تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 709 - عددالزوار : 75436 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 696 - عددالزوار : 430953 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5045 - عددالزوار : 2208371 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4627 - عددالزوار : 1488334 )           »          الإدارة بين الإتقان الشرعي والنجاح الدنيوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          فن المغادرة الاحترافية: إستراتيجيات الارتقاء المهني عند إنهاء الخدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إضاءة: ما أروع النظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أسرار الكون بين العلم والقدرة الإلهية: رحلة في الغموض والدينامية البيئية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف أن الأرض فيها فاكهة ونخل ذات أكمام؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2020, 04:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

الحلقة (340)
تفسير السعدى
سورة المؤمنون
من الأية(1) الى الأية(10)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة المؤمنون

" قد أفلح المؤمنون " (1)



هذا تنويه من الله, بذكر عباده المؤمنين, وذكر فلاحهم وسعادتهم, وبأي شيء وصلوا إلى ذلك.
وفي ضمن ذلك, الحث على الاتصاف بصفاتهم, والترغيب فيها.
فليزن العبد نفسه وغيره, على هذه الآيات, يعرف بذلك, ما معه, وما مع غيره من الإيمان, زيادة ونقصا, كثرة وقلة.
فقوله " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ " أي: قد فازوا وسعدوا ونجحوا, وأدركوا كل ما يروم المؤمنون الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين الذين من صفاتهم الكاملة أنهم " فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ " .
والخشوع في الصلاة هو: حضور القلب بين يدي الله تعالى, مستحضرا لقربه.
فيسكن لذلك قلبه, وتطمئن نفسه, وتسكن حركاته ويقل التفاته, متأدبا بين يدي ربه, مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته, من أول صلاته, إلى آخرها, فتنتفي بذلك, الوساوس والأفكار الردية.
وهذا روح الصلاة, والمقصود منها, وهو الذي يكتب للعبد.
فالصلاة التي لا خشوع فها ولا حضور قلب, وإن كانت مجزية مثابا عليها, فإن الثواب على حسب ما يعقل للقلب منها.

" والذين هم عن اللغو معرضون " (3)
" وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ " هو الكلام الذي لا خير فيه, ولا فائدة " مُعْرِضُونَ " رغبة عنه, وتنزيها لأنفسهم, وترفعا عنه.
وإذا مروا باللغو, مروا كراما, وإذا كانوا معرضين عن اللغو, فإعراضهم عن المحرم, من باب أولى, وأحرى.
وإذا ملك العبد لسانه وخزنه - إلا في الخير - كان مالكا لأمره, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم, لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله, فأخذ بلسان نفسه وقال: كف عليك هذا " .
فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة, كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات.

" والذين هم للزكاة فاعلون " (4)
" وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ " أي مؤدون لزكاة أموالهم, على اختلاف أجناس الأموال, مزكين لأنفسهم من أدناس الأخلاق ومساوئ الأعمال التي تزكو النفوس بتركها وتجنبها.
فأحسنوا في عبادة الخالق, في الخشوع في الصلاة, وأحسنوا إلى خلقه بأداء الزكاة.

" والذين هم لفروجهم حافظون " (5)
" وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ " عن الزنا ومن تمام حفظها تجنب ما يدعو إلى ذلك كالنظر واللمس ونحوهما.
فحفظوا فروجهم عن كل أحد " إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ " من الإماء المملوكات " فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ " بقربهما, لأن الله تعالى أحلهما.

" فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " (7)
" فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ " غير الزوجة والسرية " فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " الذين تعدوا ما أحل الله إلى ما حرمه, المتجرئون على محارم الله.
وعموم هذه الآية, يدل على تحريم المتعة, فإنها ليست زوجة حقيقة مقصودا بقاؤها, ولا مملوكة, وتحريم نكاح المحلل لذلك.
ويدل قوله " أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ " أنه يشترط في حل المملوكة, أن تكون كلها في ملكه, فلو كان له بعضها لم تحل, الأنعام ليست مما ملكت يمينه, بل هي ملك له ولغيره.
فإنه لا يجوز أن يشترك في المرأة الحرة زوجان, فلا يجوز أن يشتركا في الأمة المملوكة سيدان.

" والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون " (8)
" وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ " .
أي: مراعون لها, ضابطون, حافظون, حريصون على القيام بها وتنفيذها.
وهذا عام في جميع الأمانات, التي هي حق لله, والتي هي حق للعباد.
قال تعالى " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ " فجميع ما أوجبه الله على عبده, أمانة, على العبد حفظها بالقيام التام بها.
وكذلك يدخل في ذلك, أمانات الآدميين, كأمانات الأموال, والأسرار, ونحوهما.
فعلى العبد, مراعاة الأمرين, وأداء الأمانتين " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا " .
وكذلك العهد, يشمل العهد الذي بينهم وبين العباد, وهي الالتزامات والعقود, التي يعقدها العبد, فعليه مراعاتها والوفاء بها, ويحرم عليه, التفريط فيها, وإهمالها.

" والذين هم على صلواتهم يحافظون " (9)
" وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ " أي: يداومون عليها في أوقاتها وحدودها وأشراطها وأركانها.
فمدحهم بالخشوع في الصلاة, وبالمحافظة عليها, لأنه لا يتم أمرهم إلا بالأمرين: فمن يداوم على الصلاة من غير خشوع, أو على الخشوع من دون محافظة عليها فإنه مذموم ناقص.

" أولئك هم الوارثون " (10)
" أُولَئِكَ " الموصوفون بتلك الصفات " الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ " الذي هو أعلى الجنة ووسطها وأفضلها, لأنهم جعلوا من صفات الخير أعلاها وذروتها.
أو المراد بذلك, جميع الجنة, ليدخل بذلك, عموم المؤمنين, على درجاتهم في مراتبهم, كل بحسب حاله.
" هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " لا يظعنون عنها, ولا يبغون عنها حولا, لاشتمالها على أكمل النعيم وأفضله, وأتمه, من غير مكدر ولا منغص.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-02-2020, 05:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

الحلقة (348)
تفسير السعدى
سورة المؤمنون
من الأية(81) الى الأية(90)
عبد الرحمن بن ناصر السعدي

تفسير سورة المؤمنون



" بل قالوا مثل ما قال الأولون " (81)



أي: بل سلك هؤلاء المكذبون, مسلك الأولين, من المكذبين بالبعث, واستبعدوه غاية الاستبعاد وقالوا: " أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ " أي: هذا لا يتصور, ولا يدخل العقل, بزعمهم.


" لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين " (83)



" لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ " أي: ما زلنا نوعد بأن البعث كائن, نحن وآباؤنا, ولم نره, ولم يأت بعد.
" إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ " أي: قصصهم وأسمارهم, التي يتحدث بها وتلهى, وإلا فليس لها حقيقة.
وكذبوا - قبحهم الله - فإن الله أراهم, من آياته أكبر من البعث.
ومثله, ما قاله الله تعالى " لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ " .
" وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ " الآيات " وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ " الآيات.



" قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون " (84)



أي: قل لهؤلاء المكذبين بالبعث, العادلين بالله غيره, محتجا عليهم بما أثبتوه, وأقروا به, من توحيد الربوبية, وانفراد الله بها على ما أنكروه, من توحيد الإلهية والعبادة, وبما أثبتوه من خلق المخلوقات العظيمة, على ما أنكروه من إعادة الموتى, الذي هو أسهل من ذلك: " لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا " أي: من هو الخالق للأرض, ومن عليها, من حيوان, ونبات, وجماد, وبحار, وأنهار, وجبال, ومن المالك لذلك, المدبر له؟.
فإنك إذا سألتهم عن ذلك, لا بد أن يقولوا: الله وحده.
فقل لهم إذا أقروا بذلك: " أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " أي: أفلا ترجعون إلى ما ذكركم الله به, مما هو معلوم عندكم, مستقر في فطركم, قد يغيبه الإعراض في بعض الأوقات.
الحقيقة أنكم إن رجعتم إلى ذاكرتكم, بمجرد التأمل, علمتم أن مالك ذلك, هو المعبود وحده, وأن إلهية من هو مملوك, أبطل الباطل.
ثم انتقل إلى ما هو أعظم من ذلك, فقال:



" قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم " (86)



" قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ " وما فيها من النيرات, والكواكب السيارات, والثوابت " وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " الذي هو أعلى المخلوقات وأوسعها وأعظمها؟.
فمن الذي خلق ذلك, ودبره, وصرفه بأنواع التدبير " سَيَقُولُونَ لِلَّهِ " أي: سيقرون بأن الله رب ذلك كله.



" سيقولون لله قل أفلا تتقون " (87)



قل لهم حين يقرون بذلك: " أَفَلَا تَتَّقُونَ " عبادة المخلوقات العاجزة, وتتقون الرب العظيم, كامل القدرة, عظيم السلطان؟.
وفي هذا من لطف الخطاب, من قوله " أَفَلَا تَتَّقُونَ " والوعظ بأداة العرض الجاذبة للقلوب, ما لا يخفى.
ثم انتقل إلى إقرارهم بما هو أعم من ذلك كله فقال:


" قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون " (88)



" قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ " أي: ملك كل شيء, من العالم العلوي, والعالم السفلي, ما نبصره, وما لا نبصره؟.
والملكوت صيغة مبالغة, بمعنى الملك.
" وَهُوَ يُجِيرُ " عباده من الشر, ويدفع عنهم المكاره, ويحفظهم مما يضرهم.
" وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ " أي: لا يقدر أحد أن يجير على الله, ولا يدفع الشر الذي قدره الله.
بل ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه.



" سيقولون لله قل فأنى تسحرون " (89)



" سَيَقُولُونَ لِلَّهِ " أي: سيقرون أن الله المالك لكل شيء, المجير, الذي لا يجار عليه.
" قُلْ " لهم حين يقرون بذلك, ملزما لهم, " فَأَنَّى تُسْحَرُونَ " أي: فأين تذهب عقولكم, حيث عبدتم من علمتم أنهم لا ملك لهم, ولا قسط من الملك, وأنهم عاجزون من جميع الوجوه, وتركتم الإخلاص للمالك العظيم القادر المدبر لجميع الأمور.
فالعقول التي دلتكم على هذا, لا تكون إلا مسحورة.
وهي - بلا شك - قد سحرها الشيطان, بما زين لهم, وحسن لهم, وقلب الحقائق لهم, فسحر عقولهم, كما سحرت السحرة, أعين الناس.



" بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون " (90)



يقول تعالى: بل أتينا هؤلاء المكذبين بالحق, المتضمن للصدق في الأخبار, العدل في الأمر والنهي.
فما بالهم لا يعترفون به, وهو أحق أن يتبع؟ وليس عندهم, ما يعوضهم عنه, إلا الكذب والظلم ولهذا قال: " وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 151.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 149.63 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (1.43%)]