|
|||||||
| ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#6
|
||||
|
||||
|
شذرات عن طريق طالب العلم (4) إبراهيم العيدان الحمد لله، مصلِّيًا على رسوله وآلِه وصحبه ومسلِّمًا. وبعد: • فهذا هو الجزء الرابع من مجموع رسائل (شذرات عن طريق طالب العلم)؛ تُعين الطالبَ في طلَبِه، وهي في الأصل موجَّهةٌ لطالب العلم المبتدئ، وإن كانت تَذكِرةً وذكرى للمنتهي، بعضها نقلًا، وبعضها رَقْمًا، سبق وأرسلتُها لمجموعة من الأحبَّة كرسائل قصيرة، ورأيتُ جمْعَها وعرضها ليُنتفع بها. يا ربِّ حقق المنى، وأخلِص النيَّةَ، وأصلح العمل. ♦ ♦ ♦ يا طالبَ العلم، سُئل شيخ الإسلام - رحمات الله المتوالية عليه إلى يوم الدِّين - سؤالًا مهمًّا، فجاء الجواب حسنًا كعادته... تأمَّل! "أيهما أفضل طلب القرآن أو العلم؟ الجواب: • أمَّا العلم الذي يَجب على الإنسان عينًا كعِلم ما أمر الله به، وما نَهى الله عنه، فهو مقدَّم على حِفظ ما لا يجب مِن القرآن؛ فإنَّ طلب العلم الأول واجبٌ، وطلبَ الثاني مستحبٌّ، والواجب مقدَّم على المستحبِّ. • وأمَّا طلَب حِفْظ القرآن، فهو مقدَّم على كثيرٍ مما تسمِّيه الناس علمًا وهو إما باطل، أو قليل النفع، وهو أيضًا مقدَّم في التعلم في حقِّ مَن يريد أن يتعلَّم علمَ الدين من الأصول والفروع؛ فإنَّ المشروع في حقِّ مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحِفْظ القرآن؛ فإنَّه أصلُ علوم الدين، بخلاف ما يفعله كثيرٌ من أهل البدع من الأعاجم وغيرهم؛ حيث يشتغل أحدُهم بشيء من فُضول العلم، من الكلام، أو الجدال والخلافِ، أو الفروعِ النَّادرة، والتقليد الذي لا يحتاج إليه، أو غرائب الحديث التي لا تَثبُت، ولا يُنتفع بها، وكثير مِن الرياضيات التي لا تقوم عليها حجَّة، ويترك حِفْظَ القرآن الذي هو أهمُّ من ذلك كله، فلا بدَّ في مثل هذه المسألة من التفصيل. والمطلوب مِن القرآن هو فَهْمُ معانيه، والعملُ به، فإن لم تكن هذه هِمَّةَ حافِظِه، لم يكن مِن أهل العلم والدين، والله سبحانه أعلم". [الفتاوى الكبرى (٢/ ٢٣٤ - ٢٣٥)]. ♦ ♦ ♦ • يا طالبَ العِلم، أيما وجدتَ فرصةً مِن إجازة ونحوها... فاعلم أنَّها فرصة ومنحة ربانيَّة. فخطِّط لها: • قراءة كتبٍ ورسائل. • وحضور دروس ودورات. • وحفظ متون ومنظومات. • ومذاكرة صحبك ومناقشتهم. • وضبط محفوظك ومراجعته. وأعظم ما يرفعك وينفعك وأُوصيك به أمران: • أحدهما: "شدَّة لزوم شيخك"؛ فأنت فارِغ. • وثانيهما: "كثرة قراءتك وحفظك". وإليك مثالًا (عمرو بن ميمون الأودي) للملازمة التي أثمرَتْ عِلمًا وفيرًا؛ حيث يقول: • "قدِم علينا معاذُ بن جبَل اليمنَ رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلينا، قال: فسمعتُ تكبيرَه مع الفَجر؛ رجلٌ أجشُّ الصَّوت، قال: ♦ "فأُلْقِيتْ عليه مَحبَّتي، فما فارقتُه حتى دفَنتُه بالشَّام ميتًا، ثمَّ نظرتُ إلى أَفْقَهِ النَّاس بعدَه، فأتيتُ ابنَ مَسعودٍ، فلزمتُه حتى مات"؛ [رواه أبو داود في سننه]. ♦ ♦ ♦ • يا طالبَ العِلم، عليك بالحفظ؛ فهذا زمنه. • أخذ إسماعيل بن أميَّةَ حديثًا عن أبي هريرة رضي الله عنه مِن أعرابي، فأراد أن يتوكد حِفظه، فكان ما جرى: • "قال إسماعيل: ذهبتُ أُعيد على الرجل الأعرابي، وأنظر لعلَّه، فقال: يا بنَ أخي، أتظنُّ أنِّي لم أحفَظْه؛ لقد حجَجتُ ستِّين حجَّةً، ما منها حجَّة إلَّا وأنا أعرف البعيرَ الذي حججتُ عليه"[1]. • يا طالبَ العِلم، "فأَعْلَمُنا أحفَظُنا"[2]. ♦ ♦ ♦ • يا طالبَ العِلم، الْتِزامك لشيخ، لا بدَّ أن يكون مبنيًّا على اختيارٍ صحيح. شيخ مُزكًّى في دينه وعلمِه، وأدبِه وسَمْتِه... وليس كلُّ مَن علَّم حرْفًا كان حَرِفًا. ولا مَن ضبَط شيئًا صار شيخًا. ولكن! أهل العلم معروفون... زادك الله مِن واسع فضله. ♦ ♦ ♦ • يا طالبَ العِلم، قال العلَّامة مرتضى الزبيدي رحمه الله: ♦ "وقد أجمَع العلماءُ على فضل التعليم والتعلُّم مِن أفواه الشيوخ". [إتحاف السادة المتقين (١/ ٦٦)]. هم أهْلُه، وهم به أَبصَر! ♦ ♦ ♦ ومن الأمور التي تغُم القلبَ تكاسُلُ بعض الطلَّاب عن الاستفادة مِن مشايخهم - رغم توفُّرهم، وضرورتهم وحاجتهم إليهم - بحُججٍ واهية؛ كقول أحدهم: الشَّيخ قد لا يسمح؛ جدَلًا. يا صويحبي: • تعالَ له مرَّةً بدرس، ومرَّةً بسؤال، وأخرى اقضِ حاجتَه، وقل له ما تريد، ورابعة بإرسال أحدٍ إليه، وخامسة بمراسلته، وسادسةً بتحرِّيه عند باب بيته ومسجده... فإنَّه متى وجَد مِنك إقبالًا إليه وإلى ما عنده، رفع السترَ بينك وبينه ووضع الاستئذانَ... وحينها قد هبَّتْ رياحُك، وربح سوقُك. ولكن! لقد أسْمعتَ لو نادَيْتَ حيًّا! ♦ ♦ ♦ يتظاهر كثيرٌ من طلَّاب العلم بشغل مستمرٍّ، وضِيق وقتٍ، وتعدُّد ارتباطات؛ ويتَّخذها أعذارًا يخبِّئ وراءها ضعفَ همَّتِه، وكسلَ نفسه، ورداءةَ رأيه. والكثير الآخر يدَّعي العلم، وينتحل التعالُمَ، ويظنُّ أنَّه بلَغ مِن العلم مبلغَ الكِبار، ورفع المنارَ، لأجل سَطْر واحدٍ قرَأه بقراءته المتعتعة، وحديثٍ بالَّتي واللُّتيا بحِفْظه الرَّكيك حفِظه... وكلاهما في السوء سواء، ويتعالون الثغاء. ومتى سلِم المرءُ مِن هذين، وجَدَّ واجتهد، كان إلى الخير أقرب. ♦ ♦ ♦ • يا طالبَ العِلم، اعلم أنَّ ارتباطك بشيخك هو ارتباطُ ابنٍ بأبيه؛ ولا عجب! فهذا الإمام النَّووي رحمه الله يقول: "إنَّهم أئمَّتنا وأسلافنا، كالوالدين لنا"[3]، وقال: " فإنَّ شيوخه في العلم آباءٌ في الدِّين، ووُصلةٌ بينه وبين ربِّ العالمين... مع أنَّه مأمورٌ بالدُّعاء لهم، وبِرِّهم، والثَّناء عليهم، والشكر لهم"[4]. بينك وبينه رَحِمُ العلم، رَحِمُ أرواح لا رَحِم أجسام، يبيِّن ذاك شيخ الإسلام ووالدُنا رحمه الله حيث يقول: • "فالشيخُ والمعلِّم والمؤدِّبُ أبو الرُّوح، والوالِدُ أبو الجِسم"[5]. فيا ليتَ شِعري، أين هم البررة؟! ♦ ♦ ♦ • يا طالبَ العلمِ، تلطَّف حين المسألة، وتملَّق لشيخك؛ فإنَّ أدَب الطَّلب روحُ العلم، فلَطالما كانوا يَقولون بين يدي مسألتهم: "رَحِمك اللهُ، ما تقول في كذا وكذا؟"، وإيَّاك ومسابقةَ شيخك في الكلام، ومنازعتَه الخِطاب؛ فما هذا مِن الأدب في شيء. فأَذِلَّ نفسَك بين يدَي شيخك تَعِزَّ؛ قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: "ذللتُ طالبًا، فعززتُ مَطلوبًا"[6]. ولا تمارِ شيخَك وتستمهن المخالفةَ فيخبو ضوءُ عِلْمك؛ فقد كان أبو سلَمة يماري ابنَ عبَّاس؛ فحُرِمَ بذلك عِلمًا كثيرًا[7]. يا طالبَ العلمِ، أحسِن سؤالَك، أحسَن اللهُ إليك. ♦ ♦ ♦ • يا طالبَ العِلم، ليس طلَب العلم حِكرًا على ساعة مُحاضرةٍ، أو جلسة عِلم معيَّنة، في ظروفٍ معيَّنة، مع شيخٍ معيَّن. وإن لم يَحصل ذلك، فلعب وتَرْفيه، أو نَدْب حَظٍّ وانتظار توفُّر الظُّروف على ما تَشتهي وتريد. الطلب الحَقيقيُّ هو حياة مكرَّسة للعلم، تعلُّمًا وضبطًا، وحِفظًا وعملًا، وتخلُّقًا وبحثًا، وثَنْيَ رُكَب، ومزاحمةَ مناكب، ونسخًا ونقلًا، وجِدًّا ومثابرة، وبهذا تَنال العلم حقًّا، وتبلغ منه منزلةً رفيعة عليَّة. • يا طالبَ العِلم، العلم عُمْر، و((خيركم مَن طال عمرُه، وحسُن عمله)). ♦ ♦ ♦ • يا طالبَ العِلم: • سِرْ ووَقودُك الحُبُّ. • امضِ وحاديك الشَّوق. • تيم قلبك قلادةَ العلم، فغدوت تتلذَّذ بخرزها وجواهرها، ويحلو في فمك دقيقها وجليلها. قال النفيلي رحمه الله حين حدَّث بحديث سنده (حدَّثني وحدَّثنا): • "واللهِ إنَّه عندي أَحلى مِن العسَل"؛ [سنن أبي داود (٤/ ٣٣٠)]. • يا طالبَ العِلم، حلواك في حليِّك، وحليُّك عِلْمُك. ♦ ♦ ♦ كيف يرجو العلم مَن لا يريد أن يضحِّيَ بمالٍ أو تجارة من أجله؟! بل كيف يؤمِّله من أهرق دمَه للاتجار؟! كان السَّلَف وخلفهم مِن أهل العلم لا يساوِمون المالَ على العِلم، ولا يقدِّمونه عليه إلَّا أن يقدِّموه له! يتبع
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |