{ولا يفلح الساحر حيث أتى} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 693 - عددالزوار : 74793 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 59 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-04-2020, 04:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,786
الدولة : Egypt
افتراضي {ولا يفلح الساحر حيث أتى}

{ولا يفلح الساحر حيث أتى} (2)



الشيخ محمد أبو عجيلة أحمد عبدالله






السَّاحِرُ ضرَرُه محضٌ على المجتَمع، وأفعالُه ظُلماتٌ متراكِبة، أوقَع أفرادًا من المجتَمع في الشِّرك، وأحلَّ بهم الخُطوبَ؛ فكم بيتٍ سعيدٍ دمّروه! وكم زوجين فرَّقوا بينهما! وكم من معافًى سلبوه عافيته! وكم من إنسان حمَّلوه من الدُّيون ما لا يطيق!

والسحر له تأثير لكن بقدرة الله، فمنه ما يُمرض، ومنه ما يَقْتُل، ومنه ما يدخل عقل الرَّجل أو المرأة، ومنه التفريق بين الزوجين، وغير ذلك من أضرارهم، ولكنَّ المسلمَ واثقٌ بربه معتمدٌ عليه، في قلبه يقين جازم أنَّ ما شاء الله كان، وما لَم يشأ لم يكن؛ قال تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102].

أيُّها المسلمون:
الساحر له علامات، ومن أهمِّ ما ينبغي أنْ يُعرفَ به المنحرف - سواء كان ساحرًا أم غيره - هو الدِّين والسَّمت، فالغالب في السَّحرة أنَّهم لا يصلّون ولا يصومون ولا يزكُّون، ومن يُصلي منهم، فإنَّما يصلي صلاة ظاهرية، ولا يحضرون الجماعات، ويظهر عليهم الفِسْق، وعندما تتأمل في وجوههم، ترى الشر فيها.

وسؤالُ المريضِ عن اسمه واسم أمِّه من علامات السَّاحر، وطَلَبُ أَثَرٍ من آثار المريض كالملابس أو غيرها، أو طَلَبُ حيوانٍ بصفات مُعينة من علامات السَّاحر.

ومن علاماته: كتابةُ رقًى غير مفهومة، أو مخلوطة ببعض الآيات، "وقد سُئِلَ الإمام مالك - رحمه الله - عن الرُّقى التي فيها أسماء مجهولة، قال: وما يدريك لعلها كفر؟!".

والساحر من أعماله إعطاء المريض حجابًا يحتوي على مربعات بداخلها حروف أو أرقام، وأمره المريض بأنْ يعتزل الناس فترة مُعينة في غرفة لا تدخلها الشَّمس، وأحيانًا يأمره ألاّ يمسّ الماء لمدة معينة، أو يعطيه أشياء يدفنها في الأرض، أو أوراقًا يحرقها ويتبخر بها، وأحيانًا يخبر السَّاحر المريض باسمه واسم بلده ومشكلته، التي جاء من أجلها من دون أنْ يذكر له المريض ذلك، كل هذه علامات تبيِّن أن هذا الرجل ساحر يتعامل مع الجن، والعجيب أنَّ الناس يسمون من يفعل هذا بالشيخ.

عباد الله:
هؤلاء السَّحَرة لا دواء عندهم، ولا شفاءَ تحت أيديهم، إنَّما عندهم الداء، والبلاء، وفساد الأخلاق، والقضاء على المعتقد السليم، الساحر يمكُر بالآخرين، فيَدعوهم إلى الشِّرك، فقد يَأمر من يأتيه بالذَّبح لغير الله، وقَد يأمرُه بتعليقِ تميمةٍ زاعمًا النفعَ منها ودفعَ الضرِّ بها، والنبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن علَّق تميمةً، فقَد أشرَك))؛ رواه أحمد.

أيُّها المسلمون:
الإسلامُ حرَّم على المسلم إتيانَ السَّحَرة، وحال بينه وبينهم؛ حماية لدينه ومعتقده، والذاهب إلى هؤلاء السَّحرة والكهان على خطر عظيم؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أتى عَرَّافًا، فسأله عن شيء لم تُقْبَلُ له صلاةٌ أربعين يومًا))، وفي الحديث الآخر؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من أتى كاهنًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد)).

وقد خرجت علينا بعض القنوات الفضائية تروِّج للسِّحر، فهناك قنوات خاصَّة يُتَّصل بها لأجل الاطِّلاع على هذا العمل السيِّئ؛ فالاستفسار والاتِّصال بهم أمر محرم شرعًا، كل أعمالهم من الضَّلال والباطل، وقد خدعوا الجهلة من الناس، فزعموا أنَّهم يقرؤون على المريض من بُعد آلاف الكيلوات، وفي ذلك خداع للإنسان، وأخذ أموالهم بالباطل، وإفساد لعقيدة المسلم؛ {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام: 17]، {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2].

ويا مَن تصدَّر للرقيةِ الشرعيَّة، اتَّقِ الله - جلَّ وعلا - واعلم أنَّك مسؤول أمامَ الله - سبحانه - فإيَّاك وإدخالَ الوهمِ على الناسِ وإيقاعَهم في الوساوس والأوهام، بالجزمِ بأنَّ هذا بِه عينٌ، وهذا بِه سِحر، وهذا بِه مسٌّ؛ لمجرَّدِ أعراضٍ عرَضَت أو أمورٍ تُوُهِّمَت، واكتفِ بالرُّقيةِ الشرعيَّة من القرآن والسنَّةِ، فالقرآن كلُّه شفاء؛ كما أخبر بذلك المولى - جلَّ وعلا -: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44].

أيُّها الرقاة:
اتَّقوا الله فيما تُزاولونه من الرُّقية، واحذروا استدراج الشياطين، واتقوا الله في تعامُلكم مع المريض، فلا تحمّلوه من المال ما لا يستطيع، واتَّقوا الله في النِّساء، فلا يحلّ لك الخلوةُ بالمرأة، ومسُّ جسدها بداعي العلاج، وراقبوا الله في أنفسكم، واحذروا مسالك الشيطان.


الخطبة الثانية


ومن ابتلي بالسحر، فليجأ إلى الله بالدُّعاء، وبالرُّقية المشروعة، والوقاية من السحر ومن شر الشياطين.

قراءة آية الكرسي بعد كلِّ صلاة وعند النوم، ومنها قراءة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، بعد كلِّ صلاة، وبعد الفجر والمغرب - ثلاثَ مرات - وعند النوم - ثلاث مرات - وأيضًا: ((أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق))، ثلاث مرَّات صباحًا ومساء.

وفي الحديث الصحيح: ((بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم))، ثلاث مرات صباحًا، وثلاث مرات مساءً؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من قالها ثلاثًا صباحًا، لم يضرَّه شيء حتَّى يمسي، ومن قالها مساءً لم يضره شيء حتى يصبح)).

ومن علاج السِّحر والمربوط عن زوج ومَن أصابته عين: أَخْذُ سبع ورقات سدر خضرة تُدقُّ وتوضع في ماء، ويقرأ فيها آية الكرسي، و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، وإذا قرأ الفاتحة فهذا حسن؛ لأن الفاتحة أم القرآن، ولها شأن عظيم، وهي أفضل السُّور، ويقرأ - أيضًا - آيات السِّحر من سورة الأعراف ومن سورة طه، ومن سورة يونس، وينفث في الماء ويقول: ((اللهم ربَّ الناس، أذهب الباس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا)) ثلاث مرات؛ يعني: لا يترك سقمًا، ويقول - أيضًا -: ((بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شرِّ كل نفس وعين كل حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك))؛ يسميه بسم الله أرقي فلانًا، أو صاحب هذا الماء؛ ((بسم الله أرقيه من كلِّ شيء يؤذيه، ومن شر كل نفس وعين كل حاسد، الله يشفيه، بسم الله أرقيه))، يقول ثلاثَ مرَّات، ثُمَّ يشرب من هذا الماء حسوات، ويفرغ الماء بالباقي على نفسه.

والغالب - بإذن الله - أنَّه يزول الأثر، فإن زال الأثر في المرة الأولى، وحصلت العافية، فالحمد لله، وإلاَّ يشرع له أن يعيدَ المسألة مرَّتين أو ثلاث أو أكثر، حتَّى يزول الأثر من سحر أو ربط عن الزوجة، والغالب أنَّه يزول في المرة الأولى، وقد يَحتاج إلى مرةٍ ثانية وثالثة، العلاج بحمد الله ميسر، فأنصح بهذا العلاج من ظَنَّ أنه مسحور، أو أنه مصاب بعين، أو مربوط عن زوجته.

والله - جلَّ وعلا - جعل هذا من أسباب الشفاء، وإذا قرأ على نفسه آيةَ الكرسي، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، ومَسَح على رأسه وصدره ووجهه عند النوم، فهذا ينفع أيضًا؛ كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا اشتكى، قرأ في كفَّيه: قل هو الله أحد، والمعوذتين، ينفث في كفيه - ثلاث مرَّات - يمسح في كل مرة على وجهه وصدره ورأسه، والله - سبحانه - هو الشافي والمعافي من كل سوء، وأنَّه المتصرف في عباده كيف يشاء، فليحسن ظنَّه بربه، واحذَروا المعَاصيَ وأنواعَ المعازِف، فإنَّها مِن أعظمِ ما يجلب الشياطينَ إلى البُيوت، وأكثِروا من قِراءةِ القرآن، واشغَلوا أوقاتَكم بذكرِ الله وعبادتِه، فالقرآن شفاءٌ من الأدواء، وذكرُ الله يحْرسُ العبدَ مما يؤذيه، ويشرَح الصدرَ ويُطَمئِن القلب؛ {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلوبُ} [الرعد: 28].





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.63 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.59%)]