سيرة الشهيد ياسر عرفات شبير

[@أبو الوليد@]

الشهيد القسامي / ياسر عرفات سعيد شبير


أسداً في الميدان لا يخشى الردى

القسام ـ خاص:
ما لانت عزيمتهم , وما ضعفت قلوبهم , يواجهون الردى بالردى , والمنايا بالتحدي , يصطفون على بوابة المجد , وأمام صدق مشاعرهم ودفء أحاسيسهم ترتجف الثقال , ويخور الأبطال.. ..
من بين أزقة مخيم الثورة الأولى مخيم جباليا ومن رحم المجاهدين , ومن بيت متواضع عانى من الحصار والظلم والتهجير من الأرض والديار , خرج المجاهد ياسر عرفات شبير " أبو محمد".
لنعيش لحظات مع سيرة شهيدنا العطرة لنحيا بين الشهداء وذكراهم , عسانا نلحق بهم.

الميلاد والنشأة

ولد شهيدنا المجاهد "ياسر شبير" –رحمه الله- في عام 1981م في مخيم جباليا للاجئين في منزل متواضع, تربى فيه منذ نعومة أظفاره على حب الجهاد والاستشهاد وعلى طاعة الله عز وجل.
تلقى فارسنا ياسر تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث للاجئين ثم انتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدرسة أحمد الشقيري الثانوية وحصل منها على شهادة الثانوية العامة.
عرف ياسر منذ صغره بحيويته ومرحه وحبه للمزاح, وبأخلاقه العالية واحترامه للآخرين, كما وتميز شهيدنا المجاهد بعلاقته الطيبة والحسنة مع كل من عرفه سواء أهله أو أقاربه أو أبناء مسجده, حيث كان يفرض حبه واحترامه على الجميع صغيرهم وكبيرهم, فقد استطاع أن يحافظ على علاقاته مع أصدقائه ممن عرفهم في مرحلة الطفولة والدراسة الابتدائية, واستطاع أن يكسب حب كل من عرفهم.
أما عن علاقة شهيدنا بوالديه فكانت علاقة الابن البار المطيع، فتراه يساعد والده في العديد من أعماله، ويسمع كلام أمه ويبحث عن كل شيء يمكن له أن يدخل فيه إلى قلبها الفرح والسرور، وظهر جلياً حي عائلته له حينما جاء خبر استشهاده.
انضم شهيدنا أبو محمد إلى صفوف الحركة الإسلامية المجاهدة حركة المقاومة الإسلامية حماس في مطلع العام 2003, ثم بايع جماعة الإخوة المسلمين عام 2006 على السمع والطاعة في المنشط والمكره ليكون نعم الشاب المطيع المؤاثر رجل الشدائد.
تميز شهيدنا بنشاطه الحركي الفعال في المسيرات والمهرجانات والفعاليات المختلفة حريصاً مدافعاً عن دعوته ومبدأه الخالد.

حياته الجهادية

انضم شهيدنا القسامي المجاهد ياسر شبير "أبو محمد" إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في العام 2006 وذلك بعد إلحاح شديد على إخوانه في قيادة القسام وإرساله لرسائل عديدة يطلب فيها أن يجند ضمن صفوف المجاهدين, وقام ببيع جزء من ذهب زوجه ليشتري به السلاح ليكون ممن وقع فيهم قول ربنا عز وجل: " وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ".
كان شهيدنا ياسر أسداً في الميدان مجاهداً صادقاً يتخطى الصفوف مما أهله للعمل ضمن صفوف الوحدة القسامية الخاصة.
شارك شهيدنا القسامي ياسر –رحمه الله- في العديد من المهام الجهادية والتي كان أبرزها:
- الرباط الدوري على حدود وثغور منطقة الشمال يحمي الآمنين من غدر الصهاينة.
- زرع العبوات الناسفة وإطلاق القذائف الموجهة باتجاه الدبابات والآليات الصهيونية.
- شارك في عملية صيد الأفاعي ( 2 ) برفقة الشهيدين المجاهدين يوسف الولايدة وعزيز مسعود, والتي أوقعت عدة إصابات في صفوف الوحدات الخاصة الصهيونية.
- شارك في صد محاولات الاجتياح والتوغلات الصهيونية في منطقة الشمال.
- كان له شرف إطلاق أول صاروخ جراد على المدن المحتلة خلال حرب الفرقان التي لقي فيها إصابته.
نجا شهيدنا ياسر من عدة محاولات اغتيال تعرض لها حيث تم استهدافه بينما كان يطلق قذائف الهاون والصواريخ, ونجا أيضاً من القصف الذي طال موقع الشرطة البحرية في بداية حرب الفرقان, حيث قدر له أن يخرج قبل بدء لقصف بعدة دقائق.
عرف شهيدنا ياسر بين إخوانه المجاهدين بإقدامه وشجاعته، فلقد كان أسدا لا يخشى الردى

زفافه للحور العين

في يوم السبت الموافق 27/12/2008م وبعد أن قرر الكيان الصهيوني الغاصب شن حربه "الشاملة" على قطاع غزة، صدرت التعليمات من قيادة القسام إلى المجاهدين بالانتشار في ساحة المعارك كل حسب تخصصه ووفق الخطط التي تم وضعها، وصدرت الأوامر بالتأهب الجيد لمواجهة هذا العدو الغازي.
أما جنود القسام أنفسهم، فقد قطعوا العهد والقسم على أن لا يعودوا إلا بالنصر مهما كلف من ثمن، وهم يعلمون أن للنصر ثمنا باهظا، فودع كل منهم أهله وأحبابه، ثم انطلق لساحة القتال سلاحه الإيمان بالله والثقة بنصره عز وجل، كيف لا وهو يحفظ قول الله تعالي:"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم"، وقوله تعالي : "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".
ومن بين هؤلاء المجاهدين، كان شهيدنا الفارس القسامي المقدام "ياسر شبير" –رحمه الله- الذي تعرض لقصف من قبل طائرات الاستطلاع الصهيونية أثناء تأديته مهمة جهادية، الأمر الذي أدى إلى إصابته إصابة مباشرة في الرأس نقل على إثرها إلى جمهورية مصر لتلقي العلاج, حيث مكث خمسة أشهر في غيبوبة إلى أن لقي ربه شهيداً في صبيحة يوم الأحد الموافق 14-6-2009م.
وطارت روح شهيدنا ياسر إلى جنان النعيم، تسرح وتمرح في حواصل الطير الخضر بإذن الله رب العالمين.

كرامة الله لشهيدنا ياسر –رحمه الله-

ومن كرامة الله تعالى للشهيد وأهله أنه وقبل استشهاده بيومين فقط أن الله تعالى قد رزق زوجته بطفل أسمته على اسم أبيه ( ياسر ), ليحمل بذلك اسم والده وسيرته وحياته وتاريخه.

نحسبه شهيدا عند الله ولا نزكي على الله أحدا...


...رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته...


...وإنا على دربه الذي قضى فيه شهيدا، درب الجهاد والمقاومة لسائرون بإذن الله...