|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() القرآن الكريم كلام الله تكلم به حقيقة محمد بن علي بن جميل المطري القرآن الكريم كَلَامُ اللهِ؛ تَكلَّمَ به حقيقةً، بحروفِهِ وآياتِهِ وسُوَرِه، ولا نقولُ: هو عِبَارَةٌ عن معنَى، ولا حِكَايةٌ له، قال تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164]. قال الإمام أحمد في كتابه الرد على الجهمية والزنادقة ص138 وما بعدها: " بيان ما أنكرت الجهمية من أن يكون الله كلم موسى: فقلنا: لم أنكرتم ذلك؟ قالوا: إن الله لم يتكلم. إنما كون شيئاً فعبر عن الله، وخلق صوتاً فأسمع، وزعموا أن الكلام لا يكون إلا من جوف ولسان وشفتين. فقلنا: هل يجوز لمكوَّن أو غير الله أن يقول: ﴿ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ ﴾ [طه: 11- 12]، أو يقول: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14] فمن زعم ذلك فقد زعم أن غير الله ادعى الربوبية، ولو كان كما زعم الجهم أن الله كون شيئا كان يقول ذلك المكون: ﴿ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [القصص: 30] وقد قال جل ثناؤه: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164]، وقال: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ [الأعراف: 143] وقال: ﴿ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 144]. فهذا منصوص القرآن. فأما ما قالوا: إن الله لا يتكلم، فكيف يصنعون بحديث الأعمش، عن خيثمة عن عدي بن حاتم الطائي: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ما بينه وبينه ترجمان " [رواه البخاري ومسلم]. وأما قولهم: إن الكلام لا يكون إلا من جوف وفم وشفتين ولسان وأدوات. أليس الله قال للسموات والأرض: ﴿ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11]؟! تراها أنها قالت بجوف وفم وشفتين ولسان وأدوات؟ وقال: ﴿ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 79] أتراها سبحت بجوف وفم ولسان وشفتين؟ والجوارح إذ شهدت على الكفار فقالوا: ﴿ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [فصلت: 21] أتراها أنها نطقت بجوف وفم ولسان؟ ولكن الله أنطقها كيف شاء. وكذلك الله تكلم كيف شاء من غير أن نقول: بجوف ولا فم ولا شفتين ولا لسان. وقلنا للجهمية: من القائل يوم القيامة: ﴿ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ [المائدة: 116] أليس الله هو القائل؟ قالوا: فيكوِّن الله شيئاً فيعبر عن الله، كما كون شيئاً فعبر لموسى. قلنا: فمن القائل: ﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ ﴾ [الأعراف: 6- 7] أليس الله هو الذي يسأل؟ قالوا: هذا كله إنما يكون شيئاً، فيعبر عن الله. قلنا: قد أعظمتم على الله الفرية، حين زعمتم أنه لا يتكلم فشبهتموه بالأصنام التي تُعبد من دون الله؛ لأن الأصنام لا تتكلم ".
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |