الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخل إدام وغذاء ودواء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحبة السوداء شفاء من كل داء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دور التربية الإسلامية في مواجهة التحديات لشبكات التواصل الاجتماعي (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من أعلام الأدب الرشيد (عماد الدين خليل أنموذجا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صحابة منسيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 10928 )           »          نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 12 )           »          جسور بين الأفكار.. أم أنفاق للاختراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التوازن في حياة الإنسان: نظرة قرآنية وتنموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الحضارات والمناهج التنويرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #3  
قديم 17-06-2020, 03:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,370
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



ومما يؤكد أن مهمة الرسول هي البلاغ قوله سبحانه ï´؟ وَمَا عَلَى الرّسُولِ إِلاّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ ï´¾[125]. وأما الهداية الحقيقية فهي إلى الله سبحانه وتعالى كما في قوله ï´؟ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ï´¾ [البقرة: 272][126].



وفي أصحاب السبت من بني إسرائيل لما أنكرت طائفة على الواعظين بقولهم ï´؟ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ï´¾ [الأعراف: 164]. أجاب الواعظون بقولهم ï´؟ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ï´¾ [الأعراف: 164] قال القاسمي في تفسيره: ((على أن النهي عن المنكر لا يسقط، ولو علم المُنِكر عدم الفائدة فيه. إذ ليس من شرطه حصول الامتثال منه[127]. ولو لم يكن فيه إلا القيام بركن عظيم من أركان الدين، والغيرة على حدود الله، والاعتذار إليه تعالى-إذا تشدد في تركه- لكفاه فائدة))[128].



3- كسب الثواب والنجاة من العقاب:


إن ثمرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تقتصر على استجابة الناس فحسب فيتوقف القيام به على الاستجابة، بل يترتب عليه مصالح عديدة تدعو المسلم للقيام به، ولو لم يلق استجابة من الناس، فمن ذلك ما يترتب عليه من الأجر العظيم لمن قام به، فقد وصفهم الله بالفلاح حين قال:ï´؟ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [آل عمران: 104] [129].


ويتعلق به أيضاً النجاة من العذاب الذي يصيب العصاة، وربما أصاب معهم غيرهم من الساكتين الذين لم يأمروا بالمعروف ولم ينهو عن المنكر، كما في قوله سبحانه ï´؟ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ï´¾ [الأعراف: 165][130].





وكذا ما يرجى من براءة ذمته بامتثال أمر الله عز وجل.




إذن فالأجر والعظيم والسلامة من الإثم كافيان في دفع الإنسان للقيام بهذا العمل العظيم دون النظر لاستجابة الناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


4- الحكم على الناس بعدم الاستجابة حكم خاطئ:


من ذا الذي يستطيع الحكم على الناس بعدم الاستجابة؟! وإن قال: لقد أمرتهم أو نهيتهم مرتين أو ثلاثاً أو أكثر من ذلك، فإن الاستجابة ربما لا تكون إلا بعد مرار وتكرار، وزمن طويل. فإن الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يحتاج إلى نفس طويل وصبر على المدعوين، فإن الاستعجال في النتائج، وعدم الصبر على المدعوين من الآفات التي يصاب بها بعض الدعاة. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد مكث وقتاً يدعو قومه إلى الله ويأمرهم وينهاهم، حتى أظهر الله الدين وأعز المسلمين.


كما يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أن استجابة الناس من أمور الغيب التي تخفى على الناس، فكيف لنا أن نحكم بالأمور الغيبية. فإن الله سبحانه وتعالى لا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول، كما في قوله: ï´؟ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ... ï´¾ [الجن: 26، 27] [131] فإنه يظهره على ما يشاء من غيبه لأن الرسل مؤيدون بالمعجزات، ومنها الإخبار عن بعض الغائبات. ومن الغيب الذي يمكن أن يطلع عليه رسوله هو عدم استجابة قومه للدعوة كما أوحى الله سبحانه إلى نوح حين قال: ï´؟ وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ï´¾ [هود: 36][132]. وأما عامة الناس فليس لهم طريق إلى التيقن من عدم استجابة الناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



ومن الأمور التي يجب أن لا ننساها في هذا الجانب أن الإنسان ربما أصر على ترك المعروف، أو على فعل المنكر زمناً طويلاً، فيفتح الله عليه، ويغير حاله، ويمتثل الأمر والنهي، فإن قلب الإنسان في الغالب لا يبقى على حال، وما سمي القلب قلباً إلا لكثرة تقلبه، وقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن تقلب قلب بني آدم حين قال: ((إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك))[133].




ثم أن ثمرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست مقصورة على شكل معين، كاستجابة المنصوح مثلاً، بل تتعدد أشكالها، فربما كانت بتقليل الشر، أو بدفع شر قادم، أو نحو ذلك من الأمور التي هي ثمرة حسنة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


الشبهة الرابعة: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقلة العلم:


يقول بعض الناس أنا لا ينبغي لي أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، لأنني لست من أهل العلم الذين يسوغ لهم ذلك.


الرد على الشبهة:


1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قدر العلم:

صحيح أنه لابد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من العلم بالمأمور به والمنهي عنه، حتى يكون الأمر والنهي على بصيرة، ولكن أي درجة من العلم يحتاجها الآمر والناهي؟



لا شك أن الناس متفاوتون فيما عندهم من العلم بالله وبدين الله، وكلما كان الإنسان أعلم، كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقه ألزم. ولا يتصور أن مسلماً ليس عنده من العلم بالله وبدين الله ولو الشيء اليسير، فكل يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقه واجباً على قدر ما عنده من العلم.


والعلم المطلوب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتوقف على نوع المأمور به، والمنهي عنه، فهناك أمور من المعروف معلومة من الدين بالضرورة، لا تحتاج إلى مزيد من العلم حتى يجادل الإنسان ويحاج بها. يقول الإمام النووي: ((إنما يأمر وينهى من كان عالماً بما يأمر به وينهى عنه، وذلك يختلف باختلاف الشيء، فإن كان من الواجبات الظاهرة، والمحرمات المشهورة، كالصلاة والصيام والزنا والخمر ونحوها، فكل المسلمين علماء بها، وإن كان من دقائق الأفعال والأقوال، ومما يتعلق بالاجتهاد، لم يكن للعوام مدخل فيه، ولا لهم إنكاره، بل ذلك للعلماء))[134].




فعلى سبيل المثال إذا رأيت تارك الصلاة، هل يحتاج أمرك له، بأداء الصلاة إلى كثير علم؟ لا، بل يكفي للأمر في هذه الحال أن يعرف أن الصلاة من أركان الإسلام، ولا يقوم الإسلام إلا بها.


وكذلك من رأى مسلماً يأكل ويشرب في نهار رمضان من غير عذر، فهذا منكر بين لا يحتاج إلى كثير علم، فمن المعلوم لدى كل مسلم أن الصيام من أركان الإسلام، وأن الإنسان يجب عليه الإمساك عن الطعام والشراب وجميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وفي هذه الحالة وأمثالها يجب الإنكار ولو لم يكن لديه كثير علم.



وما يحصل في الأسواق من المنكرات من تبرج النساء، والمعاكسات ونحوها، منكر ظاهر ومعروف لعامة الناس، فهل إنكار مثل هذه الأمور يحتاج إلى كثير علم؟ معلوم أن المرأة المسلمة مأمورة بالتستر والاحتشام، ومخالفة ذلك مخالفة لشرع الله سبحانه وتعالى، وارتكاب لمنكر يحتاج إلى إنكار. وغير ذلك الكثير من المنكرات الظاهرة، والمعروفة لعامة الناس، فإنكارها واجب على المتعلم وغير المتعلم، وليست قلة العلم عذراً في عدم إنكار مثل هذه الأمور.



2- حال حديثي الإسلام في الأمر والنهي:


لقد كان بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجرد أن يسلموا ويتعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمور الضرورية، يأمرهم عليه الصلاة والسلام، بدعوة قومهم وأمرهم ونهيهم، ومن ذلك قصة إسلام أبي ذر (رضي الله عنه)، حيث قال له رسول الله ص: ((فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم))، قال أبو ذر: فأتيت أنيسا فقال ما صنعت؟ قلت صنعت أني قد أسلمت وصدقت. قال: ما بي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمت وصدقت، فأتينا أمنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت، فاحتملنا، حتى أتينا قومنا غفارا، فأسلم نصفهم...[135]


فأبو ذر (رضي الله عنه) لم يمكث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتعلم منه الشيء الكثير، بل بمجرد إسلامه، وتعلمه الأمور الضرورية، تعلم منه الصلاة والوضوء كما في الرواية الثانية[136]، دعا أخاه وأمه، ثم دعا قومه بعد أن رجع إليهم، وكانت النتيجة أن أسلم نصفهم، والنصف الآخر أسلم بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كما في تتمة الحديث المذكور.



ومن هذا الباب أيضاً قصة مالك بن الحويرث ومن معه من الشباب، الذين أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرجعوا إلى أهليهم فيعلموهم ويأمروهم، كما يحدث مالك بن الحويرث (رضي الله عنه) فيقول: ((أتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين يوما وليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا، أو قد اشتقنا، سألنا عمن تركنا بعدنا؟ فأخبرناه، قال: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم، ومروهم، وذكر أشياء أحفظها، أو لا أحفظها وصلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم))[137].




3- الأخذ بهذه الشبهة تعطيل للأمر والنهي:



لو كان لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا العلماء وطلبة العلم، لتعطل هذا العمل الجليل، لأن العلماء وطلبة العلم في المجتمع قليل، وبالتالي فإنهم لن يحيطوا بالمعروف المتروك ليأمروا به، ولن يحيطوا بالمنكر المرتكب فينهوا عنه، فيبقى الأمر والنهي في المجتمع في دائرة ضيقة.

ولكن إذا حرص كل مسلم على القيام بواجبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب قدرته، وما عنده من العلم، كان في ذلك زيادة في الخيرات، ودفعاً للمنكرات، وتنفيذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده...))[138] الحديث، ففي هذا تكليف لعامة المسلمين في تغيير المنكر لمن رآه، وليس مقصوراً على أهل العلم فحسب.


وبعـد:

فإن هذه الشبه وأمثالها مما يزينه الشيطان للإنسان بأن هذه الأمور من الأعذار التي تبيح له ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالشيطان وأعوانه يدعون إلى إشاعة المنكر بين المسلمين، فقد قال المولى سبحانه وتعالى محذراً عباده من الشيطان ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ï´¾ [البقرة: 168، 169][139].

كما توعد الله سبحانه وتعالى أعوان الشيطان، وهم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا حين قال ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ï´¾ [النور: 19][140].


ولكن الإنسان المؤمن، الذي يطلب رضاء ربه، ويحمل همَّ هذا الدين، ويسعى لصلاح المسلمين، بالحث على الخيرات، والتحذير من المنكرات، لا يستسلم لمثل هذه الشبه والعوائق التي تعوق مسيرته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا ترده الصعاب، ولا الشدائد الصلاب، ولا يخشى في الله لومة لائم ï´؟ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [العنكبوت: 69][141].




الخاتمة:



وبعد الوقوف على شيء من مما يثير الهمم، ويستحث العزائم من فضل هذه الشعيرة العظيمة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما يترتب على فعله من الخير العظيم، والنفع العميم للفرد والمجتمع، فبه تتحقق لهذه الأمة الخيرية، وهو سبب الفلاح في الدارين، واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سبب للنجاة من الهلاك الذي ورد فيه الوعيد على من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من زيادة الإيمان، وتكفير السيئات، وإجابة الدعوات، والاشتغال فيه سبب لسلامة القول وصلاح العمل.

وفي المقابل فإن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب في استحقاق اللعنة (نعوذ بالله من ذلك)، وسبب لمنع إجابة الدعاء، وتعريض للنفس والغير للعقوبة، وسبب لإلف المنكرات والاستهانة بها، وهو أيضاً إعانة للعصاة على المعصية، واندراس معالم الدين وظهور الجهل، وفوق ذلك كله سبب لفساد القلب الذي به يفسد الجسد كله.




وبعد هذا كله لعل النفوس تتيقظ لهذا الأمر العظيم، فمن كان محسناً فيه فليزدد إحساناً بالجد والاجتهاد في القيام به، ومن كان مقصراً فليتأمل في حاله وليحاسب نفسه، ويلحق بإخوانه العاملين، والرجال المخلصين، والله الهادي والموفق إلى سبيل الرشاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





[1] الجوهري، الصحاح 4/1401. وابن منظور، لسان العرب 9/236-243. والفيروز أبادي، القاموس المحيط 3/173. وإبراهيم أنيس ورفاقه، المعجم الوسيط ص 595.

[2] ابن منظور، لسان العرب 9/240.

[3] الجرجاني، التعريفات ص 221.

[4] البيانوني، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص 7. ط2 (دار السلام للنشر والتوزيع).

[5] الجوهري، الصحاح 2/837. وابن منظور، لسان العرب 5/232-234.

[6] ابن منظور، لسان العرب 5/233.

[7] ابن سعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 1 /406.

[8] الشهاوي، الحسبة في الإسلام ص 9. (مكتبة دار العروبة، القاهرة، 1382 ).

[9] الفصل في الملل والأهواء والنحل 4/132.

[10] شرح صحيح مسلم 2/22.

[11] سورة آل عمران، جزء من الآية 104.

[12] أحكام القرآن 1/292.

[13] أحكام القرآن 2/592.

[14] سورة آل عمران، الآية 104.

[15] فتح القدير 1/368.

[16] معاني القرآن وإعرابه، أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج 1/462، 463، تحقيق د. عبد الجليل عبده شلبي. (المكتبة المصرية، بيروت ).

[17] سورة الحج، الآية 30.

[18] معالم التنزيل 2/84. ط1 (دار طيبة، الرياض، 1409).

[19] القائل هو القرطبي نفسه.


[20] الجامع لأحكام القرآن 4/106.



[21] يقصد قوله تعالى: ï´؟ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [آل عمران: 104]
[22] أحكام القرآن 1/292.
[23] أحكام القرآن، 2/35. (المطبعة البهية، مصر، 1347هـ).
[24] مجموع الفتاوي، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم 28/125.
[25] شرح صحيح مسلم 2/23.
[26] انظر: تنبيه الغافلين: ص 47-62، 97-99. وانظر: أصول الدعوة ص 189، 191. (دار عمر بن الخطاب للنش والتوزيع، الإسكندرية).
[27] سورة المائدة، الآيتان 78، 79.
[28] سورة المائدة، الآيتان 62،63.
[29] تفسير القرآن العظيم 2/75.
[30] تفسير القرطبي 6/153.
[31] سورة آل عمران، الآية 21.
[32] تفسير القرطبي 4/31.
[33] سورة آل عمران، الآية 110.
[34] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 4/109.
[35] انظر: المرجع السابق 4/110،111.
[36] تفسير ابن كثير 1/397.
[37] رواه أحمد في مسنده 6/432.
[38] تفسير ابن سعدي 1/409.
[39] سورة آل عمران، الآية 104.
[40] سورة الأعراف، الآية 157.
[41] أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب البيوع، حديث رقم 2125.
[42] سورة النحل 36.
[43] تفسير ابن سعدي 2/100.
[44] سورة التوبة، الآية 71.
[45] سورة التوبة، الآيتان 67،68.
[46] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم 2/269.
[47] سورة التوبة، الآية 112.
[48] سورة الحج، الآية 41.
[49] سورة آل عمران، الآية 110.
[50] وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله.
[51] سورة الإسراء، الآية، 16.
[52] تفسير القرآن العظيم 3/34.
[53] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الشركة، حديث رقم 2493.
[54] سورة الأنفال، الآية 25.
[55] كتاب أحاديث الأنبياء، حديث رقم 3346.
[56] سورة هود، الآيتان 116، 117.
[57] تفسير ابن كثير 2/465.
[58] سورة الأعراف، الآيتان 163،164.
[59] سورة الأعراف، الآية 165.
[60] انظر: تفسير ابن كثير 2/258، 259.
[61] أخرجه البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، حديث رقم 525. ومسلم - واللفظ له- كتاب الفتن وأشراط الساعة، حديث رقم 144.
[62] انظر: ابن حجر، فتح الباري 6/605.
[63] أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، حديث رقم 720.
[64] أخرجه البخاري.، الجامع الصحيح، كتاب بدء الخلق، حديث رقم 720.
[65] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب العلم، حديث رقم 2674.
[66] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، حديث رقم 1893.
[67] سورة النساء، الآية 114.
[68] أخرجه ابن ما جة في سننه، كتاب الفتن، حديث رقم 3974.
[69] سورة المائدة، الآيتان 78، 79.
[70] السنن، كتاب الملاحم، حديث رقم 4336.
[71] سورة البقرة، الآية 186.
[72] أخرجه الإمام أحمد في المسند، حديث رقم 22816، والترمذي في السنن، كتاب الفتن، حديث رقم 2169. وابن ماجة في السنن، كتاب الفتن، حديث رقم 4004. وهذا لفظ ابن ماجة. وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة، حديث رقم 3235.
[73] مسند الإمام أحمد، حديث رقم 24727.
[74] سورة الحج، الآية 31.
[75] انظر: قبسات من الرسول ص 53، 54، دار الشروق. ود. عبدالعزيز المسعود، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 1/237،238.
[76] أخرجه الإمام أحمد في المسند، برقم 17. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
[77] عارضة الأحوذي لشرح صحيح الترمذي 9/15.
[78] أبو نعيم، حلية الأولياء 5/222، وقال رواه ابن المبارك عن الأوزاعي. وابن المبارك في الزهد رقم 1350. (دار الكتب العلمية، بيروت).
[79] موطأ الإمام مالك 1820. والزهد لابن المبارك رقم 1351. ومسند الحميدي 1/131. (دار الكتب العلمية بيروت).
[80] سورة فصلت، الآية 43.
[81] سورة الأنفال، الآية 25.
[82] تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين ص 105، 106. (دار الكتب العلمية، بيروت)
[83] ابن النحاس، تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين ص 106.
[84] كتاب الإيمان، حديث 49.
[85] كتاب الإيمان، حديث رقم 50.
[86] كتاب الإيمان، حدبث رقم 145.
[87] كتاب العلم، حديث رقم 80.
[88] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، حديث رقم 52.
[89] أشربها: أي دخلت فيه دخولاً تاماً وألزمها، وحلت فيه محل الشراب. (النووي، شرح صحيح مسلم 2/172).
[90] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، حديث رقم 144.
[91] انظر: النووي، شرح صحيح مسلم 2/173.
[92] المرباد: هو السواد بكدرة، وقيل غير ذلك. (انظر: النووي، شرح صحيح مسلم 2/173).
[93] انظر: المرجع السابق.
[94] سورة المائدة، الآية 105.
[95] المسند بتحقيق أحمد شاكر، حديث رقم 16. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح. وقال ابن كثير في تفسيره: وقد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة، عن إسماعيل بن أبي خالد به، متصلاً مرفوعاً، ومنهم من رواه عنه به موقوفاً على الصديق، وقد رجح رفعه الدارقطني وغيره.
[96] تفسير ابن كثير 2/110.
[97] تفسير القرطبي 6/222،223.
[98] تفسير الطبري 11/148، تحقيق محمود محمد شاكر، ومراجعة أحمد محمد شاكر. (دار المعارف بمصر).
[99] المرجع نفسه.
[100] جامع البيان 11/149.
[101] الطبري، جامع البيان 11/152.
[102] تفسير القرطبي 6/222.
[103] أخرجه الترمذي في سننه، كتاب تفسير القرآن، حديث رقم 3058. وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وقال ابن كثير: وكذا رواه أبو داود من طريق ابن المبارك، ورواه ابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم عن عتبة بن أبي حكيم.
[104] تفسير ابن كثير 2/110، وقال ابن كثير: ورواه أبو جعفر الرازي عن الربيع، عن أبي العالية، عن ابن مسعود في قوله: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ ï´¾ [المائدة: 105]الاَية.
[105] جامع البيان 11/140،141.
[106] الطبري، جامع البيان 11/142، 143.
[107] تفسير القرطبي 6/222.
[108] أخرجه بن جرير الطبري في تفسيره....
[109] سورة البقرة، الآية 44.
[110] سورة الصف، الآيتان 2،3.
[111] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، حدبث رقم 3267.
[112] تفسير ابن كثير 1/86.
[113] ابن حجر، فتح الباري 13/53.
[114] شرح صحيح مسلم 2/23.
[115] تفسير ابن كثير 1/86.
[116] سورة هود الآية 88.
[117] تفسير ابن كثير 1/86.
[118] تفسير القرطبي 1/249.
[119] تفسير ابن كثير 1/86. وتفسير القرطبي 1/250.
[120] تفسير القرطبي 1/250.
[121] فتح الباري 13/53.
[122] أخرجه البخاري، كتاب الطب، حديث رقم 5705.
[123] سورة التغابن، الآية 12.
[124] تفسير ابن كثير 4/376.
[125] سورة النور، الآية 54.
[126] سورة البقرة، الآبة 272.
[127] أي من فاعل المنكر.
[128] محاسن الـتأويل 7/288. ط2 (دار الفكر، بيروت، 1398 ).
[129] سورة آل عمران، الآية 104. وقد تقدم بعض النصوص الواردة في فضله.
[130] سورة الأعراف، الآية 165.
[131] سورة الجن، الآيتان 26،27.
[132] سورة هود الآية 36.
[133] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب القدر، حديث رقم 2654.
[134] شرح صحيح مسلم 2/23.
[135] جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، حديث 2473.
[136] في صحيح مسلم أيضاً، كتاب صلاة المسافرين، حديث رقم 832.
[137] أخرجه البخاري، كتاب الأذان، حديث رقم 631.
[138] انظر تتمة الحديث وتخريجه في صفحة....
[139] سورة البقرة، الآيتان 168، 169.


[140] سورة النور، الآية 19.

[141] سورة العنكبوت، الآية 69.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 201.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 200.13 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.85%)]