الجامع لغزوات نبينا صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5066 - عددالزوار : 2275526 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4649 - عددالزوار : 1553641 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 127 - عددالزوار : 71301 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 249 - عددالزوار : 153416 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 89 - عددالزوار : 28695 )           »          مسألة: العلج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الفرع الثاني: بيان حدود العورة (من الشرط السابع من شروط الصلاة: ستر العورة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حكم الاشتراك في أمازون برايم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          حديث في العدة والإحداد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          تفسير سورة الماعون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-09-2025, 01:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,490
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الجامع لغزوات نبينا صلى الله عليه وسلم



ثم إن بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم، قالت الأوس: يا رسول الله، قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخوتنا الخزرج، وهؤلاء موالينا، فقال: ((ألَا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى، قال: فذاك إلى سعد بن معاذ))، وكان سعد إذ ذاك قد أصابه جرح في أكحَلِه، وقد ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمةً في المسجد، ليعوده من قريب، فبعث إليه صلى الله عليه وسلم، فجيء به وقد وطؤوا له على حمار، وإخوته من الأوس حوله محيطون به، وهم يقولون: يا أبا عمرو أحسِن في مواليك، فلما أكثروا عليه، قال: لقد آن لسعد ألَّا تأخذه في الله لومة لائم، فرجع رجال من قومه إلى بني عبدالأشهل فنعَوا إليهم بني قريظة، فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((قوموا إلى سيدكم))، فقام إليه المسلمون، فقالوا: يا سعد، قد ولاك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم في بني قريظة، فقال: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم كما حكمت؟ قالوا: نعم، قال: وعلى من ها هنا؟ وأشار إلى الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالًا له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم))، فقال سعد: إني أحكم فيهم أن يقتل مقاتلتهم، وتُسبى ذراريهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات))، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُقتل من أنبت منهم، ومن لم يكن أنبت تُرك، فضرب أعناقهم في خنادق حُفرت في سوق المدينة اليوم، وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة، ولم يقتل من النساء أحدًا سوى امرأة واحدة وهي بنانة امرأة الحكم القرظي؛ لأنها كانت طرحت على رأس خلاد بن سويد رحى فقتلته لعنها الله، وقسم أموال بني قريظة على المسلمين للراجل سهم، وللفارس ثلاثة أسهم، وكان في المسلمين يومئذٍ ستة وثلاثون فارسًا، ولما فرغ منهم استجاب الله دعوة العبد الصالح سعد بن معاذ، وذلك أنه لما أصابه الجرح قال: اللهم إن كنت أبقيتَ من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، وإن كنت رفعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها، ولا تُمتني حتى تشفيني من بني قريظة، وكان صلى الله عليه وسلم قد حسم جرحه، فانفجر عليه فمات منه رضي الله عنه، وشيَّعه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، وهو الذي اهتز له عرش الرحمن فرحًا بقدوم روحه رضي الله عنه؛ [الفصول في سيرة الرسول لابن كثير، ص: 103:99].

(5) غزوة بني المصطلق (المُرَيسيع):
سبب الغزوة:
ساهم بنو المصطلق مع قوات المشركين التي قادتها قريش ضد المسلمين في معركة أحد، وقد تجرأ بنو المصطلق فيمن تجرأ من الأعراب على المسلمين، فأخذ زعيمهم الحارث بن أبي ضرار في جمع السلاح والرجال، وتأليب القبائل المجاورة للقيام بهجوم على المدينة، وحين علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، أرسل عينًا جاءه بتأكيد نيتهم في ذلك.

خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، في سبعمائة مقاتل وثلاثين فرسًا، وتوجه نحو بني المصطلق؛ [نضرة النعيم ج: 1، ص: 320].

غزا النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق في شعبان من السنة السادسة، استعمل النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا ذر الغفاري، فأغار عليهم، وهم على ماء لهم يسمى المُرَيسيع، فقتل من قتل منهم، وسبى النساء والذرية، وكان من السبي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، ملك بني المصطلق، وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها، فأدى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها، فصارت أم المؤمنين، فأعتق المسلمون بسبب ذلك مائة بيت من بني المصطلق قد أسلموا، وفي مرجعه صلى الله عليه وسلم، قال الخبيث عبدالله بن أبي بن سلول: ﴿ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ﴾ [المنافقون: 8]، يعرِّض برسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلَّغها زيد بن أرقم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وجاء عبدالله بن أُبي معتذرًا ويحلف ما قال، فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنزل الله عز وجل تصديق زيد بن أرقم في سورة المنافقين.

وكان في هذه الغزوة من الحوادث قصة الإفك (الكذب) الذي افتراه عبدالله بن أبي بن سلول، زعيم المنافقين وأصحابه؛ [الفصول في سيرة الرسول لابن كثير، ص: 107:106].

(6) غزوة خيبر:
كانت غزوة خيبر سنة سبع من الهجرة.
سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، واستخلف على المدينة نميلة بن عبدالله الليثي، فلما انتهى إليها حاصرها حصنًا حصنًا يفتحه الله عز وجل عليه ويغنمه، حتى استكملها صلى الله عليه وسلم وخمَّسها، وقسم نصفها بين المسلمين، وكان جملتهم من حضر الحديبية فقط، وأرصد النصف الآخر لمصالحه ولما ينوبه من أمر المسلمين، واستعمل اليهود الذين كانوا فيها بعدما سألوا ذلك، عوضًا عما كان صالحهم عليه من الجَلاء، على أن يعملوها ولرسول الله صلى الله عليه وسلم النصف مما يخرج منها من ثمر أو زرع، وقد اصطفى صلى الله عليه وسلم من غنائمها صفية بنت حيي بن أخطب لنفسه، فأسلمت، فأعتقها، وتزوجها، وبنى بها في طريق المدينة بعدما حلت.

أهدت إليه امرأة من يهود خيبر وهي زينب بنت الحارث، امرأة سلام بن مشكم - شاة مشوية مسمومة، فلما أكل من ذراعها أخبره الذراع أنه مسموم، فترك الأكل، ودعا باليهودية فاستخبرها: أسممتِ هذه الشاة؟ فقالت: نعم، فقال: ما أردتِ إلى ذلك؟ فقالت: أردتُ إن كنت نبيًّا لم يضرك، وإن كنت غيره استرحنا منك، فعفا عنها صلى الله عليه وسلم، وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر بعد فراغهم من القتال جعفرُ بن أبي طالب وأصحابه ممن بقي مهاجرًا بأرض الحبشة، وصحبتهم أبو موسى الأشعري في جماعة من الأشعريين يزيدون على السبعين، وقدم عليه أبو هريرة وآخرون رضي الله عنهم أجمعين، فأعطاهم صلى الله عليه وسلم من المغانم كما أراه الله عز وجل، وقد قال صلى الله عليه وسلم لجعفر: ((لا أدري بأيهما أنا أُسر، أبفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟))، ولما قدم عليه قام وقبَّل ما بين عينيه، وقد استُشهد بخبير من المسلمين نحو عشرين رجلًا رضي الله عنهم جميعهم؛ [الفصول في سيرة الرسول لابن كثير، ص: 118:115].

(7) غزوة فتح مكة:
دخلت قبيلة خزاعة عام الحديبية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وضُربت المدة إلى عشر سنين، أمن الناس بعضهم بعضًا، ومضى من المدة سنة ومن الثانية نحو تسعة أشهر، فلم تكمل حتى اعتدت بنو بكر على خزاعة، وأعانت قريش بني بكر على خزاعة بالسلاح، وساعدهم بعضهم بنفسه خفية، وفرت خزاعة إلى الحرم فاتبعتهم بنو بكر إليه، وقتلوا من خزاعة رجلًا، وتحصنت خزاعة في دور مكة، فانتقض عهد قريش بذلك، فخرج قوم من خزاعة حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلموه بما كان من قريش واستنصروه عليهم، فأجابهم صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالنصر، وأنذرهم أن أبا سفيان سيقدم عليهم مؤكدًا العقد، وأنه سيرده بغير حاجة، فكان ذلك، وذلك أن قريشًا ندموا على ما كان منهم، فبعثوا أبا سفيان ليجدد العقد الذي بينهم وبين محمد صلى الله عليه وسلم ويزيد في الأجل، فخرج، فلما كان بعسفان لقيَ بديل بن ورقاء وهو راجع من المدينة، فكتمه بديل ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب أبو سفيان حتى قدم المدينة، فدخل على ابنته أم حبيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها، فذهب ليقعد على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعته، وقالت: إنك رجل مشرك نجس، فقال: والله يا بنية لقد أصابكِ بعدي شرٌّ، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه ما جاء له، فلم يُجبه صلى الله عليه وسلم بكلمة واحدة، ثم ذهب إلى أبي بكر رضي الله عنه فطلب منه أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى عليه، ثم جاء إلى عمر رضي الله عنه فأغلظ له، وقال: أنا أفعل ذلك؟ والله لو لم أجد إلا الذر لقاتلتكم به، ثم شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجيش إلى مكة، وسأل الله عز وجل أن يعمي على قريش الأخبار، فاستجاب له ربه تبارك وتعالى، ولذلك لما كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة، يعلمهم فيه بما همَّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من القدوم على قتالهم، وبعث به مع امرأة، وقد تأول في ذلك مصلحةً تعود عليه رضي الله عنه، وقبِل ذلك منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه، لأنه كان من أهل بدر، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا والزبير والمقداد رضي الله عنهم، فردوا تلك المرأة، وأخذوا منها الكتاب، وكان هذا من إعلام الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك، ومن أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، وخرج صلى الله عليه وسلم في العاشر من رمضان في عشرة آلاف مقاتل من المهاجرين والأنصار وقبائل العرب، واستخلف صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين، ولقِيَه عمه العباس بذي الحُليفة، ورجع معه صلى الله عليه وسلم، وصام صلى الله عليه وسلم حتى بلغ ماء يُقال له: الكديد، بين عسفان، فأفطر بعد العصر على راحلته ليراه الناس، وأرخص للناس في الفطر، ثم عزم عليهم في ذلك، فانتهى صلى الله عليه وسلم حتى نزل بمر الظهران فبات به، وأما قريش فعمَّى الله عليها الخبر، إلا أنهم قد خافوا وتوهموا من ذلك، فلما كانت تلك الليلة خرج ابن حرب، وبديل بن ورقاء، وحكيم بن حزام يتجسسون الخبر، فلما رأوا النيران أنكروها، فقال بديل: هي نار خزاعة، فقال أبو سفيان: خزاعة أقل من ذلك، وركب العباس بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتئذٍ، وخرج من الجيش لعله يلقى أحدًا، فلما سمع أصواتهم عرفهم، فقال: أبا حنظلة، فعرفه أبو سفيان، فقال: أبو الفضل؟ قال: نعم، قال: ما وراءك؟ قال: ويحك، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، وا صباحَ قريش، قال: فما الحيلة؟ قال: والله لئن ظفِر بك ليقتلنك، ولكن اركب ورائي وأسلم، فركب وراءه وانطلق به، فمر في الجيش كلما أتى على قوم يقولون: هذا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى مر بمنزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما رآه قال: عدو الله؟ الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، ويركض العباس البغلة، ويشتد عمر رضي الله عنه في جريه، وكان بطيئًا، فسبقه العباس، فأدخله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء عمر في أثره، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضرب عنقه، فأجاره العباس مبادرة، فتقاول هو وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فأمره صلى الله عليه وسلم أن يأتيه به غدًا، فلما أصبح أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض عليه الإسلام فتلكأ قليلًا، ثم زجره العباس فأسلم، فقال العباس: يا رسول الله، إن أبا سفيان يحب الشرف، فقال صلى الله عليه وسلم: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن))، أصبح صلى الله عليه وسلم يومه ذلك سائرًا إلى مكة، وقد أمر صلى الله عليه وسلم العباس أن يوقف أبا سفيان عند خطم الجبل، لينظر إلى جنود الإسلام إذا مرت عليه، وقد جعل صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه على المقدمة، وخالد بن الوليد رضي الله عنه على الميمنة، والزبير بن العوام رضي الله عنه على الميسرة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في القلب، وكان أعطى الراية سعد بن عبادة رضي الله عنه، فبلغه أنه قال لأبي سفيان حين مر عليه: يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، والحرمة هي الكعبة، فلما شكا أبو سفيان ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بل هذا يوم تعظَّم فيه الكعبة))، فأمر بأخذ الراية من سعد فأعطاها للزبير بن العوام، وأمر صلى الله عليه وسلم الزبير أن يدخل من كداء من أعلى مكة، وأن تنصب رايته بالحَجون، وأمر خالدًا أن يدخل من أسفل مكة، وأمرهم بقتال من قاتلهم، وكان عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، قد جمعوا جمعًا بالخندمة، فمر بهم خالد بن الوليد فقاتلهم، فقُتل من المسلمين ثلاثة؛ وهم: كرز بن جابر من بني محارب بن فهر، وحبيش بن خالد بن ربيعة بن أصرم الخزاعي، وسلمة بن الميلاء الجهني، رضي الله عنهم، وقُتل من المشركين ثلاثة عشر رجلًا، وفر بقيتهم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو راكب على ناقته وعلى رأسه المغفر، ورأسه يكاد يمس مقدمة الرحل من تواضعه لربه عز وجل، وقد أمَّن صلى الله عليه وسلم الناس إلا عبدَالعزى بن خطل، وعبدالله بن سعد بن أبي سرح، وعكرمة بن أبي جهل، ومقيس بن صبابة، والحويرث بن نقيذ، ومغنيتين لابن خطل؛ فإنه صلى الله عليه وسلم أهدر دماءهم، وأمر بقتلهم حيث وُجدوا، حتى ولو كانوا متعلقين بأستار الكعبة فقُتل ابن خطل، وهو متعلق بالأستار، ومقيس بن صبابة، والحويرث بن نقيذ، وإحدى المغنيتين، وآمن الباقون، ونزل صلى الله عليه وسلم مكة واغتسل في بيت أم هانئ، وصلى ثماني ركعات يسلم من كل ركعتين، وخرج صلى الله عليه وسلم إلى البيت فطاف به طواف قدوم، ولم يسعَ، ولم يكن معتمرًا، ودعا بالمفتاح، فدخل البيت وأمر بإلقاء الصور ومحوها منه، وأذَّن بلال يومئذٍ على ظهر الكعبة، ثم رد صلى الله عليه وسلم المفتاح إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، وأقرهم على السدانة، وكان فتح مكة يوم العشرين من رمضان، واستمر صلى الله عليه وسلم مفطرًا بقية الشهر يصلي ركعتين، ويأمر أهل مكة أن يُتموا، وخطب صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح، فبيَّن حرمة مكة وأنها لم تحل لأحد قبله ولا تحل لأحد بعده، وقد أُحلت له ساعة من نهار، وهي غير ساعته تلك حرام، وبعث صلى الله عليه وسلم السرايا إلى من حول مكة من أحياء العرب يدعوهم إلى الإسلام، وكان في جملة تلك البعوث بعث خالد إلى بني جذيمة الذين قتلهم خالد حين دعاهم إلى الإسلام، فقالوا: صبأنا، ولم يُحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبرأ من صنيع خالد بهم، وكان أيضًا في تلك البعوث بعث خالد أيضًا إلى العزى، وكان بيتًا تعظمه قريش وكنانة وجميع مُضر، فدمرها رضي الله عنه من إمام وشجاع، وكان عكرمة بن أبي جهل قد هرب إلى اليمن، فلحقته امرأته وهي مسلمة؛ وهي أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فردته بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه، وكذا صفوان بن أمية كان قد فر إلى اليمن، فتبِعه صاحبه في الجاهلية عمير بن وهب بأمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرده، وسيَّره صلى الله عليه وسلم أربعة أشهر، فلم تمضِ حتى أسلم وحسن إسلامه، رضي الله عنه؛ [الفصول في سيرة الرسول لابن كثير، ص: 130:122].

(8) غزوة حنين:
ولما بلغ فتح مكة هوازن، جمعهم مالك بن عوف النصري، فاجتمع إليه ثقيف وقومه بنو نصر بن معاوية، وبنو جشم، وبنو سعد بن بكر، وبشر من بني هلال بن عامر، وقد استصحبوا معهم أنعامهم ونساءهم لئلا يفروا، فلما تحقق ذلك دُريد بن الصِّمَّة شيخ بني جشم - وكانوا قد حملوه في هودج لكبره تيمنًا برأيه - أنكر ذلك على مالك بن عوف النصري، وقال: إنها إن كانت لك لم ينفعك ذلك، وإن كانت عليك فإن المنهزم لا يرده شيء، وحرَّضهم على ألَّا يقاتلوا إلا في بلادهم، فأبوا عليه ذلك واتبعوا رأي مالك بن عوف، فقال دريد: هذا يوم لم أشهده ولم يغب عني، وبعث صلى الله عليه وسلم عبدالله بن أبي حدرد الأسلمي فاستعلم له خبر القوم وقصدهم، فتهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للقائهم، واستعار من صفوان بن أمية أدرعًا، قيل: مائة، واقترض منه جملة من المال، وسار إليهم في عشرة الآلاف الذين كانوا معه في الفتح، وألفين من طلقاء مكة، وشهد معه صفوان بن أمية حُنينًا وهو مشرك، وذلك في شوال من هذه السنة، واستخلف على مكة عتاب بن أسيد بن أبي العيص أمية بن عبد شمس، وله نحو عشرين سنة، ومر صلى الله عليه وسلم في مسيره ذلك على شجرة يعظمها المشركون يقال لها: ذات أنواط، فقال بعض جهَّال العرب: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال: ((قلتم - والذي نفسي بيده - كما قال قوم موسى: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ [الأعراف: 138]، لتركبن سَنن من كان قبلكم))، ثم نهض صلى الله عليه وسلم فوافى حنينًا، وهو وادٍ حدور من أودية تهامة، وقد كمنت لهم هوازن فيه، وذلك في عماية الصبح، فحملوا على المسلمين حملة رجل واحد، فولى المسلمون لا يلوي أحد على أحد؛ فذلك قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25]، وذلك أن بعضهم قال: لن نغلب اليوم من قلة، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يفر، ومعه من الصحابة: أبو بكر، وعمر، وعلي، وعمه العباس، وابناه: الفضل، وقثم، وأبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب، وابنه جعفر، وآخرون، وهو صلى الله عليه وسلم يومئذ راكب بغلته التي أهداها له فروة بن نوفاسة الجذامي، وهو يركضها إلى وجه العدو، والعباس آخذ بحَكَمتها يكفها عن التقدم، وهو صلى الله عليه وسلم ينوِّه باسمه يقول: ((أنا النبي لا كذب = أنا ابن عبدالمطلب))، ثم أمر العباس، وكان جهير الصوت، أن ينادي: يا معشر الأنصار، يا معشر أصحاب الشجرة، يا معشر أصحاب السمرة، فلما سمعه المسلمون وهم فارون، كروا وأجابوه: لبيك لبيك، وجعل الرجل إذا لم يستطع أن يَثني بعيره لكثرة المنهزمين، نزل عن بعيره وأخذ درعه فلبسها، وأخذ سيفه وترسه، ويرجع راجلًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا اجتمع حوله عصابة منهم نحو المائة، استقبلوا هوازن فاقتتلوا، واشتدت الحرب، وألقى الله في قلوب هوازن الرعب حين رجعوا، فلم يملكوا أنفسهم، وتفر هوازن بين يدي المسلمين، ويتبعونهم يقتلون ويأسرون، فلم يرجع آخر الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا والأسارى بين يده، وحاز صلى الله عليه وسلم أموالهم وعيالهم، وانحازت طوائف من هوازن إلى أوطاس، فبعث صلى الله عليه وسلم إليهم أبا عامر الأشعري واسمه عبيد، ومعه ابن أخيه أبو موسى الأشعري حاملًا راية المسلمين في جماعة من المسلمين، فقتلوا منهم خلقًا، وقُتل أمير المسلمين أبو عامر، رماه رجل فأصاب ركبته، وكان منها حتفه، فقتل أبو موسى قاتله، وكان أحد إخوة عشرة، قتل أبو عامر التسعة قبله، ولما أخبر أبو موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، استغفر صلى الله عليه وسلم لأبي عامر، وكان أبو عامر رابع أربعة استُشهدوا يوم حنين، والثاني أيمن بن أم أيمن، والثالث يزيد بن زمعة بن الأسود، والرابع سراقة بن الحارث بن عدي من بني العجلان من الأنصار، رضي الله عنهم، وأما المشركون فقُتل منهم خلق كثير نحو الأربعين في هذه الغزوة؛ [الفصول في سيرة الرسول لابن كثير، ص: 133:130].

(9) غزوة الطائف:
تجمعت قوات المسلمين في أعقاب النصر المظفَّر الذي كتبه الله تعالى لهم في معركة حنين، وتوجَّهوا بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف؛ بهدف القضاء على قوات ثقيف التي فرت من حُنين، وكانت فلول ثقيف بقيادة مالك بن عوف قد لجأت إلى حصونها المنيعة في الطائف، وجمعت ما يكفيها من المؤن الغذائية لعام كامل، وأغلقت أبوابها، واتخذت كافة الإجراءات والاستعدادات التي تمكِّنها من مواجهة حصار طويل، وواصلت ترميم الحصون وتدعيمها إلى حين وصول طلائع المسلمين المتجهة نحوهم؛ [نضرة النعيم ج: 1، ص: 380].

وصل صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فحاصرهم مدة طويلة، فاستعصَوا وتمنعوا، وقتلوا جماعة من المسلمين بالنبل وغيره.

وقد خرب صلى الله عليه وسلم كثيرًا من أموالهم الظاهرة وقطع أعنابهم، ولم ينل منهم شيئًا كبيرًا، فرجع عنهم فأتى الجعرانة (مكان)، فأتاه وفد هوازن هنالك مسلمين، وذلك قبل أن يقسم الغنائم، فخيَّرهم صلى الله عليه وسلم بين ذراريهم وبين أموالهم، فاختاروا الذرية، فقال صلى الله عليه وسلم: ((أما ما كان لي ولبني عبدالمطلب فهو لكم))، قال المهاجرون والأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وامتنع الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وقومهما، حتى أرضاهما وعوضهما صلى الله عليه وسلم فرُدت الذرية على هوازن، وكانوا ستة آلاف، فيهم الشيماء بنت الحارث، وهي أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، فأكرمها وأعطاها، ورجعت إلى بلادها مختارةً لذلك، ثم قسم صلى الله عليه وسلم بقيته على المسلمين، وتألف جماعةً من سادات قريش وغيرهم، فجعل يعطي الرجل مائة بعير، وخمسين بعيرًا، ونحو ذلك، وعتب بعض الأنصار على النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قسمة الغنائم بهذه الطريقة.

روى الشيخان عن أنس بن مالك، أن ناسًا من الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من أموال هوازن ما أفاء، فطفِق (أخذ) يعطي رجالًا من قريش المائة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطي قريشًا ويدعنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس: فحُدِّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدعُ معهم أحدًا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما كان حديث بلغني عنكم؟ قال له فقهاؤهم: أما ذوو آرائنا يا رسول الله، فلم يقولوا شيئًا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يعطي قريشًا، ويترك الأنصار، وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أعطي رجالًا حديث عهدهم بكفر، أما ترضَون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعوا إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به، قالوا: بلى يا رسول الله، قد رضينا))؛ [البخاري حديث: 3147، مسلم حديث: 1059].

واستعمل صلى الله عليه وسلم مالك بن عوف النصري على من أسلم من قومه، وكان قد أسلم وحسن إسلامه، واعتمر صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ودخل مكة، فلما قضى عمرته ارتحل إلى المدينة، وأقام للناس الحج عامئذٍ عتاب بن أسيد رضي الله عنه، فكان أول من حج بالناس من أمراء المسلمين؛ [الفصول في سيرة الرسول لابن كثير، ص: 136:134].

(10) غزوة تبوك:
ولما أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [التوبة: 29]، ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المدينة ومن حولهم من الأعراب إلى الجهاد، وأعلمهم بغزو الروم، وذلك في رجب من سنة تسع، وكان لا يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها، إلا غزوته هذه، فإنه صرَّح لهم بها ليتأهبوا، لشدة عدوهم وكثرته، وذلك حين طابت الثمار، وكان ذلك في سنة مجدبة، فتأهب المسلمون لذلك، وأنفق عثمان بن عفان رضي الله عنه على هذا الجيش وهو جيش العسرة مالًا جزيلًا، ونهض صلى الله عليه وسلم في نحوٍ من ثلاثين ألفًا، واستخلف على المدينة محمد بن مسلمة، خرج معه عبدالله بن أبي رأس النفاق، ثم رجع من أثناء الطريق، وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء والذرية، ومن عذره الله من الرجال ممن لا يجد ظهرًا يركبه أو نفقة تكفيه، فمنهم البكَّاؤون، وكانوا سبعة، وتخلف منافقون كفرًا وعنادًا وكانوا نحو الثمانين رجلًا، وتخلف عصاة مثل: مرارة بن الربيع، وكعب بن مالك، وهلال بن أمية، ثم تاب الله عليهم بعد قدومه صلى الله عليه وسلم بخمسين ليلة، فسار صلى الله عليه وسلم فمر في طريقه بديار ثمود؛ قوم نبي الله صالح صلى الله عليه وسلم، فأمرهم ألَّا يدخلوا عليهم بيوتهم إلا أن يكونوا باكين، وألَّا يشربوا إلا من بئر الناقة، وما كانوا عجنوا به من غيره فليطعموه للإبل، فبلغ صلى الله عليه وسلم تبوكَ وفيها عين تبض بشيء من ماء قليل، فكثرت ببركته، مع ما شُوهد من بركة دعائه في هذه الغزوة، من تكثير الطعام الذي كان حاصل الجيش جميعه منه مقدار العنز الباركة، فدعا الله عز وجل فأكلوا منه، وملؤوا كل وعاء كان في ذلك الجيش، وكذا لما عطشوا دعا الله تعالى فجاءت سحابة فأمطرت، فشربوا حتى رووا واحتملوا، ثم وجدوها لم تجاوز الجيش، ولما انتهى إلى هناك لم يلقَ غزوًا، ورأى أن دخولهم إلى أرض الشام بهذه السنة يشق عليهم، فعزم على الرجوع، وصالح صلى الله عليه وسلم يحنة بن رؤبة صاحب أيلة، وبعث خالدًا إلى أكيدر دومة، فجيء به فصالحه أيضًا، وكان رجوعه من هذه الغزاة في رمضان من سنة تسع، وأنزل فيها عامة سورة التوبة، وعاتب الله عز وجل من تخلف عنه صلى الله عليه وسلم؛ فقال عز وجل: ﴿ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 120، 121]؛ [الفصول في سيرة الرسول لابن كثير، ص: 140:137].

ختامًا: أسأل الله تعالى بأسمائه الـحسنى وصفاته العلا أن يـجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ويـجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكــرام، وأرجو كل قارئ كريم أن يدعو الله سبحانه لي بالإخلاص، والتوفيق، والثبات على الـحق، وحسن الـخاتـمة؛ فإن دعوة الـمسلم الكريم لأخيه بظهر الغيب مستجابة.

وآخــر دعوانا أن الـحمد لله رب العالـمين، وصلى الله وسلم على نبينا مـحمد، وعلى آلــه، وأصحابه، والتابعين لـهم بإحسان إلى يوم الدين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.15 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]