|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() قناديل على الدرب- الإلحاد (8) الملحدون… وقاعدة الشك الملحد إنسان لا يؤمن بوجود خالق لهذا الكون، فهو إنسان مركب من الشك والريبة والتشتت الفكري، والشك عند الإلحاديين أصل من أصول التفكير عندهم، ولعل أصدق وصف لهذا المعتقد قصيدة (جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت)، ويحاول الملاحدة جاهدين غرس هذه الفكرة الخبيثة في عقول الناشئة ونفوسهم؛ لكي يسهل عليهم فيما بعد بث سمومهم الفكرية والعقدية في نفوس هؤلاء الناشئة. فما أسهل أن تنقاد هذه النفوس الجاهلة إليهم بعد أن تتمكن هذه القاعدة من نفوسهم، لذلك هم حريصون كل الحرص على أن يؤصلوها في كل محفل على مستوى العالم أجمع. وتلك القاعدة أصّلها لهم أرسطو، وغيره من الفلاسفة؛ حيث يقولون: «من أراد أن يشرع في المعارف الإلهية فليمح من قلبه جميع العلوم والاعتقادات، وليسع في إزالتها من قلبه بحسب مقدوره، وليشك في الأشياء، ثم ليكتف بعقله وخياله ورأيه» وفي السياق نفسه قال ديكارت: «أنا أشك إذا أنا موجود». ثم أكملوا هذا القانون بقانون آخر وهو نسبية الحقيقة، فليس عند القوم حقيقة مطلقة، وبهذا انعدمت الرؤيا عند الإلحاديين، وصارت حياتهم شكا في شك، فالشك في وجود الله، والشك بالقضاء والقدر، والشك في حقيقة الأمور كافة، وإذا اعتمدنا فرضًا قانون نسبية الحقيقة، فستفسد الدنيا بما فيها؛ لأنه إذا اعتدى إنسان على آخر، وإذا قيل له: إنك مخطئ، فسيقول – بناءً على تلك القاعدة -: ما رأيتموه أنتم خطأً لا أراه أنا خطأ، فالحقيقة نسبية !، فإذا قيل له: ولكن ليس لك أن تضر الآخرين بناء على قاعدتك تلك، فإنه يرد قائلا: ما ترونه أنتم ضررًا لا أراه أنا ضررًا. فما الحل في هذا العبث؟! ومن يحكم بخطأ هذا أو ذاك، إن كانت الحقيقة نسبية كما يدعون؟! لذلك تجد هذا الفكر والمنهج لم ينتج سعادة ولا طمأنينة لمعتنقيه، والدليل على ذلك الإحصائيات العالمية التي تتحدث عن نسبة طردية بين الإلحاد والانتحار، فبناءً على ما قدمته منظمة الصحة العالمية: تتصدر الدول التي ينتشر فيها الإلحاد قائمة الدول التي يكثر فيها الانتحار مثل: اليابان، كوريا، فنلندا، فرنسا، الدانمارك، السويد. والغريب في هذا الأمر أن تلك الدول لا ينقصها تقدم تقني أو رفاهية في العيش، لكن ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا } (طه:124). أما نحن المسلمين، فبحمد الله -عز وجل- نؤمن إيمانًا راسخًا كالجبال الرواسي بأن الله حق، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} (الحج:6)، ورسوله محمد [ حق، وما بلّغه عن رب العزة إلينا هو الحق المبين، {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ}(الإسراء:105). والله الموفق والمستعان. اعداد: محمد الراشد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |