من أسباب الثبات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4457 - عددالزوار : 1224441 )           »          الفرح بالعيد مشاعر تتجدد وأمل يتجلى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          صفة النحر والذبح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كل الأحاديث الصحيحة في دعاء يوم عرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الذكر والدعاء في يوم عرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          عيد الأضحى آداب وأحكام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 191 )           »          وقفاتٌ إيمانية وتربوية مع العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          مفهوم تعدد النيات في العمل الواحد: كيف تضاعف أجرك وثوابك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل فتة العيد فى وقت قصير.. لو عندك عزومة ومفيش وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أسرع طرق تنظيف الممبار.. 3 حيل ذكية توفر الجهد والوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-05-2021, 03:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,388
الدولة : Egypt
افتراضي من أسباب الثبات

من أسباب الثبات
عبدالرحمن بن بشير الهجلة



إن الحمد لله نحمده ونستعينه.. أما بعد:
فيا عباد الله، إن التوفيق للهداية من أعظم منن الله تعالى على عبده ومن أجل منحه وهباته، فإن التوفيق للهداية علامة على إرادة الله بالعبد خيرًا، وأنه أراد أن يفتح له بابًا عظيمًا من أبواب الرحمة، ومن ثم فإن الثبات على هذه الهداية نعمة أخرى وعطية جليلة من عطاياه لعبده، ولكنها تحتاج من العبد للقيام بأسباب لأن يبقى ثابتًا على الهداية.


من هذه الأسباب ما يلي:
أولًا: الحمد:
فإن نظر العبد إلى عظيم هذه النعمة المسداة وتوفيق ربه له، أوجب له نظره هذا الحمد عليها والشكر لمسديها، فبهذا الشكر تدوم وبه تزداد؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].


ثانيًا: سؤاله الثبات:
ومن هذا الشكر سؤال الله الثبات على هذه الهداية، وصدق اللجوء إلى الله، والإلحاح عليه بالدعاء والإكثار منه، والخوف من الحور بعد الكور، ومن الانتكاسة بعد الاستقامة، وليكن دعاء إبراهيم وخوفه على نفسه وبنيه من عبادة الأصنام، وهو إمام الموحدين نصب عينيه؛ حيث قال: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35].


ثالثًا: عبادة الخلوات:
إن من أعظم أسباب الثبات هي عبادة الخلوات، فعند البعد عن أعين البشر والخلوة في طاعة الله، يتبين المؤمن من المنافق، فإن المؤمن إذا خلا وتفرغ نصب قدميه بين يدي ربه، يناجيه ويسأله ويبتهل إليه، والمنافق إذا خلا بمحارم الله انتهكها؛ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 108].


سأل رجل حذيفة رضي الله عنه: هل أنا من المنافقين؟
قال: أتصلي إذا خلوت وتستغفر إذا أذنبت؟ قال: نعم، قال: اذهب فما جعلك الله منافقًا؛ أورده ابن عساكر في تاريخ دمشق.


وانتهاك المحارم في الخلوات سبب في التفريط بالحسنات، ومحق بركات الأعمال الصالحة وإن كانت مثل الجبال، ففي الحديث الذي أخرجه ابن ماجه في سننه عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لأَعْلَمَنَّ أقوامًا مِن أُمَّتي يَأْتون يوم القيامة بحَسناتٍ أمثالِ جِبالِ تِهامةَ بَيْضاءَ فيَجْعَلُها اللهُ هَباءً مَنثورًا، قال ثَوْبان: يا رسولَ اللهِ صِفْهُم لنا، جَلِّهِم لنا ألا نَكُونَ منهُم ونحن لا نَعْلَم، قال: أمَا إنَّهُم إخوانُكُم ومِن جِلْدَتِكُم ويَأخُذون مِنَ اللَّيلِ كما تَأْخُذون، ولكنَّهُم أقوامٌ إذا خَلَوْا بمَحارمِ اللهِ انتَهَكوها"؛ السلسلة الصحيحة.


رابعًا: العمل بالعلم:
العلم من أجل الأعمال وأزكاها؛ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقد بوب البخاري في كتابه الصحيح، فقال: باب قال الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19]، فبدأ بالعلم قبل القول والعمل والعلم مرتبط بالعمل؛ لأن العلم بلا عمل حجة على العبد عن أبي هريرة قال: (مثل الذي يتعلَّم العلم ثم لا يحدِّثُ به، كمثل الذي يَكنزُ فلا يُنفِقُ منه).
والإنسان يحتاج أن يحيل معلوماته إلى معمولات؛ كي يزداد ثباتًا على الهداية، فإنها إحدى ثمرات عمله بعلمه.


الخامس من هذه الأسباب: تلاوة القرآن:
﴿ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ﴾ [الكهف: 27]، التلاوة: هي الاتباع؛ أي: اتبع ما أوحى الله إليك بمعرفة معانيه وفَهمها، وتصديق أخباره، وامتثال أوامره ونواهيه؛ فإنه الكتاب الجليل الذي لا مبدل لكلماته؛ أي: لا تغير ولا تبدل لصدقها وعدلها وبلوغها من الحسن فوق كل غاية، ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ [الأنعام: 115]، فلتمامِها استحال عليها التغيير والتبديل، فلو كانت ناقصة لعرض لها ذلك أو شيء منه، وفي هذا تعظيم للقرآن في ضمنه الترغيب على الإقبال عليه.


﴿ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴾ [الكهف: 27]؛ أي: لن تجد من دون ربك ملجأً تلجأ إليه، ولا معاذًا تعوذ به، فإذا تعين أنه وحده الملجأ في كل الأمور، تعين أن يكون هو المألوه المرغوب إليه في السراء والضراء، المفتقر إليه في جميع الأحوال، المسؤول في جميع المطالب.


وقال مالك رحمه الله: "من أراد النجاة فعليه بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله كما أمر والشكر له، فقد تأذن بالزيادة لمن شكر.
عباد الله، سادس هذه الأسباب: الصحبة الصالحة:
يقول الله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].


يأمر تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم وغيره أسوته في الأوامر والنواهي - أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين، ﴿ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي ﴾؛ أي: أول النهار وآخره، يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم ومخالطتهم وإن كانوا فقراءَ، فإن في صحبتهم من الفوائد ما لا يُحصى.
﴿ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ﴾؛ أي: لا تجاوزهم بصرك وترفع عنهم نظرك.


﴿ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾، فإن هذا ضار غير نافع وقاطع عن المصالح الدينية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا، فتصير الأفكار والهواجس فيها، وتزول من القلب الرغبة في الآخرة، فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقته وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية والندامة السرمدية، ولهذا قال: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ﴾، غفل عن الله فعاقبه بأن أغفله عن ذكره.


﴿ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾؛ أي: صار تبعًا لهواه؛ حيث ما اشتهت نفسه فعله، وسعى في إدراكه ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، فهو قد اتخذ إلهه هواه؛ كما قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾ [الجاثية: 23].


﴿ وَكَانَ أَمْرُهُ ﴾؛ أي: مصالح دينه ودنياه، ﴿ فُرُطًا ﴾؛ أي: ضائعة معطلة، فهذا قد نهى الله عن طاعته؛ لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به، ودلت الآية على أن الذي ينبغي أن يطاع ويكون إمامًا للناس مَن امتلأ قلبه بمحبة الله، وفاض ذلك على لسانه، فلهج بذكر الله، واتَّبع مراضي ربه، فقدمها على هواه، فحفظ بذلك ما حفظ من وقته، وصلحت أحواله واستقامت أفعاله، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه، فحقيق بذلك أن يتبع ويجعل إمامًا، والصبر المذكور في هذه الآية هو الصبر على طاعة الله الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام، وفي الآية استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار؛ لأن الله مدحهم بفعله، وكل فعل مدح الله فاعله، دل ذلك على أن الله يحبه وإذا كان يحبه، فإنه يأمر به ويرغب فيه.


السابع: الدعوة إلى الله:
قال الله تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 29].


أي: قل للناس يا محمد: هو الحق من ربكم؛ أي: قد تبيَّن الهدى من الضلال والرشد من الغي، وصفات أهل السعادة وصفات أهل الشقاوة، وذلك بما بيَّنه الله على لسان رسوله، فإذا بان واتضح ولم يبقَ فيه شبهة.


﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾؛ أي: لم يبق إلا سلوك أحد الطريقين بحسب توفيق العبد وعدم توفيقه، وقد أعطاه الله مشيئة بها يقدر على الإيمان والكفر والخير والشر، فمن آمن فقد وفِّق للصواب، ومن كفر فقد قامت عليه الحجة، وليس بمكرهٍ على الإيمان؛ كما قال تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ [البقرة: 256]، وليس في قوله: ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ الإذن في كلا الأمرين، وإنما ذلك تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام. [1]

هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.


[1] فقرات التفسير مستفادة من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.11 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]