|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() خصائص أهل السُنَّة والجماعة
أهلُ السُنَّة والجماعة هم أصحابُ النبي - صلى الله عليه وسلم- والتابعون لهم بإحسان، وكلُّ مَن التزَمَ منهجهم، واقتدَى بهم واتَّبع سبيلَهم مِن المؤمنين المتمسِّكين بآثارهم إلى يوم القيامة، وهم أهل الحديث، وأهل الأثر والسَّلف الصالح، والفِرقة الناجية، والطائفة المنصورة، الذين أخبر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عنهم: «إنَّ بَنِي إسرائيل افتَرَقوا على إحدى وسبعين فِرقة، وتَفتَرق أمَّتي على ثلاث وسبعين فِرقة، كُلُّها في النار إلا واحدة»، فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «ما أنا عليه اليومَ وأصحابي»، وقد سُمُّوا: (أهل السُنَّة)؛ لأنَّهم الآخذون بسُنَّة رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- العالمون بها، العاملون بمقتضاها، وسُمُّوا بالجماعة؛ لأنَّهم اجتمعوا على الحق، وأَخَذوا به، واقْتَفَوا أَثَرَ جماعة المسلمين المستمسكين بالسُـنَّــة من الصَّحـابة والتابعين وأتباعهم، واجتمعوا على مَن وَلاه اللهُ أمرَهـم، ولـم يشـقُّوا عصا الطاعة، كما أمَرَهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-. إنَّ المتأمل في منهج أهل السُنَّة والجماعة، يجد أنَّهم أهل الحق؛ لأنهم أتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم-، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: إن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث والسُنَّة، الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، ويعلمون أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- على هدي كل أحد، وبهذا سُمُّوا أهل الكتاب والسُنَّة، وسموا أهل الجماعة؛ لأن الجماعة هي الاجتماع، وضدها الفرقة.خصائص أهل السُنَّة والجماعة وقد تميز أهل السنة والجماعة بخصائص وميزات لم توجد في غيرهم نذكر منها ما يلي:(1) أعظم الناس تحقيقًا للتوحيد أهل السُنَّة والجماعة أعظم الناس تحقيقًا لتوحيد الله الذي بعث به المرسلين، ودعوتهم الأساسية هي دعوة الأنبياء والمرسلين؛ قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 25)، وقضية العقيدة والتوحيد عندهم أُمُّ القضايا، لا يجوز تخطيها، ولا تأجيلها، ولا المساومة عليها، بل يوادُّون ويبغضون فيها، ويوالون، ويعادون عليها، قال -سبحانه وتعالى-: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 256)، وقال -عز وجل-: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: 36)، وقال -تعالى-: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ} (الزمر: 17). (2) ثباتهم علي الحق يقول شيخ الإسلام -رحمه الله-: وبالجملة فالثبات والاستقرار في أهل الحديث والسُنَّة، أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة، وذلك بسبب صحة توحيدهم واتِّباعهم، ويقول -رحمه الله-: والمقصود أن ما عند عوام المؤمنين وعلمائهم من أهل السُنَّة والجماعة من المعرفة واليقين والطمأنينة، والجزم الحق والقول الثابت، والقطع بما هم عليه - أمرٌ لا ينازع فيه إلا من سلب العقل والدين. (3) اتفاقهم وعدم اختلافهم اتفاق أهل السنة على أمور العقيدة، وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان من أهم ما يميزهم، يصف الأصفهاني هذا الأمر فيقول: ومما يدل علي أن أهل الحديث هم أهل الحق، أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطرًا من الأقطار - وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد ونقلهم واحد، لا ترى فيهم اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأن جاء على قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دين أبين من هذا؟.(4) أعلم الناس بأحوال النبي - صلى الله عليه وسلم- إنهم أعلم الناس بأحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقواله وأفعاله؛ لذلك فهم أشد الناس حبًّا للسنة، وأحرصهم على اتباعها، وأكثرهم موالاة لأهلها، يقول شيخ الإسلام -رحمه الله-: فإنه متى كان الرسول أكمل الخلق وأعلمهم بالحقائق، وأقومهم قولًا وحالًا، لزم أن يكون أعلم الناس به أعلم الخلق بذلك، وأن يكون أعظمهم موافقة له واقتداءً به أفضل الخلق. (5) حرصهم على نشر العقيدة الصحيحة أهل السُنَّة والجماعة أحرص الناس على نشر العقيدة الصحيحة والدين القويم الذي بعث الله به - صلى الله عليه وسلم-، وتعليم الناس وإرشادهم والنصيحة لهم، مع الرد على المخالفين والمبتدعين، فنشر العقيدة الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسُنّة في المجتمع المسلم يُعد أمرا أساسيا لحماية المسلمين من الانحراف الفكري والغلو والتطرف؛ لأن القلب الذي غرست فيه العقيدة الإسلامية الصحيحة التي كان عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته والسلف من هذه الأمة ومن سار على نهجهم إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يكتسب مناعة ضد العقائد الفاسدة والأفكار الهدامة؛ فلا يقبلها بل يرفضها وينبذها. (6) حرصهم على الجماعة والألفة أهل السنة والجماعة أحرص الناس على الجماعة والألفة، ودعوتهم لها وحث الناس عليها، ونبذهم للاختلاف والفرقة بين أهل العقيدة والتوحيد، وتحذير الناس من ذلك، كيف لا؟ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد قال: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا»، وقد قال الله -تعالى-: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠٥) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} (آل عمران: 105- 106)، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: تبيضُّ وجوه أهل السُنَّة، وتسودُّ وجوه أهل البدعة. (7) وحدة مصادر التلقي لديهم منهج أهل السنة والجماعة أساس مرجعهم في تلقيهم المسائلَ العِلمية والاعتقادية والعَملية هو الوحيُ المُنزَّل، مُتمثِّلًا في الكتاب والسُّنة، فهم لا يحيدون عنهما طرفة عين ولا أقلَّ من ذلك، ثم إنهم يؤيِّدون ذلك بالإجماع المبنيِّ على الوحي، ثم بالعقل الصحيح، والفطرة السليمة؛ إذ العقل والفطرة يعضدان نصوص الوحي من باب توارد الأدلة، ولا تعارض بين نصوص الوحيين (القرآن والسنة) وبين العقل الصحيح، وأيُّ تعارضٍ بينهما فهو في حقيقته إمَّا تعارضٌ لفظي لا أساس له، وإمَّا تعارضٌ لسوء فهم العقل للنصوص. (8) الأمانة العلمية فالأمانة زينة العلم، وروحه الذي يجعله زاكي الثمر، لذيذ المطعم، وأهل السُنَّة لهم القِدحُ المعلى في ذلك الشأن، ومن مظاهر الأمانة العلمية عندهم: الأمانة في النقل، والبعد عن التزوير، وقلب الحقائق، وبتر النصوص، وتحريفها، فإذا نقلوا عن مخالف لهم نقلوا كلامه تامًّا، فلا يأخذون منه ما يوافق ما يذهبون إليه، ويدعون ما سواه؛ كي يدينوا المنقول عنه، وإنما ينقلون كلامه تامًّا، فإن كان حقًّا أقرُّوه، وإن كان باطلًا ردُّوه، وإن كان فيه وفيه، قبلوا الحق وردُّوا الباطل. (9) عدم الاختلاف في أصول الاعتقاد أهل السنة والجماعة لا يختلفون في أصل من أصول الدين، وقواعد الاعتقاد؛ فقولهم في أسماء الله وصفاته وأفعاله واحد، وقولهم في الإيمان وتعريفه ومسائله واحد، وقولهم في القدر واحد، وهكذا في باقي الأصول. (10) الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق، فهم حريصون كل الحرص على وَحدة المسلمين، ولَمِّ شعثهم، وجمع كلمتهم على الحق، وإزالة أسباب النزاع والفرقة بينهم؛ لعلمهم أن الاجتماع رحمة، وأن الفرقة عذاب، ولأن الله -عز وجل- أمر بالائتلاف، ونهي عن الاختلاف، كما في قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } (آل عمران: 102- 103). (11) أوسع الناس أفقًا وأبعدهم نظرًا هم أوسع الناس أفقًا، وأبعدهم نظرًا، وأرحبهم بالخلاف صدرًا، وأكثرهم للمعاذير التماسًا، وهم لا يأنفون من سماع الحق، ولا تحرج صدورهم من قبوله، ولا يستنكفون من الرجوع إليه، والأخذ به، ثم إنهم لا يُلزمون الناس باجتهاداتهم، ولا يضللون كل من خالفهم. (12) الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة أهل السُنَّة يدعون إلى دين الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ويسلكون في ذلك شتى الطرائق المشروعة والمباحة؛ حتى يعرف الناس ربهم، فلا أحد أحرص منهم على هداية الخلق، ولا أحد أرحم منهم بالناس. (13) سالمون من التكفير أهل السُنَّة سالمون من تكفير بعضهم بعضًا أو تكفير غيرهم بغير حجة أو برهان، فهم يردون على المخالف بالحكمة والموعظة الحسنة، ويوضحون الحق للناس، بخلاف الذين يسارعون في إطلاق الأحكام، ويتهافتون على إلصاق التهم بالأبرياء، فَيُفَسِّقُون، ويُبدعون، ويُكفرون بالتهمة والظن، من غير ما برهان أو بيِّنة. (14) التسليم لنصوص الشرع من أهم خصائص أهل السنة والجماعة التسليم لنصوص الشرع، وفهمها على مقتضى منهج السلف: فهم يُسلِّمون لنصوص الشرع، سواء فهموا الحكمة منها أم لا، ولا يعرضون النصوص على عقولهم، بل يعرضون عقولهم على النصوص، ويفهمونها كما فهمها السلف الصالح. (15) الجمع بين التوكل والأخذ بالأسباب الجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب، فهم لا ينكرون الأسباب، ولا تأثيرها إذا ثبتت شرعًا أو قدرًا، ولا يَدَعُون الأخذ بالأسباب، وفي الوقت نفسه لا يلتفتون إليها، ولا يرون أن هناك تنافيًا بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب؛ لأن نصوص الشرع حافلة بالأمر بالتوكل على الله، والأخذ بالأسباب المشروعة أو المباحة في مختلف شؤون الحياة، فقد أمرت بالعمل، والسعي في طلب الرزق، والتزود للأسفار، واتخاذ العدة في مواجهة العدو، قال -تعالى-: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} (الجمعة: 10)، وقال: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا} (الملك: 15)، وقال -تعالى-: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (البقرة: 197)، وقال -تعالى-: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ} (الأنفال: 60). (16) الجمع بين التوسع في الدنيا والزهد فيها أهل السُنَّة والجماعة لا ينكرون على من يتوسع في الدنيا، ويسعى في كسب الرزق، بل يرون أنه ينبغي للإنسان أن يكفي نفسه ومن يعول، ويستغني عن الناس، ويقطع الطمع مما في أيديهم، على ألا تكون الدنيا أكبر همه، ولا مبلغ علمه، وعلى ألا يكتسب المال من غير حله، كما لا يعيبون على من آثر الكفاف، ورضي بالقليل من متاع الدنيا؛ لأنهم يرون أن الزهد إنما هو زهد القلب، وهو أن يترك الإنسان ما لا ينفع في الآخرة، أما إذا توسع العبد في الدنيا، وجعلها في يده لا في قلبه، يرفد بها الإخوان، ويتصدق على الفقراء والمساكين، ويعين بها على نوائب الحق، فذلك من فضل الله الذي يؤتيه من يشاء، كما هو حال الصديق، وعمر، وعثمان، وعلي، وعبدالرحمن بن عوف، وغيرهم من أثرياء الصحابة من المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم-، وكحال ابن المبارك -رحمه الله-، فلقد كان من أغنى أهل زمانه، وهو في الوقت نفسه من أزهدهم إن لم يكن أزهدهم. (17) الجمع بين الخوف والرجاء والحب أهل السُنَّة والجماعة يجمعون بين الخوف والرجاء والحب، ويرون أنه لا تنافي ولا تعارض بينها، قال -سبحانه وتعالى- في وصف عباده الأنبياء والمرسلين: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء: 90)، وقال في معرض الثناء على سائر عباده المؤمنين: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (السجدة: 16). (18) العدل العدل من أعظم المميزات لأهل السُنَّة والجماعة، فهم أعدل الناس، وأولاهم بامتثال قول الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ} (النساء: 135)، حتى إن الطوائف الأخرى إذا تنازعت احتكمت إلى أهل السُنَّة.اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |