إعلام المسلمين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4862 - عددالزوار : 1821401 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 1170555 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 531 - عددالزوار : 302007 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 60 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-08-2021, 04:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي إعلام المسلمين

إعلام المسلمين

بفضائل الصلاة على خير المرسلين صلى الله عليه وسلم

الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾. [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾. [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾. [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

قَالَ الله سبحانه وتَعَالَى في محكم كتابه: ﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].

أيها المسلمون الأخيار، أكثروا من الصَّلَاةِ والسلام عَلَى النَّبِيِّ المختار، صلى الله عليه وسلم، يصلي عليكم العزيز الغفار، وتصلي عليكم الملائكة الأطهار الأبرار.

عبد الله؛ يا من تحضر هذه الخطبة أو تستمع إليها، إياك أن تنتهي الخطبة؛ إلا وقد اكتسبنا الكثير من الخيرات، وأخذنا الكثير بل العشرات وعشرات العشرات من الحسنات، والرفعة في الدرجات كما سنبين ذلك وباختصار إن شاء الله.

أخي في دين الله؛

1) إذا صليت عليه صلى الله عليه وسلم مرة صلى الله عليك بها عشرا. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا". (م) 70- (408). فصلوا عليه.

2) من سلّم عليه مرَّة سلّم الله عليه عشرا، فصلوا وسلموا عليه صلى الله عليه وسلم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبُشْرَى فِي وَجْهِهِ، فَقُلْنَا: إِنَّا لَنَرَى الْبُشْرَى فِي وَجْهِكَ، فَقَالَ: "إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ، إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا". (س) (1283)، الصحيحة: (829).

3) من صلى عليه كتب له عشر حسنات عليه الصلاة والسلام.

4) من صلى عليه مَحَا الله عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، صلى الله عليه وسلم.

5) من صلى عليه رَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، الله يرفع العبد المصلي على رسوله عشر درجات عليه الصلاة والسلام.

6) من صلى عليه رَدَّ الله عَلَيْهِ مِثْلَهَا. عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ، يُرَى فِي وَجْهِكَ الْبِشْرُ، قَالَ: "أَجَلْ؛ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَاةً؛ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا". (حم) (16352)، صحيح الجامع: (57).

وَعَنْ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلَاةً مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ". (ن) (9892)، (س) (1297)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1659).

7) من صلى عليه صلت عليه الملائكة. عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيَّ؛ إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ")، ("مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ، أَوْ لِيُكْثِرْ"). (جة) (907)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1669)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث حسن.

8) من صلى عليه؛ صلى الله عليه وسلم كفيت همومه، وفرجت كروبه، ومن منا ليس عنده همّ أو أكثر؟ من منا وليس عنده كرب وضيق أو أكثر، فصلوا عليه تفرج الهموم إن شاء الله صلى الله عليه وسلم.

9) من صلى عليه غفرت ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر صلى الله عليه وسلم. عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: "مَا شِئْتَ"، قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟! قَالَ: "إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ". (ت) (2457)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1670).

10) من صلى عليه عرف طريق الجنة، وأما من لم يصل عليه فقد قال صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَنَسِيَ الصَلَاةَ عَلَيَّ")، ("خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ"). (جة) (908)، الصَّحِيحَة: (2337)، وقال الألباني: ومعنى ذلك أن تَرْكَ الصلاةِ على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره معصية.

11) من صلى عليه وبعدها دعا؛ كُشفت لدعائه الستور، ورفعت الحجب، فـ(كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ، حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم). قاله عَلِيٍّ، رضي الله عنه، وهو في حكم المرفوع، انظر صَحِيح الْجَامِع: (4523)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1675).

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الـمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: (إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ؛ حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم). (ت) (486) انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1676).

فالدعاء مَوْقُوفٌ، دعاءك أنت؛ أيها الداعي، ادع كما شئت فيوقف دعاؤك بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم.

أما أوقات الصلاة عليه، صلى الله عليه وسلم، وذلك في كل وقت وحين؛ سواء كنت على طهارة أم لا، لا يحتاج إلى وضوء، صلِّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما، خصوصا:

يوم الجمعة، فقد ورد عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عليه السلام، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ"، =فيصعق من في السماوات والأرض=، "وَفِيهِ النَّفْخَةُ"، =ينفخ في الصور فيخرج الناس من قبورهم= "فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَلَاةِ فِيهِ"، =صلى الله عليه وسلم=، "فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ"، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟! =بمعنى بليت؛ أي: أكلت جسدك الأرض=، فَقَالَ =صلى الله عليه وسلم=: "إِنَّ اللهَ عزَّ وجل قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ". (د) (1047)، (س) (1374).

والصلاة عليه بعد الأذان، بعد أن تردِّد كلمات الأذان تصلي عليه وتسأل الله له الوسيلة حتى تنال الشفاعة، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ". (م) 11- (384).

الصلاة عليه؛ صلى الله عليه وسلم ركن من أركان الصلاة في التشهد الأخير، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا السَّلاَمُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ". (خ) (4797)، (م) 66- (406)، وزاد أحمد في مسنده: عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ إِذَا نَحْنُ صَلَّيْنَا فِي صَلَاتِنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْبَبْنَا أَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يَسْأَلْهُ. فَقَالَ:... وذكر الحديث. (حم) (17072)، قال الأعظمي: إسناده حسن.

والصلاة عليه ركن من أركان صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنهما قَالَ: (أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم؛ أَنَّ السُّنَّةَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ: "أَنْ يُكَبِّرَ الإِمَامُ، ثُمَّ يَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى سِرًّا فِي نَفْسِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم)، (ثُمَّ يُخْلِصَ الدُّعَاءَ لِلْمَيِّتِ، وَلَا يَقْرَأَ إِلَّا فِي التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى)، (ثُمَّ يُسَلِّمُ سِرًّا فِي نَفْسِهِ) (عَنْ يَمِينِهِ). (الحاكم) (1331)، وصححه الألباني في الإرواء: (734) وأحكام الجنائز (ص122).

والصلاة والسلام عليه عند الهم، وعند الكرب، وعند الضيق، وما أكثر ما نحن فيه عامة وخاصة من كروب وهموم وضيق.

ألا واعلموا أنّ صلاتنا عليه صلى الله عليه وسلم تعرض عليه، فكيف تَصِلُ إليه الصلاةُ عليه؟

الله سبحانه وتعالى وكّل ملائكةَ همُّهم ووظيفتهم فقط توصيل الصلاة والسلام عليه، منك إليه، عليه الصلاة والسلام، فأشغلوهم في هذا اليوم الفضيل وفي كل وقت وحين، بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث: "إِنَّ للهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ، يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِيَ السَّلَامَ". رواه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ (س) (1282)، الصَّحِيحَة: (2853).

قال الشاعر:
يَا رَاكِبًا نَحْو الْمَدِينَة قَاصِدا
بلغ صَلَاتي للنَّبِي مُحَمَّد

وَقل السَّلَام عَلَيْك يَا علم الْهدى
فَهُوَ الدَّلِيل إِلَى الشَّفِيع الأجود

إِن الَّذِي ورث النُّبُوَّة وَالْهدى
فَهُوَ الدَّلِيل لكل عبد مرشدِ

صلى عَلَيْهِ الله مَا هبت صبا
وترنمت وُرْقا بِصَوْتٍ تُغرِّدِ

من بستان الواعظين ورياض السامعين (ص: 302).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.



الخطبة الآخرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، وعلى آله صحبه ومن والاه، واهتدى بهديه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
ما أَجملَها من لحظات يوم القيامة؛ عندما تقف في الحشر مع الناس، وتكون أنت أيها المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، والمكثرُ من الصلاة عليه أولى الناس به، أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هم المكثرون من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك الترمذي وابن أبي شيبة وغيرهم، فَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً". (ت) (484)، وانظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1668).

قَالَ ابن حبان في صحيحه ح (911): فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقِيَامَةِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ؛ إِذْ لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ أَكْثَرَ صَلَاةً عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ.

13) وأقربهم منزلة منه يوم القيامة؛ أكثرهم صلاة عليه، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَلَاةِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَإِنَّ صَلَاةَ أُمَّتِي تُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَمَنْ كَانَ أَكْثَرَهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً؛ كَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً". (جة) (1673) انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1673).

النبي صلى الله عليه وسلم أقرب الناس إلى الله، وأنت أيها المصلي عليه، والمكثر من الصلاة عليه، صلى الله عليه وسلم، أقرب الناس إليه، فأكثروا من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم.

14) من أكثر من الصلاة والسلام عليه، عليه الصلاة والسلام؛ حلت عليه شفاعته، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلّى عليَّ أو سأل ليَ الوسيلةَ حقَّت عليهِ شَفاعَتي يومَ القيامة". تحقيق فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للجهضمي (المتوفى: 282هـ)، تحقيق الألباني: (ص: 49) ح (50).

حتى لو وقع الإنسان يوم القيامة أسير ذنوبه، ويحمل أوزارا كثيرة، ينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة الصلاة عليه.

الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لا تكلفّك شيئًا؛ اذكر الله وصلِّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾. [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شافيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا غائبا إلا رددته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين.


﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾. [العنكبوت: 45].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]