|
|||||||
| هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن الإمام محمد بن جرير الطبري الجزء السادس تَفْسِيرِ سُّورَةِ آل عمران الحلقة (412) صــ 499 إلى صــ 517 [ ص: 499 ] 7217 - حدثنا ابن المثنى قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن أبي الضحى ، عن عبد الله ، أراه قال : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فذكر نحوه . 7218 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ، عن ابن عباس : يقول الله سبحانه : " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه " وهم المؤمنون . [ ص: 500 ] القول في تأويل قوله ( ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون ( 69 ) ) قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " ودت " تمنت " طائفة " يعني جماعة " من أهل الكتاب " وهم أهل التوراة من اليهود ، وأهل الإنجيل من النصارى " لو يضلونكم " يقولون : لو يصدونكم أيها المؤمنون ، عن الإسلام ، ويردونكم عنه إلى ما هم عليه من الكفر ، فيهلكونكم بذلك . و " الإضلال " في هذا الموضع ، الإهلاك ، من قول الله - عز وجل - : ( وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد ) [ سورة السجدة : 10 ] ، يعني : إذا هلكنا ، ومنه قول الأخطل في هجاء جرير : كنت القذى في موج أكدر مزبد قذف الأتي به فضل ضلالا يعنى : هلك هلاكا ، وقول نابغة بني ذبيان : فآب مضلوه بعين جلية وغودر بالجولان حزم ونائل يعني مهلكوه . [ ص: 501 ] " وما يضلون إلا أنفسهم " وما يهلكون - بما يفعلون من محاولتهم صدكم عن دينكم - أحدا غير أنفسهم ، يعني ب " أنفسهم " : أتباعهم وأشياعهم على ملتهم وأديانهم ، وإنما أهلكوا أنفسهم وأتباعهم بما حاولوا من ذلك لاستيجابهم من الله بفعلهم ذلك سخطه ، واستحقاقهم به غضبه ولعنته ، لكفرهم بالله ، ونقضهم الميثاق الذي أخذ الله عليهم في كتابهم ، في اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - وتصديقه ، والإقرار بنبوته . ثم أخبر جل ثناءه عنهم أنهم يفعلون ما يفعلون ، من محاولة صد المؤمنين عن الهدى إلى الضلالة والردى ، على جهل منهم بما الله بهم محل من عقوبته ، [ ص: 502 ] ومدخر لهم من أليم عذابه ، فقال تعالى ذكره : " وما يشعرون " أنهم لا يضلون إلا أنفسهم ، بمحاولتهم إضلالكم أيها المؤمنون . ومعنى قوله : " وما يشعرون " وما يدرون ولا يعلمون . وقد بينا تأويل ذلك بشواهده في غير هذا الموضع ، فأغنى ذلك عن إعادته . القول في تأويل قوله ( يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ( 70 ) ) قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : " يا أهل الكتاب " من اليهود والنصارى " لم تكفرون " يقول : لم تجحدون " بآيات الله " يعني : بما في كتاب الله الذي أنزله إليكم على ألسن أنبيائكم ، من آيه وأدلته " وأنتم تشهدون " أنه حق من عند ربكم . وإنما هذا من الله - عز وجل - ، توبيخ لأهل الكتابين على كفرهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وجحودهم نبوته ، وهم يجدونه في كتبهم ، مع شهادتهم أن ما في كتبهم حق ، وأنه من عند الله ، كما : - 7219 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون " يقول : تشهدون [ ص: 503 ] أن نعت محمد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في كتابكم ، ثم تكفرون به وتنكرونه ولا تؤمنون به ، وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل : " النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته " . 7220 - حدثنا المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : " يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون " يقول : تشهدون أن نعت محمد في كتابكم ، ثم تكفرون به ولا تؤمنون به ، وأنتم تجدونه عندكم في التوراة والإنجيل : " النبي الأمي " . 7221 - حدثني محمد قال : حدثنا أحمد قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون " " آيات الله " محمدا ، وأما " تشهدون " فيشهدون أنه الحق ، يجدونه مكتوبا عندهم . 7222 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج قوله : " يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون " أن الدين عند الله الإسلام ، ليس لله دين غيره . القول في تأويل قوله ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل ) قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : يا أهل التوراة والإنجيل " لم تلبسون " يقول : لم تخلطون " الحق بالباطل " . [ ص: 504 ] وكان خلطهم الحق بالباطل ، إظهارهم بألسنتهم من التصديق بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به من عند الله ، غير الذي في قلوبهم من اليهودية والنصرانية . كما : - 7223 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال عبد الله بن الصيف ، وعدي بن زيد ، والحارث بن عوف ، بعضهم لبعض : تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية ، حتى نلبس عليهم دينهم ، لعلهم يصنعون كما نصنع ، فيرجعوا عن دينهم ! فأنزل الله - عز وجل - فيهم : " يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل " إلى قوله : " والله واسع عليم " . 7224 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل " يقول : لم تلبسون اليهودية والنصرانية بالإسلام ، وقد علمتم أن دين الله الذي لا يقبل غيره ، الإسلام ، ولا يجزى إلا به ؟ 7225 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بمثله إلا أنه قال : الذي لا يقبل من أحد غيره ، الإسلام ولم يقل : " ولا يجزى إلا به " . 7226 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج قوله : " يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل " الإسلام باليهودية والنصرانية . وقال آخرون : في ذلك بما : - [ ص: 505 ] 7227 - حدثني به يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول الله - عز وجل - : " لم تلبسون الحق بالباطل " قال : " الحق " التوراة التي أنزل الله على موسى ، و " الباطل " الذي كتبوه بأيديهم . قال أبو جعفر : وقد بينا معنى " اللبس " فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته . القول في تأويل قوله ( وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ( 71 ) ) قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ولم تكتمون ، يا أهل الكتاب ، الحق ؟ و " الحق " الذي كتموه : ما في كتبهم من نعت محمد - صلى الله عليه وسلم - ومبعثه ونبوته ، كما : - 7227 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " وتكتمون الحق وأنتم تعلمون " كتموا شأن محمد ، وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر . 7229 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع قوله : " وتكتمون الحق وأنتم تعلمون " يقول : يكتمون شأن محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل : يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر . 7230 - حدثني القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن [ ص: 506 ] ابن جريج : " تكتمون الحق " الإسلام ، وأمر محمد - صلى الله عليه وسلم - " وأنتم تعلمون " أن محمدا رسول الله ، وأن الدين الإسلام . وأما قوله : " وأنتم تعلمون " فإنه يعني به : وأنتم تعلمون أن الذي تكتمونه من الحق حق ، وأنه من عند الله . وهذا القول من الله - عز وجل - ، خبر عن تعمد أهل الكتاب الكفر به ، وكتمانهم ما قد علموا من نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ووجدوه في كتبهم ، وجاءتهم به أنبياؤهم . القول في تأويل قوله - جل ثناؤه - ( وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ( 72 ) ) قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في صفة المعنى الذي أمرت به هذه الطائفة من أمرت به : من الإيمان وجه النهار ، وكفر آخره . فقال بعضهم : كان ذلك أمرا منهم إياهم بتصديق النبي - صلى الله عليه وسلم - في نبوته وما جاء به من عند الله ، وأنه حق ، في الظاهر من غير تصديقه في ذلك بالعزم واعتقاد القلوب على ذلك وبالكفر به وجحود ذلك كله في آخره . ذكر من قال ذلك : [ ص: 507 ] 7231 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : " آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره " فقال بعضهم لبعض : أعطوهم الرضى بدينهم أول النهار ، واكفروا آخره ، فإنه أجدر أن يصدقوكم ، ويعلموا أنكم قد رأيتم فيهم ما تكرهون ، وهو أجدر أن يرجعوا عن دينهم . 7232 - حدثني المثنى قال : حدثنا معلى بن أسد قال : حدثنا خالد ، عن حصين ، عن أبي مالك في قوله : " آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره " قال : قالت اليهود : آمنوا معهم أول النهار ، واكفروا آخره ، لعلهم يرجعون معكم . 7233 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون " كان أحبار قرى عربية اثني عشر حبرا ، فقالوا لبعضهم : ادخلوا في دين محمد أول النهار ، وقولوا : " نشهد أن محمدا حق صادق " فإذا كان آخر النهار فاكفروا وقولوا : " إنا رجعنا إلى علمائنا وأحبارنا فسألناهم ، فحدثونا أنمحمدا كاذب ، وأنكم لستم على شيء ، وقد رجعنا إلى ديننا فهو أعجب إلينا من دينكم " لعلهم يشكون ، يقولون : هؤلاء كانوا معنا أول النهار ، فما بالهم ؟ فأخبر الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - بذلك . 7234 - حدثت عن عمار قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن حصين ، عن أبي مالك الغفاري قال : قالت اليهود بعضهم لبعض : أسلموا أول النهار ، وارتدوا آخره لعلهم يرجعون . فأطلع الله على سرهم ، فأنزل الله - عز وجل - : [ ص: 508 ] " وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون " . وقال آخرون : بل الذي أمرت به من الإيمان : الصلاة ، وحضورها معهم أول النهار ، وترك ذلك آخره . ذكر من قال ذلك : 7235 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله - عز وجل - : " آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار " يهود تقوله ، . صلت مع محمد صلاة الصبح ، وكفروا آخر النهار ، مكرا منهم ، ليروا الناس أن قد بدت لهم منه الضلالة ، بعد أن كانوا اتبعوه . 7236 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد بمثله . 7237 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار " الآية ، وذلك أن طائفة من اليهود قالوا : إذا لقيتم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أول النهار فآمنوا ، وإذا كان آخره فصلوا صلاتكم ، لعلهم يقولون : هؤلاء أهل الكتاب ، وهم أعلم منا ! لعلهم ينقلبون عن دينهم ، ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم . قال أبو جعفر : فتأويل الكلام إذا : " وقالت طائفة من أهل الكتاب " يعني : من اليهود الذين يقرأون التوراة " آمنوا " صدقوا " بالذي أنزل على الذين آمنوا " وذلك ما جاءهم به محمد - صلى الله عليه وسلم - من الدين الحق وشرائعه وسننه " وجه النهار " يعني : أول النهار . [ ص: 509 ] وسمى أوله " وجها " له ، لأنه أحسنه ، وأول ما يواجه الناظر فيراه منه ، كما يقال لأول الثوب : " وجهه " وكما قال ربيع بن زياد : من كان مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : 7238 - حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " وجه النهار " أول النهار . 7239 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : " وجه النهار " أول النهار " واكفروا آخره " يقول : آخر النهار . 7240 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : ( آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره ) [ ص: 510 ] ، قال : قال : صلوا معهم الصبح ، ولا تصلوا معهم آخر النهار ، لعلكم تستزلونهم بذلك . وأما قوله : " واكفروا آخره " فإنه يعني به ، أنهم قالوا : واجحدوا ما صدقتم به من دينهم في وجه النهار ، في آخر النهار " لعلهم يرجعون " : يعني بذلك : لعلهم يرجعون عن دينهم معكم ويدعونه : كما : - 7241 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " لعلهم يرجعون " يقول : لعلهم يدعون دينهم ، ويرجعون إلى الذي أنتم عليه . 7242 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع مثله . 7243 - حدثنا محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " لعلهم يرجعون " لعلهم ينقلبون عن دينهم . 7244 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " لعلهم يرجعون " لعلهم يشكون . 7245 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قوله : " لعلهم يرجعون " قال : يرجعون عن دينهم . [ ص: 511 ] القول في تأويل قوله ( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ) قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ولا تصدقوا إلا من تبع دينكم فكان يهوديا . وهذا خبر من الله عن قول الطائفة الذين قالوا لإخوانهم من اليهود : " آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار " . و " اللام " التي في قوله : " لمن تبع دينكم " نظيرة " اللام " التي في قوله : ( عسى أن يكون ردف لكم ) ، بمعنى : ردفكم ، ( بعض الذي تستعجلون ) [ سورة النمل : 72 ] . وبنحو ما قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : 7246 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم " هذا قول بعضهم لبعض . 7247 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع مثله . 7247 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم " قال : لا تؤمنوا إلا لمن تبع اليهودية . 7248 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن يزيد في قوله : [ ص: 512 ] " ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم " قال : لا تؤمنوا إلا لمن آمن بدينكم ، ومن خالفه فلا تؤمنوا له . القول في تأويل قوله ( قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم ) قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك . فقال بعضهم : قوله : " قل إن الهدى هدى الله " اعتراض به في وسط الكلام ، خبرا من الله عن أن البيان بيانه والهدى هداه . قالوا : وسائر الكلام بعد ذلك متصل بالكلام الأول ، خبرا عن قيل اليهود بعضها لبعض . فمعنى الكلام عندهم : ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ، ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ، أو أن يحاجوكم عند ربكم أي : ولا تؤمنوا أن يحاجكم أحد عند ربكم . ثم قال الله - عز وجل - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : قل ، يا محمد : " إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء " و " إن الهدى هدى الله " . ذكر من قال ذلك : 7249 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ، حسدا من يهود أن تكون النبوة في غيرهم ، وإرادة أن يتبعوا على دينهم . [ ص: 513 ] 7250 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله . وقال آخرون : تأويل ذلك : قل يا محمد : " إن الهدى هدى الله " إن البيان بيان الله " أن يؤتى أحد " قالوا : ومعناه : لا يؤتى أحد من الأمم مثل ما أوتيتم ، كما قال : ( يبين الله لكم أن تضلوا ) [ سورة النساء : 176 ] ، بمعنى : لا تضلون ، وكقوله : ( كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به ) [ سورة الشعراء : 200 - 201 ] ، يعني : أن لا يؤمنوا " مثل ما أوتيتم " يقول : مثل ما أوتيت ، أنت يا محمد ، وأمتك من الإسلام والهدى " أو يحاجوكم عند ربكم " قالوا : ومعنى " أو " : " إلا " أي : إلا أن " يحاجوكم " يعني : إلا أن يجادلوكم عند ربكم عند ما فعل بهم ربكم . ذكر من قال ذلك : 7251 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : قال الله - عز وجل - لمحمد - صلى الله عليه وسلم - : " قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " يقول ، مثل ما أوتيتم يا أمة محمد " أو يحاجوكم عند ربكم " تقول اليهود : فعل الله بنا كذا وكذا من الكرامة ، حتى أنزل علينا المن والسلوى فإن الذي أعطيتكم أفضل فقولوا : " إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء " الآية . فعلى هذا التأويل ، جميع هذا الكلام ، [ أمر ] من الله نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - أن يقوله لليهود ، وهو متلاصق بعضه ببعض لا اعتراض فيه . و " الهدى " [ ص: 514 ] الثاني رد على " الهدى " الأول ، و " أن " في موضع رفع على أنه خبر عن " الهدى " . وقال آخرون : بل هذا أمر من الله نبيه أن يقوله لليهود . وقالوا : تأويله : " قل " يا محمد " إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد " من الناس " مثل ما أوتيتم " يقول : مثل الذي أوتيتموه أنتم يا معشر اليهود من كتاب الله ، ومثل نبيكم ، فلا تحسدوا المؤمنين على ما أعطيتهم ، مثل الذي أعطيتكم من فضلي ، فإن الفضل بيدي أوتيه من أشاء . ذكر من قال ذلك : 7252 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " يقول : لما أنزل الله كتابا مثل كتابكم ، وبعث نبيا مثل نبيكم ، حسدتموهم على ذلك " قل إن الفضل بيد الله " الآية . 7253 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع مثله . وقال آخرون : بل تأويل ذلك : " قل " يا محمد : " إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " أنتم يا معشر اليهود من كتاب الله . قالوا : وهذا آخر القول الذي أمر الله به نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - أن يقوله لليهود من هذه الآية . قالوا : وقوله : " أو يحاجوكم " مردود على قوله : " ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم " . وتأويل الكلام - على قول أهل هذه المقالة - : ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ، فتتركوا الحق : أن يحاجوكم به عند ربكم من اتبعتم دينه فاخترتموه : أنه محق ، وأنكم تجدون نعته في كتابكم . فيكون حينئذ قوله : " أو يحاجوكم " مردودا [ ص: 515 ] على جواب نهي متروك ، على قول هؤلاء . ذكر من قال ذلك : 7254 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج قوله : " إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " يقول : هذا الأمر الذي أنتم عليه : أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " أو يحاجوكم عند ربكم " قال : قال بعضهم لبعض : لا تخبروهم بما بين الله لكم في كتابه ، " ليحاجوكم " قال : ليخاصموكم به عند ربكم " قل إن الهدى هدى الله " . [ قال أبو جعفر : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يكون قوله : " قل إن الهدى هدى الله " ] معترضا به ، وسائر الكلام متسق على سياق واحد . فيكون تأويله حينئذ : ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ، ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم بمعنى : لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " أو يحاجوكم عند ربكم " بمعنى : أو أن يحاجوكم عند ربكم . . . . . . . . أحد بإيمانكم ، [ ص: 516 ] لأنكم أكرم على الله بما فضلكم به عليهم . فيكون الكلام كله خبرا عن قول الطائفة التي قال الله - عز وجل - : " وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار " سوى قوله : " قل إن الهدى هدى الله " . ثم يكون الكلام مبتدأ بتكذيبهم في قولهم : " قل " يا محمد ، للقائلين ما قالوا من الطائفة التي وصفت لك قولها لتباعها من اليهود " إن الهدى هدى الله " إن التوفيق توفيق الله والبيان بيانه ، " وإن الفضل بيده يؤتيه من يشاء " لا ما تمنيتموه أنتم يا معشر اليهود . وإنما اخترنا ذلك من سائر الأقوال التي ذكرناها ، لأنه أصحها معنى ، وأحسنها استقامة ، على معنى كلام العرب ، وأشدها اتساقا على نظم الكلام وسياقه . وما عدا ذلك من القول ، فانتزاع يبعد من الصحة ، على استكراه شديد للكلام . القول في تأويل قوله ( قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ( 73 ) ) قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : " قل " يا محمد ، لهؤلاء اليهود الذين وصفت قولهم لأوليائهم " إن الفضل بيد الله " إن التوفيق للإيمان والهداية للإسلام ، بيد الله وإليه ، دونكم ودون سائر خلقه " يؤتيه من يشاء " من [ ص: 517 ] خلقه ، يعني : يعطيه من أراد من عباده ، تكذيبا من الله - عز وجل - لهم في قولهم لتباعهم : " لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " . فقال الله - عز وجل - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : قل لهم : ليس ذلك إليكم ، إنما هو إلى الله الذي بيده الأشياء كلها ، وإليه الفضل ، وبيده ، يعطيه من يشاء " والله واسع عليم " يعني : والله ذو سعة بفضله على من يشاء أن يتفضل عليه " عليم " ذو علم بمن هو منهم للفضل أهل . 7255 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد بن نصر قال : أخبرنا ابن المبارك قراءة ، عن ابن جريج في قوله : " قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء " قال : الإسلام . القول في تأويل قوله ( يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ( 74 ) ) قال أبو جعفر : يعني بقوله : " يختص برحمته من يشاء " " يفتعل " من قول القائل : " خصصت فلانا بكذا ، أخصه به " . وأما " رحمته " في هذا الموضع ، فالإسلام والقرآن ، مع النبوة ، كما : - ![]()
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |