|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أثر بيجماليون للعالمين التربويين Rosental و Jackobsen أ. حنافي جواد هل تعرفون قصة بيجماليون Pygmalion الشهيرة للأديب العالمي جورج برنارد شو، التي ازْدَادت أصداءُ شُهرتها قوة بعد إخراجها في منتصف العشرينيَّات في إطار فيلم my fair lady "سيدتي الجميلة"، اعُتِبَر في حينها أفضل فيلم أمريكي، وتَمَّ تحويله إلى مسرحية عربيَّة تحمل الاسم نفسه. استعار العالمان التربويان Rosental و Jackobsen شهرة هذا المصطلح وفلسفة معناه في تسمية نظريتهما التربويَّة المعروفة إلى الآن في مجال التعليم وعلم النفس التربوي بـ"تأثير بيجماليون" Pygmalion Effect، ويعني بها تقدُّم غير مُتَوقَّع لأداء أحد الطلبة، مُتأثِّرًا بالتوقُّعات الإيجابية الموجَّهة له من أحد أساتذته[1]. هو الأثر الذي تُحدثه الآراء المُسبقة، والأحكام القَبْلية للمدرسين على تحصيل التلاميذ، وقد بيَّنت الدراسة أنَّ هناك علاقة بين مواقف المدرسين القَبْلية وما يتوقَّعون تحقيقه من نتائج فعليَّة، ومَرَدُّ ذلك إلى علاقات التواصُل والتفاعل التي رَبَطها المدرس مع التلاميذ من آرائه المسبقة، فمِن خلال هذه الأشياء يدعم المدرس بعضَ التلاميذ، ويَجعل تعليمهم إيجابيًّا، ويدفعهم إلى كَسْب الثقة في أنفسهم. عندما يتبرمج ذِهنُ المدرس على أنَّ التلميذ الفلاني جيِّد، فغالبًا ما تكون نتائج تقويمه لهذا التلميذ جيِّدة، وعندما يتبرمج ذِهنه على خلاف ذلك، تكون نتائج التقويم سلبيَّة. والنتيجة إذًا: أنه كلما كان رأي المدرس إيجابيًّا، عَمِلَ على تعزيز موقف التلاميذ، من خلال حركاته وملامحه، وكلامه وتوقُّعاته، وأسلوبه تعامُله معهم. ويحدث العكس كلما كان هذا الرأي سلبيًّا[2]. ماذا ترى؟ هذا غير صحيح: إن المدرسين ليسوا بُلداءَ إلى هذه الدرجة، لن أكون مبالغًا إن قلت: إنَّ المدرس يُقَيِّم التلميذ قبل أن يُقَيِّمَه؛ فخِبْرته ودُرْبَتُه مكَّنتاه من تمييز التلميذ المتفوق من المتوسط من الضعيف من الأكثر ضَعْفًا، أمَّا بعد التقويم، فإنه يتمكَّن من الحُكم عليه بدقة متناهية. أمَّا قولهم: إذا كانت التوقُّعات إيجابيَّة كانت النتائج كذلك، وإذا كانت سلبية كانت النتائج كذلك، فلا يَستقيم نظريًّا ولا عمليًّا. [1] "تأثير بيجماليون" Pygmalion Effect، ويعني بها تقدُّم غير متوقَّع لأداء أحد الطلبة، متأثرًا بالتوقُّعات الإيجابيَّة الموجَّهة له من أحد أساتذته؛ حيث قاما في عام 1968 باختيار مدرسة من مدارس الطبقة المتوسطة الابتدائية؛ لتطبيق اختبار ذكاء مُقَنَّن على جميع طَلَبتها في نهاية العام الدراسي، وقُبيل بداية السنة الدراسية التالية، تَمَّ تحديد 20 في المائة من طلبة المدرسة على نحو عشوائي، وتَمَّ الإعلان عنهم بأنهم لدى مدرسيهم ذَوُو إمكانات عقلية عالية، مع أنهم لا يختلفون حقيقة عن الطلبة الآخرين في المدرسة، ولا يوجد أيُّ سببٍ يدعو إلى الاعتقاد بأنهم سيحقِّقون مكاسبَ عقلية أكبر من أترابهم، وتَمَّ إخبار مدرسيهم بأنَّ هؤلاء الطلبة يُتَوقَّع منهم التفوق المفاجئ الأكاديمي Academic Spurters؛ أي: إن هناك بوادرَ كبيرة جدًّا بأن يُظهروا تقدُّمًا كبيرًا جدًّا في قُدراتهم العقلية ونتائجهم الدراسية، وطلبوا منهم ألاَّ يُخبروا هؤلاء الطلبة أو بَقِيَّتهم بأيِّ شيءٍ عن هذا الاختلاف، ثم قاما بتطبيق اختبار ذكاء مُقَنَّن على جميع الطلبة في منتصف العام الأكاديمي وفي نهايته، ولقد بيَّنت النتائج البحثية أنَّ هؤلاء الطلبة الذين حمل مدرِّسوهم على الاعتقاد بإمكانيَّة تفوُّقهم أظْهَروا حقيقةً وبالأرقام نتائجَ درجات أعلى من الطلبة الآخرين، وحين طُلِب من معلِّميهم أن يَصِفوهم، فقد ذكروا أنهم أكثر حبًّا للاستطلاع، واهتمامًا بالدَّرس، وأفضلَ توافقًا مع زملائهم، وأكثر إصرارًا وقُدرة على التحمُّل؛ ولذلك يُحتمل أن يَنجحوا في حياتهم المقبلة بدرجة أكبر من قُرنائهم. علينا أن نتذكَّر مرة أخرى أنَّ هؤلاء الطلبة لَم يكونوا في البداية مختلفين عن غيرهم؛ حيث تَمَّ اختيارهم عشوائيًّا من قِبَل الباحثين، وذلك ما دعاهما إلى التوصُّل في نتائج بحثهما إلى أنَّ توقُّعات المدرسين زادَت من المكاسب العقلية لهؤلاء الطلبة؛ مما أدَّى إلى تحقيق هذا التفوق الملموس؛ لأن الفروق في أسلوب تعامُل المدرسين معهما قد كانت مؤثرة وواضحة، ومختلفة عن البقيَّة، فلقد لاحَظ الباحثان أن نغمة الصوت والتعبير الوجهي واللمس، وحركات الجسم قد نَقَلت إلى هؤلاء الطلبة رسائلَ غير لفظيَّة، ساعدَتهم على تغيير تصوُّراتهم عن أنفسهم، وتوقُّعاتهم عن مستوى أدائهم وسلوكيَّاتهم، وشَحَذت دافعيَّتهم نحو التعلُّم، وأكَّدا في توصيات البحث أن توقُّعات المعلمين الإيجابية هي خُطط نفسيَّة تقود سلوك الطلبة وتدفعهم لأن يكونوا عند حُسْن ظنِّ مُعَلِّميهم. [2] انظر معجم علوم التربية، مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك، سلسلة علوم التربية، 9 - 10، منشورات عالم التربية، الطبعة 2، الصفحة 98؛ بتصرُّف كبير.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |