«عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله - الصفحة 7 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أحكام المغالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الدرس الواحد والعشرون: غزوة بدر الكبرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تخريج حديث: إنه لينهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، وأن نستجمر برجيع أو عظم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          قالوا عن "صحيح البخاري" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 2185 )           »          تخريج حديث: الاستطابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أهم مظاهر محبة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تفسير سورة المسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3089 - عددالزوار : 341253 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-06-2021, 03:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

مقدمة بين يدي تفسير سورة البقرة






أ- اسم السورة:
سمِّيت «سورة البقرة» بهذا الاسم؛ لأنها انفرَدتْ بذِكر قصة البقرة التي أمَر الله قومَ موسى عليه السلام بذبحها بعد أن قُتِل فيهم قتيل ولم يَعرِفوا قاتلَه، بقوله تعالى: ï´؟ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ï´¾ [البقرة: 67]، والآيات بعدها.

وتُسمَّى سورة الزهراء، كما في الحديث: «اقرؤوا الزَّهْراوينِ: البقرة، وآل عمران»[1].

ب- مكان نزولها:
سورة البقرة مدَنيَّة بالإجماع، نزل معظمُها في السنوات الأولى من الهجرة، واستمَرَّ نزولها إلى قُبيل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان آخر آية نزلتْ منها ومن القرآن كلِّه هي قوله تعالى: ï´؟ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ï´¾ [البقرة: 281].

ج- مناسبتها لسورة الفاتحة:
سورة الفاتحة اشتمَلتْ على مجمَل معاني القرآن ومقاصده؛ من أنواع التوحيد، وحمد الله وتمجيده والثناء عليه، وإفراده بالعبادة والاستعانة وطلب الهداية، وتقسيم الناس إلى منعَمٍ عليهم، ومغضوب عليهم، وضالِّين.

وقد جاءت سورةُ البقرة - بل والقرآن كلُّه - بتفصيل هذه المعاني والمقاصد.


د- فضلها:
ورَدتْ عدةُ أحاديثَ وآثار في فضل سورة البقرة، منها ما يلي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ، إن الشيطان يَنفِرُ من البيت الذي تُقرأ فيه سورةُ البقرة))[2] ، وفي رواية: ((فإنَّ البيت الذي تُقرأ فيه البقرةُ لا يدخُلُه الشيطان))[3].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث صلى الله عليه وسلم بعثًا، وهم ذوو عدد، فاستقرَأَهم، فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجل مِن أحدَثِهم سنًّا فقال: ((ما معك يا فلان))، فقال: معي كذا وكذا وسورة البقرة، فقال: ((أمعك سورة البقرة؟))، قال: نعم، قال: ((اذهب فأنت أميرهم))[4].

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرَؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما يأتيانِ يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فِرْقَانِ من طير صوافَّ تُحاجَّانِ عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركةٌ، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلةُ))[5].

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهلِه الذين كانوا يعملون به تقدُمُه سورةُ البقرة وآل عمران))، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتُهن بعدُ، قال: ((كأنهما غمامتان، أو ظُلَّتان سوداوان بينهما شَرْقٌ، أو كأنهما حِزْقَان من طيرٍ صوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحبهما))[6].

وعن المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "تَعلَّموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور؛ فإن فيهن الفرائضَ"[7].

قال القرطبي[8]: "وهذه السورة فضلُها عظيم، وثوابها جسيم، ويقال لها: فُسطاط القرآن؛ وذلك لعِظَمِها وبهائها، وكثرة أحكامها ومواعظها".

وقد ورَدتْ أحاديثُ صحيحة في فضل آيات منها بخصوصها؛ منها: آية الكرسي، وأنها أعظَمُ آيةٍ في كتاب الله، ومنها الآيتان الأخيرتان منها، وسيأتي ذكر هذه الأحاديث في الكلام عليها في آخر السورة.


[1] سيأتي تخريجه كاملًا.

[2] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (780).

[3] أخرجها الترمذي في فضائل القرآن (2877).

[4] أخرجه الترمذي في "فضائل القرآن" (2876).

[5] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها (804).

[6] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (805) والترمذي في "فضائل القرآن" (2883).

[7] أخرجه الحاكم في كتاب التفسير (2 /395)، وقال: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.

[8] في "الجامع لأحكام القرآن" (1 /152).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-06-2021, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

موضوعات سورة البقرة (7)



1- ثم عادَتِ السورةُ إلى الترغيب في الإنفاق؛ ببيان مضاعفة النفَقات وأجور المنفِقين، وحذَّرت من المنِّ والأذى، وإبطال الصدقات بذلك، وبالرِّياء، ومثَّلت سوءَ حالِ المنفِقِ مالَه رِئاءَ الناس، وحُسن حال المنفِق مالَه ابتغاءَ مرضاة الله، وبيان ما له من المضاعفة. والأمر بالإنفاق من طيِّب الكسب، والنهي عن الإنفاق من الخبيث، والتحذير من الشيطان وتخويفه لهم بالفقر، وأمره لهم بالفحشاء، والثقة بوعد الله لهم بالمغفرة والفضل.

ثم بيان أنه عز وجل يؤتي الحِكمةَ من يشاء، والتنويه بمن أوتيها؛ لقوله: ï´؟ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ï´¾ [البقرة: 269].

وبيان علمه عز وجل بكلِّ ما ينفق، وما يَنذِر، ومجازاة صاحبه، وبيان جواز إبداء الصدقة، وخاصة إذا كان في ذلك مصلحة، ورغَّب في إخفائها، وأنه خير، وأنها ï´؟ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ ï´¾ [البقرة: 273].


ثم ختم الآيات في الإنفاق بالوعد بالأجر العظيم للمنفِقين، فقال تعالى: ï´؟ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ï´¾ [البقرة: 274].

2- ثم انتقلت السُّورةُ للكلام عن المعاملات؛ بالتحذير من الرِّبا والتنفير عنه، وبيان قبح حال وصورة أهله في الدنيا والآخرة، ومَحْقِه، وأمر المؤمنين بتقوى الله تعالى، وترك ما بقي من الربا إن كانوا مؤمنين حقًّا، ثم بيان شدة خطره، وأنه محاربة لله تعالى، والترغيب في تركه، قال تعالى: ï´؟ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ï´¾ [البقرة: 279].

ورغَّب عز وجل بإنظار المُعسِر إلى المَيْسَرة، أو التصدُّق بالعفو عنه؛ فذلك خيرٌ، وأمَرَ بتقوى يومِ القيامة والاستعداد له.

3- تلا ذلك ذِكرُ أحكام الدَّيْنِ في أطول آية في القرآن الكريم، أمَرَ الله فيه المؤمنين بكتابة الدَّيْن والإشهاد عليه وضبطه وتوثيقه، ونهى عن المضارَّة من الكاتب أو الشهيد، وبيَّن مشروعية الرهان، وأمر بأداء الأمانة، ونهى عن كتمان الشهادة، وأكَّد سَعةَ مُلكِه عز وجل، ومحاسبته الخلائقَ على أعمالهم، وقُدرته التامَّة على ذلك.

4- ثم خُتمت السورة بالآيتين العظيمتين اللتين قال فيهما الرسولُ صلى الله عليه وسلم: ((مَن قرَأَ الآيتينِ مِن آخِرِ سورة البقرة في ليلة، كفَتاهُ))[1].
وقد تَضمَّنَت الآية الأولى منهما: الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بإيمانهم بجميع أصول الإيمان، من الإيمان بما أُنزِل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مِن ربِّه، وبملائكته عز وجل وكتبه ورسله، ولم يفرِّقوا بين أحدٍ من رسله، وقالوا: ï´؟ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ï´¾ [البقرة: 285].

وتضمَّنت الآية الثانية: بيان وتقرير أن الله عز وجل لا يكلِّف نفسًا إلى وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ثم خُتمت الآية بمِسكِ ختام هذه السورة العظيمة، وهو دعاء المؤمنين الجامعُ بقولهم: ï´؟ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ï´¾ [البقرة: 286]، وفي الحديث قال الله: ((قد فعَلتُ)).

والخلاصة: أن هذه السورة فيما تناولتْه من الأحكام والآداب والأخلاق والحِكَمِ والقصص والأخبار، مما لا يمكن حصره - تُعَدُّ منهجًا متكاملًا في تربية الأمَّة في جل جوانب الحياة ومسائل الدِّين.

وقد تركَّزَ الكلام فيها – غالبًا - على أمرين هامينِ، اقتضَتْهما حالةُ الأمَّة في الحِقبة الأولى من دولة الإسلام في المدينة:
الأول: الكلام عن بني إسرائيل وكفرِهم نِعَمَ الله تعالى، وتكذيبهم لرسله ولنبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وما هم عليه من ذميم الصفات، وقدَّم هذا في النصف الأول من السورة؛ تحذيرًا للمؤمنين من مسالكهم، وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.

والأمر الثاني: التشريع للدولة الإسلامية الفَتيَّة، وهو ما تناولتْه السورةُ من قبل منتصفها إلى آخرها.



[1] سيأتي تخريجه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-06-2021, 03:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

موضوعات سورة البقرة (1)





1) افتُتحت السورة بالتنويه بشأن القرآن الكريم وتعظيمه، وبيان صحته، وصدقه وسلامته من الرَّيْبِ، وما اشتمل عليه من الهدى، والتحدي به، قال تعالى: ï´؟ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [البقرة: 1، 2].







2) ذكر انقسام الناس تجاه هداية القرآن الكريم إلى أقسام ثلاثة:



( أ) المتقون المهتدون بالقرآن الذين يؤمنون بالغيب وأصول الإيمان، ويقيمون الصلاة وينفقون مما رزقهم الله، ويؤمنون بما أُنزِل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وما أُنزِل مِن قبلِه، الذين هم على هدى من ربِّهم وهم المفلحون.







(ب) الذين كفروا باطنًا وظاهرًا، وخُتِم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ولهم عذاب عظيم.







(جـ) المنافقون الذين يُظهِرون الإيمان مخادعةً وهم في الباطن غير مؤمنين، بل جمعوا بين الكفر والمخادعة ومرض القلوب والإفساد في الأرض، وغير ذلك من الصفات الذميمة، وهم أسوأ حالًا ومآلًا من الكفار صراحةً؛ ولهذا توعَّدَهم الله بالعذاب الأليم، وضرب لهم أسوأ الأمثلة في حالهم ومآلهم.







3) دعوة الناس إلى عبادة الله تعالى وحده، وإقامة الأدلة والبراهين على وجوب عبادته عز وجل وحده دون سواه، والنهيُ عن الشِّرك، والتحذير من النار.







4) بشارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالجنات، وما فيها من الرزق وأصناف الثمار، والأزواج، والخلود في النعيم.







5) بيان أنه عز وجل لا يستحيي أن يضرب مثلًا ما بعوضةً فما فوقها؛ وذلك لما في ضرب الأمثال من البيان يهتدي بها المؤمنون، ويعقلها العالِمون، ويَضِلُّ بها الكافرون، ويتنكَّر لها الجاهلون.







6) توبيخ الذين كفَروا بالله وتقريعهم على كفرهم، مع قيام الأدلة ووضوحها - في أنفسهم، وفي الآفاق - على وجوب الإيمان به تعالى ووحدانيته.







7) ذكر قصة استخلاف آدم في الأرض، وما حصل من الملائكة من استفسار بشأن ذلك، وسجود الملائكة لآدم، وإسكانه وزوجِه الجنةَ، ومن ثم إخراجهما منها بسبب معصيتهما بالأكل من الشجرة، وتوبة الله تعالى عليهما وإهباطهما من الجنة، ومن السماء إلى الأرض، وابتلاؤهما وذريتهما بالتكاليف، ووعد من اتبَع هدى الله منهم، ووعيد من كفر به وخالفه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-06-2021, 03:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

موضوعات سورة البقرة (2)



1) ثم انتقلت السورة إلى الكلام عن بني إسرائيل، وقد أطالت النفَس في ذلك في أكثرَ من مائة آية، من قوله تعالى: ï´؟ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ï´¾ [البقرة: 40]، إلى قريب من منتصف السورة، فصَّلت الكلام عنهم تفصيلًا تامًّا؛ لتجلية طبيعة أولئك القوم وأحوالهم، وما هم عليه من الكفر والعتو والعناد وقبيح الصفات، والجرأة على الله تعالى، والتحايل والتحريف وتبديل القول، والحسد للمسلمين، وغير ذلك؛ ليحذر المسلمون منهم ومن مسالكهم السيئة.



2) وقد بدأت هذه الآيات بتذكير بني إسرائيل نعمةَ الله تعالى عليهم، وحثهم على الوفاء بعهد الله، ورهبته وتقواه، والإيمان بالقرآن المصدِّقِ لما معهم، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ونهيهم أن يكونوا أول كافرٍ به، وأن يشتروا بآيات الله ثمنًا قليلًا، وعن لبس الحقِّ بالباطل، وكتمان الحق، وتقريعهم على أمرهم الناسَ بالبِرِّ ونسيان أنفسهم.



3) تأكيد تذكيرهم بنعمة الله عليهم، وتفضيله إياهم على عالَمِي زمانهم، وتخليصهم من آل فرعون وعذابهم، وفَرْق البحر لهم، وإنجائهم من الغرق وإغراق آل فرعون، وعفو الله عنهم، وتوبته عليهم بعد عبادتهم العِجلَ، وإيتاء موسى الكتابَ والفُرقان لأجل أن يهتدوا به.



4) جرأتهم على الله بعد أن وبَّخهم موسى على عبادة العجل وتاب الله عليهم بقولهم: ï´؟ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ï´¾ [البقرة: 55]، وأخذ الصاعقة لهم، ثم بعثهم من بعد موتهم ليشكروا، وتظليل الغمام عليهم، وإنزال المَنِّ والسَّلْوى.



5) أمرهم بدخول القرية سُجَّدًا وقول: "حِطَّة" لمغفرة خطاياهم، وتبديلهم قولًا غير الذي قيل لهم، وظلمهم لأنفسهم، وإنزال الرِّجز عليهم.



6) استسقاء موسى عليه السلام لهم، وأمره عز وجل له أن يضرب بعصاه الحَجَر، وانفجار العيون لهم، وإدرار الرزق عليهم، ومن ثم كفرهم وبَطَرهم نِعَمَ الله تعالى عليهم بقولهم: ï´؟ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ ï´¾ [البقرة: 61]، واستبدالهم الذي هو أدنى بالذي هو خير، وعقوبتهم بضرب الذِّلَّة والمَسْكنة عليهم، وغضب الله عليهم؛ لكفرهم وقتلهم النبيِّين.



7) بيان أن كل من آمَن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا من أي طائفة كانت، فلهم أجرهم عند ربِّهم وثوابُهم.



8) أخذ الميثاق على بني إسرائيل ورفع الطور فوقهم لأخذ ما أُوتُوهُ بقوة وذِكر ما فيه، وتولِّيهم بعد ذلك.



9) تذكيرهم باعتدائهم في السبت، وفضل الله عليهم، وحمايته لهم من الخسران، ومَسْخهم قردةً خاسئين، وجعل عقوبتهم نكالًا لهم ولغيرهم.



10) تشديدهم على أنفسهم في أمر البقرة، وقسوة قلوبهم، وبُعدهم عن الإيمان، وتحريفهم الكَلِمَ عن مواضعه، ونفاقهم وجهلهم، وبيان إحاطة علم الله تعالى بما يُسِرُّونَ وما يعلنون.



11) توعدهم بالويل لكذبهم وافترائهم على الله بكتابتهم الكتابَ بأيديهم، ثم قولهم: ï´؟ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ï´¾ [البقرة: 79]، وتأكيد وعيدهم ثانية وثالثة؛ بسبب ما كتبت أيديهم وكسبهم الباطل.



12) غرورهم وتزكيتهم لأنفسهم، وزعمهم أن النار لن تَمَسَّهم إلا أيامًا معدودة، والرد عليهم، وإبطال زعمهم، وقولهم على الله بلا علم، وبيان أن من عمل عملًا جُوزِيَ به أيًّا كان.



13) أخذ الميثاق عليهم ï´؟ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ï´¾ [البقرة: 83]، وأن يقولوا للناس حسنًا، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وتوليهم إلا قليلًا منهم وهم معرِضون.



14) أخذ الميثاق عليهم بعدم سفك دمائهم، وإخراج أنفسهم من ديارهم، وإقرارهم وشهادتهم على ذلك، ثم نقضهم ميثاقَهم وقتل بعضهم لبعض، وإخراج فريق منهم من ديارهم بالإثم والعُدْوان، وشراؤهم الحياة الدنيا بالآخرة، وتوعُّدهم بردِّهم إلى أشد العذاب، فلا يُخفَّفُ عنهم العذاب ولا هم يُنصرون.



15) بيان قيام الحجة عليهم بإيتاء موسى الكتاب، وتتابُع الرسل بعده منهم، وإيتاء عيسى بن مريم البيِّناتِ، وتأييده برُوح القُدُس، وكلُّ ذلك لم ينجع فيهم، فاستكبَروا عما جاءتهم به الرسل، ففريقًا كذَّبوا وفريقًا يقتُلون، وزعموا أن قلوبهم غُلْفٌ ï´؟ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ï´¾ [البقرة: 88].



16) كفرهم بالقرآن المصدِّق لما معهم بعد معرفتهم له أنه من عند الله وحقٌّ وصدق؛ بغيًا وحسدًا، وغضب الله عليهم وتوعدهم بالعذاب الأليم.



17) زعمهم الكاذب أنهم يؤمنون بما أُنزِل إليهم ويكفُرون بما وراءه، فكيف يكفرون بالقرآن وهو الحقُّ مصدقًا لما معهم؟ ولِمَ يقتُلون أنبياء الله لو كانوا حقًّا مؤمنين؟!



18) ذمُّهم باتخاذهم العِجلَ مع ما جاءهم به موسى عليه السلام من البيِّنات على وحدانية الله تعالى، ووجوب إخلاص العبادة له وحده.



19) تذكيرهم بأخذ الميثاق عليهم، وتهديدهم برفع الطور فوقهم؛ ليأخُذوا ما آتاهم الله بقوة ويسمعوا، وعتوهم وتجبُّرهم وعنادهم، وقولهم: ï´؟ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ï´¾ [البقرة: 93]، وتعلُّق قلوبهم بحبِّ العجل والشِّرك بالله، فأين هم من الإيمان؟!



20) زعمهم الباطل أن لهم الدارَ الآخرة عند الله خالصةً من دون الناس، والرد عليهم، وتحدِّيهم بتمنِّي الموت إن كانوا صادقين بهذا الزعم، وبيان أنهم لن يَتمنَّوْهُ أبدًا بسبب ما قدَّمتْ أيديهم من الكفر والظلم، وموجبات سخط الله وعذابه، وبيان أنهم أشد الناس حرصًا على الحياة.



21) عداوة اليهود لجبريل عليه السلام، وأن الله عدوٌّ لهم ولعموم الكافرين، قال تعالى: ï´؟ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ï´¾ [البقرة: 98].



22) تكذيبهم الرسولَ صلى الله عليه وسلم المصدِّقَ لما معهم، ونبذُهم كتابَ الله تعالى القرآن الكريم وراء ظهورهم، وهم يعلمون صِدقَه وصدق ما جاء به.




23) اتباعهم ما تتلو الشياطينُ على مُلكِ سليمان من السِّحر، وتعلُّمهم ما يضرُّهم ولا ينفعهم، مع علمهم بأنه كفر، لا خلاق في الآخرة لمن اشتراه واعتاض به عن الإيمان.



24) خبث اليهود وتوريتهم بقولهم للرسول صلى الله عليه وسلم: ï´؟ رَاعِنَا ï´¾ [البقرة: 104] بوصفه بالرعونة، ونهيُ المؤمنين عن هذه المقالة، وأمرهم أن يقولوا: ï´؟ انْظُرْنَا ï´¾ [البقرة: 104]؛ بعدًا عن اللَّبس ومشابهة اليهود.




25) حسدُهم للمؤمنين ومودَّتُهم هم والمشركون أن لا ينزل على المؤمنين أيُّ خير من ربِّهم ï´؟ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ï´¾ [البقرة: 105].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18-06-2021, 03:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

موضوعات سورة البقرة (3)


1- إثبات النَّسخ في القرآن الكريم، وفي الشرائع السماوية كلِّها، وإبطالُ إنكار اليهود له تشكيكًا بدعوته صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الوحي الناسخِ لجميع الأديان. وبيان أقسام النَّسخ، والحكمة منه، وتقريرُ قدرة الله تعالى التامَّةِ على كل شيء، وسَعة مُلكِه عز وجل وسلطانه، لا وليَّ غيره، ولا ناصرَ سواه.

2- تحذير هذه الأمَّة من أن يَسألوا رسولَهم كما سأل اليهود موسى عليه السلام، مما فيه جرأة على الله تعالى، كما في قولهم: ï´؟ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ï´¾ [البقرة: 55]، ونحو ذلك مما فيه تبدُّل الكفر بالإيمان، والبعد عن سواء السبيل.

3- مودة أهل الكتاب أن يردُّوا المؤمنين من بعد إيمانهم كفارًا؛ حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبيَّن لهم الحق، وأمرُ المؤمنين بالعفو والصفح عنهم حتى يأذن الله بالأمر بقتال الكفار.

4- أمر المؤمنين بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وترغيبهم في تقديم الخير لأنفسهم؛ ليجدوا ثوابه عند الله تعالى.


5- زعم أهل الكتاب أنه لن يدخُل الجنةَ إلا من كان هُودًا أو نصارى، وبيان أن هذا مجرد أمانيَّ منهم، وإبطال زعمهم؛ ولهذا قال تعالى لهم: ï´؟ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ï´¾ [البقرة: 111، 112].

6- عداوة كلٍّ من اليهود والنصارى فيما بينهم، وتشكيك كلِّ طائفة منهم بما عليه الأخرى، مع أنهم يَتْلُونَ الكتاب ï´؟ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ï´¾ [البقرة: 113].

7- بيان أنه لا أحد أظلم ممن منَعَ مساجدَ الله أن يُذكَر فيها اسمُه وسعى في خرابها، والوعيد لمن فعل ذلك، وبيان أن لله عز وجل المشرقَ والمغرب، فأينما تولوا فثم وجهُ الله.

8- جرأة اليهود والنصارى في نسبتهم الولدَ إلى الله، تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا، وتنزيه الله تعالى نفسَه عن قولهم، وبيان أن له ما في السموات والأرض، خلقًا وملكًا وتدبيرًا، فلا حاجة لله إلى الولد.

9- شدة جهلهم وعتوهم وعنادهم في اقتراحهم أن يكلِّمهم الله، أو تأتيهم آية، وهذا يدل على عدم معرفتهم بالله تعالى وما يجب له من التعظيم، وعلى عدم اعتدادهم بمعجزة القرآن الكريم، والتي هي أكبر معجزات الرسل عليهم الصلاة والسلام.

10- تنبيهه صلى الله عليه وسلم على عدم رضا اليهود والنصارى عنه حتى يتَّبع مِلَّتَهم، ويترك هدى الله، وتحذيره من اتِّباع أهوائهم، والثناء على المؤمنين الذين يَتْلون الكتاب ويتَّبِعونه ويؤمنون به، وبيان خسران من كفر به.

11- ثم تعود الآيات لتأكيد تذكير بني إسرائيل بنعمة الله تعالى عليهم، وتفضيلهم على عالَمي زمانهم، وترهيبهم من يوم القيامة وأهواله.

12- تلا ذلك ذكر ابتلائه عز وجل لنبيِّه إبراهيم عليه السلام بكلمات وإتمامه عليه السلام لهن، وجعله للناس إمامًا، وقصة بناء البيت، وجعله مثابةً للناس وأمنًا وتطهيره، ودعاء إبراهيم عليه السلام للبلد الحرام بالأمن ورزق أهله الثمرات مَن آمَنَ منهم، ورفع إبراهيم القواعدَ من البيت وإسماعيل، ودعائهما اللهَ أن يتقبَّل منهما، وأن يجعلهما مسلمَينِ له ومن ذريتهما أمَّةً مسلِمة له، وأن يُريَهم مناسكهم، ويتوب عليهم، وأن يبعث فيهم رسولًا منهم يتلو عليهم آياتِه ويعلِّمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم.

13- تسفيه مَن رغب عن ملة إبراهيم، وبيان اصطفائه عز وجل له، وثناؤه عليه في سرعة استجابته لربه، وإسلامه له، ووصية إبراهيم عليه السلام بهذه المِلَّةِ بَنيه، وكذا أوصى بها يعقوبُ بنيه مِن بعده، ثم خُتِمت الآياتُ في هذا بقوله: ï´؟ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [البقرة: 134]، في إشارة واضحة إلى أنه لا ينفع مجرد الانتساب إلى إبراهيمَ أو إلى يعقوبَ دون اتِّباعِ ما كانا عليه من الحنيفيَّة السمحة.

14- حصر أهل الكتاب الهدايةَ فيمن كان هودًا أو نصارى، وإبطال قولهم هذا، وبيان أن الهداية في اتِّباع ملة إبرهيم حنيفًا وما كان من المشركين.

15- وجوب الإيمان بالله، وبما أُنزِل على رسولنا صلى الله عليه وسلم وما أُنزِل على إبراهيم وعلى جميع الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعدم التفريق بينهم، وبيان أن أهل الكتاب إنْ آمَنوا بمثل ما آمَنَ به المؤمنون من هذه الأمَّة فقد اهتدَوا، وإن تَوَلَّوْا فإنما هم في شقاق، ووعده عز وجل نبيَّه صلى الله عليه وسلم بكفايته إياهم، ثم ختم هذا بقوله: ï´؟ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ï´¾ [البقرة: 138].

16- توبيخ أهل الكتاب في محاجتهم للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في الله، وفي قولهم: إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودًا أو نصارى، والردُّ عليهم، وبيان أنه لا أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله، وتهديدهم باطِّلاع الله عليهم، ثم ختم هذا بقوله: ï´؟ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [البقرة: 141]، وفي هذا تأكيد لما سبق من الإشارة إلى أنه لا ينفعهم كونُهم من نسل الأنبياء والصالحين ما لم يعملوا بعلمهم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18-06-2021, 03:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم


موضوعات سورة البقرة (4)




1- ثم انتقلت السورة لذِكرِ حادثة تحويل القِبلة من بيت المَقْدِس إلى البيت الحرام، وهي أكبر حادثةٍ تشريعيَّة في الإسلام بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن عليه، وهي أعظم أمرٍ أقَضَّ مضاجع بني إسرائيل بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا وطَّأ القرآن لذلك بذِكرِ ما سيقول السفهاء من الناس - يعني اليهود - معترضين على حكم الله؛ وذلك تقويةً لقلب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: ï´؟سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ï´¾ [البقرة: 142]، فرَدَّ عز وجل عليهم وبيَّن له صلى الله عليه وسلم كيف يرُدُّ عليهم، كما بيَّن نعمته على هذه الأمَّة بجعلهم أمَّةً وسطًا؛ ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليهم شهيدًا، وبيَّن الحكمة من تحويل القِبلة، وهي معرفة مَن يتَّبِع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وطَمْأَنَهم بعدم تضييع صلاة من صلَّوا إلى بيت المقدِس قبل تحويل القِبلة، ثم أمَرَه صلى الله عليه وسلم بالتوجُّه شطر المسجد الحرام، وأمَرَ أمَّتَه بذلك، وبيَّن أن أهل الكتاب يعلمون أنه الحقُّ من ربِّهم، وأنه لو جاءهم كلُّ آية ما تَبِعوا قِبلتَه، وما بعضهم بتابعٍ قِبلةَ بعض، وحذَّره من اتِّباع أهوائهم، وبيَّن أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم لكنهم يكتمون الحق وهم يعلمون، وبيَّن عز وجل أنه الحق الذي لا مِريةَ فيه، ثم أكَّد عز وجل الأمرَ له صلى الله عليه وسلم ولأمَّتِه بالتوجه شطر المسجد الحرام؛ لئلا يكون للناس عليهم حجة إلا الذين ظلَموا منهم، ولإتمام نعمته عليهم وهدايتهم، كما هي نعمته الكبرى عليهم قبل ذلك بإرسال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم، يتلو عليهم آياتِه ويزكِّيهم، ويعلِّمهم الكتابَ والحكمة، ويعلِّمهم ما لم يكونوا يعلمون، ثم ختم الآيات في هذا بقوله: ï´؟فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ï´¾ [البقرة: 152]؛ إشعارًا بعِظَمِ هذه النِّعمة على الأمَّة، وهي تحويل القِبلة إلى البيت الحرام قِبلةِ إبراهيم عليه السلام، ووجوب ذِكرِ الله وشكرِه عليها.


2- أمر المؤمنين بالاستعانة بالصبر والصلاة، وبخاصة عند المصائب، واحتساب مَن يُقتَل في سبيل الله أحياءً عند الله تعالى، واحتساب ما يحصل من الابتلاء بالخوف والجوع ونقص الأموال والأنفُس والثمرات عند الله عز وجل، وختم هذا بالبشارة للصابرين ï´؟الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ï´¾ [البقرة: 156]، وأثنى عليهم ووعَدَهم بالرحمة، وحصر الاهتداء فيهم.

3- بيان أن الصفا والمروة من شعائر الله، ومشروعية الطواف بهما.

4- ذمُّ الذين يكتُمون ما أنْزَلَ الله من البيِّنات والهدى ولعنُهم، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيَّنوا، والوعيد لمن كفروا وماتوا وهم كفار باللعنة والعذاب.

5- إثبات ألوهية الله عز وجل ووحدانيته ورحمته، والتنبيه على آياته في خلق السموات والأرض، وفي الكون كلِّه، الدالة على تمام قدرته وكمال عظَمتِه لذوي العقول.

6- ذم الذين يتخذون أندادًا من دون الله، ويُشركونهم مع الله، وتصوير سوء حال المتبوعين وأتباعهم يوم القيامة، وبراءة بعضهم من بعض، وعداوة بعضهم لبعض، ورؤيتهم أعمالهم حسراتٍ عليهم، وخلودهم في النار.

7- أمر الناس بالأكل مما في الأرض حلالًا طيبًا، وتحذيرهم من اتباع خطوات الشيطان وأوامرِه السيئة، والقول على الله بلا علم.

8- ذم المشركين والكفار في تقليدهم آباءهم من غير تعقُّل وعلى غير هدى، وتمثيل حالتهم بحال الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداء، صمٌّ بكم عُمْيٌ فهم لا يعقلون.

9- أمر المؤمنين بالأكل من طيبات ما رزَقَهم الله، وشكره وعبادته، وبيان المحرَّم عليهم، وإباحة الأكل منه عند الضرورة.

10- ذم الذين يكتُمون ما أنزل الله من الكتاب، ويشترون به ثمنًا قليلًا، ويشترون الضلالة بالهدى، وحرمانهم تكليمَ الله وتزكيته لهم، وتوعُّدُهم بالعذاب الأليم، وبيان أن الله أنزل الكتاب بالحق، وأن الذين اختلَفوا فيه لفي شقاقٍ بعيد.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18-06-2021, 03:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

موضوعات سورة البقرة (5)

1- ثم انتقَلَت السورة للتفصيل في كثير من الأحكام العقَديَّة والعملية، ابتدأتْها بذِكرِ آيةٍ جامعة لخِصال البِرِّ وأعظم أصول الإسلام، وبيان أنه ليس البر مجرد التوجه جهة المشرق أو المغرب، وإنما البرُّ بالإيمان بالله وبجميع أصول الإيمان، والعمل بجميع شرائع الإسلام؛ من إيتاء المال على حبِّه للمحتاجين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والوفاء بالعهد، والصبر في البأساء والضراء، وحين البأس، ثم ختم الآية بامتداح أهل هذه الصفات بقوله: ï´؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ï´¾ [البقرة: 177].




2- ثم ذكر وجوب القِصاص في القتلى وحكمتِه، ووجوب العدل فيه، ورغَّب في العفو عنه تخفيفًا منه تعالى ورحمة، وتوعَّد من اعتدى بعد ذلك بالعذاب الأليم، ثم ذكر حُكم الوصية، وحذَّر من تبديلها، ورغَّب في الإصلاح فيها.



3- ثم ذكر فرض صيام رمضان وحكمته وأحكامه، ونزول القرآن في هذا الشهر، وأكَّد وجوب صيامه، وأباح الفطر للمريض والمسافر والقضاء تيسيرًا على الأمَّة، وليكملوا العِدَّةَ، ويُكبِّروا الله على ما هداهم ويشكُروه، وبيَّن عز وجل قُربَه من عباده وإجابته دعوةَ من دعاه، ورغَّبهم في الاستجابة له والإيمان به؛ ليرشُدوا، كما بيَّن حِلَّ الجِماع لياليَ الصوم، وإباحة الأكل والشرب والجماع من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، ونهى عن مباشرة النساء حال الاعتكاف في المساجد.



4- ثم نهاهم عن أكل أموالهم بينهم بالباطل، والإدلاء بها إلى الحكام ليأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم وهم يعلمون، وأَتْبَعَ ذلك بذكر سؤالهم عن الأهلَّة، وبيَّن لهم الحكمة فيها وفائدتها.



5- ثم أمر المؤمنين بالقتال في سبيل الله للذين يُقاتِلونهم، ونهاهم عن الاعتداء، وحرَّضهم على القتال، فقال تعالى: ï´؟ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ï´¾ [البقرة: 191]، وبيَّن أن الفتنة في الدِّين وصدَّ الناس عنه أشدُّ من قتلهم، ونهاهم عن قتالهم في المسجد الحرام حتى يقاتلوهم فيه، ثم أكَّد قتالهم مرة ثالثة حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدينُ لله، فإنِ انتهَوا كفَّ عنهم، فلا عدوان إلا على الظالمين.



ثم بيَّن أن الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص، فمن اعتدى علينا نعتدي عليه بمثل ما اعتدى علينا في أي زمان ومكان، وحثَّ على تقوى الله والإنفاق في سبيله، وحذَّر من الإلقاء بالأنفُسِ إلى التهلكة بترك الجهاد، ورغَّب في الإحسان.



6- ثم انتقلت السورة إلى الكلام عن الحجِّ وأحكامه وآدابه، بالأمر بإتمام الحج والعمرة لله، وبيان حكم الإحصار والواجب فيه، وفدية ارتكاب المحظور، وفدية التمتُّع، وبديلها، وبيان أن التمتع لغير أهل الحرم، وأن الحج أشهرٌ معلومات، وبيان ما يجب على الحاج تركُه، والترغيب في التزود، والحث على التقوى وأنها خير الزاد، وإباحة طلب الرزق في الحج، والأمر بذكر الله بعد الإفاضة من عرفات عند المشعر الحرام، والإفاضة من حيث أفاض الناس، والاستغفار، والإكثار من الذكر بعد قضاء النسك وفي الأيام المعدودات، وبيان جواز التعجُّل مِن مِنًى أو التأخر.



7- ثم بيَّن أن من الناس ï´؟ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ï´¾ [البقرة: 204]، ساعٍ في الأرض في الإفساد وإهلاك الحرث والنسل، متمادٍ في طغيانه وإفساده، فإذا أُمِر بتقوى الله أخَذتْه العزة بالإثم، فحسْبُه جهنم وبئس المهاد، ومنهم من يبيع نفسه طلبًا لمرضاة الله تعالى، وشتان ما بين الفريقين: ساعٍ في هلاك نفسه، وساعٍ في فكاكها.



ثم أمر عز وجل الناسَ بالدخول في السِّلْم كافة، ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان، وحذَّرهم عقاب الله تعالى في الدنيا والآخرة، وضرب لهم مثلًا ببني إسرائيل الذين لم تنجع فيهم الآياتُ، وحذَّرهم من تبديل نعمة الله، والتعرُّض الشديد لعقابه.



وبيَّن أنه زُيِّن للذين كفروا الحياةُ الدنيا؛ ولهذا ركنوا إليها، وأُعجِبوا بها، وصاروا يَسْخَرون من الذين آمَنوا، والذين آمَنوا فوقهم يوم القيامة.



8- ثم ذكر سبب إرسال الرسل، وهو اختلاف الناس بعد أن كانوا أمَّةً واحدة على التوحيد والدِّين الحق، فبعَثَ الله النبيِّين مبشِّرين ومنذِرين، وأنزل معهم الكتابَ بالحق ليحكُمَ بين الناس فيما اختلَفوا فيه، فهدى الذين آمنوا لما اختلَفوا فيه من الحقِّ بإذنه.



9- تلا ذلك تقريرُ أن دخول الجنة يقتضي الابتلاءَ والتمحيص قبل ذلك، كما هي سنة الله تعالى فيمن خلَوا، مسَّتْهم البأساء والضراء وزُلزِلوا.



10- ثم الإجابة عن سؤال بعض الصحابة: ماذا يُنفِقون؟ مبيِّنًا ذلك، وما هو أهم، وهو مصرف الإنفاق.



11- ثم عادت السورة للكلام عن القتال ووجوبه، وبيان أنه أمر شاقٌّ مكروه للنفوس، وكم خير في كثير من المكاره، والإجابة عن سؤالهم عن حكم القتال في الشهر الحرام، وأنه أمرٌ كبير، وأن الصدَّ عن سبيل الله والكفر به والصد عن المسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبرُ عند الله، والفتنة أشدُّ من القتل، وبعد التحريض على القتال ختم بوعد الذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله برحمته فقال: ï´؟ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ï´¾ [البقرة: 218].




12- تلا ذلك الإجابةُ عن سؤال الصحابة رضي الله عنهم عن الخمر والميسر، وبيان أن فيهما إثمًا كبيرًا ومنافعَ للناس، وإثمُهما أكبر من نفعهما، ثم الإجابة عن سؤالهم عن اليتامى بالترغيب في الإصلاح لهم وأنه خير، وبيان جواز مخالطتهم.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18-06-2021, 03:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

موضوعات سورة البقرة (6)



1) ثم انتقلت السورةُ إلى الكلام عن أحكام النكاح، وبدأتْ بالنهي عن مناكحة المشركين، تلا ذلك الإجابةُ عن سؤالهم عن المحيض، وبيان أنه أذًى، والنهي عن جِماع الحائض حتى تطهُر وتغتسل، وبيان جواز إتيان المرأة على أي حال إذا كان ذلك في موضع الحرث، وختم ذلك بنهيِهم أن يجعلوا الله عُرضةً لأيمانهم، وحائلًا بينهم وبين البرِّ والتقوى، وبيان عدم مؤاخذتهم بلغو اليمين؛ وإنما يؤاخَذون باليمين المنعقدة المكتسبة بالقلوب، ثم أعقب ذلك الكلامُ عن أحكام الإيلاء والطلاق والرَّضاع والعدة والخطبة والصَّداق ومتعة المطلَّقات.



2) تلا ذلك الأمرُ بالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى، والقيام لله تعالى والقنوت له، والصلاة حال الخوف رِجالًا ورُكْبانًا، وخُتمت الآيات في هذه الأحكام بالامتنان عليهم ببيانه عز وجل لهم الآياتِ لعلهم يعقلون.



3) ثم ذكر قصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف وقال الله لهم: موتوا، ثم أحياهم، وأمرهم بالقتال في سبيل الله، والترغيب في الإنفاق والصدقة والقرض الحسن.



4) ثم ذكر قصة الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم: ابعث لنا مَلِكًا نُقاتِلْ في سبيل الله، وإظهار رغبتهم في القتال، فبعث الله لهم طالوت ملكًا، فقالوا: ï´؟ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ï´¾ [البقرة: 247]، وابتلاءهم بالنهر وشربهم منه إلا قليلًا منهم، وقتل داود جالوت، وإيتاء الله داود المُلْك والحكمة وتعليمه مما يشاء، ثم ختم هذا بقوله: ï´؟ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ï´¾ [البقرة: 252].



5) تلا ذلك التنويهُ بشأن الرسل السابقين وأخبارهم، وتفضيل بعضهم على بعض؛ منهم من كلَّم الله ورفع بعضهم درجات، وإيتاء عيسى بن مريم البيِّنات، واقتتال الذين مِن بعدهم واختلافهم، فمنهم مَن آمَنَ ومنهم مَن كفر، بمشيئة الله تعالى وإرادته الكونية.



6) ثم أمر المؤمنين بالإنفاق مما رزقهم الله ï´؟ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ï´¾ [البقرة: 254].



7) تلا ذلك ذِكرُ أعظم آية في القرآن الكريم؛ آية الكرسي ï´؟ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ï´¾ [البقرة: 255]، التي اشتملت على أعظم صفات الله تعالى، مِن تفرُّدِه بالإلهية وكمالها، وكمال حياته، وكمال قيُّوميَّتِه، وانتفاء النقص عنه، وسَعة مُلكِه، واختصاصه بكمال المُلْك، والتدبير، وسَعة علمه، وعدم قدرة الخلق على الإحاطة بشيء من علمه، وسَعة كرسيِّه للسموات والأرض، وكمال قدرته وحفظه، وكمال علوِّه وعظَمته. ثم بيان عدم الإكراه في الدِّين؛ لتبيُّنِ الرُّشد من الغَيِّ، وأن من كفر بالطاغوت وآمَنَ بالله، فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وبيان وَلايتِه عز وجل للذين آمَنوا، وإخراجه لهم من الظلمات إلى النور، وأن الذين كفروا أولياؤهم الطاغوتُ يُخرِجونهم من النور إلى الظلُمات ï´؟ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ï´¾ [البقرة: 257].




8) ثم ذكر قصة الذي حاجَّ إبراهيم في ربِّه، وقصة الذي مرَّ على قرية وهي خاوية على عروشها، فقال: أنَّى يُحيِي اللهُ هذه بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام ثم بعثه، وجعله آية للناس.



9) تلا ذلك ذِكرُ قول إبراهيم عليه السلام: ï´؟ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ï´¾ [البقرة: 260]، وذلك منه عليه السلام؛ ليجمع بين علم اليقين وعين اليقين؛ ولهذا بيَّن الله له ذلك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24-06-2021, 03:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم





تفسير قوله تعالى: ( الم )



بسم الله الرحمن الرحيم



ï´؟ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [البقرة: 1 - 5].







سبق الكلام في تفسير الاستعاذة والبسملة.







قوله تعالى: ï´؟ الم ï´¾ [البقرة: 1].








افتَتَح الله عز وجل تسعًا وعشرين سورة من سور القرآن الكريم بالحروف المقطَّعة؛ كقوله تعالى: ï´؟ الم ï´¾، ï´؟ المص ï´¾، ï´؟ الر ï´¾، ï´؟ المر ï´¾، ï´؟ كهيعص ï´¾، ï´؟ طه ï´¾، ï´؟ طسم ï´¾، ï´؟ طس ï´¾، ï´؟ يس ï´¾، ï´؟ ص ï´¾، ï´؟ حم ï´¾، ï´؟ حم * عسق ï´¾، ï´؟ ق ï´¾، ï´؟ ن ï´¾.







فافتتح عز وجل ستَّ سور بقوله تعالى: ï´؟ الم ï´¾، هي: سورة البقرة، وآل عمران، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة.







وافتتح سورة الأعراف بقوله تعالى: ï´؟ المص ï´¾.







وافتتح خمس سور بقوله تعالى: ï´؟ الر ï´¾، هي: سورة يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحِجْر.







وافتتح سورة الرعد بقوله تعالى: ï´؟ المر ï´¾.



وافتتح سورة مريم بقوله تعالى: ï´؟ كهيعص ï´¾.



وافتتح سورة طه بقوله تعالى: ï´؟ طه ï´¾.







وافتتح سورتين بقوله تعالى: ï´؟ طسم ï´¾، هما: سورة الشعراء، والقصص.







وافتتح سورة النمل بقوله تعالى: ï´؟ طس ï´¾.



وافتتح سورة يس بقوله تعالى: ï´؟ يس ï´¾.



وافتتح سورة ص بقوله تعالى: ï´؟ ص ï´¾.







وافتتح ست سور بقوله تعالى: ï´؟ حم ï´¾، هي: سورة غافر، وفصلت، والزخرف، والدخان, والجاثية، والأحقاف.







وافتتح سورة الشورى بقوله تعالى: ï´؟ حم * عسق ï´¾.



وافتتح سورة ق بقوله تعالى: ï´؟ ق ï´¾.



وافتتح سورة القلم بقوله تعالى: ï´؟ ن ï´¾.



واختلَفوا هل تُعَدُّ هذه الحروف آيات أو لا؟







قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله[1]: "وهذه الحروف ليست آيات عند جمهور العلماء، وإنما يعدها آيات الكوفيون".







قلت: وعلى قول الكوفيين جاء ترقيم وعَدُّ آياتِ المصحف، حيث عُدَّت هذه الحروف آيةً من السورة التي جاءت فيها، عدا قوله تعالى: ï´؟ حم * عسق ï´¾ فعدُّوها آيتين من السورة، وعدا قوله تعالى: ï´؟ الر ï´¾، ï´؟ المر ï´¾، ï´؟ طس ï´¾، ï´؟ ص ï´¾، ï´؟ ق ï´¾، ï´؟ ن ï´¾، فعدُّوها بعض آية من السورة.







كما اختلفوا في إعرابها: فذهب الخليل وسيبويه وأكثر المعربين إلى أنها حروف هجاء محكية، لا محل لها من الإعراب.







وذهب بعضهم إلى أنها معربة، ومحلها الرفع على الابتداء لخبر مقدَّر، أو على الخبر لمبتدأ مقدَّر، وقيل: محلها النصب على المفعول به بتقدير: اقرأ ï´؟ الم ï´¾ ونحو ذلك.







وقيل: محلها الجر بالقَسَم.



والراجح القول الأول: أنها لا محل لها من الإعراب.



كما اختلف المفسرون سلفًا وخلفًا في المراد بهذه الحروف.







فذهب جمهور المفسرين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى أن هذه الحروف من المتشابه الذي استأثَر الله بعلمه، واختار هذا بعض المفسرين، منهم جلال الدين السيوطي[2]، والشوكاني[3]، والسعدي. قال السعدي[4]: "وأما الحروف المقطعة في أوائل السور، فالأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها من غير مستند شرعي، مع الجزم بأن الله لم يُنزلها عبثًا، بل لحكمة لا نعلمها".







وذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الحروف ليست من المتشابه، لكنهم اختلفوا في المراد بها اختلافًا كثيرًا، وحُكي في ذلك نحو من ثلاثين قولًا.







فقيل: هي حروف يتكون منها اسم الله الأعظم.







وقيل: هي أسماء للسور المفتتحة بها؛ كتسميه "الم السجدة" و"طه"، و"يس"، و"ص"، و"ق".







وقيل: هي من أسماء القرآن، وقيل: هي أقسام أقسَمَ الله بها لشرفها وفضلها.







وقيل: هي حروف دالة على أسماء أخذت منها، وحذفت بقيتها.







وقيل: هي فواتح يفتتح الله بها القرآن، وقيل: للدلالة على انتهاء السورة التي قبلها، وافتتاح ما بعدها.







وقيل: هي حروف يشتمل كل حرف منها على معانٍ شتى مختلفة، وقيل: هي أسماء للرسول صلى الله عليه وسلم.







وقيل: لصرف أسماع المشركين إلى القرآن الكريم، لما تَواصَوا بعدم سماع القرآن.







وقيل: هي حروف من حساب الجمل. وقيل: هي تنبيه كـ"يا" النداء.







وأقرب الأقوال في المراد بها: أنها حروف من حروف الهجاء، كما قال مجاهد[5]، فهي حروف هجائية لا معنى لها بحد ذاتها، لكن لذِكرِها مغزى وحكمة، وهي بيان إعجاز القرآن الكريم، والتحدي به، وبيان أن الخلق عاجزون عن معارضته مع أنه مركَّب من هذه الحروف الهجائية التي يتخاطبون بها، ويؤيد صحةَ هذا القول أمران:



الأول: أن القول بأن لها مغزى وحكمة فيه بيان أن لها فائدة عظيمة، وإن كانت في حد ذاتها حروفًا من حروف الهجاء المعروفة ليس لها معنى؛ بخلاف القول بأنها من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه؛ لأن الله عز وجل خاطَبَ العرب بما يعرفون، وبذلك قامت عليهم الحجة، كما قال سبحانه وتعالى: ï´؟ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ï´¾ [الشعراء: 195].








كما أن بقية الأقوال التي قيلت في المراد بها لا دليل عليها، ولا حكمة تظهر منها ولا فائدة.







الثاني: أن جميع السور المفتتحة بالحروف المقطعة يُذكَر فيها بعد هذه الحروف - غالبًا - الثناءُ على القرآن الكريم وبيان إعجازه، وأنه الحق الذي لا شك فيه؛ كقوله تعالى في مطلع سورة البقرة: ï´؟ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [البقرة: 1، 2]، وكقوله تعالى: ï´؟ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ï´¾ [ص: 1]، وكقوله تعالى: ï´؟ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ï´¾ [ق: 1].







ولهذا؛ فإن كل السور المبدوءة بهذه الحروف مكيةٌ؛ لإفحام المشركين، إلا البقرة وآل عمران.







وبهذا القول - وهو: أن هذه الحروف ذُكِرتْ لبيان إعجاز القرآن - قال جمع من أهل اللغة؛ منهم: المبرد[6]، وقطرب، والفراء، واستظهر هذا الراغبُ الأصفهاني[7]، واختاره الزمخشري[8]، والرازي[9]، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والمزي، وابن القيم[10]، وابن كثير[11]، ومحمد رشيد رضا[12] والشنقيطي[13]، والعثيمين[14]، وغيرهم.







قال ابن كثير[15] رحمه الله بعدما ذكر عددًا من الأقوال في المراد بهذه الحروف، قال: "وقال آخرون: بل إنما ذُكِرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه مركَّب من الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها. قال: وقد حكى هذا المذهبَ الرازيُّ في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين، وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا، وقرَّره الزمخشري في "كشافه" ونصره أتم نصر، وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية، وشيخنا الحافظ المجتهد المزي، وحكاه لي عن ابن تيمية".







وقال ابن القيم رحمه الله[16]: "والصحيح: أن "ن" و"ق" و"ص" من حروف الهجاء التي يفتتح بها سبحانه بعض السور، وهي أحادية وثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية، ولم تجاوز الخمسة، ولم تذكر قط في أول سورة إلا وعقبها بذكر القرآن، إما مقسمًا به، وإما مخبرًا عنه، ما خلا سورتين سورة "كهيعص" و"ن"، ففي هذا تنبيه على شرف هذه الحروف وعظم قدرها وجلالتها؛ إذ هي مباني كلامه وكتبه التي تكلَّم سبحانه بها، وأنزلها على رسله، وهدى بها عباده، وعرَّفهم بواسطتها نفسَه وأسماءه، وصفاتِه وأفعالَه، وأمره ونهيه، ووعيدَه ووعده، وعرَّفهم بها الخير والشر، والحسن والقبيح، وأقدرهم على التكلُّم بها.. وهذا من أعظم نعمه عليهم، كما هو من أعظم آياته".







قال رحمه الله في "النونية"[17]:





وانظر إلى السور التي افتُتحت بأح

رفها ترى سرًّا عظيم الشانِ




لم يأتِ قط بسورة إلا أتى

في إثرها خَبَرٌ عنِ القرآنِ




إذ كان إخبارًا به عنها وفي

هذا الشفاءُ لطالبِ الإيمانِ




ويدلُّ أن كلامه هو نفسُها

لا غيرُها والحقُّ ذو تِبيانِ




فانظر إلى مبدا الكتاب وبعدها ال

أعراف ثم كذا إلى لقمانِ




معْ تلْوها أيضًا ومعْ حم معْ

يس وافهم مقتضى القرآنِ









وذكر شيخُنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أمثلةً لما افتتح بهذه الحروف من السور القليلة التي ليس فيها ذكر للقرآن، ولكن فيها ذكر شيء من خصائص القرآن؛ كقوله تعالى: ï´؟ كهيعص ï´¾ [مريم: 1]، فهذه السورة جاء فيها ذكر خاصية من خصائص القرآن، وهي ذكر قصص من كان قبلنا: ï´؟ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ï´¾ [مريم: 2]، والآيات بعدها، وكقوله تعالى: ï´؟ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ ï´¾ [الروم: 1، 2]، فهذه السورة ليس فيها ذكر للقرآن، ولكن فيها ذكر شيء من خصائصه، وهو الإخبار عن المستقبل: ï´؟ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ï´¾ [الروم: 2 - 4]، وكقوله تعالى: ï´؟ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ï´¾ [العنكبوت: 1، 2]، فهذه السورة ليس فيها ذكر القرآن، ولكن فيها ذكر شيء من خصائصه، وهو القصص: ï´؟ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ï´¾ [العنكبوت: 3][18].







وأيضًا، فإن المتأمل في السور التي لم يَرِدْ فيها الثناء على القرآن وذكر إعجازه، مما افتتح بهذه الحروف - وهي: مريم، والعنكبوت، والروم، والقلم - يجد أنها اشتملت على معانٍ تدل على إثبات النبوة وصدق القرآن.







فالخلاصة أن هذه الحروف - والله أعلم - ذُكِرت في مطلع بعض السور لحكمة عظيمة، وهي بيان إعجاز القرآن الكريم في ألفاظه ومعانيه[19]، وتحدِّي الخلق، وبخاصة العرب الذين هم أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان والذين نزل القرآن بلغتهم، وأنهم عاجزون عن الإتيان بمثله، بل بعَشرِ سُوَرٍ مثله، بل بسورة من مثله، مع أنه بهذه الحروف التي ينطقون بها، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: "الم" حرف، ولكنْ ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))[20].







ومما يؤسف له أن هذه اللغة العظيمة التي وَسِعَتْ كتاب الله عز وجل، وهي وعاؤه، والتي هي أعظم اللغات وأفضلها وأوسعها وأحسنها - تكاد تحتضر وتُوأَد عقوقًا على يد أبنائها باستبدالهم اللغات واللهجات العامية مكانها، ومزاحمتها باللغات الأجنبية، مما يمثل خطرًا عظيمًا على الأمَّة في أغلى شيء لديها، وهو دينها وموروثها، في فهم كتاب ربِّها وسنة نبيِّها صلى الله عليه وسلم.







ورحم الله الشاعر حافظ إبراهيم حيث قال من قصيدة على لسان اللغة العربية[21]:





رجَعتُ لنفسي فاتهمتُ حصاتي

وناديتُ قومي فاحتسبتُ حياتي




رمَوْني بعقم في الشباب ولَيْتَني

عقمتُ فلم أجزع لقولِ عُداتي




ولَدتُ ولما لم أجد لعرائسي

رجالًا وأكْفاءً وأدتُ بناتي




وَسِعْتُ كتابَ الله لفظًا وغاية

وما ضِقتُ عن آيٍ به وعظاتِ




فكيف أضيقُ اليومَ عن وصف آلة

وتنسيقِ أسماء لمخترعاتِ




أنا البحرُ في أحشائه الدرُّ كامنٌ

فهل سألوا الغواص عن صدفاتي






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24-06-2021, 03:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

فيا وَيْحكم أبلى وتَبلى محاسني

ومنكم وإن عزَّ الدواء أساتي




فلا تكلوني للزمان فإنني

أخاف عليكم أن تحين وفاتي




أرى لرجالِ الغرب عزًّا ومنْعة

وكم عزَّ أقوام بعزِّ لغات




أتَوا أهلَهم بالمعجزات تفنُّنًا

فيا ليتكم تأتون بالكلماتِ




أيُطرِبُكم من جانب الغرب ناعبٌ

ينادي بوَأْدي في ربيع حياتي




سقى الله في بطن الجزيرة أعظُمًا

يعزُّ عليها أن تَلينَ قناتي




حَفِظنَ وِدادي في البِلى وحفظتُه

لهن بقلبٍ دائم الحسراتِ




وفاخرتُ أهلَ الغربِ والشرقُ مطرق

حياء بتلك الأعظُمِ النخِراتِ




أرى كلَّ يوم في الجرائد مزلقًا

من القبر يُدْنيني بغير أناة




وأسمعُ للكُتَّابِ في مصر ضجةً

فأعلمُ أن الصائحين نُعاتي




أيهجُرُني قومي عفا اللهُ عنهمُ

إلى لغةٍ لم تتصل برُواةِ




سَرَتْ لُوثةُ الإفرنج فيها كما سرى

لعابُ الأفاعي في مسيلِ فُراتِ







ولهذا فإن مما يتوجَّب على الأمة العربية والإسلامية ممثَّلة بحكوماتها وشعوبها، بجامعاتها ومؤسساتها التعليمية ومراكز البحوث، ووسائل الإعلام المشهودة والمسموعة والمرئية - العنايةُ التامة باللغة العربية لغة القرآن الكريم من خلال تعليم اللغة العربية الفصحى في جميع مراحل التعليم، مقرونًا بالتطبيق والمحاكاة والتمرين والتدريب على النطق الصحيح السليم، بدلًا من الطريقة التقليدية العقيمة المتبعة في تعليم اللغة العربية في كثير من البلاد العربية والإسلامية وغيرها.







ومن خلال اعتماد اللغة العربية الفصحى في كل ما ُيكتَب ويُنشَر من الكتب والبحوث والمقالات، وفي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وفي الإعلانات، وفي إلقاء المحاضرات والدروس ما أمكن.







ومن خلال تأسيس جمعيات للغة العربية في جميع البلاد العربية والإسلامية، ومواقع على شبكة الإنترنت تكون مهمتها الحفاظ على اللغة الفصحى لغة القرآن الكريم بالتواصل مع جميع المؤسسات الحكومية والأهلية العامة والخاصة في البلاد العربية والإسلامية، وتشجيعها على التزام اللغة العربية، وبيان أن ذلك مما يثاب عليه؛ لما فيه من الحفاظ على لغة القرآن الكريم، والتوعية بأهمية ذلك، والتنبيه على الأخطاء الشائعة، وبخاصة ما ينشر على اللوحات الإعلانية في الأماكن العامة، وفي الصحف والمجلات، وعلى شاشات الفضائيات، وفي الكتابة والتخاطب عبر وسائل الاتصال الحديثة، وغير ذلك.







[1] انظر: "مجموع الفتاوى" (20/420).



[2] انظر: "الإتقان" (4/3، 118).



[3]انظر: "فتح القدير" (1/32).



[4]انظر: "تيسير الكريم الرحمن" (1/39).



[5] أخرجه الطبري في "جامع البيان" (1/ 209) - تحقيق التركي.



[6] انظر: "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج (1/55- 56).



[7] انظر: مقدمة "جامع التفسير" لأبي القاسم الراغب الأصفهاني، تحقيق أحمد حسن فرحات (ص142).



[8] في "الكشاف" (1/ 13- 18).



[9] في "التفسير الكبير" (1/ 3- 12).



[10] انظر "بدائع التفسير" 4/ 499، "تفسير القرآن الكريم" للعثيمين (1/ 23).



[11] في "تفسيره" (7/ 59) طبعة دار الشعب.



[12] في "تفسير المنار" (8/ 296).



[13] في "أضواء البيان" (3/ 5).



[14] في "تفسيره" (1/ 22- 23).



[15] في "تفسيره" (1/ 38)- الطبعة الحلبية.



[16] انظر "بدائع التفسير" (4/ 499).



[17] ص46، الطبعة الثانية 1417هـ.



[18] انظر: "تفسير القرآن الكريم - الفاتحة، البقرة" لفضيلة الشيخ محمد العثيمين (1: 23).



[19] وليس في عدد حروفه وحسابها، كما زعم أدعياء الإعجاز العددي أن هذه الحروف تدل على إعجاز من نوع العدد والحساب؛ لأن القرآن نزل لإصلاح الخلق، لا لامتحان عقولهم بالعدد.



[20] أخرجه الترمذي في فضائل القرآن (2960)- من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وقال: "حديث حسن صحيح غريب".



[21] انظر: "ديوان حافظ إبراهيم" ص253 .









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 256.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 251.02 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (2.29%)]