تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1327 - عددالزوار : 137691 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42186 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5448 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 25-02-2025, 10:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,088
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله


تفسير "محاسن التأويل"
محمد جمال الدين القاسمي
سُورَةُ الزخرف
المجلد الرابع عشر
صـ 5281 الى صـ 5290
الحلقة (541)







القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : الآيات 63 الى 64]
ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون (63) إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم (64)
ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون
فيه
أي من أحكام التوراة وغيرها. كاختلاف اليهود في القيامة، لعدم صراحتها في كتبهم. وقد جاء في نحوها آية ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم [آل عمران: 50] ، وقد وضع عن اليهود شيئا من إصر التوراة وأغلال الناموس، كما فعل في يوم السبت. خفف شدة حكمه.
قال بعض المحققين: وإنما لم يقل (ولأبين لكم كل ما تختلفون فيه) لأنه لم يفعل ذلك. بل ترك بيان كثير من الأشياء، كالفساد الذي دخل في أغلب كتبهم للفارقليط (محمد صلى الله عليه وسلم) الذي يأتي بعده، لعدم استعداد الناس في زمنه لقبول كل شيء منه. كما قال هو نفسه في (إنجيل يوحنا) في الإصحاح السادس عشر.
وخصوصا إذا تعرض للطعن في كتبهم، وهي رأس مالهم الوحيد وتراث أجدادهم.
ولو فعل ذلك لشك فيه الكثيرون منهم وكذبوه، ولما اتبعه إلا الأقلون أو النادرون، فتضيع الفائدة من بعثته التي بيناها في المتن. وهي التي بعث من أجلها.
وأما قول الله تعالى عن لسانه ومصدقا لما بين يدي من التوراة [آل عمران: 50] ، فالمراد بمثل هذا التعبير، أنه بمجيئه عليه السلام تحققت نبوات التوراة عنه، وبه صحت وصدقت. وكلمة (التوراة) تطلق على كتاب العهد القديم.
فالمعنى أن مجيء عيسى كان وفق ما أنبأ به النبيون عنه من قبل. ولو لاه لما صدقت تلك النبوات، فإنها لا تنطبق إلا عليه. وليس المراد أن عيسى يقر كل ما في التوراة، كما يتوهم النصارى الآن من مثل هذه الآية. وإلا لما قال بعدها مباشرة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم [آل عمران: 50] ، فكيف يقرها وهو قد جاء ناسخا لبعض ما فيها؟ فتدبر ذلك ولا تكن كهؤلاء الذين يهرفون بما لا يعرفون. ويفسرون ما لا يفهمون. انتهى كلامه. وهو وجيه جدا.
فاتقوا الله وأطيعون إن الله ربي وربكم فاعبدوه قال ابن جرير: أي إن الله الذي يستوجب علينا إفراده بالألوهية وإخلاص الطاعة له، ربي وربكم جميعا.
فاعبدوه وحده لا تشركوا معه في عبادته شيئا. فإنه لا يصح ولا ينبغي أن يعبد شيء سواه هذا صراط مستقيم أي هذا الذي أمرتكم به، من اتقاء الله وطاعتي، وإفراد الله بالألوهية، هو الطريق القويم. وإذا كان هذا قول عيسى عليه السلام، فلا عبرة بقول الملحدين فيه والمفترين عليه ما لم يقله. ثم أشار إلى وعيد من خالف الحق بعد وضوحه، بقوله تعالى:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 65]
فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم (65)
فاختلف الأحزاب أي الفرق المتحزبة اختلافا نشأ من بينهم أي لا من قوله تعالى، ولا من قول عيسى. بل ظلما وعنادا فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم أي مؤلم من شدة الأهوال وكثرة الفضائح، وظلمهم بترك النظر في الدلائل العقلية والنقلية.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : الآيات 66 الى 67]
هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون (66) الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين (67)
هل ينظرون أي قريش إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون الأخلاء يومئذ أي المتخالون على المعاصي والفساد، والصد عن الحق يوم القيامة بعضهم لبعض عدو أي معاد، يتبرأ كل من صاحبه إلا المتقين أي المتصادقين في طاعة الله ومحبته. قال القاشاني: الخلة إما أن تكون خيرية، أو لا. والخيرية إما أن تكون في الله أو لله ومحبته. وغير الخيرية إما أن يكون سببها اللذة النفسانية أو النفع العقلي. والقسم الأول هو المحبة الروحانية الذاتية المستندة إلى تناسب الأرواح في الأزل، التي قال «1» فيها (فما تعارف منها ائتلف) فهم إذا برزوا في هذه النشأة، وتوجهوا إلى الحق، وتجددوا عن مواد الرجس، فلما تلاقوا تعارفوا، وإذا تعارفوا تحابوا، لتجانسهم الأصلي، وتوافقهم في الوجهة والطريقة، وتشابههم في السبيرة والغريزة، وتجردهم عن الأغراض الفاسدة والأعراض الذاتية، التي هي سبب العداوة.
وانتفع كل منهم بالآخر في سلوكه وعرفانه. والتذ بلقائه، وتصفى بصفائه، وتعاونوا في أمور الدنيا والآخرة. فهي الخلة التامة الحقيقية التي لا تزول أبدا كمحبة الأنبياء والأصفياء والأولياء والشهداء. والقسم الثاني هو المحبة القلبية المستندة إلى تناسب الأوصاف والأخلاق والسير الفاضلة. ونشأته الاعتقادات والأعمال الصالحة. كمحبة الصلحاء والأبرار فيما بينهم. ومحبة العرفاء والأولياء إياهم. ومحبة الأنبياء أممهم.
والقسم الثالث هو المحبة النفسانية المستندة إلى اللذات الحسية والأعراض الجزئية.
(1)
. أخرجه البخاري في: الأنبياء، 2- باب الأرواح جنود مجندة، الحديث رقم 1576، عن عائشة.

وأخرجه مسلم في: 45- البر والصلة والآداب، حديث رقم 159. []
كمحبة الأزواج لمجرد الشهوة. ومحبة الفجار والفساق المتعاونين في اكتساب الشهوات واستلاب الأموال. والقسم الرابع هو المحبة العقلية المستندة إلى تسهيل أسباب المعاش، وتيسير المصالح الدنيوية. كمحبة التجار والصناع. ومحبة المحسن إليه للمحسن. فكل ما استند إلى غرض فان وسبب زائل، زال بزواله، وانقلب عند فقدانه عداوة. لتوقع كل من المتحابين ما اعتاد من صاحبه، من اللذة المعهودة والنفع المألوف. وامتناعه لزوال سببه. ولما كان الغالب على أهل العالم أحد القسمين الأخيرين، أطلق الكلام وقال: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين لانقطاع أسباب الوصلة بينهم، وانتفاء الآلات البدنية عنهم، وامتناع حصول اللذة الحسية والنفع الجسماني وانقلابهما حسرات وآلاما وضررا وخسرانا.
قد زالت اللذات والشهوات، وبقيت العقوبات والتبعات. فكل يمقت صاحبه ويبغضه. لأنه يرى ما به من العذاب، منه وبسببه. ثم استثنى المتقين المتناولين للقسمين الباقيين لقتلهم، كما لقال وقليل ما هم [ص: 24] ، وقليل من عبادي الشكور [سبأ: 13] ، ولعمري، إن القسم الأول أعز من الكبريت الأحمر.
وهم الكاملون في التقوى، البالغون إلى نهايتها، الفائزون بجميع مراتبها. ويليهم القسم الثاني. وكلا القسمين، لاشتراكهما في طلب مرضاة الله وطلب ثوابه واجتناب سخطه وعقابه، نسبهم سبحانه إلى نفسه بقوله:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 68]
يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون (68)
يا عباد لا خوف عليكم اليوم أي لأمنهم من العذاب ولا أنتم تحزنون أي على فوات لذات الدنيا. لكونهم على ألذ منها وأبهج، وأحسن حالا وأجمل.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 69]
الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين (69)
الذين آمنوا بآياتنا أي صدقوا بكتاب الله ورسله، وعملوا بما جاءتهم به رسلهم وكانوا مسلمين أي أهل خضوع لله بقلوبهم، وقبول منهم لما جاءتهم به رسولهم عن ربهم، على دين إبراهيم عليه السلام، حنفاء، لا يهود ولا نصارى ولا أهل أوثان.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 70]
ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون (70)
ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون أي تسرون سرورا يظهر حباره، أي أثره على وجوهكم، كقوله تعالى: تعرف في وجوههم نضرة النعيم [المطففين:
24] .
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : الآيات 71 الى 72]
يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون (71) وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون (72)
يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب الصحاف جمع (صحفة) وهي آنية الأكل. والأكواب جمع (كوب) وهو ما يشرب منه كالكوز. إلا أن الكوب ما لا عروة له. قال الشهاب: العروة ما يمسك منه ويمسي أذنا. ولذا قال من ألغز فيه:
وذي أذن بلا سمع ... له قلب بلا قلب
إذا استولى على صب ... فقل ما شئت في الصب
ومن اللطائف هنا ما قيل: إنه لما كانت أواني المأكولات أكثر بالنسبة لأواني المشروب عادة، جمع الأول جمع كثرة، والثاني جمع قلة. وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين أي بمشاهدته وأنتم فيها خالدون وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون أي من الخيرات والأعمال الصالحات. وقد شبه ما استحقوه بأعمالهم الحسنة، من الجنة ونعيمها الباقي لهم، بما يخلفه المرء لوراثه من الأملاك والأرزاق.
ويلزمه تشبيه العمل نفسه بالمورث (على صيغة اسم الفاعل) فهو استعارة تبعية أو تمثيلية.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 73]
لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون (73)
لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون أي ما اشتهيتم. و (من) إما ابتدائية أو تبعيضية. ورجح بدلالته على كثرة النعم، وأنها غير مقطوعة ولا ممنوعة، وأنها مزينة بالثمار أبدا، موقرة بها.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : الآيات 74 الى 75]
إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون (74) لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون (75)
إن المجرمين أي الذين اجترموا الكفر والمعاصي في الدنيا في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم أي لا يخفف ولا ينقص وهم فيه مبلسون أي مستسلمون يائسون.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 76]
وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين (76)
وما ظلمناهم أي بهذا العذاب ولكن كانوا هم الظالمين أي بكفرهم الله وجحودهم توحيده.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : الآيات 77 الى 78]
ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون (77) لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون (78)
ونادوا أي بعد إدخالهم جهنم يا مالك ليقض علينا ربك أي ليمتنا. أي سله أن يفعل بنا ذلك. تمنوا تعطل الحواس وعدم الإحساس، لشدة التألم بالعذاب الجسماني. قال إنكم ماكثون أي لابثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون أي لا تقبلونه وتنفرون منه، وعبر (بالأكثر) لأن من الأتباع من يكفر تقليدا.
لطيفة:
قال القاشاني: سمي خازن النار (مالكا) لاختصاصه بمن ملك الدنيا وآثرها.
لقوله تعالى: فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى [النازعات: 37- 39] كما سمي خازن الجنة (رضوانا) لاختصاصه بمن رضي الله عنهم ورضوا عنه.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 79]
أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون (79)
أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أي أم أبرم مشركو مكة أمرا فأحكموه، يكيدون به
الحق الذي جاءهم، فإنا محكمون لهم ما يخزيهم ويذلهم، من النكال. كقوله تعالى: أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون [الطور: 42] .
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 80]
أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون (80)
أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم أي ما أخفوه من تناجيهم بما يمكرون، فلا نجازيهم عليه لخفائه علينا بلى أي نسمعهما ونطلع عليهما ورسلنا يعني الحفظة لديهم يكتبون أي ما تكلموا به ولفظوا من قول. ثم أشار إلى رد إفكهم في أن الملائكة بنات الله تعالى، ختما للسورة مما بدئت به، المسمى عند البديعيين (رد العجز على الصدر) فقال سبحانه:
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 81]
قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين (81)
قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين أي لذلك الولد. والأولية بالنسبة إلى المخاطبين، لا لمن تقدمهم. قال الشهاب: ولو أبقى على إطلاقه، على أن المراد إظهار الرغبة والمسارعة. جاز. انتهى.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 82]
سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون (82)
سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون على نفي التالي. وهو عبادة الولد. أي أوحده وأنزهه تعالى عما يصفونه من كونه مماثلا لشيء. لكونه ربا خالقا للأجسام كلها. فلا يكون من جنسها. فيفيد انتفاء الولد على الطريق البرهاني.
وأما دلالته على الثاني فإذا جعل قوله: سبحان رب السماوات إلخ من كلام الله تعالى، لا من كلام الرسول، (أي نزه رب السماوات عما يصفونه) فيكون نفيا للمقدم ويكون تعليق عبادة الرسول من باب التعليق بالمحال. والمعلق بالشرط عند عدمه فحوى بدلالة المفهوم، أبلغ عند علماء البيان من دلالة المنطوق. كما قال في استبعاد الرؤية فإن استقر مكانه فسوف تراني [الأعراف: 143] . انتهى.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 83]
فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون (83)
فذرهم يخوضوا أي في باطلهم ويلعبوا أي في دنياهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون قال ابن جرير: وذلك يوم يصليهم الله بفريتهم عليه، جهنم، وهو يوم القيامة.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 84]
وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم (84)
وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله أي المعبود فيهما بلا شريك وهو الحكيم العليم أي في تدبير خلقه وتسخيرهم لما يشاء بمصالحهم.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : الآيات 85 الى 86]
وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون (85) ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون (86)
وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة أي الشفاعة لهم عند الله، كما زعموا أن أندادهم شفعاء إلا من شهد بالحق وهم يعلمون أي من آمن بالله وأقر بتوحيده، وهم يعلمون حقيقة توحيده. أي وحدوه وأخلصوا له على علم منهم ويقين، كقوله: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى [الأنبياء: 28] . قال ابن كثير: هذا استثناء منقطع، أي لكن من شهد بالحق على بصيرة وعلم، فإنه تنفع شفاعته عنده، بإذنه له.
تنبيه:
قال الشهاب: استدل الفقهاء بهذه الآية على أن الشهادة لا تكون إلا عن علم، وأنها تجوز وإن لم يشهد.
وفي (الإكليل) قال إلكيا: يدل قوله تعالى: إلا من شهد بالحق وهم يعلمون على معنيين: أحدهما- أن الشهادة بالحق غير نافعة إلا مع العلم، وأن التقليد لا
يغني مع عدم العلم بصحة المقالة. والثاني- أن شرط سائر الشهادات في الحقوق وغيرها، أن يكون الشاهد عالما بها.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 87]
ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون (87)
ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله أي: خلقنا لتعذر المكابرة فيه من فرط ظهوره فأنى يؤفكون أي يصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره.
القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الزخرف (43) : آية 88]
وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون (88)
وقيله أي قيل محمد صلوات الله عليه، شاكيا إلى ربه تبارك وتعالى، قومه الذين كذبوه وما يلقى منهم يا رب إن هؤلاء أي الذين أمرتني بإنذارهم، وأرسلتني إليهم لدعائهم إليك قوم لا يؤمنون أي بالتوحيد والرسالة واليوم الآخر.
كقوله تعالى: وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا [الفرقان:




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 1,896.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 1,894.89 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.09%)]