شفاء الأحزان في سورة آل عمران - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 188 - عددالزوار : 16976 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-10-2020, 05:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي شفاء الأحزان في سورة آل عمران

شفاء الأحزان في سورة آل عمران


عبدالله بن عبده نعمان العواضي





إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[آل عمران: 102]،﴿ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[الأحزاب: 71-72].




أما بعد:

فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.




أيها الناس، لا يسلم الإنسان في دنياه من غم يؤلم قلبه، وكآبة تظلل وجهه، وضيق يسجن نفسه، وزائر معنوي غير مرغوب يُذهِب فرحه وسروره.




هذه الحال التي تُلمّ بالإنسان تسمى: الحزن الذي يستدعيه فراق محبوب، أو امتناع مرغوب.




ولم يكن الحزن من العبادات التي يطلب من المسلم أن يسعى إلى تحصيلها؛ لأن الحياة بالسرور والسعادة مطلب حياتي، ومطلب شرعي، ولكن إذا نزل الحزن بالمسلم فصبر عنده أجر عليه كأجره على بلية من البلايا.




فلهذا فإن العبد يؤجر على سبب الحزن ومصدره الداعي إليه ، ولا يؤجر على الحزن ذاته، بل المطلوب منه إزالة أسبابه الممكنة، والبعد عن طرقه وموارده.




والسبب في هذا: أن الحزن إذا استمر فإنه يلد آثاراً نفسية وجسدية سيئة؛ فيعقوب عليه السلام ابيضت عيناه من تواتر حزنه وبكائه على يوسف عليه السلام، كما قال تعالى: ﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 84].




قال ابن القيم رحمه الله: " اعلم أن الحزن من عوارض الطريق، وليس من مقامات الإيمان، ولا من منازل السائرين؛ ولهذا لم يأمر الله به في موضع قط ولا أثنى عليه، ولا رتب عليه جزاء ولا ثوابًا، بل نهى عنه في غير موضع؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ [النمل: 70]، وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 26]، وقال: ﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]. فالحزن هو بلية من البلايا التي نسأل الله دفعها وكشفها؛ ولهذا يقول أهل الجنة: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾ [فاطر: 34]، فحمدوه على أن أذهب عنهم تلك البلية ونجاهم منها، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن...). والمقصود: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه؛ وذلك لأن الحزن يضعف القلب، ويوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [المجادلة: 10]، فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره، والثواب عليه ثواب المصائب التي يبتلى العبد بها بغير اختياره؛ كالمرض والألم ونحوهما، وأما أن يكون عبادة مأموراً بتحصيلها وطلبها فلا، ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات، وما يثاب عليه من البليات، ولكن يحمد في الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته[2].




أيها المسلمون، إن من الخير للمسلم أن يبقى سعيداً؛ لكي يكون طريقه إلى الله تعالى مشرقًا؛ فإذا أظلم بدجى الأحزان كان عليه أن يسعى إلى إزالة تلك الظلمات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.




ومع تتابع الأحزان الخاصة والعامة وتواردها على قلب المسلم في أيامنا هذه حتى صارت كعقد منظوم انفرطت حباته واحدة تولى الأخرى، فكلما تولى حزن ولِد مكانه حزن آخر أشد منه؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: (وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرَها بلاءٌ وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه)[3].




ففي هذا الجو الملبد بغيوم الأحزان أقول: إذا لم يسعَ المسلم في معالجة أحزانه أو التخفيف من آثارها السيئة فإنها قد تمرضه أو تسلمه إلى أَسر الأمراض العقلية أو النفسية أو الموت، إلا أن يشاء الله.




فالعاقل يبحث عن الدواء قبل استفحال الداء.

وأعظم العلاج في هذا الباب هو: العودة إلى القرآن الكريم: تلاوة وتدبراً، وعملاً وتحاكمًا.




عباد الله، فمن هذا المنطلق سنكون اليوم - بعون الله تعالى - مع سورة كريمة من سور القرآن العظيم زخرت بأدوية نافعة لأهل الإيمان يخففون بتدبر بعض آياتها ما قد يعتريهم من الأحزان والغموم، هذه السورة الكريمة هي سورة آل عمران التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بُعيدَ الهجرة. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضلها عدة أحاديث.




إن هذه السورة الكريمة إذا قرأها الحزين آية آية قراءة متدبرة تحت مِظلة الإيمان فإنها ستجعله يشعر بالسكينة والطمأنينة، وهو يتنقل بين تلك الآيات التي عرضت بعض الأحزان وبينت الأدوية الشافية منها.




أيها الأحبة الكرام، إن المسلم ليحزن حينما يرى أو يسمع أعداء الإسلام يقتلون المسلمين، بل يقتلون العلماء والناصحين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.




وليس في يديه شيء لدفع ذلك الظلم عنهم، فيجيئه نص قرآني في هذه السورة الكريمة يخفف حزنه مضمونه: أن تلك الدماء الطاهرة لن تذهب عند الله هدراً؛ فإن الله تعالى قد أعد للمعتدين عليها-إذا لم يتوبوا- عذابًا أليمًا لا ينصرهم منه أحد، يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾[آل عمران: 21-22].




فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن سب الديك؛ لكونه يعين على طاعة واحدة وهي القيام للصلاة فقال: (لا تسبوا الديك؛ فإنه يوقظ للصلاة)[4]. فكيف بقتل من يدعو إلى الله، ويعلّم الناس الخير - وليس هناك موجب شرعي لقتله؟!




معشر المسلمين، يظن بعض الناس أن تصريف بعض الأمور بيد الخلق: يؤتون الملك من يشاؤون، وينزعونه ممن يشاؤون، ويعزون من يريدون، ويذلون من يشتهون، فيولّد ذلك الظن الخاطئ في نفوس أولئك الظانين حزنًا وحنقًا إذا صاروا إلى نقمة بعد نعمة: إلى فقر بعد غنى، وذل بعد عز، وضيق بعد سعة، وغربة بعد إقامة. غير أن المؤمن عندما يقرأ قوله تعالى في سورة آل عمران: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[آل عمران: 26]. حين يقرأ هذه الآية بتدبر ينجلي حزنه بيقينه بتقلبات الدنيا، وعلمه بأن ما جرى هو بقدر الله لا بقدرة أحد، وأن قضاء الله لعبده المؤمن خير كله لا شر فيه مطلقًا. فكم من عطية خرج من رحم بلية فكانت خيراً للمؤمن من بقائه فيما كان يظنه نعمة، وصرفه عنه نقمة، قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾[البقرة: 216].




أيها الإخوة الفضلاء، قد يصيب المسلمَ الحزنُ عندما يجد الكافرين يحاربون المسلمين بعدد وعُدّة أكثر وأقوى مما لدى المسلمين، لكن ذلك الحزن يتبدد حينما يوقن بأن النصر على أولئك الأعداء لا يكون بالعدد والعدة - وإن كان ذلك مطلوبًا- لكنه ليس السبب الوحيد للنصر، وإنما السبب الحقيقي هو: قوة الإيمان والتقوى ومصابرة العدو، وبذلك تنزل معونة الله تعالى، فمتى تم هذا السبب انتصر جند الرحمن على جند الشيطان؛ كما انتصر صحابة رسول الله المؤمنون المتقون الصابرون يوم الفرقان يوم التقى الجمعان عند مياه بدر.




قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾[آل عمران: 123-126].




أيها المسلمون، إذا انتصر أهل الباطل على أهل الحق وألحقوا بذوي الحق الهزيمة والخسارة؛ فإن ذلك يحزنهم، وبل ويشكك بعض الضعفاء منهم في سلامة المنهج وصحة الطريق.




ولو فكر أولئك الحُزنَاء في الأسباب التي آلت إلى تلك النتائج المؤلمة، وفي العواقب الحميدة التي نتجت وستنتج عن تلك المصائب الموجعة؛ لهان عليهم الخطب، واستمروا على الطريق سائرين، وأعادوا ترتيب الأوراق المبعثرة لمرحلة جديدة من مراحل الكفاح والنجاح، فربما صحت الأجسام بالعلل.




ففي غزوة أحد لما أصاب الصحابةَ الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ما أصابهم من القتل والجراح والأحزان في الشوط الثاني من المعركة؛ نزلت الآيات القرآنية في سورة آل عمران بعد ذلك تعالج الموقف، وتضمّد الجراح، وتأسو الأحزان، وتبين أسباب النكبة، وتسلّي المؤمنين بما لذلك المصاب من الفوائد والمصالح.




فقد جاءت الآيات الكريمة تنهى الفئة المؤمنة عن الضعف عن قتال عدوهم، وتنهاهم عن الحزن لما أصابهم، وتكشف بجلاء أن الغلبة والعاقبة لهم ما داموا ثابتين على الإيمان، فقال: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾[آل عمران: 139].




وجاءت تسلّيهم - رضي الله عنهم - بما فعلوا بكفار قريش يوم بدر من القتل والقروح حتى أصاب مشركي قريش من المأساة والحزن شيء كثير، وبينت لهم سنة كونية من سنن الصراع بين الحق والباطل ألا وهي: سنة التداول من نصر وهزيمة، فلو كان المؤمنون ينتصرون دائمًا لَدخلَ فيهم من ليس منهم.




وتلك الهزيمة التي ذاقوها بسبب معصية الرسول كان من حِكمها: تمييز المؤمن الصادق من غيره، وإكرام بعض المؤمنين بالشهادة، وتصفية صف المؤمنين من المنافقين المندسين بينهم.




فقال تعالى: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾[آل عمران: 140-141].

يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 119.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 118.22 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.44%)]