السخرية بالنفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حسن الظن بالله من أخلاق المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          سر عظيم لاستجابة الدعاء الخارق (زكريا، ومريم عليهما السلام) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فضل ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح والمغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من قصص أنطونس السائح ومواعظه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 673 )           »          أسباب تليين القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لا بد من اللازم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الإسلام يدعو إلى الرفق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5001 - عددالزوار : 2121313 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4581 - عددالزوار : 1399863 )           »          قد كان لي قلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 105 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-09-2025, 11:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,308
الدولة : Egypt
افتراضي السخرية بالنفس

السخرية بالنفس

منصور بن محمد المقرن



كان يسخر مـمـّن يُعفي لحيته طاعةً لربه؛ فلمّا أعفى لاعبٌ شهيرٌ لحيته، أعفى لحيته بلا تردّد. وفتاة كانت تسخر ممن تلبس القفازات حياءً؛ فلما قادت السيارة لبست القفازات حتى لا تُسوِّد الشمسُ يديها. وشابٌ كان يعيب على من يُقصِّر ثيابه؛ فلما ظهرت موضة تقصير البناطيل بين مغنين ومشاهير سارع إلى التشبه بهم.
أيها السادة .. هذه الحالات وأمثالها تُوحي بأن مكانة الموضة وسلوك المشاهير - عند هؤلاء الأشخاص ونحوهم - أعلى بكثير من مكانة الدين والالتزام بأحكامه، كما أنها تُعطي انطباعاً عنهم أن قناعاتهم وقرارتهم تخضع لغيرهم وتتبعهم، فهم ليسوا أهل إرادة مستقلة ورأي خاص، بل هم أتباعٌ لكل شهير، ولو كان بعيداً عن الدين وقيم المجتمع، وهم كذلك منقادون بلا تفكير لأي موضة جديدة فلا يستطيعون الفكاك من سطوتها. قال ابن مسعود رضي الله عنه: (لا يكُنْ أحَدُكمْ إمَّعَة، يقول: أنا مع الناس، إن أحْسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم إن أحسنَ الناسُ أن تُحْسِنُوا، وإن أساؤوا أن لا تَظلِمُوا).
والسؤال الأهم هنا: كيف وصل هؤلاء إلى هذه الحالة من تغييب عقولهم، وسلب إرادتهم، ومصادرة حرياتهم من الآخرين؟!
قد يكون أحد الأسباب: الاغترارَ بالأكثرية، والاستسلام لضغط سلوكها وأفكارها، واعتبار كثرتهم دليلاً على الصواب، أو اتخاذها ملاذاً آمناً يخفف من تأنيب الضمير عند اتباع السلوكيات والأفكار الخاطئة، وقد ورد في القرآن التحذير من اتباع الأكثرية، فقال الله تعالى: {(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ)} ، وقال سبحانه { (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)} ، وفي المقابل فإن لفظ "الأقلية" في القرآن يرد للثناء عليها، قال الله تعالى: { (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)} ، وقال سبحانه عن قوم نوح عليه السلام: (وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)، وقد فقه ابن مسعود رضي الله عنه هذا المعنى، ونبذ (سلوك القطيع)، فقال كلمته المشهورة: "الجماعة ما وافق الحق، وإن كنتَ وحدك".
وقد يكون من أسباب هذه الحالة أيضاً: الرغبة في اتقاء سخرية الأكثرية الخاطئة عند مخالفتهم، وهذا السبب -وإن كان أثراً من آثار السبب السابق- إلا أنه يشي باهتزاز الثقة بالنفس، وضعف القناعة بخطر مجاراة الأكثرية الخاطئة، وكذلك بضعف العلم بوجوب الالتزام بالأحكام الشرعية مهما قلّ عدد الملتزمين بها.
وعموماً، وفي كل الأحوال، فإن تعزيز الانتماء إلى الإسلام، والاعتزاز به، وتعظيم الله تعالى ومحبته، والخوف منه، وتذكر لقائه وحسابه سبحانه؛ وتربية النفس على كل ذلك؛ يُثمر لدى العبد –بلا ريب- تقديم محبوبات الله عز وجل على محبوباته ومحبوبات الناس، مهما كانت أحواله، أو أحوال من حوله.

كتبه/ منصور بن محمد الـمقرن








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.02 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]