|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على حلو القضاء ومره والحمد لله على حكمه وقدره في عباده وخلقه والصلاة والسلام على محمد النبي القائل (فكوا العاني وأطعموا الجائع، وعودوا المريض) وعلى من سار على هديه واقتدى بأمره واتبع سنته إلى يوم الدين ثم أما بعد : نصرة لإخواني الأحبة القابضون على الجمر رغم الأسر وضيق النفس والعيش ورغم الجراح والألم ورغم النسيان والهجر لقضيتهم من أحب إخوانهم وأبناء فكرهم ومنهجهم أكتب هذه الكلمات إلتزاما لأمر حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم معترفا بتقصيري ومقرا بمسؤليتي وامانتي لعل الله يتجاوز عني او يخف عني همي . بكيتُ على الذنوب لِعِظَم جُرمِي ... وَحَقَّ لِمَن عَصَى مُرُّ البُكَاءِ فَلَو أَنَّ البُكَاءَ يَرُدُّ هَمِّي ... لأَسعَدت الدُّمُوع مَعَ الدِّمَاءِ اعلموا إخوتي في الله أن العلماء قد قالوا : لو أنفقت الدولة خزينتها على فداءأسرى المسلمين من الكفار ما كان هذا كثيرا .و اتفقوا رحمهم الله تعالى أنه يجوز فداء الأسرى المسلمين من أيدي العدو بالمال غير السلاح. فقد روى سعيد بن منصور بإسناده أن رسول الله قال: (إن على المسلمين في فيئهم أن يفادوا أسيرهم ويؤدوا عن غارمهم). وبهذا يقرر جواز فداء الأسرى من أيدي العدو بالمال من بيت مال المسلمين، فإن تعذر فداؤهم من بيت مال المسلمين، فمن مال أغنياء المسلمين فرضا كفائيا، لضرورة استنقاذ الأسير المسلم من أيدي الكفار. قال الإمام مالك رحمه الله : واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم وهذا لا خلاف فيه لقوله عليه الصلاة السلام « فكوا العاني » ولقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله أن فاد بأسارى المسلمين وإن أحاط ذلك بجميع ما عندهم من المال . وإن لمينفع المال فإنه لا محالة من استخدام أسلوب التهديد والوعيد والسلاح ،لما لهذه الأسباب من تاثير معنوي وواقعي في نفوس الأعداء وحساباتهم الدنيوية.وإليكم بعض الأمثلة الواقعية من همم وعزائم قوية . لما صالح قتيبة رحمه الله ملك شومان كتب إلي نيزك طرخان صاحب باذغيس في إطلاق من عنده من أسرى المسلمينوكتب إليه يتهدده ويتوعده فخافه نيزك فأطلق الأسرى وبعث بهم إليه . ولما سمع الحكم بن هشام أمير الأندلس أن امرأة مسلمة أخذت سبية فنادت : واغوثاه يا حكم فعظم الأمر عليه وجمع عسكرهواستعد وحشد وسار إلى بلد الفرنج سنة ست وتسعين ومائة وأثخن في بلادهم وافتتح عدةحصون وخرب البلاد ونهبها وقتل الرجال وسبى الحريم وأخذ الأموال وقصد الناحية التيكانت بها تلك المرأة ، حتى خلصها من الأسر ثم عاد إلى قرطبة مظفرا. ولما بلغ المعتصم أن امرأة شريفة في الأسر عند أمير من الروم في عمورية وأنه لطمها علىوجهها يوماً فصاحت و امعتصماه .. فقال مجيباً لها .. لبيك ..لبيك .. فخرج في سبعينألف مقاتل حتى وصل إلى عمورية ، وفتحها وطلب العلج صاحب الأسيرة الشريفة وضرب عنقهوفك قيود الشريفة . وإن عجزنا عن فداء الأسرى بالمال او بالأسرى من الكفار او وصل بنا الضعف والخور إلى انا حتى عجزنا عن حمل السلاح والوعيد والتهديد وتجيش الجيوش فلا نعجز عن سلاح المؤمنين الصادقين سلا ح المستضعفين المتضرعين ولا نقطع الأمل بحبل الله المتين ووجب على كل فرد منا الإلحاح بالدعاء والتضرع والخشوع بين يدي الله عز وجل ذلا وافتقارا ليلا نهارا سرا وجهارا معترفين بذنوبنا وتقصيرنا بحق إخواننا واننا حتما لم نملك سوى هذا الدعاء ولم يبقى لنا سوى هذا الرجاء وبذلنا كل الطرق والسبل طبعا بعد التوكل التام على الله عز وجل .فللدعاء بإذن الله اثر عظيم وفضل ثابت في صحاح الأحاديث . وتاملوا معي إخوتي ما ذكر ابن كثيررحمه الله في فضل الدعاء :أن امرأة جاءت إلى الإمام بقي بن مخلد رحمه الله فقالت إن ابني قد أسرتهالإفرنج وإني لا أنام الليل من شوقي إليه ولي دويرة أريد أن أبيعها لأستفكه فانرأيت أن تشر على أحد يأخذها لأسعى في فكاكه بثمنها فليس يقر لي ليل ولا نهار ولاأجد نوما ولا صبرا ولا قرارا ولا راحة ، فقال بقي :نعم انصرفيحتى أنظر في ذلك إن شاء الله وأطرق الشيخ وحرك شفتيه يدعو الله عز وجل لولدهابالخلاص من أيدي الفرنج فذهبت المرأة فما كان إلا قليلا حتى جاءت الشيخ وابنها معهافقالت: اسمع خبره يرحمك الله، فقال :كيف كان أمرك؟ فقال : إني كنت فيمن نخدم الملكونحن في القيود فبينما أنا ذات يوم أمشي إذ سقط القيد من رجلي فأقبل على الموكل بيفشتمني وقال: لم أزلت القيد من رجليك ؟ فقلت: لا والله ما شعرت به ولكنه سقط ولمأشعر به ، فجاؤا بالحداد فأعادوه وأجادوه وشدوا مسماره وأبدوه ،ثم قمت فسقط أيضافأعادوه وأكدوه فسقط أيضا ،فسألوا رهبانهم عن سبب ذلك فقالوا: له والدة؟ فقلت : نعمفقالوا: إنها قد دعت لك وقد استجيب دعاؤها أطلقوه فأطلقوني وخفروني حتى وصلت إلىبلاد الإسلام فسأله بقي بن مخلد عن الساعة التي سقط فيها القيد من رجله فإذا هيالساعة التي دعا فيها الله له ففرج عنه . وفي الختام أوجه خطابي إلى أحبابي القابعين وراء القضبان المسلمين لأمر الرحمن المتبعين لسنن العدنان أن اصبروا وصابروا واذكركم بمقولة للشيخ المجاهد عمر عبد الرحمن ( لقد بعتم أنفسكم لله عز وجل ورضيتم بالجنة ثمنا لها وهو سبحانه صاحب الحق في أن يضع السلعة التي اشتراها حيث شاء وماعليكم إلا التسليم والرضا لأنها بالبيع خرجت عن ملكم فإن شاء ابتلاكم بالسجن وإن شاء رزقكم الشهادة وليس لكم ان تشترطوا نريد شهادة ولا نريد سجنا . واقول علقوا آمالكم بالله وتوكلوا عليه وحده ولا تنتظروا منا شيئ فيعلم الله لولا تسليط الكفار على الأسرى ومضايقتهم لتمنينا ان نكون معكم لسوء حالنا وكثرة الفتن وتكالب الأمم او على أقل تقدير نكون معذرون عن خذلاننا لكم وعدم نصرتكم . واقول أحبتي في الله ان الفقهاء رحمهم الله تعالى اتفقوا :أن المجاهد إذا استطاع الهرب من أسر العدو فإن له أن يقتل من قدر عليه منهم، وأن يأخذ ما استطاع من أموالهم. جاء في الحاوي الكبير:(المسلم إذا أسره أهل الحرب فالأسير مستضعف تكون الهجرة عليه إذا قدر عليها فرضا، ويجوز له أن يغتالهم في نفوسهم وأموالهم ويقاتلهم إن أدركوه هاربا). وعلى هذا فالمجاهد إذا وقع في أسر العدو فإن عليه أن يحاول الهرب بالوسائل الممكنة، ويقتل العدو ويأخذ أمواله. واظن قد وصلكم اخبار إخوانكم في اليمن وافغانستان وكيف تمت عملية هربهم ولله الحمد والمنة . ويدل على ذلك ما جاء في قصة أبي بصير[1](حين سلمه النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجلين من قريش جاءا يطلبانه بناء على ما تم في صلح الحديبية، أنه لا يأتي رجل من المشركين إلى النبي r ولو كان مسلما إلا رده إليهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر.. فقال أبو بصير: أرني انظر إليه، فأمكنه منه فضربه حتى برد وفر الأخر..)[1]. فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أبي بصير قتله للرجل، ولا أمر فيه بقود ولا دية بل أقره على ذلك . فالحمد لله ظاهرا وباطنا والحمد لله اولا وآخرا والحمد لله الذي جعل همنا وآلامنا وابتلاءاتنا في سبيل مرضاته وإعلا ء لكلمته وصلى اللهم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
#2
|
||||
|
||||
![]() وفقـــــــكم الله
__________________
![]() ،، اللهم ابن لي عندكــ بيتًا فالجنة لا يزول وعوضني خيرًا ممافقدتــ اللهم إني صابرة كما أمرتني فبشرني كما وعدتني قد أغيب يومًا ،، للأبد فلا تنسوني من دعواتكم
|
#3
|
|||
|
|||
![]() اشكر المرور والتعليق |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |