أقِيلُوا ذَوِي الهيئاتِ عَثَراتِهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 188 - عددالزوار : 16970 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-09-2021, 04:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي أقِيلُوا ذَوِي الهيئاتِ عَثَراتِهم

أقِيلُوا ذَوِي الهيئاتِ عَثَراتِهم


د. عبدالعزيز حمود التويجري

الحمد لله الولي الحميد، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وأشهد ان لا إله إلا الله ذو العرش المجيد، وأشهد أن نبينا محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابِه وأزواجِه ومن تبعهم إلى يوم المزيد، أما بعد:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28].

في الصحيحين قال عَلِيٌ رضي الله عنه: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَالزُّبَيْرَ، وَالمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ، قَالَ: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً، وَمَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا»، فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا أَخْرِجِي الكِتَابَ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ المُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا حَاطِبُ مَا هَذَا؟»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ إِنِّي كُنْتُ امْرًَا مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ المُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلاَ ارْتِدَادًا، وَلاَ رِضًا بِالكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ صَدَقَكُمْ»، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، دَعْنِي فَلِأَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: " أَوَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَمَا يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ أَوْجَبْتُ لَكُمُ الجَنَّةَ " فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ .

هنيئًا له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلا خلَّةٌ منها أضرَّتْ بخلَّة

تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم


منهج نبوي زكي ..في التعامل مع أخطاء من لهم سابقات في المكارم ، وصفحات مشرقة في المعالم ..
مدرسة محمدية .. تعرف لأهل القدر قدرهم، وتدفع الريب عمن يغض من حقهم.
مدرسة تربي على الاعتراف بالجميل، والغض عن الزلل مقابل ماله من الإحسان.

وفيه لفتة نبوية تربوية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسرع في عتاب حاطب حتى سأله «يَا حَاطِبُ مَا هَذَا؟»، وما حملك على ما صنعت؟ ..

عليك صلاة من الله ما ذرّ شارق *** ورحمته ما شاء أن يترحما

لو شاعت هذه التربية السامية ما أُسقط عالم هفوه، ولا نُسيت فضائلُ جوادٍ بكبوة.

يختفي هذا الخلق الرفيع حينما تتسابق النفوس في الارتقاء على الآخرين، لا نصرةً للدين بل إسقاط للعاملين.

ويكرر نبي الأمة وقائد المدرسة المحمدية ترسيخ هذا الخلق النبيل، في موقف جليل، يتجلى معه إظهار شمائل من قاموا بنصرة الدين .. متغافلا عن سبْقِ لِسانٍ، وهفوةِ جنان.

أخرج البخاري في صحيحه عن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ» فَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الخَطَّابِ شَيْءٌ، فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي-أي يسامحني- فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ، فَقَالَ: «يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ» ثَلاَثًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ، فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ، فَسَأَلَ: أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: لاَ، فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ، فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَتَمَعَّرُ، حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ، مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي» مَرَّتَيْنِ، فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا .

عظمةُ في التربية وحكمة في السياسة .. لم ينظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما جرح به أبوبكر عمر وهفوتِه في ذلك، بل شَخَص إلى بحارٍ حسناتِ أبي بكرٍ ومواقفِه العظام، في خدمةِ الإسلام، ونصرةِ سيدِ الأنام، عندها أصبحت ذرةُ في فضاءِ الجودِ والإقدام، فلا تبصرها الأعينُ ولا تتعثر بها الأقدام.

سلامٌ على الصديقِ إذْ هوَ لمْ يزلْ
لخيرِ البرايا في الحياتينِ يصحبُ

فثانيه ِ في الغارِ الخليفةُ بعدهُ
لأمتهِ نعمَ الحبيبُ المقربُ

أجابَ وقدْ صُمّوا وأبصرَ إذْ عَمُوا
وصدَّقَ بالحقِ المبينِ وكذبوا


صاحب المكرمات، والسباق للخيرات، تُقال عثرته إذا سبق لسانه، ويُدافَع عن هفوته إذا لم يقصدها قلبه .. اشترى عثمان بن عفان للمسلمين بئر رومه، وجيش العسرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ماضر عثمان ما فعل بعد اليوم.
شرف تخجل الكواكب إذ يبدو *** وتطوى بذيله الجوزاء

هكذا يجب أن نَتَربى ونُرَبي .. احترامُ القامات، وتقدير من لهم قصب السبق في المكرمات.

﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 152].

أستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إن ربي غفور رحيم..

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على فضله وامتنانه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وآله وأصحابه.

أما بعد:
فقد أخرج البيهقي في "المناقب" عن الربيع بن سليمان قال: دخلت يومًا على الشافعي فقلت له: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحتُ ضعيفًا، فقلت: قَوَّى الله ضَعْفَك يا إمام. فقال الشافعي: يا ربيع، أجاب الله قلبَك ولا أجاب لفظك؛ إنْ قوّى ضَعْفِي علَيَّ قتلني، ولكن قل: قَوَّاكَ اللهُ على ضَعْفِك، قال الربيع: والله ما أردت إلا خيرًا، فقال الشافعي: أجل، والله يا بني لو تشتمني صراحًا لعلمت أنك لم تُرِد إلا الخير.

ألسُنٌ تَرَبت من قلوبٍ زَكَت .. (لو تشتمني صراحًا لعلمت أنك لم تُرِد إلا الخير) كلمةٌ عظيمة، وحق لها أن تكون عظيمة، لأنها خرجت من قلوبٍ عظيمة، وأفئدةٍ سليمة، وألسنٍ مستقيمة..

تهدى لمن يقفون على عبارة لها في الخير ألف محمل وفي الشر محمل، ثم يحملونها على الشر.

تعمى بصائرهم عن كلِ منحرفٍ *** ويرصدون ذوي التقوى بمرصادِ

في سنن أبي داود قال عليه الصلاة والسلام: "أقِيلُوا ذَوِي الهيئاتِ عَثَراتِهم"؛ صححه الألباني.
وما عالم برع في علمه يؤخذ بهفوته، والفاضل من عدت سقطاته، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.

اللهم اهدنا بهداك واجعل أعمالنا في رضاك اللهم آمنا في دورنا وأصلح ولاة أمورنا ...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.18 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.39%)]