|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الشفاعة محمد عبدالرحمن صادق إن غاية ما يتمناه العبد هو أن يبلغ رضا الله تعالى الذي يدخله به الجنة ونعيمها، ويظل حال المؤمن في الدنيا بين الخوف والرجاء إلى أن يلقى الله تعالى. وكان من دعاء نبي الله يوسف عليه السلام: ﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف: 101]. • ومن دعاء المؤمنين: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 193، 194]. ولهول الحساب ودقته، ولعذاب النار وشدته، نجد أن الجميع لا يفكر سوى في نفسه ونجاتها من هذا الهول. • قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2] • قال تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 33 - 37]. • قال تعالى: ﴿ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ * وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ ﴾ [المعارج 10 - 14]. • قال تعالى: ﴿ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴾ [المزمل: 17]. • قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. في هذا المشهد العصيب تجد الجو مُكفهر والوجوه عابسة والقلوب مُضطربة حيث أن المُسيء هلِعاً بسبب ما قدمت يداه والمُحسن خائفاً ألا تبلغه حسناته مُبتغاه. في هذه الأثناء ووسط هذا الصمت المُطبق يجد الناس من يقول: " أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ " حينها يشعر المؤمن بأن الجو المُكفهر قد انقشع والقلوب المضطربة قد سكنت والوجوه العابسة قد تهللت واستبشرت انتظاراً للخلاص وطمعاً في نيل الشفاعة. • جاء في حديث الشفاعة الذي ذكره أبو هريرة رضي الله عنه: ".... ثم يُقالُ: يا محمدُ ارفعْ رأسَك، سلْ تُعطَه، واشفعْ تُشَفَّعْ، فأرفعُ رأسي فأقولُ: أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير، أو: كما بين مكة وبصرى " (رواه البخاري). أولاً: تعريف الشفاعة وأنواعها وشروطها: • جاء في لسان العرب: " الشفاعة في لغة العرب مشتقة من الشفع الذي هو غير الوتر، أي أن الشفع هو الزوج الذي هو عكس الوتر عند الإطلاق، تقول: أعطيتك كتاباً ثم شفعته بآخر، أي صار ما معك زوجاً بعد أن كان وتراً. أ هـ. • قال تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ﴾ [الفجر: 1 - 5]. • عن أنسِ بنِ مالكٍ قال: " لما كَثُرَ الناسُ، قال: ذكروا أنْ يعلموا وقتَ الصلاةِ بشيءٍ يعرفونَه، فذكروا أن يُورُوا نارًا أو يَضربوا ناقوسًا، فأُمِرَ بلالٌ أنْ يَشْفَعَ الأذانَ، وأنْ يوتِرَ الإقامةَ " (رواه البخاري). 1- الشفاعة في الدار الآخرة:وهي " طلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم - أو غيره مثل الملائكة - الشهداء - القرآن - الصيام........ الخ - من الله تعالى حصول منفعة لأمته أو لأحد من الخلق بأن يتجاوز الله تعالى عنه ويغفر له ويُدخله الجنة. • وشروطها: لا تقبل الشفاعة يوم القيامة إلا إذا استوفت الشروط، وهي:- 1- أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد وأن يرضى الله تعالى عنه. • قال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 28]. • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يلقى إبراهيمُ أباه آزرَ يومَ القيامةِ، وعلى وجه آزرَ قتَرةٌ وغبَرةٌ، فيقول له إبراهيمُ: ألم أقُلْ لك لا تعصِني، فيقول أبوه: فاليومَ لا أَعصيك، فيقول إبراهيمُ: يا ربِّ إنك وعدتَني أن لا تُخزيَني يومَ يُبعثون، فأيُّ خزيٍ أخزى من أبي الأبعدُ؟ فيقول اللهُ تعالى: إني حرَّمتُ الجنةَ على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيمُ، ما تحت رجلَيك؟ فينظر، فإذا هو بذِيخٍ مُتلطِّخٍ، فيؤخذُ بقوائمِه فيُلقَى في النَّارِ " (رواه البخاري). 2- أن يأذن الله تعالى للشافع وأن يرضى الله تعالى عن الشافع كذلك. • قال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255]. • قال تعالى: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: 26]. 2- شروط الشفاعة المتعلقة بالدنيا: 1- أن يكون الشافع مُستطيعاً. 2- أن يشفع فيما هو مباح شرعاً. 3- اليقين بأن النافع والضار هو الله تعالى وأن الشافع ما هو إلا سبب من الأسباب. 4- ألا يكون طلب الشفاعة من الأموات ولا من المقبورين. • وهناك تفاصيل أخرى بخصوص شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين في الآخرة مثل:- 1- الشفاعة العظمى والمقام المحمود الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم. 2- شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول المؤمنين الجنة. 3- شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب. 4- شفاعته صلى الله عليه وسلم لأناس من أمته بأن يدخلهم الله تعالى الجنة بغير حساب. 5- شفاعته صلى الله عليه وسلم لأناس من أهل الإيمان بأن يرفع الله تعالى درجتهم في الجنة. 6- شفاعته صلى الله عليه وسلم لأناس قد استحقوا النار ألا يدخلوها. 7- شفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر. 8- شفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة المنورة. • وسنذكر بفضل الله تعالى كل ما يتعلق بذلك من أحاديث في موضعه. ثانياً: بعض آيات الشفاعة في القرآن الكريم: لقد وردت في سور القرآن الكريم الكثير من الآيات الدالة على الشفاعة بأنواعها وشروطها والتأكيد على أن الشفاعة الباطلة التي تعلق بها الناس في الدنيا لن تفيدهم في الآخرة ولن تغني عنهم من الله شيئا. 1- قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]. 2- قال تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا * يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴾ [طه: 108، 109]. 3- قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [سبأ: 23]. 4- قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 3]. 5- قال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾[الأنبياء: 28]. 6- قال تعالى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85]. 7- قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ [الأنعام: 94]. 8- قال تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأعراف: 53]. 9- قال تعالى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [يونس: 18]. 10- قال تعالى: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الروم: 13]. 11- قال تعالى: ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزمر: 43، 44]. 12- قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 48]. 13- قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 123]. 14- قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254]. 15- قال تعالى: ﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا * لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ﴾ [مريم: 85 - 87]. 16- قال تعالى: ﴿ وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 86]. 17- قال تعالى: ﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر 43 - 48]. 18- قال تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 51]. 19- قال تعالى: ﴿ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴾ [الأنعام: 70]. 20- قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ [السجدة: 4]. 21- قال تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]. يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الشفاعة محمد عبدالرحمن صادق ثالثاً: بعض الأحاديث التي وردت في السنة النبوية المطهرة عن الشفاعة: 1- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال حين يسمعُ النداءَ: اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامةِ، والصلاةِ القائمةِ، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يومَ القيامةِ " (رواه البخاري). 2- عن كعب بن مالك رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يُبْعَثُ الناسُ يومَ القيامةِ، فَأَكُونُ أنا و أُمَّتي على تَلٍّ، يَكْسُونِي ربِّي حُلَّةً خَضْرَاءَ، ثُمَّ يُؤْذِنُ لي، فَأَقُولُ ما شاءَ اللهُ أنْ أَقُولَ، فذَاكَ المَقَامُ المَحْمُودُ " (صححه الألباني على شرط الشيخين). 3- عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يقولُ: " إن الناسّ يصيرون يومّ القيامةِ جُثًا، كلُّ أمةٍ تتبعُ نبيَّها يقولون: يا فلانُ اشفعْ، حتى تنتهي الشفاعةُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فذلك يومَ يبعثَه اللهُ المقامَ المحمودَ " (رواه البخاري). 4- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: " أُعطيتُ خمسًا، لم يُعطَهنَّ أحدٌ قَبلي: نُصِرتُ بالرُّعبِ مَسيرةَ شهرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا، فأيُّما رجلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْه الصلاةُ فلْيُصلِّ، وأُحِلَّتْ لي المغانمُ ولم تَحِلَّ لأحدٍ قَبلي، وأُعطيتُ الشفاعةَ، وكان النبيُّ يُبعَثُ إلى قومِه خاصةً، وبُعِثتُ إلى الناسِ عامةً " (رواه البخاري). 5- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: " لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ دعاها لأُمَّتِه. وإنِّي اخْتبأتُ دعوتي شفاعةً لأمَّتي يومَ القيامةِ " (رواه مسلم). 6- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أما أهل النارِ الذين هُمْ أهلها، فإنهم لا يموتونَ فيها ولا يحيونَ. ولكن ناس أصابتْهم النارُ بذنوبهم (أو قال بخطاياهم) فأماتَهم إماتةً. حتى إذا كانوا فحْما، أذِنَ بالشفاعةِ. فجيء بهم ضَبائِرَ ضَبائِرَ. فبُثّوا على أنهار الجنةِ. ثم قيل: يا أهلَ الجنةِ أفِيضُوا عليهِم. فينبتون نباتَ الحبّةِ تكون في حميلِ السيلِ، فقال رجلٌ من القومِ: كأن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد كان بالباديَةِ. وفي رواية: سمعتُ أبا نضْرَة عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثلهِ. إلى قوله: في حميلِ السيلِ. ولم يذكرْ ما بعدهُ " (رواه مسلم). • فجيء بهم ضَبائِرَ ضَبائِرَ: ضَبَائِرُ: جمع ضُبارة. أي: جماعات. • حميلِ: ما حمله السَّيْل من الغُثَاءِ والطِّين. 7- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: " إنَّ شفاعتي يومَ القيامةِ لأهلِ الكبائرِ من أمتي " (رواه بن ماجه). 8- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: " ما زلنا نُمسِكُ عنِ الاستغفارِ لأَهلِ الْكبائرِ حتَّى سمِعنا مِن في نبيِّنا يقولُ: إنَّ اللَّهَ تبارَكَ وتعالى لا يغفِرُ أن يشرَكَ بِهِ ويغفرُ ما دونَ ذلِكَ لمن يشاءُ قالَ: فإنِّي أخَّرتُ شفاعتي لأَهلِ الْكبائرِ من أمَّتي يومَ القيامةِ. فأمسَكنا عن كثيرٍ مما كان في أنفُسِنا " (حسنه الألباني). 9- عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتَدرونَ ما خَيَّرَني ربِّيَ اللَّيلةَ؟ قُلنا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ، قالَ: فإنَّهُ خَيَّرَني بينَ أن يدخلَ نصفُ أُمَّتي الجنَّةَ، وبينَ الشَّفاعةِ، فاختَرتُ الشَّفاعةَ، قُلنا: يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أن يجعلَنا مِن أهْلِها، قالَ: هيَ لِكُلِّ مُسلمٍ " (رواه بن ماجه). 10- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: " القرآنُ شافعٌ مشفَّعٌ، وماحِلٌ مصدَّقٌ، من جَعلَه أمامَه قادَه إلى الجنَّةِ، ومن جعلَه خَلفَ ظهرِه ساقَه إلى النَّارِ " (صححه الألباني). * ماحل: الماحِلُ: الخَصْمُ المجادل. 11- عن المقدام بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: " للشَّهيدِ عندَ اللَّهِ ستُّ خصالٍ يُغفَرُ لَهُ في أوَّلِ دَفعةٍ من دمِهِ، ويَرى مقعدَهُ منَ الجنَّةِ، ويُجارُ من عذابِ القبرِ، ويأمنُ منَ الفزعِ الأَكْبرِ، ويُحلَّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويزوَّجُ منَ الحورِ العينِ ويُشفَّعُ في سبعينَ إنسانًا من أقاربِهِ " (رواه بن ماجه). 12- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: " ليدخلَنَّ الجنَّةَ بشَفاعةِ رجُلٍ ليسَ بنبيٍّ مثلُ الحيَّ أو مثلُ أحدِ الحيَّينِ ربيعةَ ومضرَ. فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ أوَ ما ربيعةُ من مُضَرَ فقالَ: إنَّما أقولُ ما أُقوَّلُ " (صححه الألباني). 13- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يومَ القيامةِ يشفعُ النَّبيونَ والملائكةُ ويشفَعُ المؤمنونَ ويبقَى أرحمُ الراحمينَ قال فيقبِضُ قبضةً أو قبضتينِ من النَّارِ خلقًا كثيرًا لم يعمَلوا خيرًا فيَخرُجونَ قد امتَحشوا و صاروا حَممًا فيُصَبُّ عليهم من ماءٍ يُقالُ لهُ ماءُ الحياةِ فيخرجونَ مِن أجسادِهم كأنَّها اللُّؤلؤُ مكتوبٌ من عاتقِه نَحنُ عتقاءُ من النَّارِ " (صححه الألباني). • قال الإمام الرازي رحمه الله: " إن هذه الشفاعة الصادرة عن الملائكة في حق البشر تجري مجرى اعتذار عن ذلة سبقت؛ وذلك لأنهم قالوا في أول تخليق البشر: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ [البقرة: 30]، فلما سبق منهم هذا الكلام تداركوا في آخر الأمر بأن قالوا: ﴿ فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]. وهذا كالتنبيه على أن من آذى غيره، فالأولى أن يجبر ذلك الإيذاء بإيصال نفع عليه ". 14- عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المؤمِنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ، يشُدُّ بعضُه بعضًا. ثم شبَّك بين أصابِعِه. وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا، إذ جاء رجلٌ يسأل، أو طالبُ حاجةٍ، أقبل علينا بوجْهِه، فقال: اشفَعوا فلْتُؤجَروا، وليقضِ اللهُ على لسانِ نَبيِّه ما شاء " (رواه البخاري). 15- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أنا أولُ شفيعٍ في الجنةِ. لم يُصدَّقْ نبيٌّ مِنَ الأنبياءِ ما صُدِّقتُ. وإنَّ مِنَ الأنبياءِ نبيًّا ما يُصدِّقُه مِنْ أُمَّتِه إلا رجلٌ واحدٌ " (رواه مسلم). 16- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذُكر عندَهُ عمُّهُ أبو طالبٍ. فقال: " لعلهُ تنفعهُ شفاعتي يومَ القيامةِ. فيُجعلُ في ضَحْضْاحٍ منْ نارٍ، يبلغُ كعبيهِ، يغْلي منهُ دماغُهُ " (رواه مسلم). 17- عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنه لم يكنْ نبيٌّ إلا له دعوةٌ قد تَنَجَّزها في الدنيا وإني قد اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي وأنا سيدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأنا أولُ مَنْ تنشقُّ عنه الأرضُ ولا فخرَ وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ آدمُ فمَنْ دونَه تحتَ لوائي ولا فخرَ ويطولُ يومُ القيامةِ على الناسِ فيقولُ بعضُهم لبعضٍ: انطلقوا بنا إلى آدمَ أبي البشرِ فلْيشفعْ لنا إلى ربِّنا عز وجل فلْيَقْضِ بيننَا فيأتون آدمَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيقولونَ: يا آدمُ أنت الذي خلقك اللهُ بيدِه وأسكنك جنتَه وأسجَدَ لك ملائكتَه اشفَعْ لنا إلى ربِّنا فليقْضِ بينَنا فيقولُ: إني لستُ هناكم إني قد أُخرجتُ مِنَ الجنةِ بخطيئتي وإنه لا يُهمُّني اليومَ إلا نفسي ولكنِ ائتوا نوحًا رأسَ النبيين فيأتون نوحًا فيقولون: يا نوحُ اشفعْ لنا إلى ربِّنا فلْيَقْضِ بينَنا فيقولُ: إني لستُ هناكم إني دعوتُ بدعوةٍ أغرقَتْ أهلَ الأرضِ وإنه لا يُهمُّني اليومَ إلا نفسي ولكنِ ائْتُوا إبراهيمَ خليلَ اللهِ فيأتون إبراهيمَ عليه السلامُ فيقولون: يا إبراهيمُ اشفعْ لنا إلى ربِّنا فلْيَقْضِ بينَنا فيقولُ: إني لستُ هناكم إني كَذَبْتُ في الإسلامِ ثلاثَ كذباتٍ واللهِ إنْ حاوَل بهنَّ إلا عَنْ دِينِ اللهِ قولُه ﴿ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾ [الصافات: 89] وقولُه ﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 63] وقولُه لامرأتِه حينَ أتى على الملِكِ أُختي وإنه لا يُهمُّني اليومَ إلا نفسي ولكنِ ائتوا موسى عليه السلامُ الذي اصطفاه اللهُ برسالتِه وكلامِه فيأتونه فيقولون: يا موسى أنت الذي اصطفاك اللهُ برسالتِه وكلَّمَك فاشفعْ لنا إلى ربِّنا فلْيَقْضِ بينَنا فيقولُ: لستُ هناكم إني قتلتُ نفسًا بغيرِ نفسٍ وإنه لا يُهمُّني اليومَ إلا نفسي ولكنِ ائْتوا عيسى روحَ اللهِ وكلمتَه فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى اشفعْ لنا إلى ربِّك فلْيَقْضِ بينَنا فيقولُ: إني لستُ هناكم إني اتُّخِذْتُ إلهًا مِنْ دونِ اللهِ وإنه لا يُهمُّني اليومَ إلا نفسي ولكنْ أرأيتُم لو كان متاعٌ في وعاءٍ مختومٍ عليه أكان يقدِرُ على ما في جوفِه حتى يَفُضَّ الخاتَمَ قال: فيقولون: لا قال: فيقولُ: إنَّ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خاتَمُ النبيين وقد حضَر اليومَ وقد غُفر له ما تقدم مِنْ ذنبِه وما تأخر قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: فيأتوني فيقولون: يا محمدُ اشفعْ لنا إلى ربِّك فلْيَقْضِ بينَنا فأقولُ: أنا لها حتى يأذنَ اللهُ عز وجل لِمَنْ يَشاءُ ويَرْضى فإذا أراد اللهُ تبارك وتعالى أنْ يَصْدَع بينَ خلقِه نادى منادٍ: أينَ أحمدُ وأمتُه فنحنُ الآخِرون الأولون نحنُ آخِرُ الأممِ وأولُ مَنْ يُحاسَبُ فتُفرِجُ لنا الأممُ عنْ طريقِنا فنمضي غُرًّا محجَّلِينَ مِنْ أثَرِ الطُّهورِ فتقولُ الأممُ: كادتْ هذه الأمةُ أنْ تكونَ أنبياءَ كلُّها فنأتي بابَ الجنةِ فآخذُ بِحَلْقَةِ البابِ فأقرَعُ البابَ فيقال: مَنْ أنت فأقولُ: أنا محمدٌ فيُفتحُ لي فآتي ربي عز وجل على كرسيِّه أو سريرِه شك حمادٌ فأخِرُّ له ساجدًا فأحمَدُه بمحامدَ لم يحمَدْه بها أحدٌ كان قبلي وليسَ يحمَدُه بها أحدٌ بعدي فيقالُ: يا محمدُ ارفعْ رأسَك وسَلْ تُعْطَهْ وقُلْ تُسمَعْ واشفعْ تُشفَّعْ فأَرْفَعُ رأسي فأقولُ: أيْ ربِّ أمتي أمتي فيقولُ: أخْرِجْ مَنْ كان في قلبِه مثقالُ كذا وكذا لم يَحفَظْ حمادٌ ثم أُعيدُ فأسجُدُ فأقولُ ما قلتُ فيُقال: ارفعْ رأسَك وقُلْ تُسْمَعْ وسَلْ تُعْطَهْ واشفعْ تُشَفَّعْ فأقولُ: أيْ ربِّ أمتي أمتي فيقولُ: أَخرِجْ مَنْ كان في قلبِه مثقالُ كذا وكذا دونَ الأولِ ثم أُعيدُ فأسجُدُ فأقولُ مثلَ ذلك فيقالُ لي: ارفعْ رأسَك وقلْ تُسْمَعْ وسَلْ تُعْطَهْ واشْفَعْ تُشَفَّعْ فأقولُ: أيْ ربِّ أمتي أمتي فيقالُ: أَخْرِجْ مَنْ كان في قلبِه مثقالُ كذا وكذا دونَ ذلك " (رواه أحمد). 18- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من ميِّتٍ تُصلِّي عليه أمَّةٌ من المسلمين يبلغون مائةً. كلُّهم يشفعون له. إلَّا شُفِّعوا فيه " (رواه مسلم). 19- عن عبدِاللهِ بنِ عباسٍ؛ أنه مات ابنٌ له بقديدٍ أو بعُسْفانَ. فقال: يا كريبُ! انظُر ما اجتمع له من الناسِ. قال: فخرجتُ فإذا ناسٌ قد اجتمعوا له. فأخبرتُه. فقال: تقول هم أربعون؟ قال: نعم. قال: أَخرجوه. فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول " ما من رجلٍ مسلمٍ يموتُ فيقوم على جنازتِه أربعون رجلًا، لا يشركون بالله شيئًا إلا شفَّعهم اللهُ فيه " (رواه مسلم). 20- عن أبي الدرداء رضي الله عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ اللَّعَّانين لا يكونون شهداءَ ولا شفعاءَ، يومَ القيامةِ " (رواه مسلم). 21- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: " قيل: يا رسولَ اللهِ، مَن أسعَدُ الناسِ بشَفاعتِك يومَ القيامةِ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد ظنَنتُ - يا أبا هُرَيرَةَ - أن لا يَسأَلَني عن هذا الحديثِ أحدٌ أولَ منك، لمِا رأيتُ من حِرصِك على الحديثِ، أسعَدُ الناسِ بشَفاعَتي يومَ القيامةِ، مَن قال لا إلهَ إلا اللهُ، خالصًا من قلبِه، أو نفسِه " (رواه البخاري). 22- عن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها قالت: " دخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أبي سلمةَ وقد شقَّ بصرُه. فأغمضَه. ثم قال " إنَّ الروحَ إذا قُبِض تبِعه البصرُ ". فضجَّ ناسٌ من أهلِه. فقال " لاتَدْعوا على أنفسِكم إلا بخيرٍ. فإنَّ الملائكةَ يُؤمِّنون على ما تقولون ". ثم قال: " اللهمَّ اغفِرْ لأبي سلمةَ وارفَعْ درجتَه في المَهديِّينَ واخلُفْه في عَقِبِه في الغابرين. واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالَمينَ. وافسَحْ له في قبرِه. ونَوِّرْ له فيه ". وفي روايةٍ: " واخلُفْه في تركتِه " وقال: " اللهمَّ! أَوسِعْ له في قبرِه " ولم يقل: " افسَحْ له " (رواه مسلم). 23- عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: " مرَّ رجلٌ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: (ما تقولون في هذا ). قالوا: حريٌّ إن خَطَبَ أن يُنْكَحَ، وإن شَفَعَ أن يُشَفَّعَ، وإن قال أن يُسْمَعَ. قال: ثم سكتَ، فمرَّ رجلٌ من فقراءِ المسلمين، فقال: ما تقولون في هذا. قالوا: حريٌّ إن خطبَ أن لا يُنْكَحَ، وإن شَفَعَ أن لا يُشَفَّعَ، وإن قال أن لا يُسْمَعَ. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هذا خيرٌ من ملءِ الأرضِ مثلَ هذا " (رواه البخاري). 24- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تَعِسَ عبدُ الدينارِ، وعبدُ الدرهمِ، وعبدُ الخميصةِ، إن أُعْطِي رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانتكسَ، وإذا شيكَ فلا انتقشَ، طوبى لعبدٍ آخذٍ بعنانِ فرسِهِ في سبيلِ اللهِ، أشعثَ رأسُهُ، مغبرَّةً قدماهُ، إن كان في الحراسةِ كان في الحراسةِ، وإن كان في الساقةِ كان في الساقةِ، إن استأذنَ لم يُؤْذَنْ لهُ، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّعْ " (رواه البخاري في صحيحه) وقال: لم يرفعه إسرائيل ومحمد بن جحادة عن أبي حصين وقال تعسا. كأنه يقول فأتعسهم الله. طوبى فعلى من كل شيء طيب، وهي ياء حولت إلى الواو وهي من يطيب. 25- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ من أمتي من يشفع للفئامِ من الناسِ، ومنهم من يشفع للقبيلةِ، ومنهم من يشفعُ للعصبةِ، ومنهم من يشفعُ للرجلِ، حتى يدخلوا الجنةَ " (رواه الترمذي). * الفِئَامُ: الجماعةُ من الناس. 26- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه: " أن زوج بريرة كان عبدا يُقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لو راجعتيه فإنه أبو ولدك فقالت يا رسول الله أتأمرني قال إنما أنا شفيع قالت فلا حاجة لي فيه " (رواه النسائي). 27- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَن ابتغَى القضاءَ وسألَ فيهِ شفعاءَ وُكِلَ إلى نفسِهِ ومَن أُكرِهَ علَيهِ أنزلَ اللَّهُ علَيهِ ملَكًا يسدِّدُه " (رواه الترمذي وقال: حسن غريب). 28- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ سورةً من القرآنِ ثلاثون آيةً شَفعت لرجلٍ حتى غُفِرَ له وهي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ " (رواه الترمذي). 29- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الصِّيامُ والقرآنُ يشفَعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ يقولُ الصِّيامُ أي ربِّ منعتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ فشفِّعني فيهِ ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ قالَ فَيشفَّعانِ " (رواه أحمد). 30- عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يُحْمَلُ الناسُ على الصراطِ يومَ القيامةِ، فتَتَقَادَعُ بهم جَنَبَتَا الصراطِ تَقَادُعَ الفَرَاشِ في النارِ، فَيُنَجِّي اللهُ برحمتِه مَن يشاءُ ثم إنه يُؤْذَنُ في الشفاعةِ للملائكةِ والنبيينَ والشهداءِ والصِّدِّيقِينَ، فيَشْفَعُونَ ويُخْرِجُونَ مَن كان في قلبِه مِثْقَالُ ذَرَّةٍ من إيمانٍ فلَقِيتُ أبا بَكْرَةَ في جَنازةٍ فسَأَلْتُهُ عن هذا الحديثِ فحَدَّثَنِي كما حَدَّثَنِي " (حسنه الألباني). * تَقَادُعَ الفَرَاشِ في النارِ: تساقط وتتابع. 31- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّي أُحَرِّمُ ما بينَ لابَتَيِ المدينةِ. أن يُقْطَعَ عِضَاهُهَا. أوْ يُقْتَلَ صيدُها. وقال: المدينَةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمونَ. لا يدَعُها أحدٌ رغبةً عنه إلَّا أبدلَ اللهُ فيها مَنْ هو خيرٌ منه. ولا يثبتُ أحدٌ على لأْوائِها وجَهْدِها إلَّا كنتُ له شفيعًا، أوْ شهيدًا، يومَ القيامَةِ. وفي روايَةٍ: ولا يريدُ أحدٌ أهلَ المدينةِ بسوءٍ إلَّا أذابَه اللهُ في النارِ ذوبَ الرصاصِ، أو ذوبَ المِلْحِ في الماءِ " (رواه مسلم). 32- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ اللهَ لَيرفعُ ذِرِّيَّةَ المؤمنِ إليه في درجتِه، و إن كانوا دونه في العملِ، لتَقَرَّ بهم عينُه، ثم قرأ: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ ﴾ [الطور: 21] الآية، ثم قال: و ما نقَصْنا الآباءَ بما أعطينا البنينَ " (صححه الألباني). • إضافة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وأما قوله: " من زار قبري وجبت له شفاعتي " وأمثال هذا الحديث - مما روي في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم - فليس منها شيئاً صحيحاً، ولم يرو أحد من أهل الكتب المُعتمدة منها شيء؛ لا أصحاب الصحيح كالبخاري ومسلم، ولا أصحاب السنن كأبي داود والنسائي، ولا الأئمة من أهل المسانيد كالإمام أحمد وأمثاله، ولا اعتمد على ذلك أحد من أئمة الفقه كمالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وأبي حنيفة، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وأمثالهم؛ بل عامة هذه الأحاديث مما يعلم أنها كذب موضوعة ". • نداء لمن يطلبون شفاعته صلى الله عليه وسلم:- يا من تريدون شفاعته صلى الله عليه وسلم عليكم بـ... 1- محبته صلى الله عليه وسلم. 2- كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. 3- اتباع سنته صلى الله عليه وسلم. 4- سؤال الله تعالى أن يُبلغه صلى الله عليه وسلم الوسيلة. 5- طلب شفاعته صلى الله عليه وسلم. 6- محبة زوجاته أمهات المؤمنين وآل بيته رضوان الله عليهم أجمعين. 7- محبة صحابته رضي الله عنهم أجمعين. 8- قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم. 9- نصرة شريعته صلى الله عليه وسلم. 10- زيارة مدينته صلى الله عليه وسلم. • تلك عشرة كاملة بها وبغيرها يكون المسلم أهلاً لشفاعته صلى الله عليه وسلم. • وأخيراً: بعد استعراض الآيات والأحاديث الثابتة في شأن الشفاعة فإن هذا لا يكون مَدعاة للتواكل والتراخي فإن الشفاعة - كما رأينا - لا تكون إلا بعد أن يرضى الله تعالى عن الشافع ويأذن له ولا ينالها إلا من كان مُوحداً لا يشرك بالله شيئا ورضي الله تعالى عنه. • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ. فذكر الغُلولَ فعظَّمَه وعظَّم أمرَه. ثم قال (لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ، على رقبتِه بعيرٌ له رُغاءٌ. يقول: يا رسولَ اللهِ! أَغِثْني. فأقول: لا أملكُ لك شيئًا. قد أبلغتُك. لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ، على رقبتِه فرسٌ له حَمْحَمَةٌ. فيقولُ: يا رسولَ اللهِ! أَغِثْني. فأقول: لا أملكُ لك شيئًا. قد أبلغتُك. لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ، على رقبتِه شاةٌ لها ثُغاءٌ. يقول: يا رسولَ اللهِ! أَغِثْني. فأقول: لا أملكُ لك شيئًا. قد أبلغتُك. لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ، على رقبتِه نفسٌ لها صياحٌ. فيقول: يا رسولَ اللهِ! أَغِثْني. فأقول: لا أملكُ لك شيئًا. قد أبلغتُك. لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ، على رقبتِه رقاعٌ تخفِقُ. فيقول: يا رسولَ اللهِ! أَغِثْني. فأقول: لا أملكُ لك شيئًا. قد أبلغتُك. لا أُلفِينَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ، على رقبتِه صامتٌ. فيقول: يا رسولَ اللهِ! أَغِثْني. فأقول: لا أملكُ لكم شيئًا. قد أبلغتُك " (رواه مسلم). • الغُلولَ: غَلَّ الرَّجُلُ: خَانَ فِي مَغْنَمٍ وَغَيْرِهِ. • لا أُلفِينَّ: لا أجدن - لا أصادفن. • ثُغاءٌ: ثُغَاءُ الشَّاةِ: صَوْتُهَا. • نفس لها صياح: ما يغله من الرقيق من امرأة أو صبي. • رقاعٌ تخفِقُ: أي: تتقعقع وتضطرب إذا حركتها الرياح، وقيل معناه تلمع والمراد بها الثياب قاله ابن الجوزي، وقال الحميدي: المراد بها ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع، واستبعده ابن الجوزي لأن الحديث سيق لذكر الغلول الحسي فحمله على الثياب أنسب. • صامتٌ: أي الذهب والفضة، وقيل ما لا روح فيه من أصناف المال. • قال المهلب: هذا الحديث وعيد لمن أنفذه الله عليه من أهل المعاصي، ويحتمل أن يكون الحمل المذكور لا بد منه عقوبة له بذلك ليفتضح على رءوس الأشهاد، وأما بعد ذلك فإلى الله الأمر في تعذيبه أو العفو عنه. أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن تحق لهم الشفاعة إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |