البعد عن نقد الأشخاص في الحوار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4858 - عددالزوار : 1811156 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4425 - عددالزوار : 1164373 )           »          كيف تعاتب دون إحراج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          خواطر ومواقف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الهدف من حياتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 5837 )           »          قل مع الكون: لا إله إلا الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1354 )           »          إلى من يجهله ويطعن فيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 2751 )           »          قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1489 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 9931 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-12-2019, 08:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,167
الدولة : Egypt
افتراضي البعد عن نقد الأشخاص في الحوار

البعد عن نقد الأشخاص في الحوار


د. محمد بن فهد بن إبراهيم الودعان


(تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف)



1- قال تعالى: ﴿ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ [يوسف: 13].


فعند تأمل هذه الآية الكريمة نجد أن يعقوب - عليه السلام - نسب المانع إلى عدم إرسال يوسف مع إخوته إلى الذئب، فهو لم يوجه - في حواره - النقد إلى أشخاصهم؛ احتراماً لهم؛ وبعداً عن إهانتهم؛ أو ما يحط من كرامتهم.


2- قال تعالى: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [يوسف: 18].


فلو تأملنا قول يعقوب - عليه السلام -:﴿ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ لوجدنا أنه لم يصف أبناءه بالكذب، وإنما حوّل نقده إلى ما زينته لهم أنفسهم من الأمر القبيح في التفريق بينه وبين يوسف.


ومثله قوله: ﴿ عَلَى مَا تَصِفُونَ فعزا - هنا - الكذب والنقد إلى قولهم لا إلى أشخاصهم، وهذا من باب كسب مودتهم ومحبتهم.


3- قال الله تعالى - في حوار يوسف مع رسول الملك بعدما فسر رؤيا الملك -: ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ [يوسف: 50].


فقد ذكر السؤال عن تقطيع الأيدي، ولم يذكر مراودتهن له؛ تنزهاً منه عن نسبة ذلك إليهن، ولذلك لم ينسب المراودة - فيما تقدم - إلى امرأة العزيز إلاّ بعد أن رمته بدائها وانسلت.


وقد اكتفى - هنا - بالإشارة الإجمالية بقوله: ﴿ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ، فجعل علم الله - سبحانه - بما وقع عليه من الكيد مغنياً عن التصريح. ينظر: الشوكاني، فتح القدير (3/34)؛ وعثمان، 17 قاعدة نفسية في سورة يوسف (ص84).


4- قوله تعالى: - في حوار يوسف مع صاحبي السجن قبل أن يعبر رؤياهما -: ﴿ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ [يوسف: 37].


فهنا واجه يوسف - عليه السلام - القوم عامة، وهم ما عليه - من الكفر- الملك وحاشيته والناس في زمانهم، ولم يواجه السجينان بشخصيتهما - في حواره معهما - من أجل ملاطفتهما، وعدم إحراجهما، وألاّ ينفرهما من الدعوة إلى الله.


5- قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ [يوسف: 70].


فقوله ﴿ أَيَّتُهَا الْعِيرُ حذف المضاف، إذْ المراد "أصحاب العير".


وهذا الحذف يشير إلى عظم الأمر وكِبَرِه، فهو يشمل القافلة كلّها، فالكلَّ متهم.


وفي هذا الحوار أمر خفي يدركه المتأمل في ثنايا الآية الكريمة، وهو أن يوسف - عليه السلام - لم يُرِدْ إذايتهم بندائهم (أيتها الرجال إنكم لسارقون) أو (يا أصحاب العير إنكم لسارقون).


وبخاصة أنهم بريئون - وهو يعلم ذلك -، ولكن يوسف - عليه السلام - اختار هذا التعبير؛ ملاطفة وكياسة؛ ليتم له ما يريد من بقاء أخيه عنده، على وجه لا يشعر به إخوته؛ ولهذا تأمل قوله: (أيتها العير) وكأن المؤذِّن يخاطب العير لا الرجال. ينظر: فجال، الأسرار البلاغية للحذف في سورة يوسف (ص42، 43).


6- قوله تعالى: ﴿ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [يوسف: 100].


قال السعدي في هذا الحوار، في "تيسير الكريم الرحمن" (ص405) -:
"وهذا من لطفه وحسن خطابه - عليه السلام - حيث ذكر حاله في السجن، ولم يذكر حاله في الجب؛ لتمام عفوه عن إخوته؛ وأنه لا يذكر ذلك الذنب؛ وأن إتيانكم من البادية من إحسان الله إليّ.

فلم يقل: "جاء بكم من الجوع والنصب"، ولا قال: "أحسَنَ بكم" بل قال (أحسن بي) جعل الإحسان عائداً عليه، فتبارك من يختص برحمته من يشاء من عباده، ويهب لهم من لدنه رحمة إنه هو الوهاب، ﴿ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي فلم يقل: "نزع الشيطان إخوتي" بل كأن الذنب والجهل صدر من الطرفين، فالحمد لله الذي أخزى الشيطان ودحره، وجمعنا بعد تلك الفرقة الشاقة"؛ ا. هـ.


مما تقدم ينبغي عدم الخلط بين موضوع النقاش (الحوار) وبين الشخص، فيتحول الحوار في موضوعٍ ما إلى هجوم على الأشخاص، وبالتالي يفقد الحوار هدفه المنشود؛ فتتحول الساحات أو الاجتماعات إلى فضائح واتهامات غير محققة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.86 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]