المخلوق العجيب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 365 - عددالزوار : 78673 )           »          صفحات مِن ذاكرة التاريخ _____ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 26833 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 30274 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 170 - عددالزوار : 53358 )           »          التمدد الشيعي في المغرب العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          المشروع الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 773 )           »          الصالون الأدبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 25422 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 15713 )           »          وقفات مع حديث الشفاعة العظمى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 5343 )           »          شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 867 - عددالزوار : 75240 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-03-2021, 09:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,000
الدولة : Egypt
افتراضي المخلوق العجيب

المخلوق العجيب
د. أمير بن محمد المدري


الحمد لله الذي دل عباده على طاعته للفوز بجنته، وحذّرهم من معصيته للنجاة من ناره، وأقام لهم الحجة وأوضح لهم المحجة بإنزال كتبه وإرسال رسله، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له.



يَا مَنْ لَهُ عَنَتِ الوُجْوهُ بِأَسْرِهَا

ولَهُ جَميْعُ الكَائِنَات تُوَحدُ



يَا مُنْتَهَى سُؤْلِيْ وغَايَةُ مَطْلَبِي

مَنْ لِي إِذَا أَنَا عن جَنابِكَ أُطْرَدُ



أَنْتَ المُؤمَّلُ فِي الشَّدائِدِ كُلِّهَا

يَا سَيِّديْ ولَكَ البَقَاءُ السَّرْمَدُ



وَلَكَ التَّصَرفُ فِي الخَلائِقِ كُلِّهَا

فَلِذَاكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ وتُسْعِدُ



فامْنُنْ عَليَّ بِتَوْبَةٍ يَا مَنْ لَهُ

قَلْبُ المُحِبِّ مُقَدِّسٌ ومُوَحِّدُ





وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي دل أمته على خير ما يعلمه لهم وحذرهم من شر ما يعلمه لهم.


أما بعد: فأوصيكم عباد الله: ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى تدرّعوا بها في الشدة والرخاء في السراء والضراء أعمروا بها أوقاتكم صباحاً ومساءً فبها تُدفع المحن والبلايا والفتن والرزايا وصدق الله تعالى القائل: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2].. ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4].. ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5].




أيها المسلمون عباد الله:

سنقف اليوم وإياكم مع مخلوقٍ عجيب مخلوقٍ عظيمٌ جليل خلقه الله جل وعلا عبرة لمن يعتبر وعظة لمن يتعظ!!

إنهُ البحر بأمواجه العظيمة، البحر بأتساعه الهائل.

البحر آية من آيات الله الدالة على عظمته وجبروته، ففي الجنة رحمته وفي النار سطوته وعذابه وفي البحر عظمته.

إن ماء هذا المخلوق العجيب يملأ ثلاثة أرباع سطح الأرض ولولا أن الله جل وعلا يمسك البحر بقدرته ومشيئته لطفح على الأرض فأغرقها ودمرها ويجعل عاليها سافلها.




البحر عباد الله: خلقٌ من خلق الله يعبد الله، يوحد الله، يسبح لله، ومن عجائبه أنهُ يرى ابن ادم يعصي لله تعالى مع حلمه تعالى عليه فيتألم لذلك فلولا أن الله منعهُ إغراقهم لأغرقهم وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.




ففي مسند الأمام أحمد فيما يروي عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله أن يطفح على العصاة من بني أدم فيكفهُ الله".




فسبحان الله.. البحر يغضب عندما تُنتهك محارم الله وكم من بشرٍ لا يُحرِّكون ساكناً والفواحش تنتشر والمنكرات تسري ولا ينكرون منكرا ولا يأمرون معروفاً.




في البحار أمواج عاتية وأعماق مظلمة حالكة الظلام وعلى عمق 60متراً عن سطح البحر يصبح كل شيء مظلماً في البحار ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يدهُ لم يكد يراها وصدق الله القائل: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40].

فلا نور إلا نور الإيمان، لا نور إلا نور الأعمال الصالحات.

الله أكبر.. البحر جندي من جنود الله يُهلك الله به من يشاء من أعدائه ويُنجي به من يشاء من عبادة المؤمنون.




البحر تجدهُ جندياً من جنود الله بارزاً في قصة موسى علية السلام عندما خافت علية أمه من بطش فرعون، فأوحى الله إليها وحي الهام: ﴿ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7]

﴿ أَنْ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طه: 39]

سبحان الله.. يا أم موسى أرضعيه فإذا خفت عليه وهو في حضنك وهو في رعايتك إذا خفت عليه وفي فمه ثديك وهو تحت عينيك فالقيه في اليم.

الله أكبر.. طفل في الأشهر الأولى من حياته يلقى في اليم في تابوت صغير لا من يحميه لا من يرعاه.

لكن الله بعنايته وحفظة يحرسهُ ويرعاه.



فألزم يديكَ بحبل الله معتصماً

فإنهُ الركن إن خانتكَ أركان







ولا تخافي ولا تحزني انه هنا في اليم، في البحر العظيم بأمواجه في رعاية الله! اليد التي لا خوف معها اليد التي تجعل النار برداً وسلاماً وتجعل البحر ملجأً وملاذاً.

اليد التي لا يجرؤ فرعون الطاغية ولا طغاة الأرض جميعاً أن يدنو من حماها الآمن العزيز.



وإذا العناية لاحظتكَ عيونها

نم فالمخاوف كلهّن أمان





إن القدرة التي ترعاه تُدبر أمره وتكيد به لفرعون وآله فتجعلهم يلتقطونه وتجعلهم يحبونه ويبحثون له عن مرضعة ويحرم عليه المراضع حتى تبصره أخته من بعيد فتعرفه فتقول هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون ثم يعود الطفل الغائب إلى أمه الملهوفة معافى في بدنه مرموقاً في مكانته يحميه فرعون وترعاه امرأته وتضطرب المخاوف من حوله وهو آمن بحفظ الله.


﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 13].

واستمرت المعركة بين موسى ولي الله وفرعون عدو الله، بين الحق والباطل إلى حين

خروج موسى ومعهُ بني إسرائيِل فتبعهُ فرعون وجنوده فإذا البحر من أمام موسى وقومه وفرعون وجنوده من خلفهم.




دلائل الحال كلها أن لا مفر والبحر أمامهم والعدو خلفهم، فإذا بنو إسرائيل يقولون: «يا موسى إنا لمدركون» ضعفت ثقتهم بالله ونسوا أن الله هو الحافظ والمعين لكن موسى لا يشك لحظة واحدة وملء قلبه الثقة بربه واليقين بعونه والتأكد من النجاة،

فقال موسى بلسان الواثق بنصر الله: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62].

فجاء الفرج وأزيل الكرب، هكذا مهما زاد الظلم ومهما بلغ الطغيان.

كلا لن نكون مدرَكين، كلا لن نكون ضائعين، كلا إن معي ربي سيهدين.




فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر، بعصا يُضرب البحر العظيم، بعصا يضرب المخلوق العجيب نعم بعصا وقعت المعجزة فالعصا سبب والله هو رب الأسباب، فانفلق البحر فكان كل فرق كالطود العظيم. وقعت المعجزة ووقف الماء على جانب الطريق كالطود العظيم ووقف فرعون مع جنوده مشدوها بذلك المشهد الخارق وذلك الحدث العجيب وأطال الوقوف وهو يرى موسى وقومه يعبرون البحر في طريق مكشوف وتم تدبير الله فخرج بنو إسرائيل من الشاطئ الأخر بينما كان فرعون وجنوده بين فرقي الماء أجمعين وقد قربهم الله لمصيرهم المحتوم:﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 8] فالبحر المُغرِق أصبح أماناً وسلاماً ويبسا.

فدخل موسى وقومه بأهلهم وعتادهم لا تبتل لهم قدماً بإذن الله تعالى.




قال ابن عباس: « صار البحر أثني عشر طريقا لكل سبط طريق فاقترب فرعون بجنوده وتمادوا ودخلوا أجمعين ودخل آخر جندي من جنود فرعون وخرج آخر رجل من قوم موسى فأمر الله البحر أن يغرق فرعون وجنوده ﴿ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ﴾ [الشعراء: 65].

نعم إنه البحر الذي كان لموسى الطفل الرضيع أماناً ورعاية وحفظا هو الآن يغرق فرعون وقومه بإذن الله تعالى.




عباد الله: هذا المخلوق العجيب نجده مع نبي الله يونس الذي كان هو وقومه في بقعة قريبة من البحر وقد ضاق صدراً بتكذيب قومه فأنذرهم بعذابٍ قريب وغادرهم مغضبا آبقا فقاده الغضب إلى شاطئ البحر حيث ركب سفينة مشحونة وفي وسط الأمواج والرياح وكانت هذه علامة عند القوم بانّ من بين الركاب راكباً مغضوباً عليه لأنه ارتكب خطيئة وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق فاقترعوا على من يلقونه من السفينة. فخرج سهم يونس وكان معروفا بصلاحه ولكن سهمه خرج بشكل أكيد فألقوه في البحر أو ألقى بنفسه إليه، فأرسل الله له حوتاً فابتلعه وأمره أن لا يكسر له عظما ولا يخدش له لحما وطاف به البحار وغاص به إلى الأعماق وبقي في بطن الحوت أيامًا يسمع الحيتان وتسبيحها، ولولا أنه استغفر الله وسبحه لبقي في بطن الحوت في قعر البحر إلى يوم القيامة، لكن الله تعالى نجاه كما قال: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88].

فسبح الله واستغفره قائلا:﴿ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

فسمع الله دعاءه واستجاب له ونجاه من الغم. فلفظه الحوت وخرج من بطنه سقيما عارياً على الشاطئ ﴿ وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ﴾ [الصافات: 146].

وقبل هؤلاء جميعا قوم نوح، فإن الله تعالى لما أراد إهلاكهم، أمر نبيه نوحا عليه السلام أن يصنع سفينة فصنعها، ولما بدأ الطوفان أمره الله بالركوب فيها مع من آمن معه، وعم الطوفان الدنيا حتى بلغ قمم الجبال العالية، فنجاه الله تعالى ومن معه من المؤمنين، وأغرق من كفر بالله رب العالمين، قال تعالى: ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴾ [الأعراف: 64]. وأخبر تعالى أنهم كانوا ظالمين أيضاً فقال: ﴿ فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 14]. وهكذا فإن عاقبة الظلم وخيمة في الدنيا قبل الآخرة.

لا زلنا وإياكم مع هذا الجندي العجيب «البحر‍»، يقول الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27].

وقال تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف: 109].




الله أكبر ما أعظم الله لو أن جميع ما في الأرض من شجر تحوّلت أقلام وجميع ما في الأرض من بحار تحولت إلى مداد وهذا البحر يمده سبعة أبحر وجلس الكتّاب يكتبون ويسجلون كلمات الله المتجددة الدالة على عظمته على علمه وقدرته ورحمته الدالة على مشيئته.... فماذا؟ لقد نفدت الأقلام ونفد المداد نفدت الأشجار ونفدت البحار الأقلام وانتهت وكلمات الله باقية لا تنفد ولا تأت لها نهاية لأن علم الله لا يحد ولأن إرادته لا تكف ولأن مشيئته سبحانه ماضية ليس لها حدود ولا قيود.




وتتوارى الأشجار والبحار وتنزوي الأحياء والأشياء وتتوارى الأشكال والأحوال ويقف القلب البشري خاشعا أمام جلال الخالق الباقي الذي لا يتحول ولا يتبدل ولا يغيب.




البحر عباد الله: يذكرنا بقصة أصحاب القرية من بني إسرائيل التي كانت حاضرة البحر واستمع أخي الحبيب كيف نجى الله المصلحين منهم وأهلك البقية: قال تعالى: ﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ




فتأمل أخي قصة أهل هذه القرية التي كانت حاضرة البحر كيف انقسم أهلها إلى ثلاثة أقسام: عُصاه، وصالحون، ومصلحون، وتأمل الآيات كيف قام المصلحون بالدعوة فأنكر عليهم الصالحون! وقالوا لا فائدة من إنكاركم ولا من إصلاحكم؟! فهؤلاء قوم فاسدون لا خير فيهم.




قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾..

فكانت النتيجة أن نجّى الله المصلحين، وأهلك الفاسقين، والساكتين الراضين بالمنكر. قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 122.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 120.84 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.37%)]