
21-09-2011, 02:56 PM
|
عضو متألق
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2010
مكان الإقامة: العراق
الجنس :
المشاركات: 587
الدولة :
|
|
الدين النصيحة
ان التفتيش والسؤال عن عيوب النفس وأمراضها علامة على صحة الإيمان ورجاحة العقل فقد قال الغزالي رحمه الله: "فكل من كان أوفر عقلًا وأعلى منصبًا, كان أقل إعجابًا وأعظم اتهامًا وفرحًا بتنبيه غيره على عيوبه", ولهذا كان من دأب سلف الأمة الأخيار البحث عن عيوب أنفسهم لإصلاحها، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يدعو الناس إلى إسداء النصيحة إليه, ويحفزهم ويشجعهم على ذلك بأن يدعو للناصح فيقول: "رحم الله امرءًا أهدى إليَّ عيوبي". بل قام عمر بن عبد العزيز رحمه الله بتكليف مولاه مزاحم بمراقبة أفعاله وأقواله وتنبيهه على أخطائه ولو كان بغلظة, وألا يمنعه من ذلك كونه أميرًا للمؤمنين فقال له: "إن الناس يختارون الأعين لتأتيهم بأخبار الناس, وإني جعلتك عينًا على نفسي, فإذا رأيتني أعصي الله فخُذ بتلابيبي, وقل لي اتق الله يا عمر". ودعا أحد أئمة السلف الناس إلى نصحه حتى لو كان في أمرٍ يكرهه, فقال ميمون بن مهران رحمه الله: "قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكرهه". وكانوا يأسون على فقد الأخ الناصح كحال محمد بن واسع رحمه الله الذي قال: "ما آسى على الدنيا إلا على ثلاث: صاحب إذا اعوججت قومني، وصلاة في جماعة يحمل عني سهوها وأفوز بفضلها، وقوت من الدنيا ليس لأحد فيه منة ولا لله عز وجل فيه تبعة", وكحال سفيان الثوري رحمه الله الذي قال: "أدركنا الناس وهم يحبون من قال لأحدهم: اتق الله تعالى، وقد صاروا اليوم يتكدرون من ذلك". بل وصل الأمر بداود الطائي رحمه الله إلى اعتزال الناس فقيل له: "لِـمَ لا تخالط الناس؟ فقال: وماذا أصنع بأقوام يُخفون عني عيوبي".قال بلال بن سعد رحمه الله لصديق له: "بلغني أن المؤمن مرآة أخيه، فهل تستريب من أمري شيئًا؟". ووطن نفسك على قبول النصيحة والعمل بمقتضاها والحذر من بطر الحق ورده, قال الغزالي رحمه الله: "وقد آل الأمر في أمثالنا إلى أن أبغض الخلق إلينا من ينصحنا ويعرفنا عيوبنا،
|