الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 132 )           »          خطبة عيد الأضحى 1446هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 132 )           »          مضت أيام العشر المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 124 )           »          خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 119 )           »          خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 119 )           »          خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 105 )           »          خطبة عيد الأضحى 1446هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          خطبة عيد الأضحى 1446 هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          خطبة عيد النحر 1446 هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          التشويق لفضائل النحر والتشريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #34  
قديم 18-05-2025, 11:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,373
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال

الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (170) قصة ضيف إبراهيم وبشارتهم بإسحاق من سورة الحجر (2)



كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقال الله -عز وجل-: (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ . إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ . قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ . قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُون . قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ . قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ . قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ . قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ . إِلا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ) (الحجر: 51-??).
الفائدة الرابعة:
في قول إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-: (أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُون) دليل على جواز التحقق من قول الصادق بتأكيد السؤال عليه، فقد كرَّر إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- السؤال: (أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ) تعجبًا، ثم سأل مكررًا: (فَبِمَ تُبَشِّرُون).
ومن هذا الباب: قول الله -عز وجل- عن زكريا -عليه الصلاة والسلام-: (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي ‌عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) (آل عمران: 40).
وفي مثل هذا التثبت والتحقق نوع من الشعور بالامتنان لله -عز وجل-، واستحضار أن الأمر عظيم، وأن النعمة جسيمة، فيجد الإنسان لذة العطاء من الكريم المنان، فهو يريد تكرار البشارة واستمرارها؛ لما يجد فيها من الفرح والسرور والروح، بإجابة الدعاء وحصول الاجتباء والفضل والعطاء، وهذا من أعظم أسباب سعادة المؤمن.
الفائدة الخامسة:
في قول الملائكة -عليهم السلام-: (بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ) فيه تقرير البشارة وتكريرها، ووصفها بأنها الحق؛ فهي متحققة الوقوع؛ لأنها من عند الله، وعلى لسان ملائكته الكرام -عليهم الصلاة والسلام-، وفي الآية النهي عن القنوت من إجابة الدعاء ولو تأخرت الإجابة؛ فلا يصح للعبد أن يقول: دعوتُ فلم يستجب لي! فقد تتأخر الإجابة إلى زمن يطول عليك في الدنيا، وقد تتأخر إلى يوم القيامة، وقد يكون قد صُرِف عن العبد من السوء مثلها.
فلا يقنط المؤمن أبدًا من إجابة دعائه، ولم يكن إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- قانطًا من رحمة الله أبدًا، ولكن ربما ظن أن دعوته بهبة الصالحين التي دعاها حين فارق قومه وهاجر من بين أظهرهم، كما قال -تعالى-: (وَقَالَ ‌إِنِّي ‌ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ . رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) (الصافات: 99، 100)، قد تحققت وأجيبت بولادة إسماعيل -صلى الله عليه وسلم-، ولكن كانت هناك إجابة أكمل ونعمة أتم ورحمة أعظم، بولدٍ آخر من امرأته السابقة إلى الخيرات سارة، فـلله الحمد والمنة، والقنوط من رحمة الله في أصلها وكمالها من الضلال؛ لا يجوز لمؤمن أن يقنط من رحمة ربِّه في أصلها، ولا يجوز أن يقنط من الكمال أيضًا، بل لو وصل الأمر إلى زوال الرجاء بالكلية فلم يبقَ في القلب منه ذرة، زال الإيمان بالكلية؛ لأن الرجاء من أركان الإيمان القلبية، واليأس يناقضه، والإيمان ينقص بنقصانه، ويكمل بكماله الواجب والمستحب؛ ولذا قال إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ)؛ قال -تعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ ‌أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (الزمر: 53، 54).
وفي الحديث عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌الْكَبَائِرُ: ‌الشِّرْكُ ‌بِالله، ‌وَالإِيَاسُ ‌مِنْ ‌رَوْحِ ‌الله، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) (رواه البزار، وحسنه الألباني)، وروى الطبراني وغيره عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله".
والظاهر في الفرق بين اليأس والقنوط: أن اليأس من روح الله وهو ترويحه، وإزالة الكرب والبلاء، يكون عند حلول الشدائد والمصائب، والقنوط من رحمة الله أعم منه؛ لكونه يكون عند حلول الشدائد والمصائب، وقد يقع استبعاد حصول الخير ولو لم يوجد بلاءٌ.
وكان المناسب في قصة إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- هنا أن ينهوه عن القنوط؛ لأنه لم يكن في بلاء، ونفى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- وجوده، ووصف مَن فعله بأنه ضالٌ؛ إذ لم يكن هو في شر، بل في نِعَم عظيمة، ولكن لم يكن يتوقع حصول مزيدِ الخير بوجود ولدٍ آخر بعد إسماعيل -صلى الله عليه وسلم- مع وصفه بالعلم، ويكون من سارة، وقد قال الطحاوي -رحمه الله- في عقيدته: "والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام"، وهو صحيح إذ هو محمول على زوال الخوف بالكلية من القلب، وزوال الرجاء بالكلية، وكلاهما من أركان الإيمان، فإذا زال الخوف بالكلية حصل الأمن من مكر الله، وإذا زال الرجاء بالكلية حصل القنوط من رحمة الله، وقد قال الله -تعالى- في بيان ركنية الخوف في الإيمان: (‌وَخَافُونِ ‌إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 175)، وقال -تعالى- في ركنية الرجاء: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ ‌يَرْجُونَ ‌رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة: 218).
وللحديث بقية -إن شاء الله-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 553.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 551.33 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (0.30%)]