الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم بدران بن لحسن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اسمع منا ولا تسمع عنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تارك العمل الظاهر بغير جحود ولا إباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 654 )           »          وقفات مع حديث الشفاعة العظمى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 6174 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 52 - عددالزوار : 23603 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 10105 )           »          عبودية الدعاء والافتقار إلى الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          تربية مرتَّلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الرعاية الاجتماعية في العصور الوسطى القاهرة نموذجًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          البُعْد الثالث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          اللغة العربية والتحدّي الحضاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-07-2025, 11:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,463
الدولة : Egypt
افتراضي الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم بدران بن لحسن

الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم
بدران بن لحسن

يد تظهر شخصًا يكتب في دفتر ملاحظات مع ورقة أخرى بجانبه، محاطًا بملاحظات مكتوبة وأدوات كتابة، تعكس عملية التفكير والتدوين.

إن القرآن كتاب الله الخاتم إلى العالمين، يجمع بين تأسيس الشعائر والشرائع وبين وضع النواظم والقواعد لكل ما يحتاجه الإنسان في حياته الدنيا، لتحقيق الاستخلاف؛ عبادة وعمارة.

ولهذا، فإن القرآن الكريم وإلى جانبه السنة الشريفة مصدر الإسلام لتشكيل التصورات والمفاهيم والقيم كليها وجزئيها، ومنبع للمسلم في بناء مفاهيمه ومناهجه في الدين والعلم والحياة، ولهذا فإنهما يمثلان منبع استمداد لا ينضب لدراسة مختلف الظواهر والقضايا والأفكار والأحداث. فمنه نستمد الرؤية، والمنهج، والمقاصد التي يتناولها القرآن، ومختلف العلوم التي تستمد من القرآن إما بطريق مباشر؛ أي ما يتعلق منها بسنن الهداية، وإما بطريق غير مباشر؛ أي ما يتعلق منها بسنن الأفاق والأنفس والتاريخ (بن لحسن، ابن عاشور وإعادة الاعتبار للقول الكلي، 2012).

كما أن القرآن “جامع لمصالح الدنيا والدين، وموثق شديد العرى من الحق المتين، والحاوي لكليات العلوم ومعاقد استنباطها، والآخذ قوس البلاغة من محل نياطها، طمعا في بيان نكت من العلم وكليات من التشريع، وتفاصيل من مكارم الأخلاق، كان يلوح أنموذج من جميعها في خلال تدبره، أو مطالعة كلام مفسِّره” (ابن عاشور، التحرير والتنوير، 1997). وهو كتاب الله الجامع لخيري الدنيا والآخرة، ومنبع الحق والهداية، ومصدر العلوم على تنوعها، ومستمد الكليات في التشريع وفي العلم والأخلاق. وبالنظر في القرآن وتدبره نولد منه نماذج معرفية ومنهجية وعملية.

فهو ليس كتابا دينيا بالمفهوم الضيق للدين، وإنما هو كتاب هداية ورحمة وتبيان لكل شيء. ذلك أنه منبع للمعاني والمفاهيم والتصورات، والقيم والآداب، والأحكام والقصص، ومقاصده شاملة لمختلف جوانب الفكر والعمل، ومبثوثة في كل آياته.

وينبغي أن يأخذ القرآن مركز الاهتمام والاشتغال في تشكيل التصورات، وتحديد الرؤية، وبناء المناهج والمفاهيم، وفي مباشرة عملية التجديد الفكري والعلمي، والإصلاح التربوي والاجتماعي، بغية “التوصل إلى الوعي الحضاري العمراني بالقرآن” كما يقول شيخنا محمد الغزالي (الغزالي، كيف نتعامل مع القرآن، 1991).

وعندما نُعمِلُ القرآن بمنهجية صحيحة، سنصل إلى فهم حسن للقضايا الكبرى، التي تشغل بال الإنسان في كل مكان؛ قضية الخالق سبحانه، والخلق والكون والحياة والهدف منها، ودور الإنسان في هذه الحياة، ومصيره بعدها، ويصل المسلم أيضا إلى فهم حسن للمشكلات الحياتية والحضارية التي يعاني منها العالم الإسلامي في وقتنا الحاضر (إسماعيل، كيف نتعامل مع القرآن والسنة، 1987).

وإذا أردنا استعادة المبادرة والتأسيس الفعلي لعلاقة سليمة بين الدين والعلم، فإن علينا العمل على أن يسترجع القرآن مكانه؛ تدبراً وتفكراً واستنباطاً واستقراءً، وذلك يمثل استدعاءً للقرآن العظيم للساحة الثقافية، وإنهاء حالة الهجر والفصام بينه وبين العقل المسلم، وجعله المصدر الأول والأهم للمسلم المعاصر، كما كان كذلك عند السلف، يرجع إليه ليستقي منه العلم والمعرفة السليمة في نظرته إلى الإنسان والحياة والوجود، في الفطرة الإنسانية والاجتماعية، وفي قضايا الفرد والأسرة، والمجتمع، والعلاقات، والنظم. لأن القرآن أنـزله الله تعالى كتاباً لصلاح أمر الناس كافة، رحمة لهم، لتبليغهم مراد الله منهم. قال الله تعالى: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل:89].

إذا أردنا استعادة المبادرة والتأسيس الفعلي لعلاقة سليمة بين الدين والعلم، فإن علينا العمل على أن يسترجع القرآن مكانه؛ تدبراً وتفكراً واستنباطاً واستقراءً

إن كل شؤون الإنسان يشملها القرآن باستيعابه الشامل لمختلف دوائر حياة الإنسان، ولمختلف أبعاد شخصيته. وعليه، فإننا بتأملنا لمختلف الدوائر والأبعاد، ندرك أن القرآن يكون منبعاً لنا في تأسيس مختلف المعارف المتعلقة بصلاح الإنسان؛ فردا وجماعة وعمرانا. وهذا يجعل من القرآن مركزيا ومهيمنا في التأسيس لعلم العقيدة، وعلم الأخلاق، وعلم الأدب وتهذيب النفوس، ومناهج التفكير، وعلم النفس، وعلم الشعائر أو العبادات، وعلم المعاملات، وفي تأسيس الفقه الجماعي، أو فقه الشؤون العامة التي تهتم بالوجود الاجتماعي للفرد في وسط جماعة؛ أي فقه الشأن العام، وعلم العمران وعلم الاجتماع (ابن عاشور، التحرير والتنوير، 1997).

وهذا بدوره يجعل من القرآن منبعا للعلوم الاجتماعية والإنسانية والعمرانية، ومختلف حقول المعرفة التي تؤسس للتحضر الإنساني والعمران البشري، كما فعل ابن خلدون في التركيز على فقه العمران والاجتماع، وتأسيس منهج للبحث الاجتماعي، على أسس قرآنية، تستدعي القرآن مؤسسا وموجها للنظر الاجتماعي.

وهذا الفهم للقرآن والنظر إليه بهذه المركزية وهذه الشمولية، يجعل من القرآن مرجعا يستقى منه، ويؤكد على صلة مختلف العلوم بالقرآن الكريم، ويجعل القرآن يشكل مرجعية شاملة. فالقرآن يقوم بدور مرجعي في هندسة بناء المعرفة، مما يجعلها ذات أصول مشتركة، وتتجه إلى تحقيق أهداف متضافرة. ذلك أن التشظي المشهود في المعرفة في العالم الإسلامي، والإشكالات المتعددة، ناتجة عن استبعاد القرآن الكريم عن مسار الإنتاج المعرفي وعن هيمنته على إنتاج المعرفة، كما هي ناتجة عن هيمنة النموذج المعرفي الغربي الذي أشرنا إليه في المقال السابق.

ولذلك يجب أن يكون القرآن المصدر الأعلى ويكون معيار صواب الآراء والأفكار، والمصدر الرئيس للقواعد الثابتة لجميع المعارف، وجميع مناشط الإنسان لتحقيق الهداية والاستخلاف، والناظم لمختلف أفرع المعرفة (ابن عاشور، التحرير والتنوير، 1997)..
تنزيل PDF

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.12 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]