|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
بل جاء عند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنه: (أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريباً من ذلك)[7]. ولقد شدد أهل العلم رحمهم الله في المنع من الإسراف بالماء ولو كان على شاطئ النهر أو البحر. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «اقْتَصِدْ فِي الْوُضُوءِ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ»[8]. وقال محارب بن دثار: [كان يقال: من ضعف علم الرجل ولوعه بالماء في الطهور]. وجاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فقال: (يـا بن عباس كم يكفيني من الوضوء؟ قال: مد، قال: كم يكفيني لغسلي؟ قال: صاع، فقال الرجل: لا يكفيني، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: لا أم لك! قد كفى من هو خير منك، رسول الله صلى الله عليه وسلم)[9]. التحذير من الإسراف في الماء: واعلموا -علمني الله تعالى وإياكم-: أن الإسراف في استعمال الماء من الأمور المذمومة المحرمة فالله تعالى حرم علينا الإسراف في كل شيء فقال سبحانه و تعالى ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]. ﴿ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴾ [الشعراء: 151، 152]. وقال سبحانه وتعالى ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 26، 27]. روى الإمام أحمد وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ)[10]. "واتفقوا على أن الإسراف في استعمال الماء مكروه" انتهى[11]. وقال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: " أجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو في شاطئ البحر " انتهى من "شرح سنن أبي داود". فالحاصل: أن الإسراف في الوضوء وغير الوضوء من الأمور المذمومة " انتهى من "شرح رياض الصالحين".. الماء ليس ملكا لاحد: اعلم - علمني الله تعالى و إياك -أن الماء ليس ملكاً لأحد بل هو منة وعطية للخالق -عز وجل- للناس جميعاً فيقرر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك صراحة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلَإِ، وَالنَّارِ، وَثَمَنُهُ حَرَامٌ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «يَعْنِي الْمَاءَ الْجَارِيَ»[12]. وموجب هذه المشاركة ألا يتعدى إنسان على حق الآخرين في استعمال الماء سواءٌ في كمه أو كيفه. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ. الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ هُوَ يَتَوَلَّى الصَالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم، صَلَاةً وَسَلَامًا دَائِمَيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ إِلَى يَومِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: حماية الإسلام للمياه من التلوث: أخي المسلم لقد نبه الخالق -عز وجل -أن أي إفساد في البيئة على وجه العموم وبيئة الماء على وجه الخصوص إنما من كسب البشر وتدخلهم السيئ الذي أفسد البيئة وأخل بأساسها المتوازن، قال تعالى: ﴿ وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [البقرة: 60] وقال جل وعلا ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم: 41]. • كما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تلويث الماء الراكد أو الاغتسال فيه، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد»[13]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه» [14] (متفق عليه). فهذا النهي والتحذير النبوي بهدف المحافظة على نقاء الماء، كما رتب النبي صلى الله عليه وسلم اللعن على من يلوث الموارد المائية، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ "»[15]. «والمراد» أن هذه الأفعال تجلب اللعن؛ لأن أصحابها يلعنون على فعلهم القبيح؛ لأنهم أفسدوا على الناس منفعتهم، فكان ظلماً والظالم ملعون. إخوة الإسلام فقد أثبتت الأبحاث العلمية أنه «ينتج عن التبول المباشر والتبرز المباشر أو إلقاء مخلفات المجاري في المصادر المائية وصول العديد من الطفيليات والميكروبات التي تضر بصحة الإنسان منها: البلهارسيا، والدودة الكبدية و الإنكلستوما». • بل مِن عجيبِ ما قَرَأْتُ حرص الإسلام في المحافظة على نقاء الماء؛ وقايةً للإنسان منَ الأمراض، التي يمكن أن تَنْتَقلَ بِغِياب النَّظافة، قال - صَلَّى الله عليه وسلم -: ((إذا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلاَ يُدْخِلْ يَدَهُ فى الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثلاثا فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِى أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ) [16]؛. • بل والعجيبُ في الأمر؛ وتحذيرًا ممَّا قد يلحق بصِحَّة الإنسان مِن أمراضٍ، مِن جَرَّاء التَّلَوُّث المائي والهوائي، قال - صَلَّى الله عليه وسلم -: ((غَطُّوا الإناء، وَأَوْكُوا السِّقاء، فإنَّ في السَّنَة ليلةً يَنْزِل فيها وباءٌ، لا يَمُر بإناءٍ ليس عليه غطاء، أو سِقاء ليس عليه وِكَاءٌ، إِلاَّ نَزَل فيه مِن ذلك الوباء))؛ [17]رواه مسلم. تحذير النبلاء من حرمان نعمة الماءوأخيرا: علينا عباد الله أن نحافظ على تلك النعمة ونشكرها ولا نكفرها، لأن النعمة بالشكر موصولة وبالكفر مقطوعة قال الله تعالى ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]. وَأَنْشَدَ الْهَادِي وَهُوَ يَأْكُلُ: أَنَالَكَ رِزْقَهُ لِتَقُومَ فِيهِ ![]() بِطَاعَتِهِ وَتَشْكُرَ بَعْضَ حَقِّهِ ![]() فَلَمْ تَشْكُرْ لِنِعْمَتِهِ وَلَكِنْ ![]() قَوِيتَ عَلَى مَعَاصِيهِ بِرِزْقِهِ ![]() قال جعفر الصادق: إذا سمعت النعمة الشُّكْرِ فَتَأَهَّبْ لِلْمَزِيدِ. ويشهد لهذه الحقيقةِ، ويبرهن عليها حديثُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم أخرج ابن ماجه والبيهقي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ")[18]. • أمران اثنان بهما يُمنع القطر من السماء، بهما يحصل الجدب والقحط: أولهما: ((لم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين))، والأخذ بالسنين من البلاء ومن العذاب، قال -تعالى - عن عذاب آل فرعون: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 130]. ثانيهما: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولم يَمنعوا زكاةَ أموالهم))، فهذا هو السبب الثاني والكبير لانحباس وتأخُّر نزول الغيث من السماء؛ ((إلا مُنعوا القطر من السماء))، يكنزون الذهب والفضة والأموال، ولا يُخرِجون منها شيئًا، وإن أَخرجوا فدون ما أمر الله به في النصاب؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34]، وإذا نزلتْ قطرات من المطر، وإذا نزل غيث من السماء، ما كان ذلك إلا للبهائم ((ولولا البهائم لم يُمطروا)). روي أن نبي الله سليمان - عليه السلام - "خرج يستسقي، فرأى نملة مستلقية، وهي تقول: اللهم إنَّا خلقٌ من خلقك، ليس بنا غنًى عن رزقك، فقال سليمان: ارجعوا فقد سُقيتم بدعوة غيركم"[19]. إذًا المطر الذي ينزل قليلاً، ليس لهؤلاء العصاة المُصرِّين على معاصيهم، الذين لا يقلعون عنها؛ إنما الرحمة بالبهائم، بالعجماوات، هكذا بيَّن لنا الصادق المصدوق، وإذا ما أقلع الناسُ عن معاصيهم، واستغفروا الله - تعالى - ورجوه الرحمةَ ونزول الغيث، لأغاثهم بفضله، وجُوده ومنِّه. إنَّ التوبة النصوح والاستغفار، هو السبب في استنزال خيرات السماء؛ قال - سبحانه وتعالى - عن نوح - عليه السلام -: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]، ويقول - سبحانه - عن نبيِّه هود - عليه السلام -: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52]. وليس الاستغفار باللسان دون الفعال، لا بد أن يكون الاستغفار صادقًا عمليًّا؛ قال الحسن البصري: "استغفارنا يحتاج إلى استغفار"[20] الدعاء.... وأقم الصلاة... [1] صحيح ابن حبان - (6/ 299) وقال الأرناؤوط رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة. [2] رواه أحمد (4 / 11 و 12)، وابن ماجه (182)، والترمذي (3109). وسنده ضعيف؛ لجهالة وكيع بن عدس. [3] رواه الترمذي (2155) و (3319)، وأحمد (5 / 317)، والطيالسي (577) وابن أبي عاصم (107)، والآجريّ (ص: 177). [4] "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لابن العماد الحنبلي (1/336). [5] سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (4/ 42). [6] أخرجه أحمد (6/121) صحيح البخاري-نسخة طوق النجاة (ص: 100). [7] الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم (2/ 50). [8] الطهور للقاسم بن سلام (ص: 192). [9] المسند الجامع (18/ 478) أحمد 1/289(2628). [10] مسند أحمد ط الرسالة (11/ 637) وأخرجه ابن ماجه (425) قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. [11] "الموسوعة الفقهية" (180/4). [12] سنن ابن ماجه (2/ 826) سنن ابن ماجه (2/ 826) [حكم الألباني] صحيح دون وثمنه حرام. [13] أخرجه: مسلم 1/162 (281) (94). [14] أخرجه البخاري (1/94، رقم 236)، ومسلم (1/235، رقم 282). [15] سنن أبي داود (1/ 7). [16] أحمد (2/253، رقم 7432)، والبخاري (1/72، رقم 160)، ومسلم (1/233، رقم 278). [17] أخرجه البخاري (7/140). و«مسلم» (6/105). [18] سنن ابن ماجه (2/ 1332) انظر الصحيحة: 106. [19] مصنف ابن أبي شيبة - (10/ 312). [20] إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي (2/ 111).
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |