| 
 
07-04-2019, 12:31 PM
 | 
| 
|  | قلم ذهبي مميز |  | 
تاريخ التسجيل: Feb 2019 مكان الإقامة: مصر الجنس :   
المشاركات: 164,770
 
الدولة :        |  | 
| 
 القرآن لا يشبع منه العلماء 
 
  القرآن لا يشبع منه العلماء 
 أ.د. محمود بن يوسف فجال
 
              ماذا نقول عن القرآن ؟ وبأيِّ الصفات نَصِفُهُ ؟ وبأيِّ النعوت   نَنْعَتُه ؟  فالبشر لا تستطيع أن تؤدّيه حقَّه مهما ارتقت في البلاغة   والفصاحة ، لأنّه  كلامُ رب العالمين ، فما يفقهون منه إلا بمقدارِهِم ،   لأنّ الإنسانَ  مقيَّد في فهمِهِ ، معقولٌ في إدراكه ، وكلامُ الله عالٍ في   قَدْرِه ،  سامقٌ في مجدِهِ ، لا يستطيع أحدٌ أن يُطاولَهُ ، ولا أن يحيط   به ، وكلُّ  واحدٍ يَفْقَهُ منه بمقدار ما فتح الله - عزّ وجلّ - على   بصيرته . ويحسُنُ بنا في هذا المقام أن نورد حديثًا  أخرجه « الترمذيّ »  في «  جامِعِهِ » في ( فضائل القرآن ) 2906 عن الحارثِ  الأعور عن عليِّ بن  أبي  طالب – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه  وسلم أنه قال : « ألا  إنها  ستكونُ فتنةٌ » فقلت : ما المخرجُ منها  يارسولَ الله ؟ قال : « كتابُ  الله  فيه نَبَأُ ما كان قبلكُم ، وخَبَرُ  ما بعدَكم ، وحُكْمُ ما بينكم ،  وهو  الفَصْلُ ليس بالهَزْل ، مَنْ  تَرَكَهُ من جَبَّارٍ قَصَمَهُ الله ،  ومَنِ  ابتغى الهُدَى في غيرِه  أَضَلَّهُ اللهُ ، وهو حبلُ الله المتينُ ،  وهو  الذكرُ الحكيمُ ، وهو  الصراطُ المستقيمُ ، وهو الذي لا تَزِيغُ به  الأهواءُ  ، ولا تَلْتَبِسُ  به الألْسِنَةُ ، ولا يَشْبَعُ منه العلماءُ ،  ولا  يَخْلَقُ على كَثْرَةِ  الرَّدِّ ، ولا تنقضي عجائِبُهُ ، هو الذي لم   تَنْتَهِ الجنُّ إذْ  سَمِعَتْهُ حتى قالوا : ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً   عَجَباً يَهْدِي  إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾ ( الجن : 2 ) ، من قال   به صَدَقَ ،  ومَنْ عمِل به أُجِرَ ، ومَن حكَمَ به عَدَل ، ومَن دَعَا إليه   هُدِيَ  إلى صراطٍ مستقيمٍ » .
 نقف عند قوله : « ولا يشبع منه العلماء » .
 مِن خصائصِ القرآنِ أنَّك كلّما زِدْتَهُ نَظرًا زادَك عِلمًا ،   وكلّما  ازْدَدْتَ بهِ تَأمُّلا شَغفَك حُبًّا ، وكلّما أصغيتَ إليه بسمعِك   ،  وأقبلتَ عليه بقلبِك ، ووجهتَ إليه ثاقبَ نظرِك ، فَتَحَ الله به عليك    فتوحًا ، وفَهَّمك منه ما استغلقَ على غيِرك ، وكَشَفَ لك به من أسرار    الفهم والعلم ما تَقَرُّ به عينُك ، وتهيم به روحُك ، وينشرحُ له صدرُك ،    ولذلك كان يَدْأَبُ عليه العلماءُ ليلاً ونهارًا في إقبالٍ ينسون فيه    أنفسَهم ، فلا يشبعون منه ، ولا يَمَلّون دراسَتَه ؛ لأنهم ذاقُوهُ    فَعَرَفُوهُ .
 وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم .
 
 
__________________  سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك  فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى. 
 |