|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهوال يوم القيامة والاستعداد له الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي الحمد لله جامع الناس في يوم لا ريب فيه إنه لا يخلف الميعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة يوم التناد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل الرسل وخلاصة العباد، الذي دعا بالحكمة والموعظة الحسنة وهداها إلى سبيل الرشاد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان في الأقوال والأفعال والاعتقاد وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: أيها الناس.. اتقوا الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]، ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34، 37]، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، يوم يحشر الناس على ثلاثة أصناف: صنف مشاة، وصنف ركبان، وصنف يمشون على وجوههم، ﴿ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴾ [المعارج: 8، 9] وهو الصوف المنفوش، يوم تدنو فيه الشمس والخلائق قدر ميل فيعرقون على قدر أعمالهم فمنهم من يبلغ العرق إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا، وليس هنالك ليل ولا نهار، قد كورت الشمس وانكدرت النجوم وخشعت الأصوات للحي القيوم فلا تسمع إلا همسًا، يومئذ تنصب الموازين لوزن الأعمال: ﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 103] يوم يؤتى بالمرء له صلاة وصيام وحج وزكاة وقد ضرب هذا وأخذ مال هذا وشتم هذا وظلم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن بقي لهم عليه حق ولم تف به حسناته أخذ من سيئاتهم فطوح عليه، ثم طرح في النار، يوم تؤدى فيه الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقلنا له: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي فقال - صلى الله عليه وسلم -: (رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من أخي، فقال الله عز وجل: كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء، قال: يا رب فليحمل من أوزاري)، وفاضت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبكاء ثم قال: (إن ذلك ليوم عظيم يحتاج الناس فيه أن يحمل عنهم من أوزارهم)[1]. ويومئذ تطاير الصحف، أي تطاير صحائف الأعمال، ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ﴾ [الانشقاق: 7 - 14] أي ظن أن لن يبعث، هنالك تبيض وجوه الآمنين وتسود وجوه الكفار المعتدين، هناك تحدث الأرض أخبارها قال - صلى الله عليه وسلم -: (أتدرون ما أخبارها: إنها تشهد على كل أحد بما عمل على ظهرها، تقول عمل كذا وكذا)[2]. إخواني كلنا بحمد الله نؤمن بيوم الحساب وما يشك فيه إلا كافر مرتاب، ولكننا في غفلة عن الاستعداد معرضون عما ينفعنا فيه لتخفيف صعوباته بالأعمال الصالحة منغمسون في دنيانا مفتونون في لذاتنا، أهون في اتباع شهواتنا وتعمير دنيانا كأننا سنعمر فيها، ونفرط في الأعمال والأوقات التي لا يمكننا تلافيها، فكل يوم يمر عليك يا عبد الله ليس له عودة قد خسرت فيه مرحلة من حياتك خلفتها وراء ظهرك، إما شاهدة لك بخير وإما شاهدة عليك بضده، يقول ابن عباس - رضي الله عنهما -: إن هذا الليل والنهار خزانتان لأهلها فانظروا ما تصنعون فيهما فإذا جاء يوم القيامة فتحت هذه الخزائن فالمتقون يجدون في خزائنهم العزة والكرامة والمفرطون يجدون في خزائنهم الحسرة والندامة حينذاك يظهر الغبن، فريق تفتح ثم أبواب الجنان وفريق يساقون إلى النار يغشاهم الخزي والهوان. فاتقوا الله عباد الله وبادروا بالأعمال الصالحة ما دمتم قادرين عليها فما بعد الشباب إن قدر للإنسان البقاء إلا الهرم وحينئذ يقرب الموت ويستولي الهم والحزن والندم. وفقني الله وإياكم لاغتنام الفرص والأوقات وجعل أعمالنا مصحوبة التسديد والإخلاص، يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يومًا لا تجزي نفس عن نفس شيئًا، والحمد لله رب العالمين. [1] المستدرك على الصحيحين (8718) وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. [2] سنن الترمذي (2429) والنسائي (11693) وضعفه الألباني.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |