من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع أمهاته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1214 - عددالزوار : 134102 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          علماء روس يطورون برمجيات ذكاء اصطناعى لمعالجة النصوص الطويلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          روشتة لحماية أطفالك من الألعاب الإلكترونية.. خبير يوضح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2021, 02:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,940
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع أمهاته

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع أمّهاته [1]

سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:
فقد تقدم أيها القارئ الكريم الكلام عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع أمّهاته، وفي هذا المقال نكمل الحديث إن شاء اللَّه تعالى عن نفس الموضوع.

إن من حكمة الله تعالى ورحمته أن جعل الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة للخلق أجمعين، وافترض على العباد طاعته، ومحبته، وتوقيره، والقيام بحقوقه، والرحلة إلى حيث بيته صلى الله عليه وسلم وأسرته؛ للبحث عن الهدي النبوي في تعامله مع أمهاته، ورؤية دقائق معاملته، وأسلوب حياته أمر مشوق للغاية فهي عظة وعبرة، واتباع.

رابعًا: تعامله صلى الله عليه وسلم مع حاضنته السيدة أم أيمن:
اسمها: أم أيمن الحبشية بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاضنته، ورثها من أبيه، ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة، وكانت من المهاجرات الأُوَل[1].

وحينما توفيت السيدة أمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم تعهدته السيدة أم أيمن، بالملاطفة والرعاية، وصارت حاضنته التي عوضته غياب أمه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأم أيمن: ((يَا أُمَّهْ)) وكان إذا نظر إليها قال: ((هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي))[2].

وكان صلى الله عليه وسلم يحب أم أيمن رضي الله عنها، ويبرها مبرة الأم، ويكثر زيارتها، وهذا دليل على فضلها، ومعرفته بحقها، عن أنس، قال: «انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَنَاوَلَتْهُ إِنَاءً فِيهِ شَرَابٌ»، قال: فلا أدري أصادفته صائما أو لم يرده، فجعلت تصخب عليه وتذمر عليه[3].

قال القاضي عياض: « تصخب: تصيح وترفع صوتها، وتذمر أي: تتكلم بكلام مغضب... يريد بالحديث أنها غضبت ولامته إذ رد ذلك عليها، ولم يشربه، وكانت منزلتها منه حيث علم، وحيث كان يقول: « أم أيمن أمي بعد أمي »؛ لأنها ربته وحضنته بعد موت أمه»[4].

وعن أنس رضي الله عنه، قال: كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات، حتى افتتح قريظة والنضير، وإن أهلي أمروني أن آتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أم أيمن، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي، تقول: كَلَّا والذي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَا يُعْطِيكَهُمْ وَقَدْ أَعْطَانِيهَا، أو كما قالت: والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( لَكِ كَذَا))، وتقول: كلا والله، حتى أعطاها - حسبت أنه قال - عشرة أمثاله، أو كما قال[5].

قال القسطلاني: «فعلت هذا أم أيمن لأنها ظنت أنها كانت هبة مؤبدة وتمليكا لأصل الرقبة، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم استطابة قلبها في استرداد ذلك فلاطفها وما زال يزيدها في العوض حتى رضيت، وكل هذا تبرع منه صلى الله عليه وسلم وإكرام لها، لما لها من حق الحضانة والتربية، ولا يخفى ما في هذا من فرط جوده وكثرة حلمه وبره صلى الله عليه وسلم»[6].

وقد تأسى الصحابة الكرام رضي الله عنهم بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في زيارته للسيدة أم أيمن حفظًا لأهل وده، قال أنس قال أبو بكر رضى الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله يزورها، فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها ما يبكيك ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقالت ما أبكى أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكن أبكى أن الوحى قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها[7].

قال النووي: «فيه زيارة الصالحين وفضلها وزيارة الصالح لمن هو دونه وزيارة الإنسان لمن كان صديقه يزوره ولأهل ود صديقه وزيارة جماعة من الرجال للمرأة الصالحة وسماع كلامها واستصحاب العالم والكبير صاحبا له في الزيارة والعيادة ونحوهما والبكاء حزنا على فراق الصالحين والأصحاب وإن كانوا قد انتقلوا إلى أفضل مما كانوا عليه» [8].

خامسًا: تعامله صلى الله عليه وسلم مع السيدة فاطمة بنت أسد الهاشمية:
قال ابن سعد: اسمها: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ... وكانت فاطمة بنت أسد زوج أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب. وأسلمت فاطمة بنت أسد، وكانت امرأة صالحة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها [9].

بذلت السيدة فاطمة بنت أسد الهاشمية أقصى ما عندها في رعاية النبي صلى الله عليه وسلم، ولما ماتت رضى الله عنها ترحم صلى الله عليه وسلم عليها، وذكر لها برها، عن أنس بن مالك، قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب، دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها، فقال: (( رَحِمَكِ اللَّهُ يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، وتُشْبِعِينِي وتَعْرَيْنَ، وتُكْسِينِي، وتَمْنَعِينَ نَفْسَكِ طَيِّبًا، وتُطْعِمِينِي تُرِيدِينَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تُغَسَّلَ ثَلاثًا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ الَّذِي فِيهِ الْكَافُورُ سَكَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ خَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ، فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهُ وَكَفَّنَهَا بِبُرْدٍ فَوْقَهُ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بن زَيْدٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، وَعُمَرَ بن الْخَطَّابِ، وَغُلامًا أَسْوَدَ يَحْفُرُونَ فَحَفَرُوا قَبْرَهَا، فَلَمَّا بَلَغُوا اللَّحْدَ حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاضْطَجَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، اغْفِرْ لأُمِّي فَاطِمَةَ بنتِ أَسَدٍ، ولَقِّنْهَا حُجَّتَها، وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا، بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، وأَدْخَلُوها اللَّحْدَ هُوَ وَالْعَبَّاسُ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ)) [10].

وجملة القول:
عظيم أخلاق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

ضرورة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين خاصة الأم.

مشروعية الثناء والشهادة بالخير على الأموات، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.

الجزاء من جنس العمل، جلس صلى الله عليه وسلم عند السيدة فاطمة بنت أسد. يترحم عليها ويدعوا لها وألبسها ثوبه، واضطجع في قبرها، اعترفًا بجميلها، وثناءً حُسن صنيعها.

ختامًا:

نسأل الله تعالى أن يغفر لآبائنا وأمهاتنا وجميع آباء وأمهات المسلمين، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.


[1] سير أعلام النبلاء - (2 / 223)

[2] المستدرك 405 - (4 / 63)، الطبقات الكبرى (8 / 223).

[3] صحيح مسلم (4/ 1907).

[4] إكمال المعلم بفوائد مسلم (7/ 480).

[5] صحيح البخاري (5/ 112)، صحيح مسلم (3/ 1392) واللفظ للبخاري.

[6] المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (2/ 116).

[7]صحيح مسلم (7 / 144).

[8] شرح النووي على مسلم (16/ 10).

[9] الطبقات الكبرى ط العلمية (8/ 178).


[10] المعجم الكبير للطبراني - (18 / 82)، قال الهيثمى: رواه الطبرانى في الكبير والأوسط، وفيه (روح بن صلاح) وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9/ 257).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.99 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]