للعبد بين يدي الله موقفان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 641 - عددالزوار : 74715 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 49 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-10-2010, 11:58 PM
راضيه راضيه غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 18
الدولة : Iraq
10 للعبد بين يدي الله موقفان


للعبد بين يدي الله موقفان:

موقف بين يديه في الصلاة
و
موقف بين يديه يوم لقائه

فمن قام بحق الموقف الأول هوّن عليه الموقف الآخر
ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفّه حقّه شدّد عليه ذلك الموقف

قال تعالى:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26)إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27) } سورة الإنسان

فائدة
ترك الشهوات لله أنجى من عذاب الله و أوجب للفوز برحمته
فذخائر الله وكنوز البر ولذة الأنس والشوق إليه والفرح والابتهاج به
لا يحصل في قلب فيه غير الله
وإن كان من أهل العبادة والزهد والعلم

فإن الله سبحانه لا يجعل ذخائره
في قلب فيه سواه
وهمّته متعلّقة بغيره

وإنما يودع ذخائره في قلب يرى
الفقر غنى مع الله
والغنى فقرا دون الله
والعز ذلا دونه
والذل عزا معه
والنعيم عذابا دونه
والعذاب نعيما معه

وبالجملة:
فلا يرى الحياة إلا به و معه
والموت والألم والهم والغم والحزن إذا لم يكن معه

فهذا له جنتان
جنة في الدنيا معجلة
وجنة يوم القيامة مؤجلة .

*******************************
أقام الله سبحانه هذا الخلق بين الأمر والنهي و العطاء والمنع .
فافترقوا فرقتين

فرقة قابلت
أمره : بالترك
ونهيه : بالارتكاب
وعطاءه : بالغفلة عن الشكر
ومنعه : بالسخط
وهؤلاء أعداؤه وفيهم من العداوة بحسب ما فيهم من ذلك .
كما أن أولئك ليس بينهم وبين النار إلا ستر الحياة
فإذا مزّق الموت هذا الستر صاروا إلى الحسرة و الألم

وفرقة قالوا
إنما نحن عبيدك
فإن أمرتنا : سارعنا إلى الإجابة ,
وإن نهيتنا : أمسكنا نفوسنا , وكففناها عمّا نهيتنا عنه ,
وإن أعطيتنا : حمدناك و شكرناك
وإن منعتنا : تضرّعنا إليك وذكرناك
فليس بين هؤلاء وبين الجنة إلا ستر الحياة الدنيا ,
فإذا مزّق الموت هذا الستر صاروا إلى النعيم المقيم و قرة الأعين

كما أن أولئك ليس بينهم وبين النار إلا ستر الحياة
فإذا مزّق الموت هذا الستر صاروا إلى الحسرة و الألم.

فإذا تصادمت جيوش الدنيا و الآخرة في قلبك
وأردت أن تعلم من أي الفريقين أنت ؟
فانظر مع من تميل منهما ؟ ومع من تقاتل ؟
إذ لا يمكنك الوقوف بين الجيشين ,
فأنت مع أحدهما لا محالة

فالفريق الثاني استغشوا الهوى فخالفوه
واستنصحوا العقل فشاوروه
وفرّغوا قلوبهم للفكر فيما خلقوا له
وجوارحهم للعمل بما أمروا به
وأوقاتهم لعمارتها بما يعمر منازلهم في الآخرة
واستظهروا على سرعة الأجل بالمبادرة إلى الأعمال
وسكنوا الدنيا وقلوبهم مسافرة عنها
واستوطنوا الآخرة قبل انتقالهم إليها
واهتموا بالله وطاعته على قدر حاجتهم إليه
وتزودوا للآخرة على قدر مقامهم فيها
فجعل لهم سبحانه من نعيم الجنة وروحها
أن آنسهم بنفسه
وأقبل بقلوبهم إليه
وجمعها على محبته
وشوقهم إلى لقائه ونعمهم بقربه
وفرّغ قلوبهم ممّا ملأ قلوب غيرهم
من محبة الدنيا و الهم و الحزن على فوتها والغم من خوف ذهابها
فاستلانوا ما استوعره المترفون
وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون
صحبوا الدنيا بأبدانهم , والملأ الأعلى بأرواحهم.

************************
لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر
وله عليه فيه نهي
وله فيه نعمة
وله به منفعة و لذة

فإن قام لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه
فقد أدّى شكر نعمته عليه فيه
وسعى في تكميل انتفاعه و لذته به

وإن عطّل أمر الله و نهيه فيه
عطّله الله من انتفاعه بذلك العضو
وجعله من أكبر أسباب ألمه و مضرّته .

وله عليه في كل وقت من أوقاته عبوديّة تقدمه إليه و تقرّبه منه,
فإن شغل وقته بعبودية الوقت , تقدم إلى ربه ,
وإن شغله بهوى أو راحة و بطالة تأخّر ,

فالعبد لا يزال في تقدّم أو تأخّر
ولا وقوف في الطريق البتّة
قال تعالى:{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } المدثر : 37

*******************
من كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.83 كيلو بايت... تم توفير 1.69 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]