السواك الدواء والسجائر الداء
الكاتب: الطبيب رامي محمد ديابي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
رسالة علمية باسم :
نظرية ( السواك الدواء والسجائر الداء)
أسرار طبية حديثة من عراقة الحضارة الإسلامية
إشراقة نبوية :
كنت عبر السنوات الست الأخيرة في عملي ضد التدخين كثيراً ما أعود لأعيش مع اللحظات الأخيرة من وفاة نبي الرحمة وهو يتسوك بعود من الآراك بفكر المتأمل والباحث العلمي والمتبحر لسر هذا الاختيار النبوي في فراق الدنيا على عود من الآراك ؟
وكان كل يوم أزداد فيه إطلاعاً على خفايا الميزات العلمية للآراك أزداد تعظيماً للآراك تلك المعجزة الطبية البيئية لسكان القرن العشرين إذ تبين أن الآراك هو الشجرة الأمثل لوقف التصحر بقدرتها على النمو في السبخات المالحة وإمكانية استمرارها في الحياة بريها بماء البحر ، عدا عن التأثير المذهل لعود الآراك في شفاء المدمنين على النيكوتين ( من المدخنين ) والذي يبشر بزوال أمراض وخيمة مثل المخدرات والإدمان الكحولي والتدخين إذا تبنته الحكومات في برامجها الصحية والوقائية .
مقدمة الرسالة :
إن الحضارة الشرقية العريقة التي امتدت عبر مئات السنين لتمد جسور النور لأوربة في عصور الظلام هي نفسها تلك الحضارة التي توشك أن تـنقذ العالم اليوم من أمراض الحضارة المدنية الحديثة ولاعجب ...
وربما كان مثالنا في هذا النظرية مصداقية لتلك العبارات السابقة وهو ما كشفه العلم الحديث وما يتوقع من الدور المستقبلي لتلك الجذور الطبية المسماة ( بالآراك - Persica Salvadoria ) في العلاج والوقاية من مشكلة التصحر عالمياً وكعلاج عملي بسيط التكلفة لوباء التدخين والمخدرات والكحولية .
أما كيف ذلك فالجواب يقع في شطرين :
الأول ربما كان في خبر نقلته محطة البي بي سي عن نجاح أمارة أبوظبي في زرع مليوني شجرة آراك ( شجرة السواك ) عبر مسافة تصل إلى 100 كيلومتر باتجاه الربع الخالي بعدما تبين أن الآراك يستطيع النمو في السبخات المالحة ويمكن ريه بماء البحر.
إن أهمية الجذور الطبية لنبات الأراك المستخدم في البلاد العربية منذ آلاف السنين معروفة كدواء عشبي لأمراض كثيرة وكفرشاة ومعجون أسنان بآن واحد ومؤخراً جاءت الأبحاث العلمية في جامعة عين شمس عبر أربع سنين لتكشف حقائق مذهلة تضاف إلى الأبحاث الغربية الأمريكية والسويسرية وغيرها لتثبت أهمية طبية خاصة لهذا الجذر النباتي الطبي..
ويحضرني هنا ما ذكره أستاذنا الدكتور محمد علي البار في كتابه القيم ( السواك ) نقلاً عن المجامع الغربية والشرقية في تميز السواك بمادة الثيو سيانات المضادة للنخور السنية والتي كانت معظم السبب في عدم حاجة العرب قديماً لطبيب الأسنان .
من خلال هذه السطور أركز على الإعجاز النبوي في عظمة الدلالة العلمية البيئية الصحية في وفاة النبي عليه السلام وهو يتسوك وأدلل على كون السواك ربما المخرج العملي للأمة الإسلامية من وباء التدخين , ذلك الوباء الذي يعد السبب الأول والوحيد لوباء المخدرات والإنحرافات السلوكية المختلفة في المجتمعات المسلمة.
نظرية السواك الدواء والسجائر الداء
الأسس التي قامت عليها النظرية :
1- خاصية الاعتياد المشترك ( للسواك والسجائر ) فيزيولوجياً وميكانيكياً.
الميل الفيزيولوجي والعلاقة الميكانيكية بين اليد والفم هي أساس من أسس نجاح صناعة السجائرتجارياً وهي عامل مشترك بين الداء ( التدخين ) والدواء ( السواك ) ولعل منعكس المص عند الأطفال أحد الشواهد على ذلك.
تنص الفرضية :
"أن الأصل في عادة السجائر فيزيولوجي وميكانيكي ويحدث الإدمان خاصة في حال انعدام البديل الفطري الصحي "السواك" .
أما شواهد النظرية فهي كثيرة منها الميل الفيزيولوجي عند الأطفال لعادات كثيرة تربط الفم باليد ومنها مص الأصبع ونتف الشارب وغيرها"