المال والزواج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الوهن الذي أصاب الأمــة جعلهــا تخشى قوة الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التراجم: نماذج من المستشرقين المنصِّرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الاستشراق والتنصير مدى العلاقة بين ظاهرتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 34 )           »          وسواس بسبب صدمة في الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أريد التخلص من الأفكار السلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وهم الخيانة الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          مشكلة بطء الاستيعاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ارتعاش اليدين عند الغضب والتوتر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          قلة التركيز والنسيان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          راقبت أصدقائي واكتشفت شذوذهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-11-2020, 12:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,634
الدولة : Egypt
افتراضي المال والزواج

المال والزواج
فاطمة عبد الرؤوف


"لا يعيب الرجل إلا جيبه"، هكذا نطقت الأم وقرر الأب، وتمت الزيجة، بل الزيجات الكثيرة التي لا يوجد ما يبررها سوى وجود المال فقط.. ما يمتلك في البنك، وما يحوز من أراض، مقدار المهر والهدايا.. فهل نحن حقا في عصر المادة ومبدأ (معك قرش فقيمتك قرش)؟ هل هذا أصبح القانون الذي لا يمكن تحديه، ولا يملك أحد اختراقه؟
والنتيجة ببساطة آلاف الأسر التعيسة القلقة التي تأكلها المشاكل ليل نهار، ولا يحافظ على تماسكها إلا السبب الذي قامت لأجله، ألا وهو المظاهر والمجتمع، في حين أن الضمائر والقلوب تنطوي على الألم والضيق وعدم الحب، وذلك على أقل تقدير.
وماذا ننتظر من فتاة لم تعرف عن زوجها غير أنه قادر على إعالتها وتوفير حياة يسيرة لها؟، لكنها لم تعرف أخلاقه والتزامه الخلقي، هل سيكرمها أم يهينها بعد أن امتلكها بما اشتراها به من مال؟ هل سيعاملها بالرفق واللين أم سيجرحها بالكلمات النابية الفجة؟

معايير الاختيار

القرآن يتكلم عن السكن.. المودة.. الرحمة، والناس تتكلم في المال والذهب، فكيف نكون مؤمنين بالله - تعالى - وبكتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ثم لا نحتكم إليه.. قد يحكمنا القانون الوضعي في بعض الأمور، ونقبل به قبول المضطر، أما قانون الزواج فما يحكمنا فيه، مجرد عادات وتقاليد بالية وظالمة تجعل المعيار الوحيد هو المال.

فالعروس وأهلها يبحثون عن الرجل الثري، والكارثة الأكبر من ذلك أن هناك أيضا من الشباب من يبحث عن فتاة ثرية تنقله نقلة نوعية كبيرة في حياته، أو على الأقل تساعده مرحليا في تجاوز ظروفه المادية الصعبة.
نرى ذلك في واقعنا، بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك))[رواه مسلم]، وليس معنى ذلك بالطبع أن الإنسان المتدين يرفض الثرية أو الجميلة، لكنه لا يتزوج لهذا السبب وحده، وإنما الأصل أن يبحث عن المرأة المتدينة، ثم لا بأس من كونها ثرية أو جميلة.

التكافؤ مبدأ أصيل

تحدث العلماء كثيرا عن التكافؤ في الزواج، فالمتدينة الثرية قد لا تناسب المتدين الفقير، والشريفة ذات الحسب قد لا تناسب ذوي الأصول المتواضعة، لا من حيث صحة الزواج نفسه ولكن من حيث التوافق النفسي والمجتمعي، ولعل ما حدث لأم المؤمنين زينب بنت جحش أكبر شاهد تاريخي على ما نقول.

والشاب المسلم ينبغي عليه أن يتفكر في حياته.. في زواجه.. في التوافق النفسي والتناسب الأسري ثم يتخذ قراره.

وكذلك الفتاة المسلمة حين تفكر هي وولي أمرها في كيفية اختيار شريك الحياة ينبغي أن تضع نصب أعينها قول النبي صلى الله عليه: (("إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه))[رواه الترمذي]، فالأساس الأول هو الدين ولكن هناك اعتبارات أخرى مهمة في الزواج حتى يتحقق السكن، ولا شك أن الكفاءة هي أحد أهم هذه المعايير، وهناك فارق ضخم بين اعتبار واحترام الكفاءة وبين تضخيم وتقديس القدرات المالية للطرفين، واعتبارها المعيار الأساسي الذي يتحدد على أساسه الزواج.

بين الواقع والخيال

لاشك أن القدرة المادية معتبرة في اختيار الزوج.. نحن هنا لا نتحدث عن عالم الأحلام ولكننا نتحدث عن الواقع دون مبالغة، إذ لابد من حد أدنى للقدرة المادية للرجل حين يحاول أن يبدأ مشروع الزواج، والله - سبحانه وتعالى - يقول: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[النور: 32)].
وقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: "أطيعوا اللّه فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى"، أما من لا يملك هذا الحد الأدنى، فيخاطبه المولى - عز وجل - بقوله: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه)[النور: 33)].
فمن لا يجد الحد الأدنى للنكاح يستعفف ولا يحاول النكاح، ثم يضيع من يعول، وهذا ما يؤكده قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء))[رواه أحمد]، فلابد من الباءة، وهي الحد الأدنى لتكاليف الزواج، ثم يتوكل على الله الذي سوف يغنيه بفضله.
كان الحد الأدنى أيام النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتما ولو من حديد هدية للعروس، وبيت صغير، وأدوات غاية في البساطة.. وهو ذات الشيء الذي يحتاجه الزوجان الحديثان مع بعض الاختلافات البسيطة، فهدية بسيطة ولو من الفضة، ومنزل صغير بالإيجار، وبعض الأثاث البسيط والأدوات الضرورية، قد تكون كافية لبدء حياة زوجية لمن يريد الزواج حقيقة ومن يهتم بتعاليم الدين، ومن يريد إحصان نفسه.
المهر والنفقة
من أهم حقوق المرأة المهر، وهو الصداق الذي أوجبه الإسلام للمرأة على الرجل إشعارا منه برغبته فيها وإرادته لها، قال - تعالى -: (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا)[النساء: 4)]، ومعنى نحلة أي عطية وهدية، وليست ثمنا أو مقابلا للاستمتاع بالمرأة كما يشيع بعض الناس[1].

ففلسفة المهر في الإسلام رمزية دلالية، فهي هدية تحمل معنى التقدير، وليست ثمنا لامرأة تعرض على هيئة السلع الاستهلاكية، وأيسر النساء مهورا أكثرهن بركة.
أما النفقة فهي حق أصيل للمرأة، مقابل التزامها بمسئولية البيت، وهي تتحدد بناء على أمرين:
- حالة الزوج المالية يسرا أو عسرا.
- التوسط في الأمر وعدم الإسراف.
إن علينا أن ندرك ونتأمل القيمة العظيمة للزواج في ظلال الشريعة الإسلامية، ونتأمل كل أركان هذه العلاقة، فسنجد أنها جاءت كاملة متكاملة، فالمودة والرحمة والسكن، وكل المشاعر النبيلة الدافئة تتكامل مع نظرة منصفة للواقع بمسئولياته ونفقاته.. إن علينا جميعا أن تتضافر جهودنا لنواجه الضغوط الجاهلية القديمة الجديدة من أجل حياة أكثر سعادة وإشراقا.
_________________
[1] مركز المرأة في الحياة الإسلامية..دكتور يوسف القرضاوي..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.43 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]