10 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي مزيدا من الحب والحنان

اتَّصلَتْ بي ليلاً في وقتٍ متأخِّر لم تَعْتدْ الاتِّصال فيه، سألَتْ عن حالي، أجبْتُها كالعادة بتلك الأجوبة المحفوظة عن ظَهْر قلب، والَّتي فقدَتْ معناها بعد أن فقَدْنا الإحساس بها، أجبتُها:
الحمد لله على كلِّ حال، وأنتِ؟
لم تُجِبْني على الفور، صَمْتٌ مُخيفٌ ربط المسافة البعيدة بيننا، أعَدْتُ السُّؤال عليها مرَّاتٍ ومرَّات، أجابَتْني بعد أن دبَّ الخَوْفُ في قلْبِي:
ماتت أُمِّي هذا المساء في حادث سيَّارة!

توقَّفَتْ عن الكلام، حاوَلَتْ أن تبتلع دموعها، ثمَّ أضافت:
لا تزال في المُسْتشفى، ستستغرق الإجراءات وقتًا طويلاً!

لم أعلم ماذا أقول لها، ولا كيف أعزِّيها، فتقمَّصَتْ هي دوري؛ فاسترجَعَتْ، وحَمِدَت الله، كانتْ تتكلَّم وَحْدَها، لم أستطع أن أفكِّر إلاَّ في أُمِّي، ماذا كنتُ سأفعل لو أنَّ الفقيدة كانت أُمِّي؟ ماذا كنتُ سأقول؟ هل أنا مستعدَّةٌ أصلاً لتلقِّي مثل هذا الخبر عنها؟ وضَعْتُ السماعة جانبًا، وظلَّت أسرابٌ من الأفكار السَّوداء تعصف بي، أُمِّي نائمةٌ في غرفتها، ماذا لو أنَّ الخبر كان عنها؟ تذكَّرْتُ أنِّي غِبْتُ عنها طويلاً، أنِّي لم أكن دائمًا إلى جانبها حينما احتاجت إليَّ، أنِّي انشغلت عنها دهرًا من الزَّمن، لم أبرَّها كما يجب، لَم أبذل كلَّ ما أستطيعه مِنْ أجْلِها، لم أُسْعِدها بالقدر الَّذي كانتْ تَتَمنَّاه، اكتشفْتُ أنِّي غير مستعدَّةٍ تمامًا لفراقها، وأنِّي لم أبذل لها ما يجعلني أُعْذَر به أمام ربِّي، وتذكَّرْت أنَّها حينما ستغادر يومًا إلى بارئها فسيغلق دوني بابٌ من أبواب الجنَّة، وإن غادَرْتُ أنا قَبْلَها فلن أستطيع أن أُضيف شيئًا إلى سجلِّي.

تملَّكَني رعبٌ شديد، وحُبٌّ عميق لأمي، رغبت في أن أحتضنها بقوَّةٍ إلى صدري ما دامت لا تزال أمامي، وفَرِحْتُ لأنِّي لا أزال أستطيع أن أُنادي عليها: "أمي"، وغيري قد حُرِم مِنْ ذلك إلى الأَبَد.

هل تساءلتم يومًا: لماذا يظَلُّ آباؤنا وأمَّهاتنا على قيد الحياة بعد أن نَكْبر؟ كان من المُمْكِن أن يكتب الله الموت عند البدء على الآباء والأمَّهات بعد أن يصل الأبناء إلى عمرٍ محدَّد، وتصبح قاعدة من القواعد السَّارية في الكون، لكنَّهم يعيشون أحيانًا إلى وقتٍ طويل، وأحيانًا أخرى لعمرٍ قصيرٍ جدًّا.

لكن لمن لا يزال أبوه وأُمُّه على قيد الحياة: انْظُر إليهما جيِّدًا! قد يكونان مريضان، ضعيفان مُحتاجان إليك، كما كنتَ تحتاج إليهما حينما كنتَ رضيعًا ضعيفًا، لكن لحظة: ألا تعتقد أنَّ سبب حياتهما هو أنت؟ ربَّما رَحْمةً بك أراد ربُّك أن يعيشا؛ لِيَظلَّ بابُ الجنة مفتوحًا أمامك، ربَّما لم تُصِبْ أجرًا في كلِّ الأعمال الَّتي قُمْت بها في حياتك، ربَّما تسلَّل الرِّياء إليها، أو ربَّما وطأة الإلزام، أو ربَّما أمراضٌ أخرى لا أُحِبُّ الخوض فيها، ربَّما يكون أبواك بابَك الوحيد إلى الجنَّة! مَن يدري؟ ماذا لو أنَّهما فِعلاً كانا كذلك؟ ماذا كنت ستفعل مِنْ أجْلِهما؟ ماذا لو أنَّ العمر الَّذي بقي لهما أمام عينيك شُهورٌ قليلة، أو أيَّامٌ وأنت لا تشعر؟ يرعبني هذا التفكير، لكن لا بدَّ منه.

كثيرون منَّا فقَدوا أحدهما أو كِلَيْهما، ومحظوظون آخَرون لا تزال الرَّحْمتان أمامهما، لكن إن كانت الرَّحمة المُهْداة إلينا مُجَسَّدة في هؤلاء، فكيف نتعامل نحن معها؟ رجاءً وأنتم تقرؤون هذه الكلمات تذكَّروا آباءكم وأمَّهاتكم، سارعوا إليهم وقَبِّلوهم بكلِّ الحب الَّذي يَجِب، واحضنوهم بشدَّة إلى صدوركم، وقبِّلوا رؤوسهم، أيادِيهم، بل وأقدامهم كذلك، قد لا يعيشون إلى الغد لِتَفعلوا ذلك، وابْذلوا لهم ما تتمنون أن يُبذل لأجلكم حينما تصبحون مثلهم.

أمَّا مَن سمح له قلبُه أن يُبعِدَ عنه أبوَيْه إلى أماكن بعيدة عن عينيه، أو أن يَرْمي بهما إلى دور العَجَزة فليس عندي ما أقوله له!


سعيدة بشار



رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 90.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 88.33 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.91%)]