وقفات مع سورة العصر: في رحاب سورة العصر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 550 - عددالزوار : 302184 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1515 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 26 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331767 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #3  
قديم 18-09-2022, 09:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,384
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات مع سورة العصر: في رحاب سورة العصر

فَمَنْ غَفَلَ عَنْ نَفْسِه، تَصَرَّمَتْ أوْقَاتُه، وعَظُمَ فَوَاتُه، واشْتَدَّتْ حَسَراتُه، فَكَيْفَ حَالُه إذَا عَلِمَ عِنْدَ تَحْقِيْقِ الفَوَاتِ مِقْدَارَ مَا أضَاعَ، وطَلَبَ الرُّجْعَى، فَحِيْلَ بَيْنَه وبَيْنَ الاسْتِرْجَاعِ، وطَلَبَ تَنَاوُلَ الفَائِتَ، وكَيْفَ يَرُدُّ الأمْسُ فِي اليَوْمِ الجَدِيْدِ؟! ﴿ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [سبأ: 52]، ومُنِعَ مِمَّا يُحِبُّه ويَرْتَضِيْه، وعَلِمَ أنَّ مَا اقْتَنَاهُ لَيْسَ مِمَّا يَنْبَغِي للعَاقِلِ أنْ يَقْتَنِيه، وحِيْلَ بَيْنَه وبَيْنَ مَا يَشْتَهِيْه!
فَيَا حَسَرَاتٍ مَا إِلى رَدِّ مِثْلِها
سَبِيْلٌ ولَوْ رُدَّتْ لَهَانَ التَّحَسُّرُ

وقد قيل: من علامة المقت، إضاعةُ الوقت[15]، وقيل: إِضَاعَةُ الْوَقْتِ أَشَدُّ من الْمَوْت[16].
وَكُنْ صَارِمًا كَالْوَقْتِ فالمَقْتُ فِي عَسَى
وإيَّاكَ مَهْلًا فَهْيَ أَخْطَرُ عِلَّةِ




عن مجاهد قال: مَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، قَدْ دَخَلْتُ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، وَلَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَدًا، فَانْظُرْ مَاذَا تَعْمَلُ فِيَّ، فَإِذَا انْقَضَى طَوَاهُ، ثُمَّ يُخْتَمُ عَلَيْهِ فَلَا يُفَكُّ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَفُضُّ ذَلِكَ الْخَاتَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[17].

كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، الْيَوْمُ ضَيْفُكَ، والضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ، يَحْمَدُكَ أَوْ يَذُمُّكَ، وَكَذَلِكَ لَيْلَتُكَ[18].

عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ أَخْرَجَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَّا يُنَادِي: ابْنَ آدَمَ، اغْتَنِمنِي لَعَلَّهُ لَا يَوْمَ لَكَ بَعْدِي، وَلَا لَيْلَةٌ إِلَّا تُنَادِي: ابْنَ آدَمَ، اغْتَنِمنِي لَعَلَّهُ لَا لَيْلَةَ لَكَ بَعْدِي[19].

مَضَى أَمْسُكَ الْمَاضِي شَهِيدًا مُعَدَّلًا
وَأَعْقَبَهُ يَوْمٌ عَلَيْكَ جَدِيدُ
فَإِنْ كُنْتَ بِالْأَمْسِ اقْتَرَفْتَ إِسَاءَةً
فَثَنِّ بِإِحْسَانٍ وَأَنْتَ حَمِيدُ
فَيَوْمُكَ إِنْ أَعْتَبْتَهُ عَادَ نَفْعُهُ
عَلَيْكَ وَمَاضِي الْأَمْسِ لَيْسَ يَعُودُ
وَلَا تُرْجِ فِعْلَ الْخَيْرِ يَوْمًا إِلَى غَدٍ
لَعَلَّ غَدًا يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيدُ




قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ:إني لأكره أن أرَى أحَدَكم سَبَهْلَلًا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة[20].

قال الإمام أحمد: ما شبَّهتُ الشَّبابَ إلا بشيءٍ كان في كُمِّي فسَقَط[21].

فبادر- يا عبد الله- ساعاتِ العمر وهي سانحة، ولا تتعلق بالغائب المجهول، فكل ظرف مملوء بشواغله وأعماله ومفاجآته.

أوصى جعفر بن محمد العباسي عند موته أن يُكتَب على قبره: حوائجُ لم تُقض! وآمالٌ لم تنل! وأنفُسٌ ماتتْ بحسراتها![22]
ولم يَتَّفِقْ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ
وكَمْ حَسراتٍ في بُطُونِ المقَابِرِ


وكان سفيان يقول: عِند الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى، وَعِنْدَ الْمَمَاتِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ التُّقَى[23]، ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [يونس: 45].

هذا وصلوا وسلموا على النبي المختار، سيد الأبرار، وإمام الأخيار، اللهم فصَلِّ وسلم عليه وعلى آله الأطهار، وصحبه الأخيار، وعلى مَنْ سار على دَرْبِهم، وأقتفى سُنَّتهم، واتبَع الآثار، ما تعاقب الليل والنهار.

اللهم احفظ أوقاتنا من الضياع، وأيامنا من الغفلة، واجعل مقاصدنا في أوقاتنا عظيمة، وأعمالنا فيها صالحة كريمة.
اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، لك أوَّاهين، لك مخبتين، إليك راغبين، يا رب العالمين.

[1] رواه الطبراني في المعجم الأوسط، من حديث أبي مدينة الدارمي (5/ 215)، صححه الألباني، السلسلة الصحيحة (6/ 147).

[2] تفسير ابن كثير (8/ 456).

[3] نظم الدرر (8/ 521).

[4] تفسير الرازي (32/ 278).

[5] تفسير ابن رجب (1/ 535).

[6] الزهد لأحمد (ص225).

[7] أدب الدنيا والدين (ص122).

[8] شرح السنة للبغوي (14/ 225).

[9] غذاء الألباب فيشرح منظومة الآداب (2/ 476).

[10] التبصرة لابن الجوزي (1/ 158).

[11] صفة الصفوة (2/ 80).

[12] الرسالة القشيرية (1/ 65).

[13] ذيل طبقات الحنابلة (2/ 167).

[14] يتيمة الدهر(ص51).

[15] موارد الظمآن (3/ 29).

[16] الفوائد لابن القيم (ص31).

[17] تفسير ابن رجب (1/ 533).

[18] الليالي والأيام (ص25).

[19] الزهد لابن أبي الدنيا (ص193).

[20] تخريج أحاديث الكشاف (2/ 353).

[21] الجامع لعلوم الإمام أحمد (2/ 306).

[22] تاريخ بغداد وذيوله (21/ 68).

[23] إحياء علوم الدين (4/ 410).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 94.91 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]